أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - تشابك الازمات وتعقيداتها















المزيد.....

تشابك الازمات وتعقيداتها


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 11:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



اين الحرية في زمن العبودية ؟

( واما المثقف النخبوي فانه بات اعجز من ان يحل مشكلات تتخطاه, سيما بعد ان افلست الشعارات ,على يده , طوال عقود من المناضلة. ولا عجب فالمثقف بالتعريف ضد الحريات الديمقراطية . فهو لانه نخبوي يستبعد الناس بقدر مايفكر او يقرر عنهم . وهو لانه اصطفائي يعتقد بانه افضل من الاخرين ويستحق اكثر مما يستحقونه من التقديروالتكريم )

المفكر علي حرب من كتابه ( ازمنة الحداثة الفائقة: الاصلاح –الارهاب – الشراكة ) – ط 2 – 2008- الناشر: المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب وبيروت – لبنان .

( الغباء وحده الذي يلقن ,لانه – وحده فقط – يصر على تكرار نفسه دائما...
لاتكن ملقنا او داعية لاتجاه , بمعنى لاتكن سلطة قامعة , كن انت كتجربة حياتية حية مؤثرة...
المنفتح لايلقن , يحرض فقط ...) .

الباحث العراقي والكاتب والشاعروالصديق جمال علي الحلاق من كتابه الجديد (فن الاصغاء للذات )- ط 1- 2014-منشورات الجمل – بغداد – بيروت .

يؤكد علي حرب ان مايجري في العالم من احداث عاصفة متلاحقة يكاد يحشر الجميع في المازق الخانق , ويصدمهم بما لايريدونه. انه يخلق حالة طواريء كونية تجعل المجتمعات في غاية التوتر ,بقدر مايجعلها فريسة سهلة للاعمال الارهابية والازمات الدورية وسياسة الارض المحروقة والتهجير القسري والابادة العرقية والدينية والطائفية والاثنية ( غزة وسورية والعراق نماذج على ذلك بالاضافة الى داعش ).

هكذا تسيطرعلى المشهد العالمي , حالة من التردد والتخبط بل التورط والتواطؤ . خاصة من قبل العقول الاستراتيجية ,ممن يندبون انفسهم لقيادة العالم والسيطرة عليه . وهذه هي الحال ايضا لدى اصحاب المشاريع الاصولية , ممن يدعون امتلاك الحلول لانقاذ البشر واصلاح الامم .
ان الاصوليات لاتشمل احزاب الاسلام السياسي فقط ,بل تشمل ايضا كل الاصوليات في الديانات كافة وفي الماركسية والشيوعية وفي الفكر القومي , وحتى في الفكر الليبرالي (فكر المحافظون الجدد انموذجا ) .
ان مجريات الاحداث تفضح الدعوات , والنتائج تنقض المقدمات , كما ان الوسائل تدمر الغايات.

ان الوضع في العالم العربي هو الاسوا والاكثر اضطرابا . والخيارات مفتوحة على الاضداد . ان المجتمعات المعاصرة تشهد تحولات هائلة ولن يكون بوسع احد ان يبقى بعيدا عن تاثيراتها .على العرب تحمل مسؤولياتهم .فمن يفكر بحرية واستقلالية ويحسن الاشتغال على معطيات وجوده فهما وعقلانية وعلما وبرمجة يملك القدرة على الزحزحة او على الصرف .

ان زمننا الكوني اليوم قائم على الترابط العضوي بين اجزاء العالم وبين الداخل والخارج .ان من يعمل على اصلاح نفسه يساهم في اصلاح غيره .على العرب القيام بتفكيك العوائق الفكرية وتسليط الضوء على الافات الاخلاقية التي تعصف بمجتمعاتهم .
يؤكد المفكر علي حرب انه لم تعد تجدي ادارة العالم بما هو سائد من العقليات والمقولات او المدارس ,سواء من جانب العقل الاصولي او من قبل المشروع الامبراطوري او من جهة المثقف النخبوي . فالاصولية لاتولد سوى الرعب والارهاب ,لانها تبنى
, على التمييز والاصطفاء , وتدعي احتكار الحقيقة والمشروعية ,بقدر ماتعمل بمنطق ضدي عنصري يولد الاقصاء .
فالاصولية نهايتها الاستئصال ,الرمزي او المادي , اكانت دينية او فلسفية ,قومية ام طبقية .

اما العقل الامبراطوري فقد ولى زمنه في عهد الانسان الرقمي وزمن الميديا . (واما المثقف النخبوي فانه بات اعجز من ان يحل مشكلات تتخطاه ,سيما بعد ان افلست الشعارات ,على يده , طوال عقود من المناضلة . ولاعجب. فالمثقف هو بالتعريف ضدالحريات الديمقراطية . فهو لانه نخبوي يستبعد الناس بقدر مايفكر او يقررعنهم . وهو لانه اصطفائي يعتقد بانه افضل من الاخرين ويستحق اكثر مما يستحقونه من التقدير والتكريم).

