أهبط يا يحيى ..المندائيون في أنتظارك

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 22:01
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

1
أبي كان معاشهُ تسعة دنانير ، وألف أبتسامه ، وخمسة مندائيون يشاركونهُ دكة البيت ، في أنتظار هبوط يحيا ، ليعمدَ في قلب أبي الصبر ، بالرغم من أنه شيعيا ولكنه تأثر ببورخيس ، ومارتن لوثر والشيخ أبن سينا وموسيقى الفارابي.
فيما أصدقاؤه الصابئة تأثروا بنعاس نجوم الثريا ، وبرج العذراء وأراجيح النخل ، والذهب الصافي...
ومن تأثر غيرهم.؟
جدتي دولابه ...
تأثرت بصوت الهدهد في حزنه الغنائي ، يوم لم يجد لابلقيس ولا سليمان ....
حمل أجنحته ، وحتى لايموت جوعا تطوع في صنف المخابرات...
في تلك الاقبية ثمة مندائية عشقت هطول لحية ماركس على سطوح بيوت المندائيين.
والى اليوم لانعرف عنها ...
حتى بول بريمر قال :لاادري أين وضعوها...
أبي قال :انتظروا يحيا ، فكل نبي أجفانه بوصلة..
ضحكت أمي وهمست له :إلا أنا ، بوصلتي أجفاني على شفتيكَ...
ومثل أخيل في حرب طروادة...
أنتعش ، وهي أغمضت عينها .
عندها أستأذن أصدقاءه ، ورسم لها صورة وسادة...

2
أهبط يايحيا أرجوك...
الأجيال الجديدة نسيت لهجتنا الدافئة..
والقاموس المندائي دخلته جوازات الهجرة...
الحرف السويدي
الهولندي
الأنكليزي
الفايكنك....
لغة المعدان أندثرت..
وأمي ستذهب الى الصين لتصلح خلخالها...
أهبط يا يحيا...
الانبياء وحدهم يتحكمون بأسترجاع الجغرافية...!

3
كنا على تلك الدكة نخبطُ في كأس واحدة أغنية ديميس روسس بأغنية سلمان المنكوب.
وكان أبي ..
يتحدثُ عن كابولا وافلامه ...
يتحدث عن ثقبٍ في ثوبه .
فيسميه مغارة جنوب الريح
وكنت أبكي...
وكان يهمس لا....
الجوع يا ولادي أسطورتنا وفيلم هندي.
أدخل سينما صدري بالمجان....
وهناك عرفت أن يول براينر مثل اهبط ياموسى
ودمعة ابي مثلت أهبط يا موسى..
ولكن ابي شيعياً...
لايهم...
الجنوب الكل فيه مثل ضحكة السمكة...
سنة وشيعة
مندائيون
مسيحيون
وهنود حمر من المكسيك......!

4
أهبط يا موسى...
ينتظركَ شعب بأكمله..
صداع التأريخ برأسه الآن المفخخات وداعش........!

5
أهبط ...
نحن سلالمك
أكتافنا وجفن العين...
أهبط .
الدكة تنتظرك...
ليس فيها متصوقة سادة طرائق.
بل مندائيون ينتظرون جنة لايرون فيها ظلا لطاغية

6
والآن ....
أور بعيدة.......
ومن عمد يسوع بعيد...
والدكة أبعد..
والبيوت خاوية...
لاشجرة سدر ولاتين ولانخلة خضراوي..
ما تبقى.
نبض قلبي هناك...
وجارتنا المندائية الطيبة أم نداوي.......................!

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات