إنعقاد المؤتمر الوطني الأردني الأول لإنقاذ الأقصى

أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نظمت جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني مساء أمس الثلاثاء في العاصمة الأردنية عمّان ، المؤتمر الوطني الأول لإنقاذ الأقصى ، بحضور حزبي ونقابي مكثف ، وأصدر المؤتمر بيانا هذا نصه:
نحن المشاركون في أعمال المؤتمر الوطني الأردني لإنقاذ الأقصى المنعقد في عمان بتاريخ8/ربيع الأول/1436هـ الموافق 30/12/2014م، وبحضور أكثر من ألف شخصية وطنية من أصحاب الدولة والمعالي والسماحة والفضيلة والسعادة، من نخب البلد السياسية والدينية والعشائرية والفكرية والثقافية والنقابية والإعلامية والأدبية . حقا إن القدس تجمعنا .

وبعد تدارس الأوضاع التي وصلت إليها قضية المسجد الأقصى واستهدافه،والاعتداءات الخطيرة التي تتعرض لها الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ، وخاصة التهويد الظالم والحفريات المتتابعة تحت المسجد الأقصى المبارك والتي تهدد بانهياره، وتوالي الاجتياحات بوتيرة عالية مؤخراً وتنفيذ مسار التقاسم الزماني والمكاني ومنع المصلين من الدخول، وتجريم دخول المرابطات من النساء إلى الأقصى.
وتوضيحاً للمبادئ العامة المتعلقة بقضية بيت المقدس وفلسطين تاريخياً وواقعياً، وبحقوق الشعب الفلسطيني الإنسانية والسياسية والسيادية، وبطبيعة الاستهداف اليهودي للمسجد الأقصى المتدرج والمتدحرج والممنهج؛ نُصدِر الإعلان الآتي:

