أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - بئس المواجهة الثقافية والفكرية والايديلوجية














المزيد.....

بئس المواجهة الثقافية والفكرية والايديلوجية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4608 - 2014 / 10 / 19 - 23:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتعالى الاصوات اليوم في الغرب الحكومي ومؤسساته السياسية في الحرب على دولة الخلافة الاسلامية التي يقودها ابو بكر البغدادي بالمطالبة في مواجهتها ثقافيا وفكريا وايديلوجيا. وقد طلب جون كيري وزير الخارجية الامريكي من حلفائه السعودية والامارات وقطر واخرين من الدول العربية في التحالف الدولي ليس مواجهة داعش عسكريا وامنيا فحسب بل المواجهة الثقافية ايضا. كما عبر عن ذلك ايضا اوباما في اجتماعه مع القادة العسكريين الذين قدموا من 21 دولة في العالم قبل ايام.
لكن لم يشرح لنا لا كيري ولا اوباما ولا اي شخص من المسؤولين في الادارة الامريكية ولا في التحالف الغربي ما هو نوع تلك المواجهة؟ وهل ستتضمن المواجهة نقد الفكر الاسلامي الوهابي الذي تنتجه السعودية وهو الايديلوجية التي تستمد دولة الخلافة الاسلامية شرعيتها منه، او نقد فكر الاسلام الازهري الذي تستند عليه الدولة العسكرية لمصر بقياد عبد الفتاح السيسي، او نقد الاسلام السياسي الشيعي ومراجعه الدينية في النجف وقم الذي يدير السلطة السياسية في العراق، او نقد الاخوان المسلمين الذي يعتبر حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان احد فروعه كما هو الحال لقطر ايضا الذي تحتضن قاعدة امريكية، وهما الاثنين معا اي تركيا وقطر كانوا وما زالو عرابي داعش وسفاحي دولة الخلافة الاسلامية.
المواجهة الثقافية والفكرية والأيدلوجية مع الفكر الاسلامي الذي يوجه نصاله ضد الغرب وحلفائه في الشرق هي مقولات جديدة وتطرح لاول مرة في الخطاب السياسي الغربي وخاصة في خطاب الهيئة الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية. ان محاولة تجزئة الفكر الاسلامي الى فكرين، احدهما فكر وايديلوجية دولة الخلافة الاسلامية والاخر الفكر الذي تستند عليه السعودية الوهابية وقطر وتركيا الاخوان المسلمين وحسب المصالح السياسية، ومن ثم تنظيم اطار ثقافي وفكري وايديلوجي لكل واحد منهما، هي محاولة للتنصل من مسؤولية الغرب الحكومي الذي يقدم الدعم السياسي والدبلوماسي للدول المصدرة لداعش مثل السعودية وتركيا وقطر.
ان الغرب الحكومي تعامل في الحرب الباردة في مواجهة الشيوعية السوفيتية بفكر وايديلوجية اسلامية واحد دون تجزئته ثقافيا وفكريا، فأسلام الجمهورية الاسلامية في ايران والاسلام الوهابي في السعودية كانا رزمة واحدة في مواجهة الفكر الشيوعي والالحاد في المنطقة. ولذلك غض الغرب الحكومي بمؤسساته الامنية والسياسية عن التمويل الذي كانت تقدمه السعودية في دعم الدراسات الاسلامية في الجامعات الغربية، وطبع الآلاف من الكتب وتوزيعها اما مجانا او بيعها بأسعار رمزية، وانشاء مئات الجوامع والمساجد لنشر الفكر الوهابي في الدول الغربية، مرشد دولة الخلافة الاسلامية في العالم الغربي، وبموازاة ذلك على سبيل المثال لا الحصر وجهت الحكومة البريطانية نقدها لسلمان رشدي عندما اصدر الخميني مرشد الجمهورية الاسلامية فتواه في قتله بسبب روايته الايات الشيطانية بدل من الدفاع عنه مهما كان الثمن، لان المصالح الاستراتيجية للحكومة البريطانية وعموم الغرب الحكومي هي الاولوية. لذا فكلا الاسلامان كانا في خدمة الغرب الحكومي ومؤسساته الامنية والسياسية والايديلوجية الذي كان يحارب ضد الفكر الشيوعي ابان الحرب الباردة. اما اليوم فيحتاج الغرب الحكومي الى تجزئة الفكر الاسلامي الذي غض النظر على تمدده الى اطارين لمواجهة واحد منهما، لانه يدرك وهو على صواب لا يمكن القضاء على دولة الخلافة الاسلامية دون نسف الاسس الفكرية والايديلوجية التي يستند عليها. بيد انه اي الغرب وبشكل منافق يتناسى بأن الجذور الفكرية والايديلوجية لدولة الخلافة ومنابعها هي السعودية الوهابية.
ان الادارة الامريكية وحلفائها الغربيين مثلما ليسوا جادين بالقضاء عسكريا على دولة الخلافة الاسلامية بقدر جديتهم في اعادة تقسيم المنطقة وصياغة معادلات سياسية جديدة، مستخدمين داعش ذريعة لتمرير سياستهم في المنطقة، نقول ليسوا ايضا جادين في المواجهة الثقافية والفكرية والايديلوجية لدولة الخلافة الاسلامية. ان المواجهة الثقافية والفكرية الحقيقية لدولة الخلافة الاسلامية تبدء في دعم حرية الرأي والتعبير والمعتقد وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم في المنطقة. ان المواجهة الثقافية تعني فسح المجال للاعلام الغربي بدل التعتيم المدفوع الاجر بأموال النفط في فضح جرائم المملكة السعودية اتجاه حقوق الانسان، في قطع الايادي والاعدامات وممارسة التمييز الجنسي ضد النساء وتصفية المعارضين وقمع كل اشكال الحريات الانسانية تحت عنوان الحفاظ على الاسلام ومقدساته مثلما تفعل داعش في الرقة والموصل. ان المواجهة الفكرية والايديلوجية هي ان يكف الغرب الحكومي عن دعم الاسلام السياسي بجميع تلاوينه وقطع كل اشكال التمويل عنه. ان المواجهة الثقافية تعني اعادة العمل بقوانين الهجرة والمهاجرين وتنظيم برامج لادماجهم بالمجتمعات الغربية وتعليمهم على مبادئ حقوق الانسان الشاملة التي يجب ان لا تتجزء مهما كانت الاسباب والذرائع، والغاء ترهات الثقافة النسبية والخصوصية الحضارية التي تكرس التمييز الجنسي ضد المرأة وتشوه عقول الاطفال، التي بالتالي تعزلهم عن المجتمع وتعرضهم فريسة سهلة لمنظمات ارهابية ومجرمة مثل داعش وغيرها. ان الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني هو معادي للماهية الانسانية وليس هناك لا اسلام معتدل ولا متطرف فهو يتناقض تناقضا كليا مع تطلعات واماني واحلام الانسان في العيش بحرية ورفاه وكرامة. ان المواجهة الثقافية هي بتحويل السعودية الى فاتيكان اسلامي اسوة بالفاتيكان المسيحي في روما، للقضاء على الاسس الفكرية والايدلوجية لدولة الخلافة الاسلامية وقطع الطريق على احياء اعداء الانسانية والبشرية. ولن يكون الغرب الحكومي وحلفائه في الشرق اهلا للمواجهة الثقافية والفكرية والايديلوجية، لذا ان نقد الفكر الاسلامي دون اية مجاملة، نقد فقه وتاريخه هو مهمة الشيوعين والتحررين بالدرجة الاولى.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرادة الثورية وكسر شوكة داعش
- تحالف الاسلام السياسي الشيعي بين فكي كماشة
- دولة الخلافة الاسلامية والجيفة والغرب
- دولة الخلافة الاسلامية بين -الاسلام المعتدل- و-الاسلام المتط ...
- زعامات ذكورية ولا تاريخية
- بكاء فيان دخيل في مكانه المناسب
- اللاقانوني في القانون الجعفري
- كلكم افاقين!
- وادي الذئاب والنزعة القومية الاردوغانية
- عندما يتحول البابا الى منظر فاشل
- مؤتمر القاعدة وليس قمة مؤتمر النقمة وليس نعمة
- جمهورية الخوف الثالثة
- نضال المرأة والحركة الثورية ومستجدات الاوضاع في العالم العرب ...
- الربيع العربي ودولة علمانية وغير قومية
- انها الطائفية يا احمق
- محاولة لاعادة مشهد حزب الله وحسن نصر الله في العراق
- اليسار والعملية السياسية
- الحركة الاحتجاجية في العراق والمخاطر المحدقة بها
- ماذا بقي للصدريين، بعد تأجير كل متظاهر ب40 دولار؟
- قواعد اللعبة السياسية تغيرت في العراق


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - بئس المواجهة الثقافية والفكرية والايديلوجية