وهكذا بات دعاة الاصلاح والتغييرجزءا من المشكلة , بما فيهم الثلاثة :الاستراتيجي الامبراطوري , والداعية الاصولي , والمثقف النخبوي .وهم مطالبون قبل غيرهم باصلاح ذواتهم . انها فرصة سانحة امام العالم العربي لكي يعيد ترتيب علاقته بفكره لينخرط في صناعة الحياة بعقلية الحوار والمداولة. الشراكة والتضامن ,لابتكار مانحتاج اليه من اصلاح المجتمعات على نحو سلمي .

يخشى ان تكون قضية الاصلاح قد فقدت مصداقيتها ولاسباب عديدة :
السبب الاول: يتعلق بالشعارات ومفاده انه حتى لو كانت الشعارات صحيحة , انما تستهلك من فرط تكرارها.
السبب الثاني : ان الجتمعات المعاصرة وخصوصا في الغرب شهدت تحولات وانهيارات تضع على المحك كل عناوين الحداثة : كالعلمانية والعقلانية والاستنارة والتقدم والنزعة الانسانية موضع الشك .
ومن هنا يخشى ايضا ان تكون الشعارات قد فقدت مصداقيتها, والمثال على ذلك الكوارث الانسانية في العراق وموقف الغرب الاوربي وحكومة الولايات المتحدة الامريكية والامم المتحدة الذين اتخذوا موقف المراقب والمتفرج على الاحداث (راي كاتب المقال ).
وهكذا ثمة ازمة عالمية كونية هي ازمة الانسان المعاصر والعقل الكوني في مواجهة المشكلات التي تزداد تعقيدا .
ان تجاهل هذا الواقع لايجدي بالحديث عن قيم الحداثة والليبرالية والديمقراطية من غيرتجديد او تلقيح او تهجين . من هنا باتت قضايا الاصلاح والديمقراطية وحقوق الانسان والمجتمع المدني مشحونة باعتبارات ايديولوجية ,بقدر مايجري الدفاع عنها بعقلية طوباوية وسذاجة حداثوية او بمناهج عقيمة وادوات منتهية الصلاحية .

وهكذا اصبحت الشعارات المطروحة فرعية قياسا على الاسئلة الوجودية التي يثيرها الواقع المعقد .
كيف نستعيد المبادرة التاريخية ونمارس الفعالية في العالم ؟
كيف نفهم ان البشرية اليوم تنتج من المشكلات اكثر مما تبتكر من الحلول؟
يقول المفكر علي حرب ان رفع الشعارات القديمةاو الحديثة التي اظهرت فشلها او استنفدت نفسها سواء تعلق الامر بالاسلام والعروبة او بالماركسية والاشتراكية او بين الحداثة واليمقراطية او بين الاصلاح والتنمية.مما يعني ان ماكان يمثل معايير الحداثة والعقلانية والتحرر والتقدم قد استنفد نفسه وبات يعطي مردوده العكسي .

ان المتاح الان هو الانخراط في المراجعة النقدية وذلك بالتفكير بما هو مستبعد من نطاق المساءلة والدرس وهذا مالايعترف به الحداثويون الذين يتعاطون مع الحداثة بصورة صنمية رجعية طفولية . وهذا مالايقدم عليه العرب ,ساسة ومثقفين , حيث النقد عندهم يحيد دوما عن المسلمات والثوابت والحتميات التاريخية . او يهربون من نقد الذات لرمي المسؤولية على الاخرين وعلى العدو الامبريالي الخارجي .ثمرة ذلك مزيدا من التراجع والقصور.

لاشك ان الثقافة بحسب المفكر علي حرب بثوابتها ونماذجها وقوالبها هي مصدر اساس من مصادر الخلل والعطب , حيث تكمن جذورها في الفكر ومصادرات العقل او في قوالب المعرفة ومنظومة القيم .بهذا المعنى لسنا ضحية اقدارنا بقدر مانحن ضحية افكارنا .
هكذا فان تعثر شعار الديمقراطية مرده الى حملته الذين هم الاقل ديمقراطية من سواهم بقدر مايفكرون بعقلية النخبة والطليعة والوصاية واحتكار القيم .

ان المثقفين يعملون على التعتيم على منجزات زملائهم والسطو على ملكية الزملاء , او شحذالاسلحة الرمزية الفتاكة للحصول على المواقع والادواراو للحصول على الجوائز والمناصب .
كذلك الامر في متعلقات المشروع الحضاري حيث سعي الدعاة الى اسلمة الحياة لاستعادة مالايمكن استعادته الا فقرا وتخلفا او هذيانا او شعوذة او ظلاما او ارهابا .