إعـلان عمـان لإنقاذ المسجد الأقصى
1. إن أكبر باطل في القرن العشرين هو جريمة زراعة دولة من العدم في عقر دار الإسلام والمسلمين وطرد أهلها واستهداف مقدساتها، وإن ثاني أكبر باطل هو اختزال حقوق أمة محمد r في قبلتهم فيما يمكن أن يتخلى عنه المحتل المجرم، فالصورة اليوم أن أعتى أعدائنا يتحكم في أقدس مقدساتنا.
2. إن القدس مدينة عريقة بناها اليبوسيون قبل أكثر من خمسة آلاف عام وأسموها "أورسالم" (مدينة السلام)، وحافظ عليها أبناؤها الذين قَدِموا من جزيرة العرب، وعلى الرغم من أن أقواماً شتى توالت عليها، فقد استمر وجود أهلها الكنعانيين العرب، ومن لحق بهم من موجات القبائل العربية، وظلوا يعمرونها دونما انقطاع، فهم الذين أعطوا القدس هويتها العربية، وجاء الفتح الإسلامي على يد الفاروق عمر ليضع الأمور في نصابها وليضع المدينة في مكانها الصحيح كما أرادها الله قبلة أمة، ومعقل توحيد، ومشدَّ رحال، والمسلمون يعدون بيت المقدس عقيدة وليس مجرد مدينة، وينظرون للأقصى باعتباره آية كريمة في كتاب الله، والقرآن محفوظ ولا يختلف، وعليه فلا يمكن منازعة الأمة في أي من حقوقها فيها.
3. إن الاحتلال الصهيوني للقدس غربيها عام 1948 وشرقيها عام 1967، هو احتلال عنصري استيطاني إحلالي إرهابي ضد حركة التاريخ، ويمثل ما تبقى من الظاهرة الاستعمارية التي قامت على الظلم والقهر واغتصاب الحقوق، وهو احتلال لا بد أن يزول، وعلى جميع أبناء الأمة إسناد أهل بيت المقدس في صمودهم ومقاومتهم من أجل استخلاص حقوقهم وتحرير أرضهم ومقدساتهم.
4. المسجد الأقصى مسؤولية أردنية باعتبار ما كان قبل سبعة وستين وقد وقع الاحتلال عليه وهو جزء من المملكة الأردنية الهاشمية , وحق المحتل أن يتحرر, ولا تغني عن ذلك مواثيق وعهود وتطمينات، والمسجد الأقصى على رأس أولويات الشعب الأردني، باعتبارها الأقرب إليه، وهو أمانة في أعناق جميع أبناء الأمة أردنييها وفلسطينييها وعربها ومسلميها وغير مسلميها.
5. إن فلسطين المباركة وبيت المقدس منها، والمسجد الأقصى؛ وقف إسلامي لايقبل التنازل ولا البيع ولا التعويض ولا التفاوض، وهذه محرمات بل من كبائر الذنوب، والمسجد الأقصى مسجد إسلامي لامكان فيه لغيره والطريق إليه مفتوح لا يُغلق، والجهاد ضمانته ، لقول النبيr (لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد.......) والمسجد الأقصى هو بكامل مساحته؛ بقعته وعلوِّه وسفله أصل واحد لا يقبل القسمة ولا الشراكة ولا الإحلال ولا الإبدال.
6. إن فلسطين "وقف للمسلمين على التأبيد" وقد استوعب المسلمون جميع الأطراف بحنو وتسامح وتعايش وتشارك عز نظيره في الكون.
7. إن الصهيونية حركة عنصرية إرهابية، وقد سبق للجمعية العامة للأمم المتحدة أن قررت أن الصهيونية شكلٌ من أشكال العنصرية، وأكد ذلك مؤتمر ديربان سنة 2001م.
8. إن الممارسات الاستيطانية العنصرية التي تستهدف محوَ معالم بيت المقدس، وانتهاك الحقوق الدينية والوطنية والقومية لشعبها الصامد، وذلك بإحاطتها بأحزمة وكتل استيطانية، وخنقها بالجدار العنصري، لتهجير أهلها وعزلها عن محيطها، كلها محاولات إجرامية وظالمة ومرفوضة.
9. إن الاعتداءات الخطيرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، لا سيما المسجد الأقصى المبارك، وما يتعرض له من حفريات تهدد بانهياره بهدف إقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه تشكل تهديداً للسلم والاستقرار في المنطقة والعالم وهي اعتداء على الإرث التاريخي والحضارة الإسلامية، فضلاً عن تهديدها للقدس وفلسطين، الأمر الذي يوجب على شعوب العالم مواجهتها وإيقافها دون إبطاء.
10. إن استمرار الاحتلال الصهيوني للقدس وفلسطين، بما يملكه من أسلحة نووية ومن ممارسات عدوانية توسعية، يظل عاملَ احتقانٍ وتوترٍ، ومبعث قلق لدى الأحرار وداعمي حقوق الإنسان، وسيظل هذا الاحتلال مصدر تهديد رئيس لإغراق المنطقة وشعوب العالم في مزيد من الحروب وبحور من الدماء.
11. إن حق العودة للاجئين والنازحين والمهجرين إلى القدس وسائر أرض فلسطين حق ثابت ومؤكد فردياً وجماعياً، ولا يجوز لأي كان أن يساوم عليه أو يتنازل عنه، ومن حق الشعب الفلسطيني ممارسة جميع حقوقه الوطنية والسياسية على أرضه التاريخية، بما في ذلك حقوقه السياسية كغيره من الشعوب.
12. إن على الدول العربية والإسلامية، والمؤسسات الدولية أن تتحمل مسؤولياتها وأن تبذل جميع الجهود لإنهاء الاحتلال الصهيوني للقدس، والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتنفيذ مختلف جوانب الدعم لصمود أهلها على أرضهم، بما يساعدهم على تحريرها.
13. إن التنسيق الأمني والتطبيع السياسي والاقتصادي والإعلامي والسياحي والزراعي والتجاري مع الكيان الغاصب؛ يتناقض مع الواجبات الشاغلة للذمة في موضوع المسجد الأقصى ويبرأ المجتمعون في هذا المؤتمر من كل صيغة تفريطية ومن كل معاهدة تطبيعية.
14. إن الجهاد بالمال لدعم أهل بيت المقدس والمرابطين والمرابطات فيه وإجراء الأوقاف عليهم واجب شرعي، وحقوقهم جميعاً في أعناق الأمة، وإن الثورة في وجه المحتلين والانتفاض عليهم والجهاد في مواجهتهم فريضة ربانية لا جدال فيها.ونصرة الأقصى واجب على الجميع حكاما ومحكومين جماعات وأفرادا ولا يُعذر أحد ،وإن تجريم الجهاد والمقاومة المشروعة لتخليص الأقصى يُعدّ خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين .
15. إن تجارب الشعوب عامة، وتجربة الصراع مع العدو الصهيوني خاصة، أكدت أن المقاومة بكل أشكالها ومستوياتها، المستندة إلى الوحدة الوطنية الجامعة وثوابتها، والمشاركة الشعبية الحرة، هي الطريق الأنجع لمواجهة الاحتلال وتحرير الأرض في القدس وفلسطين وفي كل بلاد العالم، كما أثبتت عدم جدوى المؤتمرات الدولية، المنعقدة تحت الرعاية الأمريكية المنحازة دائماً لدعم الاحتلال وتبرير جرائمه.
16. إن هذا المؤتمر الوطني يشكَّلُ ترجمة حيَّة لوحدة الشعب الأردني من أجل نصرة القدس وفلسطين، وهو يتوجه إلى أبناء الأمة كافة، يدعوهم إلى أوسع إجماع عربي إسلامي لنصرة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

