أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - العائلة العراقية و مستقبل الطفل السياسي















المزيد.....

العائلة العراقية و مستقبل الطفل السياسي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 11:02
المحور: المجتمع المدني
    


كما نعرف عن العائلة العراقية المختلفة و ما تتميز بها عن العالم من الجوانب المختلفة، و لها سمات تختلف ايضا من مدينة لاخرى و حتى من حي لاخر او من بيت لجيرانه حسب تاريخها و المستوى الثقافي و العادات و التقاليد المتبعة فيها، وفق العقائد المؤمنة بها فكريا او دينيا او مذهبيا، دون ان تعلم هي بتلك الاختلافات في دقتها في مسيرتها اليومية .
و كما نعلم فان دور العائلة الى جانب المدرسة و البيئة الاجتماعية و الثقافية والمنظمات و الانداد من الصديق و الزميل و القريب الى وسائل الاعلام و الاحزاب السياسية، كلها لها التاثيرات المباشرة و غير المباشرة في تاهيل الطفل و صياغة افكاره و بناء خلفيته . اننا نهتم هنا و نبين اهمية العائلة المؤثر الاول و الاكبر بالذات على عقلية و سلوك و تاهيل الطفل ذهنيا و عمليا على ارض الواقع و ما يخرج به مستقبلا .
ان اكتساب الطفل لما يترسخ في عقله يكون بشكل مباشر اما بالتلقين او بالتقليد او الاعجاب بافعال افراد العائلة، او من اكتساب صفات و ثقافة و سمات العائلة و يتخذها خلفية له في حياتهبمرور الزمن . و هنا يهمنا التخصص في الكلام عن التاهيل السياسي فقط لان الجوانب الاخرى تتطلب بحوثا و قراءات لا مكان لها هنا .
اننا نعلم ان التاهيل السياسي جزء من التاهيل الاجتماعي لاي منا مهما كنا بعيدين عن السياسة و ما يدور في فلكها . فان العائلة لها سياساتها العامة عفويا كانت ام منظما و مخططا من قبل رب العائلة او الابوين حسب المستوى الثقافي لهما و الثقافة العائلية المترسخة فيها و نظرتهما للحياة .
فلنتكلم على العائلة العراقية بشكل عام و ما يحدث فيها و مؤثراتها على الطفل منذ ولادته و انفتاحه عقليا او ذهنيا ضمن بيئته الصغيرة و ما يؤثر على تفكيره و عقليته و يكون لنفسه خلفية في مختلف الجوانب و ما يمكن ان يتخذه للتعامل مع جميع مفاصل حياته، فان كانت هناك فروقات شاسعة بين بعض العوائل الارستقراطية المعروفة عنهم في تاريخ العراق و ليسوا بعدد كبير و ما فرزت من تربيتهم و تعاليمهم و خصوصياتهم، فان نسبة كبيرة من بقية العوائل العراقية متوسطة الامكانية قريبة من البعض من جميع جوانب الحياة و لم تجد الفروقات الا ضئيلة في مسيرتها و طقوسها و عاداتها و تقاليدها، و لم تكن الاختلافات الا وفق الثقافة العامة والعرق و المذهب و ما يكتسبه الطفل منها من التوجهات و العقائد و ما يؤثر مستقبلا على فكر الطفل السياسي و الثقافي و الاجتماعي و تعامله مع الحياة و ما فيها .
فعندما نرى الفروقات الفردية بين الاطفال فانها ناشيء من عوامل عائلية اكثر من البيئة العامة و العوامل المؤثرة الاخرى على ذهنية الطفل، فيمكن لباحث علمي ذكي ان يقيٌم و يعلَم و يستنتج حيثيات العائلة كاملة بقراءة عقلية و افعال و تصرفات و توجهات الطفل و سلوكه في اية بقعة يمكن مراقبته من قريب .
ان اردنا تصحيح مسار العراقي بكل مكوناته بحرية و ليس فرضا فوقيا و قسريا، لابد اول اان نتمكن من تصحيح مسار العائلة و تفكيرالوالدين و تعاملهم مع الناشيء و محاولة التغيير في كيانهم و كينونتهم الفكرية و الثقافية والاجتماعية و السياسية، فعنده يمكن ان نجد فروقات ما في توجهات الطفل و عقليته و نظرته المستقبلية، اي تاهيله لما يكون مستقبله، و من الجانب السياسي بشكل خاص نتيجة المؤثرات الخارجية الاخرى، كي نرى جيلا صحيا و سليما فكريا وعقليا بعيدا عما نراه اليوم و نغيره و ننتج عقلا صحيا في المستقبل، و هذا لا يحدث الا بتغيير القاعدة الاساسية لما تسير عليه العائلة و تعاملها مع الاطفال و كيفية تربيتهم عمليا من خلال اداء الواجبات و الحقوق ضمن العائلة و ما تكون حياتهم العائلية المستمرة كورشة عمل لتاهيلهم و تنشئتهم و تحديد عقليتهم و تفكيرهم المستقبلي .
فهل نجد من العوائل الا نادرا من الاهتمام في تدريب الطفل على صياغة عقليته بشكل عام و ما ستكون عليه نظرته الى المواضيع التي تخص حياته بشكل خاص و ما يمكنه ان يؤثر هو على المجتمع بشكل عام فيما يصل اليه من العقلية و التوجه و التعامل مع الحياة و ما يكتسبه من المعلومات الحياتية عمليا بشكل مباشر و غير مباشر من العائلة . التاثير المباشر للعائلة قوي و حاسم على سلوك الطفل المستقبلي و ليس اثناء الطفولة فقط، لانه يترسخ ما يكتسبه من العائلة في ذهنيته بشكل قوي و لاصق و هو يسير على ما تسير عليه عائلته و ما تفكر به من النواحي الحياتية كافة و منها السياسية . فالعائلة هي المؤسس و الملقي الحاسم لسلوك و اخلاقية الطفل في طفولته بشكل مطلق و من ثم تتدخل العوامل الاخرى خارج العائلة على عقلية الشاب و ما يغير منها في شبابه و مستقبله .
فهناك من المستوجبات و المقومات و المباديء الاساسية التي تفرض وجودها ليخرج الطفل سليما ذهنيا و عقلانيا في حياته، و منها ممارسة حياته بحرية و توفير الحرية التامة له لتعامله مع مسيرة طفولته كما يريد دون تحديد او تلقين بعقلية الابوين الكبار و من الجيل الاسبق، هل يوجد غير الاعلان عما يؤمنان به الابوان،و الصحيح يتطلب عدم الفرض لاي قرار و انما حرية الطفل في الامر، فان امن به الطفل او الشاب فيكتسبه و ان لا فيرفضه دون هوادة و يجب عدم معاقبته .
فاما ظروف العراق الحالية و ما فيه العائلة، فيفرض و يتطلب العمل الشاق المضني و لسنوات طويلة لاعادة الحياة الطبيعية الى العائلة من اجل التامل في التاثير عليها لتقدمها .
فان طقوس العائلة العراقية التي اثرت عليها مجموعة من العوامل و منها الثقافية و التاريخية والعرقية و الدينية و المذهبية هي العائق الاكبر في تقارب الطفل في تعليمه و نشاته و تساويه في الفرص السانحة له كضرورة انية و مستقبلية تحتم على البلد في نشاة اجياله .
فهنا نسال عن تقيمنا للعائلة العراقية و ما نحن عليه و كم من الواجبات التي اديناها بشكلها الصحيح، و سنسال؛ كم من العوائل تعقد لها الاجتماعات الدورية بمشاركة كافة اعضائها من الطفل الصغير الى اكبرهم، كم شاركنا بجميع اعضاء العائلة بابداء ارائهم و تقيمهم و طلبنا منهم الموافقة على قرار اتخذناه، و كم شاركنا الطفل في اتخاذ و صياغة قرار عائلي له صلة به او بالعائلة بشكل عام، فهل اخذنا راي الطفل في قرار اتخذناه بشانه و من ثم عاقبناه على خرقه او عدم تنفيذه .
