أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وليد يوسف عطو - تحقيق التنمية والاصلاح والديمقراطية والحداثة















المزيد.....

تحقيق التنمية والاصلاح والديمقراطية والحداثة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 16:49
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    




علاقة الوحدة العربية بالتنمية والديمقراطية والحداثة والحريات العامة والشخصية .

( 1 ) :

(ان عمل التوحيد هو بناء متواصل يصنع ويتشكل بالخلق المستمر لمجالات واسواق ولغات ووسائط تتيح التداول والتبادل او النقل والانتقال للافكار والمعارف او للمهارات او الخبرات ..
ان المنتجين للسلعة والفيلم والاغنية والمسلسل واللوحة والكتاب يسهمون في خلق اجواء واطر واسواق ومؤسسات واليات لممارسة عمل عربي ناجح من غير ادعاء او تنظير ) .

المفكر علي حرب من كتابه ( ازمنة الحداثة الفائقة : الاصلاح – الارهاب – الشراكة ) – ط2 – 2008 – الناشر : المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب , و بيروت – لبنان .

(2 ) :
ضرورة الاصلاح

العلاقة الجدلية بين الاصلاح والتنمية والديمقراطية والحداثة

ان فشل الشعارات التعبوية القومية كشعار الوحدة العربية ,سببه ان الانظمة تعاملت مع هذه الشعارات كفكر احادي تبسيطي . واعتبرت ان ملايين العرب هم نسخة واحدة عن الزعيم الواحد الاحد . واعتبرت بان مشروع الوحدة العربية هو مشروع سياسي وليس مشروع تنمية بشريةواقتصادية واصلاح انظة حكم وتعليم وممارسة حقيقية للديمقراطية وللحداثة .

ان الوحدة العربية تفترض وجود سوق عربية مشتركة وبعملة عربية موحدة . هذه السوق تكون محمية ضريبيا ضد هيمنة السلع الاجنبية المستوردة والرخيصة . وفتح الاسواق بين الدول العربية وقيام صناعات تعتمد على المواد الخام في الدول العربية من معدنية وزراعية وثروة حيوانية وسمكية وتسويقها فيما بين الدول العربية وكذلك بين الدول العربية والدول الاقليميةوالدولية وحسب فائض الانتاج ووفق قوانين السوق .

ان التفاوت الاقتصادي والثقافي بين الدول العربية وشعوبها ليس عائقا امام الوحدة العربية , بل هوحافز ومحرك للنمو لانه يمثل عملية تشاركية وتكاملية .
الوحدة العربية تقوم على الشراكة الحقيقية والتكامل في الاقتصاد . وتقوم على التعددية والتنوع في الثقافة وفي المجتمع .ان تحقيق الوحدة العربية يستلزم اصلاح الانظمة والمجتمعات العربية , والانتقال بالعمل المشترك من نطاق الفكر الاحادي والمهيمن على الاخر وفق نظرية المؤامرة الى العمل المشترك وفق عقل تداولي ,تتيح ان يتحول الواحد لكي يسهم في تغيير الاخرين .

ان تحقيق الوحدة العربية لايتحقق بالوحدة الاندماجية بل بالوحدة الاقتصادية التكاملية والتشاركية وبنظام الكونفدرالية بين الدول العربية . ويقتضي ذلك الانتقال من مفهوم النخبة والطليعة والوصاية الى مفهوم ( الفاعل الاجتماعي ). حيث يعامل كل فرد بصفته صاحب مهنة و يعمل بخصوصيته وخبرته .ويعامل العاملون خارج قطاعات الانتاج الثقافي والعلمي لا بوصفهم جهلة او اميين , بل بوصفهم اصحاب خبرة وذوي معرفة في مجال اختصاصهم .

تحقيق الوحدة العربية يستلزم الانتقال من الفكر الاحادي الى العقل التر كيبي والذي يرى الوجه الاخر للمسائل , بحيث يقيم مع فكره علاقة متجددة ,تتيح له توسيع الامكانيات والقدرات .
ان علينا الخروج من عقلية المطابقة باتقان فن التغيير . ان كل فكرة حية تمزق موطنها الاصلي لكي تخلق مجالها التداولي في مناطق اخرى . لكن لايعني ذلك استنساخ التجارب . ان العوائق التي وقفت في مسار عملية الوحدة العربية والاصلاح هي فكرة الحتميات التاريخية القاتلة والمطابقات المستحيلة , والثنائيات الخانقة ( مثلا : رجعي – تقدمي ) .
ان لغة الاصلاح هي لغة التسوية والتواصل . ومن يفكر بعقل تداولي يتخلى عن لغة الحسم بين الاشياء والذوات , او بين التعارضات .لذلك لااصلاح ولا وحدة من دون امتلاك القدرة على التغيير والابتكار , ولا خلق من دون توليد افكار جديدة .

ان الحدث الخارق يتخطى الحدود ويغير الشروط . فالحدث يستبق دوما البحث عن شروط امكانه . كل حدث فريد في التاريخ هوحدث غير متوقع ولا يحدث نتيجة وضع خطة مسبقة . ان التفكير في الشروط المسبقة هو اتجاه ماضوي , اما تغيير الشروط فهو تفكير باتجاه صناعة الحاضر والمستقبل .
ان نموذج التنمية الناجح مثل ماليزيا لايسير وفق قوالب التنمية الجاهزة والمعروفة , بل انه حدث خارق للعادة مثال ذلك التنمية في دول شرقي اسيا . ان تحديات التنمية والاصلاح لاتتم بالوصفات الجاهزة , بل تقوم على كسر الحتميات التاريخية المقفلة والتحرر من احادية النظرة ومركزية القالب والنموذج .

