أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عطا درغام - النشاط الفني للجالية الأرمنية في مصر خلال القرن التاسع عشر-1















المزيد.....

النشاط الفني للجالية الأرمنية في مصر خلال القرن التاسع عشر-1


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 14:36
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ظهر الأرمن في مجالات الموسيقي والمسرح والفنون الجميلة خال القرن التاسع عشر. ومما ساعدهم علي الظهور في هذه المجالات أنها كانت غير مستساغة لدن المسلمين وقتئذ.
بداية ، استدعي حكام مصر- خاصة سعيد وإسماعيل وتوفيق – عددا من الموسيقيين الأرمن المشهورين في الأستانة للعزف في قصورهم علي غرار ما يحدث في قصور السلاطين. وقد كان معظمهم ممن تتلمذوا علي أيدي بابا هامبارتسوم ليمونجيان – جالب النوتة الموسيقية إلي الأستانة- وممن تخصصوا في العزف علي الآلات الشرقية . فمثلا ، حقق الكسان طمبوري (1815-1864) شهرة في عزف الطمبور بالأستانة.لذا ، استدعاه سعيد باشا ليعزف علي الطمبورة في قصره مقابل أربعين جنيها في الشهر بين عامي 1854-1859 . وحقق نيظان زينوب (1810-1866) – الابن الرابع لبابا هامبارتسوم ليمونجيان – شهرة ذائعة في عزف الناي بالأستانة. ولهذا ، استدعاه إسماعيل باشا للعزف في قصره بين عامي 1863-1866 . ثم ، استدعي إسماعيل من الأستانة عازف ناي أرمني يسمي آسديج حمامجيان (1832-1909) ليحل محل كريكور بيكاريان – رئيس جوق السلطان – ليمارس نفس العمل في القاهرة. وكذا ، استدعي أيضا الأديب والموسيقار الأرمني ديكران تشوهاجيان (1838-1898 ) الذي وضع عدة ألحان صارت ترددها فرقة الموسيقي الخديوية.
ويعد نيظان أمين بوازي الأرمني (1848-1935) أشهر عازفي الناي في مصر منذ أواخر القرن التاسع عشر .تعلم العزف علي آلة الناي علي أحد المولوية ونبغ فيه إلي حد جعله يتفوق علي أستاذه. وكان يستخدم في عزفه قطعة واحدة طوال السهرة، لا يستبدلها بأخرى مهما تغير المقام الذي يعزف منه، كما هو الحال مع عازفي الناي الذين يستخدمون لكل مقام قطعة معينة. وأيضا ، كان يمتاز في عزفه بطول النفس وصفائه وحلاوته.هذا ، وقد عزف نيظان تقاسيم : بياتي ، حجاز صبا ، رصد ، سيكا التي سجلتها شركة بيضا فون الموسيقية بالقاهرة علي إسطوانات. وجدير بالذكر أن نيظان كان العازف الأوحد في قصور الحكام وكبار الشخصيات. ليس هذا فحسب، بل ذاعت شهرته خارج مصر حيث مكث علي سبيل المثال ثلاثة شهور في قصر سلطان المغرب ليعزف العديد من الألحان الشرقية.
ومما هو جدير بالذكر أن بعض الأمراء المصريين قد اقتنوا الإنتاج الفني للموسيقيين الأرمن . فمثلا ، اشتري الأمير عبد الحليم- ابن محمد علي – جزءا كبيرا من مخطوطات بابا هامبارتسوم ليمونجيان ونوته الموسيقية.
وإضافة إلي هؤلاء الموسيقيين الخصوصيين المنتدبين للعمل في قصور الحكام، أخذت الفرق المسرحية الأرمنية تتري إلي مصر من الأستانة لتقديم عروضها الفنية منذ أوائل ثمانينيات القرن التاسع عشر . وتعد فرقة سيروفبي بنجليان أشهر الفرق الأرمنية التي جاءت مصر لتقديم عروضها الفنية بل وأنجحهن قاطبة . وقد تكونت هذه الفرقة من ست وثلاثين ممثلا وممثلة تحت إدارة يغيازار مليكيان. واشتهر من أعضاء هذه الفرقة: مارديروي ميناجيان ودافيت تريانتس وميكائيل تشبراسد وهارتيون الكسانيان وزابيل حكيميان ويرانوهي كراكاشيان وغيرهم.
وتجدر الإشارة إلي أن الفرق الأرمنية قد استعرضت برامجها الفنية المسرحية بنجاح في الأستانة وأوربا قبل مجيئها إلي مصر في ديسمبر 1884 . وابتداء من يناير 1885 حتي مايو 1888 أخذت تقدم عروضها الفنية باللغات الأرمنية والتركية والأوربية علي مسرحي الأزبكية والأوبرا بالقاهرة ومسرحي زيزينيا والهمبرا بالإسكندرية..
ومن أشهر الفرق المسرحية التي قدمتها الفرق الأرمنية في مصر :" ليبليبيجي خورخور أغا"، " الزيبك" ، " حيلة عريف" ، " سيمون السارق" ، " الجنة والنار"، " عروسة الماضي" ، " أورفيه في الجحيم" ،" كوسه كحيه" ، " الموغول الكبير" ،" بنت مدام إنجو" ،" هيلين الجميلة" ، " جيروفليه جيروفيلا" ، وغيرهن.
وقد استمدت هذه الأعمال معظم موضوعاتها من واقع الحياة العثمانية، لا سيما الحياة الريفية، والصراعات الطبقية . ناهيك عن العلاقات العاطفية التقليدية في الآداب العالمية. وتجدر الإشارة إلي أن هذه المسرحيات التي غلب عليها الطابع الموسيقي الغنائي الراقص قد تم عرضها في قوالب كوميدية هزلية. كما كان معظم القائمين عليها أرمن بداية من كتبة النص وواضعي الموسيقي والألحان إلي الممثلين والمخرجين وغيرهم. وتأكيدا لهذا ، يمكن استعراض نماذج من هذه الأعمال الفنية.
بداية ، لقد كتب ديكران كاليمجيان النصوص الموسيقية لمسرحية " حيلة عريف" ، ووضع ألحانها الموسيقار الأرمني ديكران تشوهاجيان ، وهي باكورة أعماله الفنية ، وكان جميع الممثلين بلا استثناء من الأرمن.
