أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - السبي الايزيدي













المزيد.....

السبي الايزيدي


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 08:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عبود
السبي الايزيدي
منذ القدم، والعراقيون يسبي بعضهم بعضا سياسيا، اواجتماعيا، اودينيا، او طائفيا. واخذ الاجنبي حصته، ايضا، في سبي العراقيين خلال التاريخ. اباطرة الفرس، والاسكندر المقدوني، بدو الجزيرة، الامويون، والعباسيون، المغول، والعثمانيون، الصفويون، والانكليز، والامريكان، وغيرهم. كلهم تمتعوا، وتلذذوا برؤية العراقيين، او احد مكوناتهم، وهم يسامون العذاب، والتشريد، والتهجير، والنهب، والاذلال. فبعد مذابح بكر صدقي ضد الاشوريين، توقعنا ان يتوقف الامر عند ماساة اليهود في اربعينات القرن الماضي، عندما تعاونت الصهيونية العالمية، والسفارة البريطانية في بغداد مع عملائهم الحاكمين لترحيل اليهود العراقيين، ونهب املاكهم(الفرهود). لكن تبعهم الشيوعيون في الستينات والسبعينات، والثمانينات. الاكراد، نالوا حصتهم في الانفال، والكيمياوي. الفيليون هجروا بليل اظلم، وسلبت كل حقوقهم، وممتلكاتهم، ولا زالوا يعانون من الاهمال، والنكران، والتهميش، وعدم استعادة كل حقوقهم، او معرفة مصير ابنائهم المغيبين. بعد الاحتلال الامريكي، واسقاط النظام الصدامي، وتفكيك الدولة العراقية اطلق عفريت الطائفية من عقاله، وشملت المذابح حتى الجيران، والاقارب.
بعد غزوة داعش للاراضي العراقية تعرض شيعة الموصل، وتلعفر الى معاملة قاسية، وهربوا بمجملهم الى مناطق "امنة". ثم حل الخراب، والدمار، والتشريد، والتهجير، والنهب، والسلب، والاغتصاب بمسيحيي الموصل. لم يشفع لهم من الابادة الشاملة، والاستعباد، والاستباحة سوى انهم من "اهل الكتاب". ولم يشفع لهم الكتاب في ماساتهم التاريخية "فخيروا" بين الرحيل، او الجزية، او الموت، او اعتناق الاسلام.
بعد ان افرغت الموصل( كل نينوى) من المسيحيين بكل طوائفهم، واثنياتهم لاول مرة في تاريخ العراق، توجهت عصابات داعش نحو المدن، والقرى، والمزارات الايزيدبة. عملت بهم قتلا، وذبحا، واغتصابا، ونهبا، واستعبادا. ففي جبل سنجار وحده الذي فرت اليه العوائل الايزدية المسالمة هنك مئات العوائل المحاصرة تنتظر موتها، او ذبحها، او اسرها، واستعبادها، بعد ان تخلت عنهم السلطة المركزية، وقوات البيشمرگة، التي هربت بجلدها امام جرذان داعش. كما فعلت فرق، والوية المالكي في الموصل، والانبار، وتكريت. هناك الاف الاسرى للمساومة، او سلعا للبيع في اسواق النخاسة. في طريقهم الى سنجار "اضطر الاطفال الى شرب دماء امهاتهم المذبوحة لعدم توفر الماء". حسب شهادة بعضهم. تحيط بهم جثث الموتى المزروعة على الطرق طعاما للذئاب. كبار السن والمرضى، والعجزة، والمعوقين، والنساء، والاطفال يموتون في الجبال، والوديان من الانهاك، اوالجوع، اوالعطش، فلا معين، ولا مساعد، ولا مغيث. هرب من هرب، وقتل من قتل، وانتحر من انتحر. لا احد يستجيب لاستغاثاتهم، لا في طريق هروبهم، ولا في قراهم المحروقة، او بيوتهم المسلوبة، اومعابدهم المدمرة، ولا في جبال ملاجئهم. القليل من يقاتل لا يملك الا سلاحا محدودا، لا يقارن بما يملكه الاوباش الغزاة من اسلحة، ومعدات متطورة متعددة المصادر. في حوزة المقاتلين الجياع ذخيرة قليلة، وعتاد بائس، ومصير محتوم ينتظرهم، اذا لم يتحرك الضمير العربي، او الكردي، او الاسلامي، او العالمي. ورغم استغاثاتهم، ونداءاتهم، وصريخهم، وتوسلاتهم، بما فيها استغاثات، ومناشدات اميرهم، ورئيس المجلس الروحاني الاعلى للطائفة الايزيدية: "تحسين علي سعيد" الخطية، وعبر الوفود، او الصحف، والفضائيات، فلا حياة لمن تنادي. لا زال جبل سنجار محاصرا بعد قتل الالاف منهم، وخطف 7000 من النساء، والاطفال، وحوال 400 الف نازح. نصف مليون انسان من سكنة العراق الاصليين، من بناة حضارته، من اعمدة تاريخه، من المتمسكين بعراقيتهم، مشردين في بوادي العراق، وجباله، وكهوفه، في الاقليم، وسوريا، وتركيا. يهددهم خطر الابادة الجماعية. يعاملون كما عومل اليهود ايام سلطة هتلر.
مصيبتهم الكبرى، وحظهم العاثر، انهم ليسوا من "اهل الكتاب". فهم حسب داعش وكل فقهاء الظلام "اقلية مشركة"!، "عبدة الشيطان"!. "يقدسون ابليس"!، "امتداد للمجوسية"! رغم صريخهم اليومي انهم قوم موحدون، ومسالمون. في اخف الاتهامات "مرتدين"!، لا يستحقون غير السيف، والاستباحة، والاستعباد. حتى لو ارادوا دفع الجزية لاتقبل منهم، فهم مشركون، والجزية تفرض على اهل الكتاب من "النصارى، واليهود". وللمشرك حد السيف فقط. لو كان الصابئة في شنگال لقضي عليهم الان، فلم يبق منهم في العراق غير المئات بفضل الاسلاميين، ابناء عمومة داعش في بغداد. حتى "المرتدين" احسن حالا من الايزيدية، حيث "لا يجوز" استعباد نساء المرتدين، كما يقول فقهاء خليفة الدم، اماالايزيدية "المشركون" ف"يجب" قتلهم، او استعبادهم، او بيعهم في اسواق النخاسة. يعتمدون على حديث "صحيح" او غير صحيح، لا يهم، فهم يسخرون القرآن، والسنة، والفقه، والشريعة، والتاريخ، والسيرة، لصالحهم، ويفسرون كل شئ بظلامية عقولهم المريضة. "اقتلوا من بدل دينه" حديث، انتزعوه من "صحيح" البخاري. هذا ما فسره لهم، وامرهم به شيخ الظلام، والتكفير، والقتل، ونبي الوهابية، ومثلهم الاعلى: "ابن تيمية" قبل مئات السنين. اخبارهم تقول: "الصحابة قاموا باستعباد النساء المرتدات"! فلا خلاص اذن للايزيديات سواء كن مشركات "اصلا"، او مرتدات، فهن محل استعباد، وبيع رقيق، ومتعة لمقاتلي داعش.
بعد القبض على اليزيدين، كما يقول اعلام داعش تم "تقسيم نساء اليزيديين واطفالهم وفقا للشريعة بين المقاتلين من الدولة الاسلامية الذين شاركوا في عمليات سنجار بعدما تم ارسال خمس المستعبدين الى سلطة الدولة الاسلامية لتقسيمهن كخمس"! هذا ما كتبته، وتباهت به نشرتهم المجرمة "دابق". بالضبط، وكما اشرنا في مقال سابق يتصرف الداعشيون مثل غيرهم من الاسلاميين المتطرفين، المتشددين، المتزمتين، السلفيين، الظلاميين، التكفيريين، الحشاشين، الوسخين، العفنين، سمهم ماشئت. حيث استعبدت نساء، واطفال المسيحيين في الفيليبين، ونيجريا، واجبرن على اعتناق الاسلام للزواج منهن، او تحويلهن الى جاريات، واغتصابهن.
يعامل البشر، ابناء الوطن، اخوة في الانسانية، في القرن الواحد والعشرين معاملة شنيعة بائسة، يباعون كرقيق، يتبادلونهم كغنائم حرب، يستعبدوهم، يجروهم بالسلاسل كالحيوانات، اغتصاب النساء، والاطفال، وذبح الرجال، بيع الاطفال وارغام القاصرات على الزواج. يتعرضون لمذابح يومية، ومجازر مستمرة، ولا زال مصير الالاف منهم مجهولا منذ ان شنت داعش هجومها عل مناطقهم في 2/8/2014. ورغم بدأ الغارات الجوية الامريكية منذ 8 من نفس الشهر، الا ان الرحمة الامريكية، والاروبية، لم تشمل الايزيديين. ظلوا مهجرين، مشردين، مستعبدين، اسرى، او محاصرين في جبل سنجار. لم يتحرك احد، مثلما تحرك الكل، عندما كانت بامرني محاصرة. يتعرضون كل لحظة الى عننف نفسي، وجسدي، وجنسي، وتهدر كرامتهم الانسانية. يذبحون كانعاج، ويباعون كالمواشي، وسلبت حريتهم، وقيمتهم الانسانية.
كتب هادي العلوي، انه اثناء السبي البابلي لليهود ايام نبوخذ نصر، كانت الجماهير العراقية المحتشدة على الطرق يرقبون الاسري غير المقيدين، ويعطوهم الماء، والطعام دون اعتراض من الحراس. بعدها استقر اليهود في العراق، وبنوا معابدهم، ومارسوا طقوسهم. فهل كان الوثني نبوخذ نصر اكثر رحمة من هؤلاء، الذين يدعون انهم يعتنقون "دين الرحمة"؟! الى متى تستمر المذابح المتكررة ضد هذا المكون المسالم الاصيل؟! والى متى سيستمر السبي الايزيدي؟ اليس هناك من عراقيين يمدوهم بالماء، والطعام، او يزودوهم بالسلاح والعتاد ليدافعوا عن انفسهم؟! لماذ لا تكون هناك طلعات جوية، ولو للكشخة؟! اين ذهبت المروحيات، وغيرها من الطائرات، التي دفعت من اموال العراقيين، ومنهم الايزيدية؟! الم يبق هناك خجلا عند الحاكمين عربا، وكردا، ومتدخلين اجانب؟ لماذا هذا الحقد الدفين ضد الايزيدية؟
متى يهب العرب، والاكراد، والعالم لتخليص: الايزيدية من السبي الداعشي؟؟؟
رزاق عبود
21/10/2014
ارفق ما قراته على موقع "بحزاني نت"، عبر الفيسبوك، والعهدة على كاتب النص!
"بدأ منذ يوم امس هجوم خطير على جبل شنكال ، وكان الهجوم في البداية موجهاً نحو قاطع بارا وكلي شلو وتم صده وقتل عدد من مهاجمي داعش .
ثم عاودوا الهجوم بعشرات العجلات من همر ومدرعات والاف المسلحين من ارهابيي داعش مما ادى الى سقوط مجمعي دهولا وبورك بيد داعش بعد الهجوم العنيف .
وذكرت قناة الحدث ان مئات العوائل الايزيدية محاصرة في جبل شنكال . كما ان الاشباكات العنيفة مستمره في مفرق شرف الدين ، ويتعرض المزار لقصف شديد .

