أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعيد العليمى - مشكلة قوانيننا فرانز كافكا














المزيد.....

مشكلة قوانيننا فرانز كافكا


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 22:50
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


مشكلة قوانينا فرانز كافكا
ليست قوانيننا بصفة عامة معروفة ، حيث تتكتم عليها مجموعة صغيرة من النبلاء الذين يحكموننا . وإننا لمقتنعون بأن هذه القوانين القديمة تطبق بغير يقين ، مع ذلك فإنه لمما يثير الألم حتى درجة بعيدة أن يحكم المرء بقوانين لايعلم عنها شيئا . ولايتطرق لذهنى هنا التناقضات المحتملة التى قد تنشأ عند تفسير القوانين أو عن المضار الناشئة عن إحتكار قلة دون كامل الشعب القول الفصل فى تفسيرها . وربما إعتبر البعض هذه المضار أمرا هينا . لأن القوانين عتيقة ، وتفسيراتها هى جهد قرون ، وقد حازت فى ذاتها بلاريب وضع القانون ، ومع ذلك مايزال هناك قدرممكن من حرية التفسير ، غير أنها أصبحت الآن مقيدة للغاية . أضف إلى ذلك فليس لدى النبلاء سبب واضح ليتأثروا فى تفسيراتهم بالمصالح الشخصية الضارة بنا لأن القوانين قد سنت لصالح النبلاء منذ البداية ، وهم أنفسهم يقفون فوق القانون ، ويبدو أن ذلك هو سبب العهد لهم بالقانون على وجه الحصر . وهناك حكمة فى ذلك بالطبع – إذ من يشك فى حكمة القوانين القديمة ؟ غير أن ذلك ايضا جور علينا ، وربما كان أمرا لايمكننا تجنبه .
إن جوهر وجود هذه القوانين ، على أية حال ، هو فى حده الأقصى مسألة إستدلال . هناك تراث بأنها توجد ، وأنها سر عهد به إلى طبقة النبلاء ، لكنها ليست ولايمكن أن تكون أكثر من تراث صادق علية الزمن ، لأن جوهر التشريع الخفى هو أن يبقى غامضا . دقق بعض منا وسط الناس فى أفعال طبقة النبلاء منذ أقدم الأزمنة وإمتلكوا سجلات صنعها أجدادنا – سجلات واصلناها بضمير حى – وندعى بأننا نتعرف وسط العدد الهائل الذى لايحصى من الوقائع على إتجاهات رئيسية معينة تسمح بهذه الصياغة التاريخية او تلك ، ولكن عندما نسعى بالإتفاق مع هذه الاستنتاجات المرتبة منطقيا ، والمختبرة بغير يقين ، إلى أن نكيف أنفسنا إلى حد ما تجاه الحاضر أو المستقبل ، يصبح كل شئ غير مؤكد ، ويبدو عملنا وكأنه لعبة ذهنية ، لأنه ربما كانت هذه القوانين التى نحاول أن نميط عنها اللثام غير موجودة على الإطلاق . هناك قلة ممن يتبنون هذا الرأى بالفعل ، ويحاولون أن يبينوا لنا ذلك ، اذا كان هناك قانون موجود ، فيمكن أن يكون هذا فقط : القانون هو أى فعل تقوم به طبقة النبلاء . يرى هؤلاء التصرفات التحكمية لطبقة النبلاء ، ويرفضون التراث الشعبى ، الذى يمتلك وفقا لهم سمات تافهة وميزات عرضية لاتوازن عوائقه الثقيلة ، لأنه يمنح الناس أمانا زائفا وخادعا مفرط الثقة فى مواجهة الأحداث المقبلة .لايمكن إنكار ذلك ، ولكن الأغلبية الساحقة من شعبنا يفسرون ذلك بحقيقة أن التراث أبعد من أن يكون كاملا ولابد أن يجرى إستقصاؤه والبحث فيه ، وأن المادة الإستثنائية المتاحة لنا ، مازالت ضئيلة للغاية ، ولابد أن تمضى عدة قرون قبل أن تصبح بالفعل ملائمة . وجهة النظر هذه إستثنائية للغاية بقدر مايتعلق الأمر بالوقت الحاضر ، يلهمها فقط الإعتقاد بأن الوقت سوف يأتى فى آخر الأمر حين يبلغ التراث والبحث فيه إلى غايته ، آخذا مساحة للتنفس إن جاز القول ، حين يصبح كل شئ واضحا ، سوف ينتمى القانون للشعب ، وسوف تتلاشى طبقة النبلاء . وهذا لايدلل على أى روح كراهية ضد طبقة النبلاء ، على الإطلاق ، فهذا لايراود أحدا . إننا نميل أكثر لكره أنفسنا ، لأننا لم نظهر أنفسنا جديرين بأن يعهد لنا بسن القوانين . وهذا هو السبب الحقيقى فى أن البعض الذى يعتقد أنه ليس هناك قانون قد بقى ضئيلا للغاية – رغم أن عقيدته جذابة جدا بمعنى ما ، لأنهم يعترفون بجلاء بطبقة النبلاء وبحقها فى أن تواصل الحياة .
يمكن لنا أن نعبر بالفعل عن المشكلة فى نوع من المفارقة : أى جماعة قد تجحد ، ليس فقط الإعتقاد فى القانون ، وكذلك فى طبقة النبلاء ، سوف تجذب كل الشعب خلفها ، مع ذلك لايمكن لجماعة كهذه أن تظهر للوجود ، لأنه مامن أحد سوف يجرؤ على أن يجحد طبقة النبلاء . نحن نحيا على حد الموسى . وقد لخص أحد الكتاب هذه المسألة على هذا النحو : القانون الوحيد الظاهر المفروض علينا هو طبقة النبلاء ، فهل علينا أن نجرد أنفسنا بأنفسنا من هذا القانون الواحد ؟



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد التشاؤم - أنطونيو جرامشى
- الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من أرشيف حزب العمال ...
- الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من أرشيف حزب العمال ...
- الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من أرشيف حزب العمال ...
- الحزب اللينينى وفوضى التنظيم المجالسي - من ارشيف حزب العمال ...
- دانتون لقد خدمت الإستبداد !
- حول الارهاب والدستور والذيلية
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - القس ...
- مبارك وسياسة إحتواء المعارضة - من ارشيف حزب العمال الشيوعى ا ...
- الثورة والثورة المضادة فى افريقيا - من أرشيف حزب العمال الشي ...
- جذور الفتنة الطائفية فى مصر - 1981-- من أرشيف حزب العمال الش ...
- فى أزمة غياب القيادة الثورية - 1
- حزب العمال الشيوعى المصرى - تأريخ النميمة والإغتياب
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى
- قبل أن تهب العاصفة 3 - حتى لانتذيل الجناح الآخر للثورة المضا ...
- قبل أن تهب العاصفة 2 - هل يمكن أن نتجاوز فوضى الشعارات ؟


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعيد العليمى - مشكلة قوانيننا فرانز كافكا