أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الجذور الفكرية لثقافة التطرف والأصولية التكفيرية















المزيد.....

الجذور الفكرية لثقافة التطرف والأصولية التكفيرية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 03:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يستغرب البعض من مقولة أن داعش هي الصورة التطبيقية لفكر الإسلام وأنها نتاج طبيعي لإعادة أستنساخ التجربة الإسلامية الأولى ويستند على العشرات من الدلائل النصية والروايات الواردة في الصحاح أو في السير وكلها من تاريخ صدر الإسلام بما لا يقبل الشك أن الصورة التي يجسدها الإسلام الدعوي العنفي الإقصائي اليوم هي حقيقة الإسلام بلا جدال , وأظن أن من يزعم وينادي بهذا الصوت محقا وجادا وغير ظالم لا الإسلام ولا المسلمين بما قال ,وهناك رأي أخر يناقض الأول ويرى أن ما نشهده اليوم مجرد مؤامرة قام بها أعداء الإسلام لتشويه وتعرية الإسلام من سماحته وعدله ووجه الإنساني مستندا أيضا على عشرات النصوص والروايات والقصص التي حدثت في صدر الإسلام وأيام الدعوة تظهر الوجه الإنساني النبيل للإسلام وأظن كالعادة أنهم أصحاب هذا الرأي على درجة كبيرة من الصدقية والحق وأنهم لم يظلموا لا الإسلام ولا المسلمين بما فيهم موضوع البحث .
المهنية في كتابة وقراءة التأريخ لا تستند فقط على الدليل فقد يكون حقيقيا ولكنه فاسد , وقد يكون حقيقيا وصحيحا ولكن المقاربة فيها خلل أو أن المشترك التماثلي بين الدليل والواقعة غير حقيقي أو غير متصل ,وأحيانا انتساب الدليل للحدث انتساب غير واقعي ويستخدم فيه أسلوب الإقحام القهري ليبدو التفسير حسب ما يرون منطقي وعقلاني , بالنتيجة إن لم نعط الدليل الحرية في الإثبات دون تدخل في كل مرة للتفسير والتبرير أي البحث عن دليل للدليل حتى نصل إلى مرحلة الدلائل المتوالية سيكون ما نكتبه تأريخا هو مجرد خلط في الأوراق الهدف منه تسويق أيديولوجية محددة ومعينة دون أن ننجح في كتابة تأريخ .
مما لا شك فيه أن الفكر الأصولي الإقصائي التكفيري المعنون اليوم بالإسلام الجهادي لم يأت عن فراغ وليس أبتكارا بررته الظروف الزمانية والمكانية ولا هو إفراز غير طبيعي لمجتمع أمن بالإسلام وأتخذه منهج حياتي , نعم كل ما يذكره المعنيون اليوم به صحيح سواء أكان موافقا له أو مضاد ولكن من يقرر صحية المبدأ من الأساس الوقائع مقارنة بالنصوص أي الترجمة السلوكية للأفكار وهنا يجب البحث عن التطبيقات النموذجية للنص كمثال وليس أي تطبيق جرى وأنتسب للنص نأخذه حتى لو تعارض مع فكرة الإسلام ونعتمده دليل قاطع يمكننا به أن نحسم أمرا ما .
قد نأخذ مثالا واحدا فقط منه نستمد الفكرة التي ننادي بها وهيأن العودة لنموذج الفكري المجسد كقدوة في السلوك صادرة من قدوة في ذات الفكر لنستقي منها حقيقة ما يجب أن ينسب للإسلام كمدرسة تأريخية , وهنا أشير لواقعة الأخر المختلف التي حدث كثيرا في زمن النبي محمد ص حيث كان لليهود والنصارى والمشركين وحتى من أدعى النبوة في حياته ,كانت النظرة لهم نظرة حوار ومجادلة بالتي هي أحسن للحود التي لا تمس بوجود الإسلام كوجود حقيقي وهو ما يعرف اليوم بالتسامح لحد الاصطدام بالخط الأحمر المساوي للوجود من عدمه , وهذا الحال حد منطقي عقلاني وعقلائي تقره الشريعة العقلية الإنسانية .
مرت أحداث في هذه الفترة ينسب لها جذور الإقصاء ورفض الأخر واعتبارها الأساس التاريخي لثقافة التطرف في الإسلام وينسبون ما نزل بشأنها على أنها قواعد عامة شرعت المفهوم خارج حدود المناسبة والتناسب وهنا أذكر مثلا أحداث بني قريضة وما شابهها وما جرى فيها من أحداث دون إنكار الحدث ولكن يجب ربط الحدث بالسبب والنص بالحدث والبحث عن الدواع الأساسية لنزول النص مرتبطا بالحدث وهنا نشير إلا حقيقة أن الرواية التي صيغت تاريخيا لها صيغت وفق مفهوم منحاز وغير تأريخي بمعنى تجرده عن اسلوب العملي العلمي في كتابة التاريخ لأن أصل الحدث وما تفرع عنه كان يمس وجود الإسلام كدين ناشئ يحاول أن يدافع عن نفسه من خلال تجربة المعايشة بسلام في لحظة ما وجد نفسه أمام خيار الزوال أو إنزال حق الدفاع الشرعي عن وجوده بما فيه أيضا منح العدو المتآمر حق تقرير المصير وبالتالي لم يكن الإسلام في موضع أعتداء غاشم ضد الأخر بل كان ضحية أطماع تهدد وجوده , ومن قراءة النصوص التي نزلت وفقا لسيرورة الحدث نجد أن أرتباط الفكرة بالنص أرتباط علة بالمعلول وليس قانونا صارما يستخدم في كل حالة بمعزل عن فهم العلة .