ان تحقيق التنمية والوحدة يستلزم عدم اهدار الوقت والمال . ويستلزم كذلك الافادة من العلوم والتكنولوجيا الحديثة لزيادة موارد الدول العربية وكالثورة الرقمية مثلا , حيث ان المنتوجات الالكترونية والسلع الافتراضية تعطي مردودا ماليا ضخما . ان العروبة تحولت على يد الاحزاب القومية الشمولية الى معسكرات ايديولوجية لانتاج النزاعات . ونحن بحاجة الى اعادة النظر بهذه المفاهيم من اجل اقتراح ممكنات جديدة للعمل العربي المشترك .وهذا يستلزم اعادة النظر في علاقة العرب فيما بينهم دولا وانظمة بحيث يجري الالتزام بقواعد الحوار والمداولة للتغلب على عقلية الاحتكار والاستقواء والمؤامرة .

كما تتضمن قضايا الاصلاح والتنمية والوحدة الاعتراف بالاقليات الاثنية والدينية والعرقية في العالم العربي , والاقرار بحقوقهم السياسية والثقافية وادماجهم في المجتمع وفق قواعد المساواة والديمقراطية . ان الاصلاح هو عمل الفرد الذي يفكر وينتج كفاعل اجتماعي , قادر على ان يصوغ مطالبه ويدير قضاياه .

الحداثة والديمقراطية

ان تحقيق الوحدة العربية يستلزم الانخراط في الديمقراطية والحداثة .ان الحداثة هي المشاركة في تنمية الحياة وصناعة العالم عن طريق لغة الخلق والابتكار والتحول . فالحداثة هي صيرورة دائمة , اي تغير وتبدل مستمرين في العلاقات والقوى ,وقدرة الفاعل الاجتماعي على المساهمة في تغيير نفسه لتغيير الاخرين وتغيير المجتمع .

لقد اظهرت الديمقراطية التمثيلية عجزها في العالم ازاء التحولات البنيوية العميقة الجارية في كوكبنا لصالح مجتمع المعرفة والصورة واللغة الرقمية وشبكات الانترنت . مما يدعو الى اعادة النظر في مفهومنا للديمقراطية , ولتطويرها بقوى وادوات جديدة .

لقداخذ العالم بالتغير واصبح هناك تشبيك وامتزاج بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي الرقمي . بحيث يمكن للعالم الافتراضي ان يسهم في تغيير العالم او تزييفه على اقل تقدير .

خاتمة الكلام :

ان الوحدة العربية لاتتحقق بالشعارات المركزية والتبشيرية , بل بالعمل المثمر والمنتج والخلاق بالاعتماد على الانسان بصفته فاعلا اجتماعيا , اختصاصيا في مجال عمله .ان تحقيق الوحدة العربية يرتبط جدليا بالتنمية البشرية والاقتصادية والاقتصاد التشاركي – التكاملي , وبالعملة العربية الموحدة وبازالة الحواجزوالحدود وبازدهار الديمقراطية والحريات العامة والحداثة .
العلاقة الجدلية بين كرامة الانسان والوطن

رفعت الانظمة القومية العروبية شعار الموت من اجل الوطن :
( وطن تشيده الجماجم والدم – تتهدم الدنيا ولا يتهدم )..
ان الكثير من الناس ومن المثقفين يتبنون ثقافة واسطورة الموت من اجل الوطن ( المقدس ), ويتناسون بان وطنا بدون كرامة لمواطنيه لايساوي شيئا .

الوطن يرتبط جدليا بالمواطن ...
وحيث تكون كرامتي ..
يكون وطني ..
لاوطن لمواطن بلا حرية وبلا كرامة..
اي بلد في العالم يوفر لي الحرية والكرامة ولقمة العيش والسكن سيكون هو وطني ..
لذا ترتبط قضية الوحدة العربية جدليا ..
بالتنمية والديمقراطية والحداثة والحريات ..
وكرامة الانسان ..
لاتتحقق الوحدة العربية بدون حرية وكرامة الانسان ..
في العالم العربي .
يتقدس الوطن بالمواطن ..
لان المواطن هو من يصنع الوطن ..
ولا يتقدس المواطن بالوطن .
لان المواطنين قد يفسخون العقد الاجتماعي فلا يبقى عند ذلك وطنا
, مثال ذلك ليبيا والعراق .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور دماغ الانسان
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 5
- الازمة البنيوية للاحزاب الشيوعية في العالم العربي - ج 2
- الازمة البنيوية للاحزاب الشيوعية في العالم العربي - ج 1
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 4
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 3
- لننتصر للشاعرة ميثاق كريم الركابي - ج 2
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح -ج 2
- لننتصر للشاعرة ميثاق كريم الركابي
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح
- انغلاق الايديولوجيا
- في نقد الحقيقة
- جذور المعجزة اليابانية - ج 2
- جذور المعجزة اليابانية
- لنصنع ليبراليتنا
- اوهام الايديولوجيا
- المثقف هو وسيط وليس بقائد
- هجرة محمد الى المدينة
- الاسلام بين الجامع والمسجد
- الاغتراب في الثقافة


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وليد يوسف عطو - تحقيق التنمية والاصلاح والديمقراطية والحداثة