إنهم يكذبون ، ويشوشون على مظاهرات الجمعة القادمة ،والكرة في ملعب الوطنيين !

علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 09:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

1- الرسالة بخط يد سماحة السيد مقتدى الصدر، قائد التيار الصدري ، الذي فوَّض فيها جماهير العراقيين التظاهر في حال اقتنعوا بأن الحكومة لم تلبِ مطالبهم ولم تحسن حياتهم اليومية خلال مهلة العشرة أيام التي أعطاها لحكومة الجعفري بعد أن بذلت له الوعود والعهود على فعل ذلك ، هذه الرسالة عُتِّم عليها واغتيلت إعلاميا فلم تنشر سوى في موقعين عراقيين على الانترنيت أولهما موقع "العراق للجميع " المكافح ، ولم تُشر إليها جميع وسائل الإعلام الأخرى حتى تلك التي تزعم التضامن مع الشعب العراقي .
2- البيان الذي أصدره "التيار الوطني الديموقراطي العراقي" بهذا الصدد ودعا فيه إلى تحويل يوم الجمعة القادم إلى يوم للخلاص الوطني عتِّم عليه هو الآخر ولم ينشر إلا في أربعة مواقع مشكورة إما الإذاعات والقنوات الفضائية العربية التي أرسل لها - ونحتفظ بأدلة الإرسال المادية - فلم تنشر شيئا عنه وسيأتي اليوم الذي تفضح فيه جميع الأسماء .
3- المظاهرات التي لم تتوقف خلال المهلة التي اقترحها سماحة السيد مقتدى كما هي الحال في الديوانية والعمارة التي دامت فيها المظاهرات لثلاثة أيام متوالية وفي ديالى التي خرجت فيها مظاهرة ضخمة قبل يومين وفي السماوة التي انطلقت منها سلسلة المظاهرات الشعبية الراهنة هذه المظاهرات عتم عليها إعلاميا وحاول الاحتلال وحلفاؤه خنقها و وأدها .
4- هناك استثناءات نادرة لهذا التعتيم بخصوص الإذاعات العراقية المحلية كإذاعة "نوا " التي أشارت اليوم إلى مظاهرة في قضاء الدور ترفض الدستور الاحتلالي مقابل نشر الأخبار عن العديد من المظاهرات الهزيلة والمبرمجة من قبل حلفاء الاحتلال كتلك المظاهرة الليلة التي نظمها حزب المجلس الأعلى في محافظة النجف وعرضت بعض القنوات الفضائية صورا هزيلة عنها حيث شارك فيها عشرات الفتيان ودوريات الشرطة أو مظاهرة لمؤيدي فصل المحافظات الجنوبية الثلاث في الناصرية فيما سكت الإعلام المحابي للاحتلال عن عشرات المظاهرات ومن أهمها مظاهرة محافظة البصرة العاصمة الثانية للعراق والتي جرت في أعقاب الاجتماع الجماهيري الكبير لممثلي عدد من الأحزاب الوطنية وجهاء وشيوخ وشخصيات المحافظة والذي رفض المشاركون فيه مشاريع التقسيم والفيدرالية الطائفية في الجنوب ثم خرجوا في مظاهرة تعرضت هي الأخرى للاغتيال الإعلامي .
5- الخبر المهم والذي مفاده أن مقاتلين من العشائر العربية السنية في محافظة الرمادي خاضوا معركة مع التكفيريين الوهابيين الذي استهدفوا العرب الشيعة من أهل المحافظة تم التعتيم عليه في أغلب وسائل الإعلام ولم يتجرأ على الكتابة عنه بشجاعة سوى عدد محدود من الكتاب منهم الكاتب الوطني د. حميد عبد الله في أحد المواقع العراقية على الانترنيت في حين يتواقح بعض أدعياء "يسارية أهل الكهف "واللبرالية المغمسة بدماء الشعوب ويبرئون العصابات التكفيرية من دماء العراقيين . وبالمناسبة ، فخبر المواجهة بين مقاتلي عشائر الرمادي وعصابات التكفير حدث قبل بضعة أسابيع كما تقول مصادرنا ولكن الخبر طُمِس عمدا وعتِّم عليه بقصد حتى من قبل إعلام الاحتلال وحلفائها في إعلام حكومة الجعفري .وبمناسبة خبر المواجهة بين المقاتلين العراقيين من أبناء عشائر الرمادي الأحرار وبين التكفيريين المتسللين فقد لاحظ المراقبون خلال الأيام القليلة الماضية تغيرا كبيرا في نمط العمليات التفجيرية والتي أصبحت تستهدف المحتلين ومن يقاتل معهم بعد أن كانت تستهدف المدنيين الأبرياء و هذا أمر له دلالاته المهمة . ومن تلك الدلالات أن التناقض الطائفي حين يختفي فسيتوحد العراقيون وتنطمس وتموت عصابات التكفير والعمالة سواء كانت من هذه الطائفة أو تلك لسبب بسيط وعميق هو : إن الماضي والحاضر والمستقبل للعراق وليس لهذه الطائفة أو تلك ، لهذه الأقلية القومية أو تلك ،لهذا الحزب الفاسد أو ذاك ، لهذا الزعيم المهووس بالزعامة والاستبداد أو ذاك .