وجدير بالذكر أن هذه المسرحية قد لاقت نجاحا واسعا عند عرضها الأول في عام 1872 بالأستانة ونجاحا أوسع عند عرضها ثانية في عام 1874 بالأستانة أيضا . وتدور أحداثها حول زيارة أحد المسئولين العثمانيين إلي إحدى القرى، فيرسل عريفه إلي أهالي هذه القرية ليبلغهم خبر زيارته إليهم. ولكن ، يلتبس الأمر علي أهالي القرية ويعتقدون أن هذا العريف هو المسئول ذاته فاستقبلوه استقبالا حافلا مما دعاه إلي التورط في تقمص دور المسئول خاصة بعد أن أعجبته فتاة تسمي مريم من بنات القرية . واجتمع أهالي القرية أمام المسئول المزيف يعرضون عليه مشاكلهم حول تخفيض الضرائب وتعبيد الطرق وتطهير الترع والقنوات وتوفير متطلبات الزواج للشباب. فيعدهم العريف( المسئول المزيف) بتنفيذ كل متطلباتهم. وأخيرا ، يصل المسئول الحقيقي إلي القرية فتنكشف حقيقة العريف. بيد أن هذا المسئول كان متسامحا طيب القلب ، فعفا عن العريف ووعد أهالي القرية بتنفيذ مطالبهم . وتنتهي المسرحية بالأغاني والأفراح.
وثمة انموذج آخر مثل " ليبليبيجي "( بائع الحمص) الذي كتب نصوصها الموسيقية تاكفور ناليان ووضع ألحانها ديكران تشوهاجيان . وتعد ليبليبيجي أشهر المسرحيات التي قدمتها الفرق الأرمنية وأقواها فنيا . وتدور أحداثها حول الصراع الطبقي بين الأثرياء والفقراء في إحدى المدن العثمانية عندما أراد خورشيد بك الثري جدا الزواج من " فاطينة" ابنة خورخور أغا بائع الحمص الفقير الذي رفض هذا الزواج وحاربه ويريد تزويج ابنته من رجل في مستواهم الاجتماعي. ثم خطف خورشيد بك الفتاة إلي قصره، وحاول جميع بائعي الحمص في المدينة أن يعيدوها إلي أبيها. ولكنهم لم يستطيعوا ذلك. وفي النهاية ، وافق الأب علي زواج ابنته من هذا الثري . وأيضا ، وضع كاريكين رشدوني النصوص الموسيقية لمسرحية "كوسه كحيه" ( بدون لحية) التي تدور أحداثها حول علاقة عاطفية بين فتاة جميلة تسمي "جول وراعي الغنم " ايبيش" وتنتهي تقليديا بزواجهما بعد تعرضهما لمشكلات عديدة.
وفوق هذا ، ثمة بعض المسرحيات التي استمدت موضوعاتها من أعمال عالمية ذائعة الصيت مثل " بنت مدام إنجو "و" جيروفيليه وجيروفيلا" للمؤلف الفرنسي شارل لوكوك (1832-1918) و" هيلين الجميلة " للمؤلف الموسيقي الفرنسي العالمي جاك أوفينباخ (1819-1880).
وهنا ، يلاحظ أن ثمة اختلاف واضح من حيث الهدف بين الفرق الأرمنية والأوربية. ففي الوقت الذي سعت الفرق الأرمنية إلي استعراض فنونها وإحراز الربح، ركزت الفرق الأوربية علي نشر ثقافتها وفلسفاتها ومخططاتها بين الجماهير خاصة الفرق الوافدة من الثالوث الاستعماري إنجلترا وفرنسا وإيطاليا.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -2
- صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -1
- نشاط الجالية الأرمنية في التعليم في مصر خلال القرن التاسع عش ...
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-4
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-3
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-2
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-1
- الأيتام الأرمن في مصر (1923-1927)
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -7
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -6
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -5
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -4
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -3
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -2
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -1
- النظم الإدارية للأرمن الكاثوليك والبروتستانت في مصر
- أمور الزواج والطلاق عند طائفة الأرمن الأرثوذكس في مصر
- الأحوال الشخصية للأرمن الأرثوذكس في مصر
- الوضع القانوني للأرمن في مصر-3
- الوضع القانوني للأرمن في مصر-2


المزيد.....




- أجزاء من فئران بشرائح خبز -توست- تدفع بالشركة لاستدعاء المنت ...
- مسؤولون يوضحون -نافذة فرصة- تراها روسيا بهجماتها في أوكرانيا ...
- مصر.. ساويرس يثير تفاعلا برد على أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل
- العثور على بقايا فئران سوداء في منتج غذائي ياباني شهير
- سيئول وواشنطن وطوكيو تؤكد عزمها على مواجهة تهديدات كوريا الش ...
- حُمّى تصيب الاتحاد الأوروبي
- خبير عسكري: التدريبات الروسية بالأسلحة النووية التكتيكية إشا ...
- التحضير لمحاكمة قادة أوكرانيا
- المقاتلون من فرنسا يحتمون بأقبية -تشاسوف يار-


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عطا درغام - النشاط الفني للجالية الأرمنية في مصر خلال القرن التاسع عشر-1