ويذكر ان قوات البيشمركة الكوردية كانت قد حررت منطقة ربيعة في يوم 1 أكتوبر وتقدمت الى شنكال وتوقفت على بعد عشرة كيلومترات . ومنذ عشرون يوماً فأن تلك القوات لازالت واقفة مكانها ولم تتحرك لانقاذ الايزيدين ، رغم تصريحات عديدة بانهم سيقومون بتحرير شنكال . كما ان الطيران يحوم في المنطقة دون قصف لقوات داعش لحين نشر هذا الخبر .
كما ان قلق شديد يسود الشارع الايزيدي من الموقف المتفرج لقوات البيشمركة والطيران وعدم التحرك لفك الحصار على الايزيدين .

وقد وردنا هذا النداء
إخوان نحن الآن في ضيق

ونحتاج مساعدة من الجميع
أرجوكم ساعدونا
الكل في الجبل محصور
هناك معارك عنيفة بين قوة حماية شنكال ومرتزقة داعش
قوة حماية شنكال في الجبل تحتاج مساندة الإعلاميين والنشطاء"



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم كله يريد القضاء على داعش واردوغان يريد القضاء على الا ...
- حجاج الحجر وملائكة كوباني
- الهمجية الاسلامية، داعش نموذجا!
- مرثية البصرة
- حيدر العبادي ومصير بلادي!
- كلكم داعشيون ارهابيون ايها الاسلاميون!
- حكام بغداد وحكام اربيل اوكلوا لداعش مهمة تصفية -الاقليات- ال ...
- وفد الجالية العراقية في السويد، ام حرامية الجالية في العراق؟ ...
- مصر والسعودية ومحمود عباس طلبوا من نتنياهو نزع سلاح حماس!
- هل تبقى الموصل عراقية اذا غادرها المسيحيون؟!
- عبد الفتاح السيسي فرعون مصر المختار!
- مهزلة انتخابات الخارج. السويد نموذجا!
- قتلة، لصوص، وخونة يريدون تمثيل الشعب العراقي!
- آلهة سومرية في شوارع المدن العراقية!
- مختار العصر ام جزار العصر؟!
- فتوى المرجعية العليا للشعب العراقي: انتخاب الاسلاميين حرام!
- جاموسة اسلامية تقتحم قاعة فنية!
- المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث. نظرة عامة!
- الشمر اللعين ومختار العصر يتحالفان ضد المرأة العراقية!
- دولة العراق والشام الصهيونية!


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - السبي الايزيدي