اليوم نلتقي من أجل بيت المقدس، وغداً نلتقي في رحاب الأقصى إن شاء الله.
فالأقصى المبارك وديعة محمد r ، ومعدن الأنبياء، وعهدة عمر t ، ودار الإسلام، وقبلة المسلمين، وذروة اهتمام الأردنيين والمسلمين جميعا في كل زمان ومكان .

الإجــراءات
1. اعتماد جميع الحاضرين مؤسسين في المؤتمر الوطني لإنقاذ الأقصى واعتبار المؤتمر مظلة جامعة للعمل الوطني المفتوح للجميع لإنقاذ الأقصى.
2. إنشاء هيئة للمتابعة لإعداد وتنفيذ البرامج التي تخدم الأقصى في محنته، وتحشد التأييد لقضيته.
3. وضع المسجد الأقصى في مركزية المشهد وبؤرة الصراع ووضع القدس في مكانها الطبيعي كمحور ليقظة الأمة.
4. إسناد الجهود المخلصة للأرثوذكس الأردنيين والفلسطينيين في المحافظة على أملاكهم وأراضيهم العربية المقدسية المحتلة.
5. دعم الأوقاف الأردنية في القدس باعتبارها ممثلاً للحصرية الإسلامية راهناً، ومجابهة الإجراءات الاحتلالية للتضييق عليها ومصادرة دورها.
6. حشد الجهود الرسمية والشعبية كافة للقيام بواجبها نحو بيت المقدس وخاصة الدور الإعلامي والعُلَمائي.
7. مناهضة مخططات ومشاريع يهودية الدولة ويهودية العاصمة التي تشكل خطراً وجودياً على الأردن وطناً وشعباً، والتصدي لمشاريع تبادل الأراضي وضم عرب الداخل الفلسطيني.
8. تشكيل قوة ضغط مؤثرة إسلامية عالمية لنصرة القدس والشعب الأردني في طليعتها.
9. وضع الآليات والدراسات القانونية والشرعية الكفيلة بالمحافظة على الإرث الحضاري والتراث الإسلامي والأوقاف الإسلامية الهائلة في القدس والمهددة بالانتهاب والاستلاب المتدرج.
10. إدخال التربية المقدسية ومعارف المسجد الأقصى في المناهج التعليمية في جميع المراحل لمواجهة المناهج اليهودية الفاجرة.
11. إيجاد فروع للمؤتمر في المحافظات والمدن الأردنية والمحافظة على انعقاد المؤتمر الوطني لإنقاذ القدس دورياً.