ان سقوطنا في امتحانات العلوم والمعارف نجده لدى المفسرين الجدد ولصوص المعرفة الذين يدعون ان كتبنا التراثية تنطوي على العلم بكل شيء , لكي يسطو بلا ضميرعلى النظريات والمعارف المنتجة في الغرب .
ان العلة في التفجيرات الارهابية تجدها في مجالس التعليم الديني وفي مؤسسات الفتوى ودعاوى الحسبة والردة , كما يجسدها امراء الجهاد الدواعش والوهابية التكفيرية .
اذا اردنا ان نفهم لماذايزداد العالم تازما تحت قيادة الولايات المتحدة الامريكية , علينا البحث في كواليس العقول وعتمات الفكر لدى المحافظين الجدد والمرشدين العقائديين.

خاتمة المقالة في بدايتها...

لدى كاتب المقال ( وليد يوسف عطو ) عدة تساؤلات وهي :

1- هل الانسان يمتلك العقلانية حقا اكثر من الحيوانات ؟
2- من اين جاءت حروب الابادة الجماعية ,العرقية والقومية والدينية والطائفية ؟
3- اين حداثة الانسان وعقلانيته وتفكيره وهو يسير من دمار الى اخر , ومن حروب الى حروب اخرى ؟ ومن اقصاء وتهميش الى تهجير قسري وعبودية علنية او عبودية مبطنة وتحويل شعوب بكاملها الى قطيع غنم ؟
4- ماهو الفرق بين السياسي العاهر وبين العاهرة بائعة وعاملة الجنس ؟

العبودية تتمثل في اذلال الشعوب وهيمنة العقول الامبراطورية والاستراتيجية والدينية الطائفية والقومية المتشنجة والعرقية وعسكر السلطة على دفة الحكم .

العبودية تتمثل في غسيل الدماغ عبر الميديا العملاقة للدول العظمى ولشبكات التواصل الاجتماعي والفضائيات والموبايل الذكي ,وتبديد ثروات الارض ومخزونها بصورة جنونية لاعقلانية .

القيام بتغيير الهندسة الجينية للانسان وللحيوان وللنبات , مما سينتج اجيال جديدة من البشر تخضع لعبودية مراكز القرار الاقتصادي والسياسي العالمي ولعقلية الروبوت المخزنة في ذاكرة وجينات الانسان المعدل جينيا .

ان مخاطر جسيمة ورهيبة تنتظر البشرية لايمكننا ايقافها الا بتوحد امم وشعوب الارض في وجه كل من يعمل على تدمير البشرية وتبديد ثرواتها .

اختاما اقول لكم :

اين الحريات مقابل تعدد اشكال العبودية في عصر الثورة الرقمية والراسمالية الكونية ؟.



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبودية في بابل واشور
- الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بابل
- الملك حمورابي وعلمانية الدولة البابلية
- قراءة في كتاب ( فن الاصغاء للذات )
- تحقيق التنمية والاصلاح والديمقراطية والحداثة
- تطور دماغ الانسان
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 5
- الازمة البنيوية للاحزاب الشيوعية في العالم العربي - ج 2
- الازمة البنيوية للاحزاب الشيوعية في العالم العربي - ج 1
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 4
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 3
- لننتصر للشاعرة ميثاق كريم الركابي - ج 2
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح -ج 2
- لننتصر للشاعرة ميثاق كريم الركابي
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح
- انغلاق الايديولوجيا
- في نقد الحقيقة
- جذور المعجزة اليابانية - ج 2
- جذور المعجزة اليابانية
- لنصنع ليبراليتنا


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعود إلى القاهرة بعد عقد اجتماعات مع مس ...
- إسرائيل تهاجم وزيرا إسبانيا حذر من الإبادة الجماعية في فلسطي ...
- تكريما لهما.. موكب أمام منزلي محاربين قديمين في الحرب الوطني ...
- بريطانيا تقرر طرد الملحق العسكر الروسي رداً على -الأنشطة الخ ...
- في يوم تحتفل فيه فرنسا بيوم النصر.. الجزائر تطالب بالعدالة ع ...
- معارك في شرق رفح تزامناً مع إعادة فتح إسرائيل معبر كرم أبو س ...
- لماذا لجأت إدارة بايدن لخيار تعليق شحنات أسلحة لإسرائيل؟
- بوتين يشيد بقدرة الاتحاد الأوراسي على مجابهة العقوبات الغربي ...
- كشف من خلاله تفاصيل مهمة.. قناة عبرية تنشر تسجيلا صوتيا لرئي ...
- معلمة الرئيس الروسي تحكي عن بوتين خلال سنوات دراسته


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - تشابك الازمات وتعقيداتها