6- الخبر المهم والذي مفاده أن رفضا شعبيا ساحقا لدستور الاحتلال يفضي به المواطنون لوكالات الأنباء الأجنبية ظل على الرف حتى من قبل وكالات "الميديا" الأوروبية والأمريكية ولجأت بعضها إلى خلط السم بالعسل بهدف تشويش على العراقيين الضحايا .
7- في ظل هذه المعمعة السياسية والإعلامية والأمنية تزحف انتفاضة الجمعة القادمة ، انتفاضة الخلاص فأي جهد وتضحيات يجب على الشرفاء من أهل القلم و إعلام الوطنيين يجب بذلهما ؟ أي جهد وتضحيات على القوى الوطنية والاستقلالية يجب بذلها من أجل إنقاذ العراق وشعبه ؟
8- مظاهرات يوم الجمعة القادم فرصة مناسبة ونادرة وفي وقتها ولحظتها التاريخية ولا يجب أن تُضَيَّع ولهذا فإن جميع القوى والأحزاب والتجمعات والشخصيات السياسية والعشائرية والنقابية العراقية الوطنية والمناهضة للاحتلال ينبغي أن تلتفت إلى حجم وعمق البرهة التاريخية الراهنة فتشارك بكل جهدها وزخمها ووزنها وعلاقاتها في هذه الانتفاضة التي لا يجب أن تخنق . لقد دعونا – نحن في التيار الوطني الديموقراطي العراقي – ومنذ أكثر من شهرين الى ضرورة حشد القوى والاتفاق على قواسم عمل مشتركة معادية للاحتلال وإفرازاته و مدافعة عن حق العراقيين في الحياة الكريمة والخروج من جحيم الحياة اليومية التي لا تليق بالبشر غير أن الحالات السياسية التي لازال البعض متقوقعا فيها والاشتراطات المسبقة والتي تنفر الجماهير من أية تلميحات أو شعارات تدافع عن الماضي الدكتاتوري أفسدت أو تكاد هذا المسعى .
9- نحن نجدد النداء اليوم الى جميع هذه القوى وخصوصا إلى الوطنيين والإسلاميين والقوميين والأخوة الساعين إلى تشكيل قوة سياسية وطنية تمثل "عرب العراق " وحلفاءهم الى المشاركة في مظاهرات واحتجاجات شعبنا الذي طفح به الكيل وكاد يغرق في المشاريع التقسيمية والطائفية إضافة الى الجحيم اليومي الذي يحياه المواطن العادي والذي يعاني الأمرين من البطالة وفقدان الكهرباء والماء والحصة التموينية وفقدان الأمن والأمان .. إنها معركة جميع الوطنيين العراقيين وسوف يسجل التاريخ كل التفاصيل حتى الصغير منها وسيشير بإصبع الاتهام الى المداهنين والمثبطين والمتهاونين والباحثين عن الجاه والشهرة والمجد العائلي .
10- قد تنجح قوات الاحتلال والطغمة الطائفية المتحالفة معها في خنق الانتفاضة أو تطويق دائرة إشعاعها ، ولكن : هل سيكون بمقدور أعداء العراق والحرية هؤلاء، أن يقتلعوا جذوة رفض الاحتلال ومشاريعه من قلوب العراقيين ؟ هل سيمكنهم ذلك من إجبار الناس على التصويت بنعم على دستورهم القميء والتقسيمي ؟ إنه اختبار جدي وتاريخي لقدرات القوى المناهضة للاحتلال وعزمها وفعاليتها ووزنها الحقيقي على الساحة ولتكن هذه المناسبة و في جميع الأحوال والاحتمالات منطلقا لتحشد قوى شعبنا الحية لخوض الفصول القادمة ،فمعركة تحرير العراق الحبيب وشعبه الصابر المبتلى ستكون طويلة ، قاسية ، ومعقدة ولكنها ستكون مدعاة للفخر وأهلا للتضحية لأنها من أجل العراق ، عراقنا الغالي ..ولهذا ندعو الجميع إلى أن يصرخوا مع جماهير انتفاضة الخلاص القادمة :
- لا ..لا للدستور الاستعماري التلفيقي ...
- لا ..لا للفيدراليات الطائفية والعنصرية ...
- لا...لا لحكومات المليشيات المختلسين والفاسدين وسارقي قوت الشعب ...
- نعم ، نعم للمقاومة الشعبية وإسقاط الدستور والحكومات المحلية !
-نعم ، نعم لانتخاب حكومات محلية في كل محافظة طريقا الى عقد مؤتمر تأسيسي مستقل عن الاحتلال من اجل بناء عراق حر ومستقل وسيد .
- لقد فعل الاحتلال وأذنابه كل شيء منفردين وبخسة ...
- وكذبوا على الجميع منفردين وبلؤم ...
- وتآمروا وتناقشوا منفردين وبدناءة ...
- ولهذا يجب أن يكون ردك يا شعب الرافدين جماعيا ونبيلا وشجاعا وواعيا .
إلى الأمام حتى النصر والاستقلال والحرية .

#علاء_اللامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات