أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التهامي صفاح - مجال شينغن shcenguen درس تاريخي حديث لشمال إفريقيا















المزيد.....

مجال شينغن shcenguen درس تاريخي حديث لشمال إفريقيا


التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أسابيع قليلة ، ومن شمال أوروبا حيث تسوء الأحوال الجوية وترتفع نسبة الثلج المتساقط والصقيع و تنخفض درجة الحرارة لمستويات تتجاوزمجالات تَحَمُّل الطيورالمهاجرة ، ستبدأ هذه الأخيرة ومنها طيور السونونو مثلا les hirondelles بالتوافد على المحميات البيولوجية في شمال إفريقيا و وسطها أي جنوب القارة الأوروبية .هذه الظاهرة تتكرر كل عام .شيء عادي تماما .
و يمكن بسهولة تصورالنتيجة في حالة وجود عوائق تمنع هذه الهجرة السنوية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة هذه الطيور.إنه الموت المبكر و الأكيد . نفس الشيء يحدث لأنواع حيوانية كثيرة ، من بينها الإنسان "ملك" الثدييات ، حينما تسوء الظروف البيئية بسبب قلة الموارد الغذائية أو تكاثر الأعداء أو تغير العوامل المناخية أو غير ذلك.الهجرة ، في حال لم تكن هناك عوائق تنمعها ، تصبح شيئا لا مناص منه و إلا الإنقراض.هذا قانون طبيعي (من وضع خالق الأكوان بالنسبة للمؤمنين).
نستنتج من هذا القانون أن وضع العوائق أمام الكائنات الحيوانية و منها الإنسان في وسط العيش قد يجعل حظوظ الإستمرار في الحياة تنخفض للصفر.لأن تلك العوائق ببساطة تمنع وصول الكائنات الحية للأماكن التي تستجيب بطريقة أمثل لشروط عيشها و تمنعها من الفرص المتاحة المناسبة لتلك الشروط .هذا إذا لم تكن لديها عوائق ذاتية تمنعها رغم عدم وجود عوائق طبيعية أو إصطناعية من الوصول لتلك الأماكن.
بالنسبة للإنسان نفس الشيء .
في أوروبا الرافضة ، بمبرراتها المعقولة بالنسبة لها طبعا ، لهجرة العنصر البشري الشمال إفريقي إليها و التي سترسل إلينا بعد أسابيع قليلة في شمال إفريقيا طيورها المهاجرة و تستقبلها المنطقة بكل حفاوة (لأن أماكن إقامة الطيور الأوروبية في شمال إفريقيا لم تعد مجرد أماكن طبيعية كما كانت دون عناية ، بل تم تسييجها و تحويلها إلى محميات بيولوجية محروسة )، تم الإتفاق بين الدول الأوروبية كلها تقريبا على ما يسمى مجال شينغن schenguen space أو espace schenguen الذي يسمح بحرية التنقل بين مواطني هذه الدول . [ schenguen التي تم توقيع الإتفاق فيها مدينة توجد في مملكة اللوكسمبورغ الصغيرة المحصورة بين فرنسا ، بلجيكا و ألمانيا (مساحتها 2586 كلم مربع) ]. جواز السفر لم يعد ضروريا لهم . كما أن حصول أي مواطن ، أجنبي عن هذه المنطقة ، على فيزا من أي بلد من بلدانها يصبح أوتوماتيكيا مسموح له بالدخول للبلد الذي أعطاه الفيزا ثم لكل مجال شينغن . مسألة منطقية .معناه زوال الحدود بين هذه الدول والإجراءات إلإدارية وتسهيل التنقل والزيادة في فرص الحياة الأفضل وبالتالي ربح الوقت بحيث يمكن القول أننا أمام مجال طبيعي يبيح الفرص الكثيرة و الحظوظ .لقد كان سقوط جدار برلين البداية المتأخرة لإستيقاظ الوعي الأوروبي المستمرفزالت كل الحواجز.
في جنوب القارة الأوروبية و في الماضي كان مجال "شينغن الشمال الإفريقي" موجودا عند أجدادنا قرونا عديدة قبل الميلاد حينما لم تكن هناك هذه الحدود المصطنعة التي جاءت نتيجة الإستعمارالعربي القديم الوافد من آسيا الغربية (شبه جزيرة العرب) والتوسعي نحو أوروبا و الذي جلب الإنتقام الأوروبي بإستعمار مضاد لدول شمال إفريقيا والتدخل اليومي في المنطقة كوصاية إستعمارية بشتى الطرق السياسية منها والثقافية والإقتصادية والعلمية وغيرها للمحافظة على ضعفها وتشتتها وإستغلال ثرواتها و منع منافستها له.
في كل شمال إفريقيا كان التنقل حرا و الفرص متاحة و المجال طبيعي..و الكثافة السكانية كانت ضعيفة مقارنة بالآن و قبائل عديدة ذات لغات و أديان مختلفة كانت تعيش متفرقة على مساحات شاسعة و عموما بسلام مستغلة ما يوفره الوسط البيئي من إمكانيات.وحسب الأصل البعيد نسبيا ودون الدخول في التفاصيل والأدلة العلمية والملاحظات الميدانية اللغوية الكثيرة الباقية إلى اليوم ، يمكن ذكرالأفارقة السمر و الأقباط و اليهود و الفينيقيين المختلطين بالأمازيغ و اليونانيين و السومريين و المندائيين المهاجرين من الإضطهاد الشرق أوسطي و غيرهم . و الشمال الإفيقي المقصود هو السودان مرورا بمصر و ليبيا ووو حتى موريتانيا أي الشعوب التي لها نفس التاريخ تقريبا و الظروف التي مرت منها ولها لغة مشتركة للتفاهم و التخاطب .
وإذا عدنا لأوروبا وأضفنا لمجال شينغن السبب فيه وهو الإتحاد السياسي في مجموعة الإتحاد الأوروبي ذي المؤسسات العتيدة السياسية منها كالبرلمان الأوروبي الذي جاء كأنه بمحض الصدفة و الحاجة الإقتصادية كالسوق الأوروبية المشتركة وغيرها نجد أنفسنا أمام عالم متكامل طبيعي و بدون حروب أخوية مستنزفة للعنصر البشري والمال و الإقتصلد والثروات والوقت .إننا أمام قوة إقتصادية وعسكرية متميزة تقول كلمتها للتاريخ و تربي الذين يحتاجون للتربية بإعطاء المثال اليومي في التخاطب و إحترام حرية وكرامة الإنسان و إظهار إبداع العقل البشري الأوروبي في حل المشاكل بكل شفافية أمام الجميع لتعليم الجميع ، تحت سيادة القانون . ليس هناك رئيس أو حاكم فوق القانون .مساواة في الورق ومساواة في الواقع .ليس هناك إنفصام لا بين الواقع و المكتوب في الدساتير ولا في نفسية الحاكمين .هؤلاء ليسوا مثل الذين يعطون المثال اليومي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و الإبداع و التفنن في الدوس على حرية وكرامة الإنسان .
هذا العمل في أوروبا لم يكن ممكنا لولا تضحيات و صبر و إصرار وبعد نظر لنساء ورجال كثيرين يُعدون بالملايين ثابروا منذ قرون وإجتهدوا و أنكروا ذواتهم يعملون بسرعة الحلزون منتبهين للأخطار والعوائق الممكن أن تحول أحلامهم إلى سراب من أجل أن يعيش أبناؤهم و الأجيال اللاحقة هذا العالم المتميز اليوم . إنهم ليسوا كهؤلاء الذين يعيشون في الإستبداد وإحصاء الأنفاس و نكران الحقوق الشرعية للمواطنين ويموتون بعد أن يتركوا لأبنائهم أو نائبيهم حقلا مليئا بالألغام لا تهمهم إلا أنفسهم مثل ما حدث لحافظ الأسد و القذافي و صدام حسين و من المحتمل أن يكون آخرون سائرون في نفس الطريق .
لقد أصبح مفهوم المواطنة في أوربا جغرافيا عند سكان هذا المركب السكاني المتميز . أصبحت الهوية أوروبية .الكل يدافع عن أوروبا ويفتخر بالإنتماء إليها بل هناك من هم من شمال إفريقيا و الشرق الأوسط هاجروا... و نكروا أنهم من شمال إفريقيا ولهم مبرراتهم المعقولة طبعا .لم يتخل الفرنسي مثلا عن هويته الفرنسية لكنه يعتبر نفسه أوروبيا ويدافع عن أوروبا .و كذلك الألماني و السويسري وغيرهم .
للأسف ورغم نجاح هذا النموذج الأوروبي الذي يُحتدى به ويدعو للتفكير الجدي البعيد النظربالنسبة لمستقبل الأجيال القادمة أصبحت عندنا في شمال إفريقيا خصوصا جمعيات و أحزاب يا إما بإسم اللغة أو بإسم الدين أو الإنتماء الإثني أو القبيلة تحت مسميات مخادعة تزيد من التفرقة و التشتيت والتقوقع على الذات و الطائفية والتعبير عن تنامي الكراهية والنزعة العنصرية و إقصاء الآخر وبكل وقاحة تتغنى بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان في تناقض تام مع مبادئه الأساسية و لاهم يحزنون.
لاندري من سمى الربيع العربي و المحتمل جدا أن يكون من أعداء المنطقة من السياسيين الأجانب . ثم يأتي من يتحدثون عن الربيع الأمازيغي أو غيره وكأنهم نقلوا دون تفكيرفي الإمتحان مع بعض التغييرحتى ليُخيل للمرء أنهم هكذا يفعلون حتى مع أحداث التاريخ ، فيوقظوا الكراهية و الحقد الدفين وبالتالي بذورالصراع والفتنة .هذا شيء غير منطقي.إذ إذا كنت تدعي محاربة العنصرية فهل هذا يعطيك الحق أن تكون عنصريا أنت أيضا تجاه الآخر وتجعل من الإنتماء للغة أو غيرها قضية موجهة ضد الآخر؟ .متى تنتهي العنصرية إذن ؟
لايمكن التدليل على الأصل البشري البعيد جدا بعد كل هذا الزمان من ملايين السنين و إختلاط الناس بالتزاوج و التربية في بيئات مختلفة و حتى باللغة .و الإدعاء بالإنتماء لعرق ما قد يكون خاطئا من الناحية العلمية. لكن قد تكون له دوافع سياسية أو فقر أو حماية من الأعداء أوغير ذلك .وهذا مفهوم .لكن الأكيد أن جميع البشر خرجوا من إفريقيا حسب آخر نظرية لأصل الإنسان المستدل على صحتها سنة 2007.
غير مقبول على الإطلاق ولا منطقي أن يأتي أحدهم بلغة أو إنتماء ديني أو طائفي ليتصدر المشهد والفضاء العام بخطابه العنصري وكأنه وحده في هذا الكون و لا يحترم وجود الأخرين .لأنه طالما نوجد جماعة فلا يمكن العمل و العيش إلا جماعة والتفكير جماعة دون إقصاء لأحد.هذا هو المنطق و التاريخ المستقبلي للتقدم والسلام .
المطلوب هو حركات سياسية و نهضة فكرية تتخذ من إنشاء شمال إفريقيا جديدة كهوية ، بعيدا عن التعالي الفارغ بالإنتماء اللغوي أو الإثني أو غيرذلك ، غدا هدفا بعيدا يتحقق بالتخطيط والعلم الحديث و ليس بالأماني و الأحلام .
حين طرحت مقترح الهوية الشمال إفريقية لسكان شمال إفريقيا الأعزة و الغاليين فليس ذلك من باب اللهو أو التسلية أو المزاح و إنما مقارنة مع أوروبا القريبة وتاريخها المتميزمن أجل زوال هذه العنصرية بالذات بين مواطني المنطقة ولزوال الصراع و التوتر والحروب على أساس طائفي أو ديني أو لغوي و من أجل مصالحة تاريخية بين المختلفين اليوم لبناء الغد المشرق للأجيال القادمة في دول ديموقراطية مدنية متقدمة ..ربما يقولون أني أحلم أو أراهن على خيول خاسرة .لكن الرهان على الخاسرين المحتمل أن يستيقظوا يوما ما في نظري أفضل من عدم فعل شيء على الإطلاق .
السؤال هو هل نخبة مثقفي و مفكري شمال إفريقيا لن يكونوا في موعدهم مع التاريخ ؟أو هل هم أقل شجاعة و إبداع وبعد نظر من نظرائهم الأوروبيين حتى يفسحوا المجال أمام سكان شمال إفريقيا للتنقل الحر بين هذه البلدان بالهوية الشمال إفريقية ويقظوا على الطائفية و التفرقة العنصرية ؟
أنا لا أعتقد ذلك.
وتحياتي للجميع .
للتواصل مع الكاتب : [email protected]





#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش لا تكشف إلا عورة الفكرالذي تردده كالببغاء
- مصر و محنة التخريب بإسم الإسلام
- يا أمراء قطر: توقفوا عن دعم الإرهاب في شمال إفريقيا
- للإيزيديين إيز..دا و خو ...دا (مرادفان لكلمة الله)
- حينما تخطئ ثقافة الغدر والفرارهدفها وتتطاول على الربوبية
- بالنسبة لسكان شمال إفريقيا ، هذه الأخيرة هي الهوية الواجبة
- بعض الكلام عن -الخلق- و موجد الأكوان
- بيان لإتحاد المؤمنين الربوبيين لشمال إفريقيا والشرق الأوسط
- هل حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين ماسوني ؟
- مزرعة الدجاج و الإستبداد
- سافانا شمال إفريقيا والشرق الأوسط North Africa and Middle ea ...
- الشعب التونسي يقول بوضوح (لا) للإسلام السياسي
- هل تصيب عدوى -ألقوا الفاسدين في صناديق القمامة- الأكرانية من ...
- اليوم الكالاكسي للسيدات Galactic women day
- المغرب : تنظيم كأس إفريقيا للأمم و مصيبة إيبولا
- المغرب : الضريبة على السيارت القديمة وقاعدة (ليس للقانون أثر ...
- عاجل :هل تعتبر دول شمال افريقيا من درس الحوثيين في اليمن ؟
- المغرب: أضحى وتقاعد وحق الكفاية في الإسلام
- بيان لإتحاد المؤمنين الربوبيين العرب
- الإيدز والإرهاب : فقدان المناعة وفقدان الخطاب الإنساني


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التهامي صفاح - مجال شينغن shcenguen درس تاريخي حديث لشمال إفريقيا