أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الرئاسات الثلاث في النجف: لبننة المحاصصة الطائفية؟














المزيد.....

الرئاسات الثلاث في النجف: لبننة المحاصصة الطائفية؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعلام العراقي الحكومي مبتهج هذه الأيام وكأنه اخترع "اللبلبي" لأنه اكتشف أن تنظيم داعش مرتد! قناة "العراقية" وصحيفة "الصباح" والصحف والقنوات القريبة منهما، وبقية مفردات شبكة الإعلام العراقي الحكومية، تكرر دون سأم عبارة "تنظيم داعش المرتد". ترى هل يعلم القائمون على جهاز الإعلام الحكومي وفي مقدمتهم السيد عبد الجبار الشبوط، وهو كاتب إسلامي كما نعلم، أن هذه المفردة الخطرة "المرتد" تشكل ركنا أساسيا من الخطاب التكفيري القديم والمعاصر؟ وهل يعلمون أن داعش والفكر السلفي الانتحاري يقوم عليها أي على وصم الآخر بالكفر والارتداد عن "صحيح الإسلام" الذي يحتكرون النطق والقتل باسمه؟

حين تلجأ إلى وصم عدوك بذات الصفات التي يصمك بها فأنت لا تختلف عنه في النوع ولا في الدرجة بل في جهة الخندق ولكن سلاحكما، كليكما، واحد.

في المناسبة: الإعلام الحكومي السعودي كان أكثر فطنة من زميله العراقي حين اختار كلمة إنشائية باهتة لوصف داعش فقال "التنظيم المتطرف" فهو بهذا عزل أصدقاءه في الجيش الحر وأمثاله عن التطرف وسلط الوصم والذم بالتطرف على داعش.

لماذا لا يعتبر الإعلام العراقي بسوء المآل الذي انتهى إليه إعلام نظام صدام حسين والذي فاق الجميع باختراعه لنماذج بائسة من هذا النوع فوصف الحزب المعارض له بالعميل، والتمرد المسلح في إقليم كردستان بالجيب العميل، والانتفاضة الشعبية في ربيع 1991 بـ"صفحة الغدر والخيانة"! لماذا لا يقلد هذا الإعلام الحكومي المحاصصاتي أجهزة الإعلام المستقلة "نسبيا/ فلا وجود للاستقلال المطلق في عصرنا" والتي خرجت من عباءة التقليد والمناكفة والتكفير المضاد فيبدأ بوصف الأشياء والأشخاص والأحداث بمسمياتها الوصفية البسيطة؟

سيكون من المثير للشفقة فعلا أن يفهم كلامي هذا كتبرئة لداعش من هذه التهمة، لأنني في وادٍ وهذا الفهم وأصحابه في واد آخر!

إن الحديث عن علاقة بين الدولة والدين، وبتحديد أكثر بين الدولة والمرجعيات الدينية يقودنا إلى طرح سؤال آخر؛ فمن حيث شكل ومضمون العلاقة بينهما، هل يمكن اعتبار العراق اليوم، بنظام حكم المحاصصة الفاشل فيه والعملية السياسية التي أنتجت وتنتج المزيد من الكوارث السياسية والاجتماعية والأمنية، أقرب إلى نموذج لبنان بنظامه الانتخابي الطائفي الصريح أم إلى نموذج إيطاليا بنظامها الانتخابي المدني والعلماني الصريح؟ نسأل هذا السؤال بمناسبة الزيارات المتعاقبة للرئاسات العراقية الثلاث إلى النجف ولقائها بالمرجعية الدينية هناك.

في لبنان تتدخل المرجعيات الدينية، وبخاصة البطرك الماروني بشارة الراعي، في كل صغيرة وكبيرة من قضايا الشأن السياسي العام، فقد أعلن هذا المرجع قراراته ومواقفه القاطعة حول قضايا سياسية مهمة عديدة منها انتخاب الرئيس والتجديد للمجلس النيابي ورفض تعديل اتفاق الطائف حتى يمكن اعتباره أهم فعالية سياسية في البلد؛ أما في إيطاليا فليس ثمة أي دور لأي مرجعية دينية من هذا النوع لأن الدولة تقوم على أساس المواطنة وليس على أساس المكونات، وكمثال على ذلك فقد وجه البابا الكاثوليكي - أعتقد أنه يوحنا بولص الثاني - قبل سنوات، رسالة تهنئة إلى العمال بمناسبة عيد العمال العالمي في الأول من أيار فهاجت إيطاليا وماجت، واحتجت النقابات والأحزاب، وطالبوه بالاعتذار عما اعتبروه تدخلا في الشأن العام والكف عن ذلك. ومنذ ذلك الحين لم يوجه البابا أية تهنئة أو تعزية بمناسبات كهذه، رغم أن الفاتيكان دولة رمزية مستقلة عن إيطاليا؟

السؤال العراقي الفرعي من سؤالنا أعلاه هو: في ظل فشل نظام الحكم القائم والفساد الشامل في العراق، هل يعزز شكل ومضمون العلاقة الراهنة بين الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية وبين المرجعيات الدينية، على اختلاف انتماءاتها، الاستقطاب والانقسام الطائفي المستعرين في العراق أم يكبحهما ويعيقهما؟ وما مدى مسؤولية الرئاسات الثلاث ومؤسسات الدولة الأخرى عن ذلك؟

هل يمكن الحديث، بثقة اليوم، عن أن عملية "لبننة" العراق قد اكتملت سياسيا ومؤسساتيا في حين يشق لبنان طريقه، بعد سلسلة الهجمات والاختطافات التي قام بها داعش والنصرة لجنود الجيش ومحاولة احتلال طرابلس، نحو "التعريق" أمنيا؟



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولات -تهنيد- الجنوب عراقيين وخرافة جاموس السند
- تصريحات اللهيبي و عنتريات وكالة -فارس-.
- العقيدة القتالية لداعش : نقاط الضعف القوة
- العقيدة القتالية والأداء العسكري لداعش
- (الشيعية السياسية) هُزِمت وعليها الرحيل
- ج9/بحث علمي أوروبي يدحض خرافة العنف الدموي العراقي بالأرقام ...
- ج8/ الفاتحون العرب المسلمون يصابون ب-داء العنف العراقي- ! ج8 ...
- ج7/طقوس الانتحار الجماعي الملكي السومري وخرافة العنف العراقي ...
- بين عبد الكريم قاسم ونوري المالكي .. مقارنة متعسفة
- تحالف النجيفي يستثمر أسهم داعش ويفتح فرعا للمكون-الوطني-!
- ج5/ شعب العراق ضحية لظاهرة العنف أم جلاد ؟ /ج5 من 9 ج
- الحديقة العراقية تنهض ضد غربان داعش
- ج4/ العنف العراقي عند باقر ياسين: شتائم بالجملة ضد الشعب الض ...
- أيهما أدق: إقناع أم اقتلاع المالكي؟
- مجرم نعم.. لكنه وسيم!الانقلاب على دستورهم
- تكليف العبادي/ ماذا حدث بعد منتصف الليل ؟
- ج2/ فرانكشتاين بغدادي يلتهم جائزة -بوكر/ 2 من 2
- دلالات خطاب منتصف الليل للمالكي
- ج1/ قراءة في السياق :فرانكشتاين بغدادي يلتهم جائزة -بوكر/ 1 ...
- لا تغيير الخيول خلال المعركة!


المزيد.....




- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس
- إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن وسط احتجاجات على مشاركتها بسبب ا ...
- ?? مباشر: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق وحماس تقول إن -الكر ...
- نتنياهو ينتقد بايدن وواشنطن تقترح -بدائل- لاجتياح رفح
- تشاد تعلن فوز محمد إدريس ديبي بالرئاسة ومنافسه: الانتخابات س ...
- ما مخاطر الذكاء الاصطناعي بين الأيدي الخاطئة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الرئاسات الثلاث في النجف: لبننة المحاصصة الطائفية؟