أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - الغنوشي يستحقها














المزيد.....

الغنوشي يستحقها


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 21:57
المحور: كتابات ساخرة
    


الشيخ راشد الغنوشي مناضل كبير ومفكّر عبقري فذّ، وسياسي محنّك، جاهد الرجل في سبيل التحرير من الظلم والاستبداد، وقف في وجه الطاغية بن علي الذي قاد تونس نحو الانحراف السياسي والأخلاقي، كان الرجل منذ بداية تأسيسه للحركة وإلى الآن مستمسكا بالعروة الوثقى، ومتمسكا بمبادئه التي آمن بها، وجاء اليوم الذي فيه يطبّق ما كان يقوله على أرض الواقع بطريقة محترفة ذكيّة بهيّة، وقف العالم له إجلالا واحتراما لفكره العميق المتعمّق الموافق للحياة الراهنة في جميع مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
إذا كنتم تعرفون الرجل عن قرب، فلا نرى منكم هذا التبجّح والاحتجاج على جائزة يستحقها من بابها الواسع، وهو كأي رجل مفكّر ومنظّر، له من المؤلفات العديدة التي إن قرأتموها ستجدون فيها الحل الناجع لما تعانيه الشعوب العربية بل والعالمية، ولأنه إسلامي رأيتم أنه لا يستحق هذه الجائزة في نظركم بأي عقل تفكّرون؟ وأنتم يا من تدّعون وتتبنّون حرية التفكير والتعبير وتتبجّحون كل يوم في وسائل الإعلام بأنّ كل امرئ على وجه الأرض له حرية التعبير وحرية التفكير، ولا يمكن لأي دولة أو فرد أن يصادر فكره أو يعتدى عليه، صدّقوني إن الغنوشي نفسه لو رأى فيكم من يتكلم بموضوعية ويأتي بأفكار تخدم الوطن والسلم العالمي لأخذ بأفكاركم، فالرجل جدُّ متواضع، مفكر متزن، يدعو دائما في كتاباته ومحاضراته ودروسه إلى التسامح والعدالة والديمقراطية التي تكفل حقوق الإنسان، فاليهودي له حرية التعبد في معبده لا يعتدى عليه ولا يمسّ والنصراني في كنيسته آمن والمسلم في مسجده يؤدي ما عليه من فرائض والسائح مرحبا به في بلده، والعلماني له حرية معتقده وتقف حرية كل منهم عند الآخر، لا اعتداء ولا ضرر ولا ضرار تلك هي منهجية العباقرة في كل زمان.
إن سألتني عن الرجل سأقول لك اسأل رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان ومهاتير محمد وغيرهما من السياسيين الكبار الذين تأثروا بالفكر الغنوشي حتى أقدم أردوغان على تقبيل رأس الغنوشي على مرآى ومسمع كثير من الناس للتعبير عن الاحترام الشديد لهذه الشخصية العظيمة التي حوّلت النظرية إلى تطبيق فعّال، وهاهي اليوم تركيا تزخر باقتصاد فعّال وعلى دربها تستطيع تونس أن تتبع نفس المنهاج.
الذين يحتجون على الغنوشي لا يعرفون عنه شيئا سوى أنه سياسي إسلامي رجعي ظلامي، اتهامات دون برهان، ما الذي فعله الغنوشي حتى يتهم؟ إنه رجل كسائر الناس يفكّر بعقله لا بهواه، كتبه منتشرة في العالم، تأثر بها غير التونسي وعمل بما جاء فيها فنجح، بل قدّم زهرة حب ووفاء، لأنه أنار الطريق أمام البؤساء والفقراء، أحبّه الناس لأنهم يعرفون قيمته ويدركون ما يفكر فيه، ويقدم للدول نموذجا رائعا للحكم الإسلامي المعتدل الذي يحترم الآخر أكثر مما يقدّس نفسه، لا كبرياء ولا جهل ولا غطرسة ولا رياء، عنوان عمله الإخلاص لوجه الله، وإذا أنتم كنتم لا تؤمنون بما يؤمن به فلا يعني ذلك أنه لا يستحق الجائزة.
أعلنها صراحة أن الرجل يستحقها، بل يستحق جائزة أكبر منها بكثير، وهو الرجل الذي خاض تجارب عديدة ومارس الحياة بكل ألوانها، وتمرّس السياسة فأصابته وجعلت منه رجلا محنّكا حكيما يعرف كيف يدير السياسة حتى في مجتمع تتكالب فيه الأحزاب على المقاعد، لا يهمه الكرسي بقدر ما تهمّه مصلحة الوطن الكبير، الوطن تونس أوّلا ثم الأمة العربية وهو همّ لا يحمله إلا قليل من أبناء الأمة، هل سألتم أنفسكم أنتم ماذا قدمتم لأوطانكم شعرا هزيلا وكلاما مثيرا ونقْرا في السياسة والاقتصاد حتى إذا جاء الوعد السياسي تفرّقتم وتمزقتم كل ممزق تتلهفون على الكراسي كما تتداعى الأكلة على قصعتها، الكل يريد أن يأخذ المكان الأعلى.
الغنوشي عاش ثائرا على الظلم والاستبداد في عهدي بورقيبة وبن علي، عاش مناضلا في المنفى ينتظر نقطة الصفر حتى يعود لبلاده مكرّما وقد حصل والحمد لله، تحمّل الصعاب والمشاق وتعرّض للمضايقات ولكنه صبر وتحمّل لأنه يعلم أن الفرَج بإذن الله آت، عاش عزيزا وهاهو اليوم يرى أثر عزته في السماء، اسمه لامع حاز على جائزة رفيعة يستحقها رغم أنف كل من يكرهه، هو يقدم مثالا رائعا للإسلام السياسي المعتدل الذي ينبذ الظلم والاستبداد وينشد العدل والمساواة.
الغنوشي أفضل منكم يا من تحتجّون عليه، اعرفوه أولا، تعرّفوا على فكره ثانيا، تقرّبوا أو اقتربوا منه حتى تعرفوا فيم يفكر وما هي مخططاته؟ لماذا تحكمون عليه بالرجعية والظلامية والجاهلية دون دليل أو برهان ولو أقسمتم لأقسمتم كذبا وبهتانا وافتراء على رجل قدّم للأمة كنوزا لا تدركون معانيها، ولكن ربما تأتي الأجيال التي بعدكم تفقه ما فيها لتغيّر الحسابات وتمنح الرجل حقّه الكامل دون نقصان.
الغنوشي هو رجل مفكّر وفي النهاية هو إنسان لا أمجّده أكثر مما يستحق، بل أعطي الرجل حقّه وكذا كل رجل مثله له من الأفكار والقيم والمبادئ السامية التي يستطيع أن يعيش في ظلّها كل إنسان حتى السياسة أعظم برهان، لا يعرف منطق الاستبداد ولذلك تنازل عن الحكم حينما رأى أن الكفّة بدأت تميل لضده، فلم يستعمل القوة وهو يستطيع أن يأمر الشرطة والعسكر بإبادة من يعارضه، ولكنها غطرسة الجهلاء، فالرجل مثقف كبير وداهية عظيم يعرف كيف يتوارى ومتى يقدم ومتى يحجم وتلك هي سياسة الدهر.
نعم يستحقها بكل فخر واعتزاز، يستحقها لأنه هو الرجل الذي استطاع أن يغري الفكر الأوروبي والغربي عموما، يستحقها لأنه لم يكن مستبدا برأيه، هو حرّ في تفكيره ويمنح الآخرين حرية التفكير والتعبير عن الرأي، فشكرا لمن رشّحه لنيل الجائزة الكبرى، وشكرا للمؤسسة المانحة، وشكرا للشيخ الكبير راشد الغنوشي وهي في حقيقتها جائزة لكل التونسيين ولتونس الوطن، وأقول للمحتجين كفّوا عن مهاتراتكم فإن ما تفعلونه هو الجاهلية بعينه، لغة لا يفهمها إلا من كان معكم، ومن جاء ضدكم لا يستحق التكريم أبدا فبأي لغة تفهمون إذا؟



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وانكشفت اللعبة الخفية
- قطع الرؤوس سياسة أموية
- جربة تنتفض على وقع النفايات
- أبو سرور الذي لم يمت
- هل هذه هي الحرية التي يريدها العرب؟
- المرأة وأزمة الاستعباد
- المرأة وأزمة الاستعباد
- أوباما يصرخ في الحادي عشر من سبتمبر
- آلآن وقد عصيتِ قبلُ
- الاهتمام بأمور المسلمين
- أمتنا في خطر
- لماذا تتزين المرأة؟
- -داعش- المحبوبة الملعونة
- جنون الكرة ( كأس العالم نموذجا)
- الانتروبولوجيا الإباضية أو الانتروبولوجيا والإباضية
- نام البابا واستيقظ
- غض البصر كيف نفهمه؟
- هل للعمال عيد؟
- اتفاق على المحك
- صبرا آل غرداية


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - الغنوشي يستحقها