انني اقر هنا انا شخصيا لم اطبق ما اؤمن به لظروف و عوامل حاسمة خاصة خارجة عن ارادتي، و الاعتراف فضيلة كما اعتقد .
الحرية الفكرية لطفل يمكن الاحساس بها عندما نعلم بان الطفل لم يحس بمعاقبته على عدم تنفيذ قرار اتخذناه نحن و لم يطعه لكونه لا يؤمن به او له راي اخر، فعندما يكون حرا في قراره و تعامله مع قرار يخصه و اتخذه غيره نيابة عنه فيكون حرا في عقليته و تفكيره مستقبلا، اي يجب عدم فرض طاعة التنفيذ و عليه يحتسب الطفل للعقاب عند خلاف ذلك فيشكل ذلك عقدة فيه و يكون تابعا مستقبلا .
فان عقد الاجتماعات و ان كانت عفويا و ليست محددة في الوقت و المكان؛ يمكن ان يحدث نقاشات عائلية مثيرة و محفزة للطفل، و منها يمكن مشاركة الطفل في اتخاذ و صياغة قرارات تخص العائلة اجمع و ليس ما يخصه فقط، و هذا ما تزيد من احساس الطفل باهميته و يمكن ان يؤثر على اهليته السياسية و تدعمه و تزوده بمهارات سياسية للمشاركته العامة في السياسة العامة لبلده ،في مستقبله و لا يختار الانعزال و الانعكاف على امور غير مفيدة، ويشارك بنشاط و فعالية في النظام السياسي و يمكن ان يكون قائدا ناجحا مغيرا لحال البلد عند البلوغ، و على العكس من ذلك عند عزله و ابعاده عن اتخاذ القرارت العائلية بابعاده عن المشاركة فيه منذ نشاته و ما تفرضه عليه اكثرية العوائل العراقية بجميع مكوناته من فرض الانصياع على الطفل سيجعله تابعا سياسيا و في المؤخرة دائما. و هذا ما يدلنا ان المدرسة الاهم و الاولى لحياة و تاهيل الطفل السياسية هي العائلة و مسيرتها و العادات والتقاليد و النهج الذي تسير عليه.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا المكروهة في ناتو و المُكْرَهة في التحالف الدولي
- مطالبة العبادي بمحاكمة المالكي تُجسد مصداقيته
- كوردستان بين التحديات و القصور الذاتي
- هل لتخفيف الضغوطات عن تركيا و البارزاني ؟
- لم يتخل الكورد عن حق تاسيس دولته
- يحتاج العراق الى اعادة التاهيل السياسي
- في ظل المستجدات، سوريا الى اين ؟
- اليس من المعقول ان تُمنح مصروفات المواكب الحسينية للنازحين ؟
- مابين تونس و العراق
- لماذا لا يبحث العبادي عن المليارات العراقية المسروقة ؟
- مَن و اين و كيف يمكن محاربة داعش ؟
- ممارسات داعش تبرر استخدام اية وسيلة ضده
- ماهي مرجعية الاعلام الكوردستاني
- العدالة ما بين الامس و اليوم
- لماذا ينتمي الاوربي بجنسيه الى داعش
- الواقع الكوردستاني بين ضغوطات بغداد و حرب داعش
- ما تهدفه تركيا من فرض الجيش الحر مرافقا مع البيشمركة الى كوب ...
- نظام الملالي في طهران و اعدام ريحانة
- حب الكتابة ام كتابة الحب
- الحوار المتمدن و جائزة ابن رشد


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - العائلة العراقية و مستقبل الطفل السياسي