مـن المخـاطــر
1. في الأساس، قام الكيان الاحتلالي لأجل بناء دولة يهودية صرفة وعاصمة يهودية خالصة في القدس لغرض إنشاء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى (لا قيمة لاسرائيل بدون أورشليم ولا معنى لأورشليم بدون الهيكل). كما يقولون .
2. عشرات الآلاف من الحاخامات في (112) دولة يعملون بلا كلل لإقامة الهيكل باعتباره منزل الرب (يهوه) التي تتحطم لأجله الكيانات وتتفكك الدول وتسجد الشعوب.
3. إنهم يسعون لإيجاد تكوين أثري زائف مزيف ليبنوا عليه ادعاءً منتحلاً يكون ركيزة لإيجاد موطئ قدم لهم في بقعة الأقصى ليمارسوا من خلاله السيادة على المكان.
4. تطور الحقد اليهودي باتجاه تشكيل إجماع داخل المجتمع الصهيوني بمختلف مكوناته لتحويل الوجود الاحتلالي الطارئ في المسجد الأقصى إلى حقيقة دائمة على الأرض.
5. المسجد الأقصى بما يُمثِّل؛ يترنح بفعل تهويد منظم تقوده دولة أشرار تعمل لإنجاز مهمة سوداء هي شطب المشهد القدسي بمجموعه واستبداله بالهيكل المزعوم.
6. الذهنية اليهودية مهيأة للاستئصال الكامل للوجود العربي في القدس وفلسطين وتجريد الفلسطينيين من مقدساتهم كما جردوهم من أرضهم وممتلكاتهم والأرضية الثقافية الغربية المنحازة حكماً جاهزة لاستنبات مشروع تصفية الوجود الإسلامي في القدس.
7. منذ أكثر من قرن وربع والاستراتيجية اليهودية العدوانية تعمل بشكل متدرج وإن ضحالة التصدي العربي أغرت هؤلاء بالتمادي في الاستهداف.
8. العرب الرسميون يتعاطون مع القدس عنواناً بلا مضمون فلا خطط ولا برامج وبعث المفاوضين يتعاطى على القدس كعبء ثقيل يعيق مسار التفاوض.
9. إن مسارات التهويد ماضية وبوتير عالية وبتسارع شديد وبتضافر جهود كافة العناوين وبتنسيق محكم بين جميع السلطات القانونية والحاخامية والسياسية والأدبية وحصيلة ذلك تصب على الأرض والإنسان والعمران والهوية وبصور شتى وآليات لئيمة أسفرت عن تغيير عميق للواقع.
10. مع تعدد وسائل الاستهداف وتجذرها وديمومتها لم يتبق في يد المسلمين سوى (376) دونماً داخل القدس المسوِّرة أما خارج السور فالصورة أسوأ.
11. إن ذروة الخلاص لديهم هي في هدم المسجد الأقصى باعتباره مخلفات وثنية وبدعة ابتدعها العرب.
12. منذ أوسلو تضاعف الاستهداف والحفريات والاستيطان عدة مرات وفي هذا العام (2014) تضاعفت الانتهاكات والاجتياحات والاعتداءات الرسمية والشعبية وأصبح التقسيم الزماني والمكاني واقعاً حقيقياً ومنذ زيارة كيري ونتن ياهو لعمان العاصمة تضاعف عدد المتطرفين الذين يجتاحون المسجد الأقصى ولكن بصمت ويترافق مع ذلك منع المسلمين من الدخول.
13. وصل التمادي منتهاه مؤخراً إلى حد منع النساء من الدخول وتجريم حضور المرابطات من نساء الأقصى واعتبار المرابطات كتنظيم إرهابي.
14. ولعل أخطر ما تم مؤخراً هو إرفاق جدولة زمنية للاجتياحات والاقتحامات مع الروزنامة اليهودية التي بدأت بالسنة اليهودية الجديد بتاريخ 28/9/2014م.

#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات