أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس حميد أمانة - تأليف واخراج المسرحيات السياسية .. ذلك الفن الجديد















المزيد.....

تأليف واخراج المسرحيات السياسية .. ذلك الفن الجديد


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غالبا ما يكون سبب نجاح المسرحيات التي تعرض على خشبات المسارح عائدا للمخرجين المسرحيين والمؤلفين أكثر مما يكون عائدا للممثلين أنفسهم .. فبراعة المؤلف وحنكة المخرج وتوجيهاته للممثلين وتصحيح فاعلية ومصداقية الأداء ناهيك عن ترتيب وتتابع الفصول المسرحية التي تربتبط مع بعضها بخيوط متينة قد لا يراها أو يشعر بها النظارة بحيث قد يتسائل البعض عن لقطات أو مشاهد قد لا يفهم دورها و أهميتها للمسرحية ككل الا ان الوقت يمضي ليكتشف النظارة ارتباط مشهد سابق لم يكن يعني شيئا بمشاهد لاحقة لتكتمل عندها الحبكة وتظهر امكانيات المخرج حينها لتنتهي المسرحية أو حتى الرواية بفوزها برضا واعجاب النظارة أو القراء في حالات الروايات والقصص ..

الاخراج المسرحي الأدبي والانساني والروايات والقصص وما شابهها لا تختلف كثيرا عن الحوادث السياسية والانقلابات وحتى الحروب فكلها لا تحدث فجأة وبدون مقدمات ولا تحدث بدون تتابع وترتيب محكم سيما وان كان يقف خلفها مخرج محنك .. قبل يومين فقط وردتني مقالة بعث بها لي صديق عبر البريد الالكتروني يتحدث فيها كاتبها محمد يونس العبيدي عن تحليلاته وقناعاته بالأسباب التي حدت بأهل مدينة الموصل لقبولهم واحتضانهم لوجود تنظيم الدولة الاسلامية أو ما يعرف بتنظيم داعش ليحتل ويسيطر عسكريا واداريا على المدينة .. تحدث الكاتب مسهبا وذاكرا لحالات كثيرة تعرض لها الموصليون من حالات تقطيع لأوصال المدينة ولشوارعها بالكتل الخرسانية وصعوبة التنقل من حي لآخر أو من شارع لآخر كما تحدث عن عقوبات جماعية لبعض الأحياء في حال حصول هجوم مسلح ضد أفراد الجيش العراقي أو تفجير انتحاري أو ما شابه ذلك حيث تحاصر المنطقة أولا ويمنع دخول أو خروج أي ساكن منها أو اليها حيث تتسبب هذه الاجراءات بحالات وفاة أحيانا ..

كما تتخذ اجراءات مداهمة وتفتيش ويلقى القبض على عدد من المتواجدين في مكان الحادث ليلقى بهم في السجن بالتهمة المخيفة سيئة الصيت الا وهي تهمة المادة 4 ارهاب وقد تكررت حالات القاء جثث لمواطنين قضوا تحت التعذيب حيث ترمى جثثهم أمام بوابة الطب العدلي .. تحدث أيضا عن اسلوب تعذيب ابتدعه أحد القادة العسكريين الكبار وقد أطلق عليه عبارة أقتبس نصها من مقالته وهي عبارة اسلوب ( عمارة التوابيت ) في تعذيب المتهمين اذ تعصب أعين المتهمين ويوضعون في توابيت تسمر عليهم وترص واحدا فوق الاخر منذ المساء والى صباح اليوم التالي ومن يتوفى منهم تلقى جثته في العراء ..

ذكر الكاتب أيضا ان المعتقلين يتحولون الى تجارة مربحة فيطلق سراح من يدفع المبالغ الضخمة ويتعفن في السجن من لا يملك ما يدفعه ناهيك عن انتزاع الاعترافات في ظل التعذيب وقد يطلق سراح الجاني الحقيقي عند دفعه المال الكثير بينما يبقى في السجن البريء من الفعل .. كما ان الأتاوات تفرض على التجار والأغنياء والصاغة وبخلاف ذلك تكون هناك مضايقات أو اغلاق محلات وقد تنتهي في أحيان كثيرة بالاعتقال لأسباب مختلفة تكون المادة 4 ارهاب سيئة الصيت على رأسها .. تحدث أيضا بما يسميه اسلوب الاذلال العلني المتعمد للمواطنين كالسب والقذع والضرب والايذاء النفسي بالتهديد والارهاب وما شابه ذلك من أفعال .. كما ذكر أيضا قيام بعض القادة العسكريين باعدامات جماعية وعلى مرأى ومسمع ذوي الضحايا ولا أريد الخوض أكثر في التفاصيل التي ذكرها أو أن أذكر أسماء المغدورين من المواطنين أو الفاعلين حيث أتحفظ على ذلك فلا يمكن اتهام أو ذكر ونقل حالة قد لا تكون مؤكدة فهذا من عمل المحققين الجنائيين ومن عمل القضاة .

وبغض النظر عن مدى صدق أو نسبة الحقيقة في هذه الحالات التي ذكرها كبيرة كانت تلك النسبة أم صغيرة فان موضوع مقالي هو التهيئة القسرية لأرضية كان المطلوب تحقيقها وهي قبول الموصليين بمن يخلصهم من تلك الحالة الخانقة .. ان هذه الخطوة تعتبر فصلا مسرحيا حافظ المخرج على دقة ترتيبه وتتابعه ليرتبط لاحقا مع الفصول اللاحقة التي تلت وهي تسهيل مهمة دخول مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية ليس الى الموصل فحسب بل الى كل المناطق والمدن التي سيطر التنظيم عليها كمدن الشرقاط وبيجي وتكريت وقصبات كثيرة في الأنبار وديالى وكركوك .. لتمرر علينا لاحقا الفصول الأخرى من المسرحية الخدعة لفرض ارادة ادارة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بتغيير قسري للحكومة العراقية وهدر اقتصاد البلد وطحن امكاناته بتلك الحرب التي طحنت العراقيين مقاتلين مع الدولة أو ضدها وتصريف مصنعي الأسلحة لترسانة مخازنهم الضخمة وبالتالي تحريك اقتصاد شركات تصنيع السلاح ومن ثم اقتصاد الدول التي تنتمي اليها تلك الشركات مع فتح المجال واسعا لتلك الشركات لانتاج أجيال جديدة ومحدثة من الأسلحة القتالية الهجومية والدفاعية التي لا يسمح الاقتصاد بتطويرها وتصنيعها من دون تصريف الأسلحة التي تنتمي لأجيال حالية أو قديمة ..

لقد اشتركت الدولة بمختلف قياداتها السياسية والعسكرية بتمرير فصل التهيئة المسرحي هذا سواء كانت عالمة بذلك ومرغمة أم دفع لها الثمن لتمرير هذا الفصل أم نائمة والماء يسيل من تحتها كما كانت تكرر لي جدتي العجوز رحمها الله .. ولا أدل على ذلك هو هروب وتسرب وتسريب عدد من القيادات العسكرية الى خارج العراق.. اننا هنا أمام مخرج متمكن وممثلين يذكرونني بمسرح عرائس الدمى ..

وقبل ان أختم مقالي أذكر بمسرحية مرت علينا جميعا وابتلعنا على الريق خدعتها الكبرى بعد دخول قوات الحرس الجمهوري لصدام حسين الكويت تحت مسمى الانتخاء لثورة قادة جدد في الكويت .. لقد ركز صدام حسين القسم الأعظم من قواته في الجنوب وتحديدا في الكويت ومحافظتي البصرة والناصرية وعندما ضربت تلك القوات وانسحبت كان التركيز للطيارين الأمريكان والمتحالفين معهم هو القضاء على الآلة العسكرية الضخمة التي تنامت لدى صدام حسين بعد انتهاء الحرب مع ايران .. وأذكر تأييدا هنا قول أحد معارفي ممن كان في احدى الدبابات العراقية والذي ذكر لي ان أحد العسكريين ممن كان بطائرة هليكوبتر أمريكية وبعد انخفاضه ليكون واضحا لمن في الدبابة العراقية يشير لهم بيديه اشارة واضحة لمغادرتهم للدبابة وتركها فارغة فما ان فعلوا راكضين حتى سارع الى قصف الدبابة بصاروخ .. وقد تكررت حالات ضرب الآلة العسكرية العراقية مع تحاشي أو تقليص ضرب الأفراد وأذكر انني علقت لهذا المقاتل حينها بأن أحد أهم الأولويات المطلوبة في ذلك الحين هو تحطيم الترسانة العسكرية العراقية الهائلة التي توافرت لصدام حسين عقب حرب الحرب مع ايران مع اخراج القوات العراقية من الكويت مع هدف معنوي خفي آخر هو رفع معنويات الجيش الأمريكي الذي مر بنكسة وهزيمة نفسية بعد فشله بتحقيق أهداف الادارة الأمريكية في حرب فيتنام .. أما الهدف الآخر وهو اسقاط أو قتل صدام حسين فكان هدفا لم يحن موعده على الأقل رغم أهميته .. ان التسلسل هنا كان مطلوبا بشدة ..

لقد وصلت قوات نورمان شوارتزكوف الى مشارف السماوة بعد سحق القدرة العسكرية العراقية وما تبقى لدخول بغداد هو الأسهل الا ان شواتزكوف انصاع مرغما وتراجع بقواته معترضا بشدة حيث كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفه بدخول بغداد وبالتالي تحقيق سبق تاريخي .. ان نورمان شوارتزكوف هنا كان عسكريا مهنيا محنكا الا انه لم يكن سياسيا وثعلبا من ثعالب السياسة .. فلو تم اسقاط صدام حسين في تلك الفترة لأصبح بالتأكيد بطلا شعبيا وقوميا اذ سقط في معركة من معارك الحرب والرأي العام في العراق سينقلب لصالحه مما يعني انقلاب الرأي العربي والمحلي ضد التحالف ولكانت قوات الولايات المتحدة حينها قوات محتلة .. وقد تزامن ذلك مع دخول فيلق بدر عبر الحدود الايرانية ليقلب المعادلة لصالح ايران فكان لا بد من تقوية صدام حسين ولو قليلا للقضاء على المقاومة الشعبية التي انطلقت في الجنوب وبدعم من ايران وبالتالي القضاء على مخططات ايران للعب أدوار اقليمية غاية في الخطورة .. كان هذا فصلا مسرحيا تبعه فصل مسرحي قسري أخر وهو تعبئة العراقيين وخنقهم بالحصار الاقتصادي للقبول بأي حل يخلصهم من صدام حسين الذي لم يكن مختنقا مثلهم بمهزلة فصل الحصار الاقتصادي ..كان لا بد من تمرير هذا الفصل ليبدأ بعد سنوات فصل ترحيب العراقيين في غالبيتهم بالقوات الأمريكية والقادمين الجدد على ظهور دبابات الأمريكان ..

ما أشبه اليوم بالبارحة .. تمنياتي لكم بمسرحية جديدة ..



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساحة السورية .. من يصارع من ؟
- كوباني .. معضلة اختلاف الرؤى بين الحلفاء والمتصارعين
- الشرق والخليج يدا بيد ضد داعش .. صحوة متأخرة أم ماذا ؟
- تنظيم خراسان الارهابي .. ذلك الصداع الجديد
- التحالف الجديد ضد داعش .. والثمن
- التطرف .. العنف .. والارهاب في العراق .. جذور ونتائج
- استقلال اقليم كردستان .. تاريخ وآفاق صناعة النمور الورقية
- قرطبة الظاهر .. ورمي الأحجار في الماء
- تداعيات ذوبان الحدود .. من سايكس بيكو وحتى داعش
- حادثة الموصل .. بين الجغرافيا والتاريخ والهوية
- مدينتي
- الولد-البنت .. وظيفة الله الجديدة .. وٳ-;-رهاصات فيسبو ...
- ارهاصات انتخابية .. الدولة العلمانية أم الدينية ؟
- أحلام
- من حمورابي الى الشمري .. بين تزويج الصغيرات .. وتمتيع الكبار
- البطالة .. والبطالة المقنعة في العراق.. وآفاق كارثة اقتصادية
- هل تحمل وطنك في قلبك أنى حللت ؟
- أنتن الأمل .. فلا تستسلمن
- تراتيل الروح .. وتراتيل الجسد
- أفروديت


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس حميد أمانة - تأليف واخراج المسرحيات السياسية .. ذلك الفن الجديد