أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نعمة حسين الحباشنة - الموت على الرصيف














المزيد.....

الموت على الرصيف


نعمة حسين الحباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 4608 - 2014 / 10 / 19 - 23:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جاءت حملة "أمي أردنية وجنسيتها حق لي " لتوقظ الألاف من النساء الأردنيات المتزوجات من غير أردنيين من سبات عميق ليخرجن الى الشارع ويقفن على الرصيف مطالبات بحق مشروع بالعيش الكريم مع أبناءهن في وطنهم الأردن بكرامة وبدون تمييز أو تضييق مثلما هو حادث الآن ؛ ومنذ بداية تأسيس المملكة التي لم تعترف في يوم من الأيام بأي حق للمرأة الأردنية المتزوجة من غير أردني اسوة بالرجل الأردني الذي حصل على كل الحقوق وحسب الدستور الذي ساوى في المادة السادسة منه بين الأردنيون وان اختلفو في العرق أو اللون أو الدين ...
الرجل الأردني يحق له الزواج من أربع نساء غير أردنيات ومنحهن الجنسية الأردنية والتمتع هن وأبناءهن بكل حقوق المواطن الأردني بينما حرام ذلك على المرأة الأردنية المتزوجة من غير أردني والتي تقابل أينما ذهبت بعبارة ( ما حدا قلك تتزوجي غير أردني !! روحي عيشي مع أبناءك في بلد أبوهم ) وكأن الأردن حلال لرجالها حرام على نساءها اللاتي هن نصف المجتمع لا وبل كل المجتمع لأن المرأة هي من تربي النصف الآخر ولتكون غربة ثانية لتلك المرأة التي فرض عليها القدر والنصيب الغربة داخل وطنها وبين أهلها بسبب تجاهل الحكومة التام لحقها وتهميشها والنظرة الذكورية لمجتمع لايريد أن يعترف بها ...

كان الوقوف على الرصيف للاحتجاج على ما يحدث والمطالبة بالحق المسروق أمام الديوان الملكي , رئاسة الوزراء , مجلس النواب وحتى وزارة الداخلية ولساعات طويلة قد تتجاوز الثلاث ساعات أحيانا هو من ضمن الفعاليات للوصول الى الحق بتمكين المرأة الأردنية المتزوجة من غير أردني نقل جنسيتها لأبناءها أسوة بالرجل الأردني المتزوج من غير أردنية ووفقا للدستور الأردني المهمش بالنسبة لهذا الموضوع ...
ساعات طويلة كانت تمر والأمهات الأردنيات يقفن على الرصيف سعيدات بما يفعلن , فخورات لأنهن قادرات على الوقوف بوجه الظلم المسلط علىهن , رغم الظروف الجوية الصعبة ( الشمس . المطر. العواصف الرملية والثلجية , الرياح العاتية ) ؛ ورغم كبر السن والمرض وعدم القدرة على الوقوف لمثل هذا الوقت , ؛ وكان الرصيف نعم الصديق لمن أتعبها الوقوف أو أرقها الهم ؛ كن يسارعن الى الجلوس عليه غير أبهات لمئات السيارات المارة من الشارع الرئيس والتي كان ركابها ينظرون لهن بعين العطف والتأييد أحيانا ؛او بمحاولة الاعتداء عليهن والانحراف نحوالرصيف لمضايقتهن أحيانا أخرى ؛ وقد وصل الحد بالبعض لالقاء الكلام البذيء والجارح مطلقا العنان لأنانيته وعنصريته دون رادع من ضمير أو أخلاق ... لحظات لاتنسى وأجملها كانت تلك اللحظات التي تختلط فيها ذرات الغبار المعلق في الجو بالمطر ؛ عندما تغطي ذرات الطين تلك الوجوه الصابرة الصامدة لتصبح مثل لون الأرض التي أحببنها ووقفن يدافعن عن حقهن المشروع في البقاء والعيش فيها ...

في كل مرة كان الرصيف يرقص ويتهلل فرحا لرؤيتهن , كان يستمع لكل لقصص والحكايا منصتا بفخر لوصايا الصبر التي كانت تتعلمها القادمات الجدد , كان يحفظ كل الأسماء والوجوه , ويرتجف خوفا عندما يرى تلك الهروات والعيون التي تختبأ تحت تلك الخوذ لتخفي حقيقة مشاعرها على الطرف المقابل من الرصيف ؛ والتي هي جاهزة للانقضاض عليهن عند أقل هفوة ؛ لكنه لم يكن يعرف أن الموت أقرب من تلك الهراوات وأن الهم قاتل صاحبه وأن الحملة ستفقد خمس مناضلات بسبب الموت ....
الرصيف كان نعم الصديق لتلك النسوة بينما نسيهم الأقربون وكان نعم السند عندما لم يساندهن أحد فلا تستعجبوا ان سمعتم في يوم من الأيام أو قرأتم أو رأيتم رصيفا يبكي بصوت عال حتى مات من الكمد كما ماتت كمدا خمس نساء من تلك النسوة ....

نعمه الحباشنة / منسقة حملة / أمي أردنية وجنسيتها حق لي / عمان / 19/10 / 2014





#نعمة_حسين_الحباشنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابناء الأردنيات وكعكة قدرة قادر
- معمول بالفستق الحلبي
- ( زي زيك ) سلسلة بشرية نسوية أسقطت كل الأقنعة
- نقش الحنا
- رسالة الى أبي رحمه الله
- لمن تتدلى العناقيد ؟
- أشعب الحكومة و -الحقوق المدنية -
- عفوا سيدتي لكنها ثقافة الكراهية
- القتل بعقد شرعي والمهر استرجاع الشرف
- نساء بين النون والهمزة
- هرطقة الخط الأحمر
- الموت والحرية
- ربيع الانسانية
- الغول والربيع
- طرقات الصنوبر
- نثار البنفسج
- هرطقة الحجارة
- ما بين اللعنة والخطيئة وطني يتمزق
- إليك يا هذا
- هرطقة الظلام


المزيد.....




- بعد أيام من وفاة امرأة في حادث مماثل.. دبّ يصيب 5 أشخاص في ...
- أرقام صادمة.. 63 امرأة يُقتلن في كل يوم تستمر فيه الحرب بغزة ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نعمة حسين الحباشنة - الموت على الرصيف