أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي عرمش شوكت - العلاقة الجدلية ما بين العملية السياسية والمحاصصة.














المزيد.....

العلاقة الجدلية ما بين العملية السياسية والمحاصصة.


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 12:53
المحور: المجتمع المدني
    


ثمة جدل سياسي يدور حول مدى العلاقة ما بين كل من العملية السياسية في العراق، والمحاصصة. وبعبارة اكثر فصاحة، اية واحدة منهن نتاج الاخرى ؟. ويلزمنا هنا التعريف بالعملية السياسية من ابعاد ثلاث. الاول: نهجها في بناء الدولة، بمعنى، ديمقراطي مدني، ام ثيوقراطي "ديني"، او لبرالي ليس له ضفاف. لان اية عملية سياسية لا تظهر بصورة واحدة في كل زمان ومكان، انما هي مرهونة بظرفها الملموس، وكذلك ما يحيطها من تأثيرالقوى المهيمنة على عتلات القيادة السياسية فيها. والثاني: مسارات حركتها، هل هي تمضي نحو التغيير الايجابي ام العكس؟. اما الثالث من ابعادها: فهو ،ما مدى دور الجماهير وقواها الديمقراطية فيها. ومع انها من حيث الشكل تبقى في مطلق الاحوال تسمى "عملية سياسية" بيد ان الذي يتيح لها حسن البقاء شكلاً ومضموناً هو، جوهرها الديمقراطي الضامن للعدالة الاجتماعية وتحقيق مصالح اوسع الجماهير.
وهنا في بعدها الثالث الاخير تتجلى اهميتها، ولكن يتوجب الحذر عند هذا المفصل حيث تحتدم المواجهة بين القوى الصاعدة والاوساط القديمة المهزومة. فالعملية هي عملية تغيير وليست مجرد لمسات ترميم وتبديل الطواقم القيادية بشبيهات لها من حيث المنهج في ادارة الحكم، ويأتي الحذر المطلوب، بفعل الخشية من تجاهل التمييز مابين قوى التغيير الحقيقية، والقوى الاتية من فلول قوى الانظمة الفاشلة المزاحة عن سدة الحكم، فضلاً عن المتصيدين الذين يتسمون بقابلية التلون واللعب على مختلف الحبال. بمعنى من المعان، تسلق الزمرالطفيلية الوصولية التي لم يمسها "حرها ولا شرها" وتربت في احضان دافئة للانظمة السابقة. ولا يهمها سوى مصالحها الذاتية، التي تقتضي افراغ اية عملية من مضامينها الديمقراطية التغييرية، وابقاء الاوضاع العامة في حالة فوضى، الامر الذي يوفر لهم افضل الفرص للهيمنة والتسلط.
ويجدر التنويه هنا الى حالة غالباً ماتبرز وهي، سلوك اطراف من قوى التغيير، نهج التماثل مع المستبدين، في ممارسة الاقصاء والاستحواذ، والظلم، وتقاسم المغانم بنفوس فاسدة، هذا ما تجلى بأتعس صوره وعلى اكثر من صعيد في العراق راهناً، وكعادة العراقيين حيث لم يتركوا شاردة او واردة، الا واطلقوا عليها تسمية، فسميت بـ" المحاصصة" التي سرت سريان النار بالهشيم في مختلف ثنايا العملية السياسية. ولم ينج منها اي مفصل، اذ غدا من الصعب بمكان ان تذكر العملية السياسة من دون ان تجد المحاصصة الطائفية تحديداً هي الاكثر طغياناً، وهي الوجه الابرز لها، وتأسيساً عليه صار المواطنون اذا ماارادوا تلمس العملية السياسية لا يجدون غير هياكلها المبعثرة على شكل حصص بين المتنفذين من الكتل الحاكمة.
وعودة على بدء لنخلص الى استنتاج، بأن العملية السياسية امست هي المحاصصة لا غير، وشاهدنا الابرز هنا هو الدستور الذي لُحست مواده ذات النكهة الطيبة نسبياً، فبالرغم من كونه قد فصل وفقاً لمصالح طائفية واثنية، ما عدا بعض لمسات من اقرار الحقوق العامة، فقد سجلت التجاوزات عليه رقماً خارقاً. وهذا اذا ما دل على شيء انما يدل على عدم الاكتراث به كمرجع للنظام القائم. وليس هذا فحسب، بل ثمة شواهد عديدة اخرى على ذلك. منها قانون الانتخابات قد تم تجيره لصلح المتحاصصين، الهيئات المستقلة تهدمت اسوار استقلالها، واستحوذ عليها طرف سياسي معين او شملتها المحاصصة ايضاً، هذا وناهيك عن النهب المنظم للمال العام. واخيراً وليس اخراً، اكتشاف وباء الفضائيين المستوطن في قلب مؤسسات الدولة دون استثناء.
لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبا لدى المواطنين العراقيين، الذين اخذ الكثير منهم يتندر بالقول: اذا اردت عملية سياسية اخذ محاصصة، واذا اردت محاصصة اخذ محاصصة. ولابد من الاشارة هنا الى ان من يدافع عن العملية السياسية قد بات وللاسف الشديد متهماً بتأييد المحاصصة المقيتة، ومن يلعن المحاصصة يحسب معادياً للعملية السياسية من قبل المستفدين منها. وهكذا امست تفهم جدلية العلاقة بين العملية السياسية والمحاصصة. ولكن في مطلق الاحوال يبقى الامل في التغيير الاخير الذي حصل.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المال والبنون غيّبهم الفضائيون واسيادهم
- الطبقة العاملة ..ّ تحرر نفسها بنفسها
- غدت حتى حركة عقارب الساعة تلدغ المهجرين.!!
- المعادلة العراقية .. لمن الغلبة للسيادة ام للبشر..؟
- مظاهرات انصار المالكي.. ورفسة المذبوح !!
- تشكلت الحكومة العراقية.. ولكن
- شبح المحاصصة متلبد في محادثات تشكيل الحكومة
- الوضع العراقي ما بعد التكليف .
- مسيحيو العراق هم اصلنا واهلنا
- حل الازمة العراقية بعهدة التحالف الوطني
- غصة البرلمان.. بوحدة التحالف الوطني ام بوحدة العراق.؟؟
- اية حرب دفاعية هذه .. بلا حكومة وحدة وطنية..!؟
- من ام المعارك الى ام الازمات.!!
- البقاء دون تغيير ممنوع والعتب مرفوع
- التحالف المدني الديمقراطي.. وهج جديد في المشهد العراقي
- التحالف المدني .. بديل التغيير في عراق اليوم..
- كملت الحسبة .. القاتل كردي!!!
- هل تجري انتخابات في ظل حكومةاقصاء وهيمنة..؟
- فريق سياسي فاشل .. وفريق كروي فائز..!!
- في ذمة الخلود المناضل ستار موسى عيسى


المزيد.....




- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي عرمش شوكت - العلاقة الجدلية ما بين العملية السياسية والمحاصصة.