أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نعيم عبد مهلهل - الخبز في المائدة المندائية














المزيد.....

الخبز في المائدة المندائية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 14:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الخبز في المائدة المندائية
نعيم عبد مهلهل

1
الجوع ، والحب ، والوردة في حقل قصائدي ، وأبي الراكض في شوارع الخبز يبحث عن مبادئ الحلم ، وكل الذين قابلتهم ظهيرة السبت في محطة قطار دوسلدورف ، ومعهم صدى مطارق دكاكين سوق الصاغة في مدينة ننار إله القمر..
هؤلاء أجمعهم برغيف الخبز...
وأصنع من لذته بساط ريح...
وأذهب الى قبر يوحنا في الجامع الأموي بدمشق .
أقدم إليه فروض الغرام والسؤال :هل تتأوه الدجاجة من عطر الديك..........؟
الجوع .......
وكنا على موسيقاه نبني أخيلة الملح في فم الحياة ، وربما أنا اول من عرف الشبه الكبير بين ثوب غاندي وما يرتديه الترميذا المندائي في طقس التعميد...
فأذا كان هناك نهر السند ، فهنا فرات موجه خبز وأغنيات فيروز وحقائب مدرسية ليست مصنوعة في لندن ...
بل خوص سعف النخيل من صنعها...
أحمل الرغيف .
قرص الشمس ودفتر الأنشاء...
أتخيل أن جلجامش قلمي..
وأن المعمدان يوحنا نبض قلبي...
وشيخ الطريقة القادرية هو من يتهجى معي خواطري الماليزية.............!

2
أحمل قدري.
وكمنجة موزارت ...
وأسطرلاب أبن بطوطة
ومكحلة أمي...
أحمل حمالة نهد برجيت باردو...
وما تبقى من عطر مخاض الجواميس في لهف ولادة المعدان.
أحمل تماثيل الآلهة السومرية..
وسدارة حضيري ابو عزيز في اغنيته الغرامية ( عمي يابائع الورد )
أحمل بيانات الحرب كلها ...
وأذهب الى معبد القمح .
أطوف ....
وأسمع أبي في قصائده الداغستناية يقول : نحن نحتاج الى كعبة واحدة ومليار حاج من الخبز...
ذات طفولة سألت صديقي المندائي ( زعومي ) :
هل عندكم كعبة...؟
قال نعم : ظل الله وعطره..........!

3
الخبز في المائدة المندائية ...
الأحساس بنشوة الفرات على سرير دجلة.
أخاف على البلاد من هؤلاء...
سدنة البلاط والوحوش الكافرة...
يا تري كم من عنق نحروه وهو جائع.؟
وكم أيزيدية بيعت في ميتافيزيقيا السبيّْ
كم ...
من داعش والغبراء ...
حتى نتعلم الدرس...
وأن نصبح سدنة للراتب وليس اللصوصية...
دمعتي ...
تتدلى مثل ربطة عنق على صدري...
أحسها تبلل شفتي أميرة موناكو بشهوة بابلية...
فيما المندائيون...
ليس في حقائب أسفارهم ..
سوى ورق الآس
الخبز اليابس....
وحكايات سندباد من أهل الأهوار...!

4

بعيدا أمضي...
بعيدا ...
عند منابع جفن أمي وأبتسامة عمتي الجيكوندا ...
بعيدا ..
الى ذلك المكان الذي أخذوا اليه سبايا عاشوراء
أحمل جواز المنفى...
وأتخيل ليل محلتنا المظلم
واسمع خطوات جاري جان جينيه...
هو قبره في العرائش قرب طنجة..
وأنا قصيدتي تجلس على نهر الراين...
تلك هي المفارقة....
الروليت الروسي..
طلقة واحدة ...
ليعرف أعمامي المندائيون أن لامكان لهم هنا بعد الآن...
النوارس تهاجر
لكنها لاتركب القطارات...
تركب الفضاء حتى تصل الى سرير ملكة السويد...........!

5
الخبز في المائدة المندائية ..
الحنين الى ما بقيَّ هناك....
هو كمن يشيد كاتدرائية قرب شجرة آدم في جنوب ميزوبوتاميا...
وعندما يكتمل البناء...
أصغرُ بناتي ...
تعلن تأففها من النحو الألماني...
وتريد حفظ قصيدة شعبية عنوانها ( الريل وحمد )...........!

دوسلدورف في 12 اكتوبر 2014



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات شجرة التين المندائية
- صورة المولى في الجفن المندائي
- كتب ، وأروقة وصاغة مندائيين ...
- أعمامي المندائيون أسماءهم في قلوبنا
- طوبى للرحماء فَهُمْ جبرائيل وزيوا وبولص.....!
- لكِ الله ياشجرة الكستناء ويا فرات المندائيين
- ما هو الفقر.....!
- الدمى تبيع الفستق ..والمندائي يبيع البخور
- أنا وشكسبير ، العطر أمٌ وناصرية....!
- أور تشرب دموع سنجار وكوباني
- روحٌ مندائيةٌ ، بثوبٍ أبيضٍ ، بفنجانِ البابنكْ......!
- مدائح ( وصيرورات )
- في ذكرى أبن الناصرية كمال سبتي
- محسن الخفاجي وأفلام السينما
- وداعاً محسن الخفاجي ..الذكريات لم تعد جميلة...
- مراثي للقاص ( محسن الخفاجي ) ..
- شيء عن الملاك المندائي الأزرق
- أجفان الحنان في دمعة الست نعمت ...!
- أحلام في رغوة الصابون
- مواء وقصائد ودفتر أنشاء..........!


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نعيم عبد مهلهل - الخبز في المائدة المندائية