بعد وفاة النبي ص لم يعد لهذا المعيار من وجود بمجرد أن نختلف ولو بالحدود الدنيا للاختلاف يكون الرفض والإقصاء والعنف هو المنهج دون تحديد للتناسب بين ماهية الأختلاف وبين حدود تطبيق النص , فشهدنا ما يسمى بحوادث حروب الردة التي كانت وقائعها الأولى موجودة في زمن النبي وعلمه متصل بها ولم يمارس أي نشاط ضدي تجاهها والدليل أن مسيلمة الكذاب غيرهم كانت هناك تواصل واتصالات متبادلة أستخدم فيها النبي الأكرم ص أسلوب المحاجاة والخطاب بالحسنى لأنه يعرف أن إلزام الأخر بالعقيدة قهرا ليس من واجب المسلم ولا من فريضة الإسلام أصلا لأن الحرية التي منحتها النصوص تؤكد إنما أنت منذر والمنذر في المعنى العام والحقيقي هو من يلق الحجة وتفاصيلها دون أن يكون وكيلا على المنذور بها .
الشق الثاني من حروب الردة والتي أسست لثقافة العنف والتطرف الإسلامي والمعين الذي أستقى منه الكثيرون قوانينهم وبها أسسوا للمدرسة الجهادية التكفيرية قامت على فهم غير متكامل بل ومناقض لعقيدة الإسلام ألا وهي أن الإسلام ليس بوارد أن يكون نظاما تطبيقيا يقام بمفهوم بالكلية أو يرفض بالكلية ,أي أن المسلم عليه أن يكون مطبقا لكامل الواجبات والموجبات التي يرى أنصار هذه المدرسة كفايتها لتطبيق مفهوم الهوية الإسلامية وبالتالي فأي نقص في جزئية من هذه توجب خروج المسلم من دينه وبالتالي إعلان إرتداده ودخوله دائرة الأستهداف , في حين أن الشعار عن الإسلام كان قولوا لا إله إلا الله تفلحوا أي إن الإسلام يعتمد في ثبوتيته على مبدأ وأعتقاد التوحيد والوحدة الربانية كي يصان به الإنسان من تبعة الكفر ولو أدبيا .
السبب بعيدا عن نظرية المؤامرة والتحريف ووجود القصد العمد عند القيادة التي نفذت وبشرت بهذا المنهج هو عدم قدرتها الحقيقية في هضم مبادئ الإسلام الحقيقية لقلة وحداثة التجربة التي لا تتعدى كم قليل من السنين , كما أن الظروف والارتباكات التي تلت رحيل النبي محمد ص في الوقت الذي بدأت للتو ملامح نضوج الفكرة والميل الإنساني الطبيعي للعودة للثقافة المتجذرة في العقلية الجمعية التي لم ينجح الإسلام في قمعها وتهذيبها ,فكان لها الدور الأهم والحاسم في نشوء هذه المدرسة وتفاعلاتها البعدية , ولكن ما يعيب الفكر الإسلامي المحافظ هو ومع مرور الأيام والسنين لم توضع التجربة وبفعل عوامل سياسية وحزبية موضع النقد والامتحان قبال النصوص وروحية الإسلام الرسالي , فتحول المنهج من أجتهاد قابل للتطبيق والعزل إلى قواعد وركائز يسعى البعض حثيثا لجعلها هي القواعد العامة وفكر الإسلام السلام المتسامح الذي يدعوا للحسنى هي الاستثناء , وبالتالي فنشوء مدرسة العنف ورفض الأخر من حيث كينونتها ولدت في ظل الإسلام الرسمي ونتيجة لواحدة من أخطاء المسلمين الكبرى .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية السلام ورؤية الحرب
- المفهوم التقليدي للشخصية في مجتمع إيماني
- الشخصية الإنسانية وتعريفها
- حدث ذات ليلة _ قصة قصيرة
- التأريخ بين العقلانية الكلية وبين المادية وقوانينها
- دور البواعث والمحفزات دراسة في علم النفس التجريبي ح1
- دور البواعث والمحفزات دراسة في علم النفس التجريبي ح2
- صورة الرب في العبادات الدينية القديمة
- البحث عن جذر الذات
- التدين والإلحاد واللا دينية وعلاقة العقل بهم
- الدكتور علي الوردي وقراءة في منهجه النقدي
- الكلب الوديع وشارع عشرة
- إنعكاس البيئة في الحس السلوكي عند الإنسان _ نظرية د على الور ...
- العراقي بين الشخصية الأصلية والشخصية القناعية
- نظرية قيمة المعرفة عند الدكتور علي الوردي
- حكاية العيد مع العبد الأبق سعيد
- هل ينبغي التسليم بالعولمة كحقيقة وجودية ج1
- الخيار الصعب في نقد الذاكرة
- هل كان العراقيون القدماء وثنيون ؟.
- الأنا والأخر ونحن في عولمة الوجود


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الجذور الفكرية لثقافة التطرف والأصولية التكفيرية