أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - ألاسود لون ألحزن أم لون ألكلمات














المزيد.....

ألاسود لون ألحزن أم لون ألكلمات


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 00:52
المحور: الادب والفن
    


ألاسود لون ألحزن أم لون ألكلمات
د.غالب المسعودي
ألمشهد ألاول:
طفلة في السابعة من عمرها كانت مشروع فنانة لحفها أهلوها بألاسود,
أرادت أن ترسم قمرا في الظلمة..... ضاعت منها ألكلمات......!
ألمشهد الثاني:
قرأ كتابة سوداء, أن عليه حينما يسجد أن يلامس جبهته ورأس أنفه وكوعه وأطراف أصابعه الارض ,حينما صلى تذكر نقاط ألتماس ونسي الصلاة.

إن تاريخ الكتابة يشهد على الحاجة الى مراقبة مستمرة لنزوع العرف الطقسي الى التشدد ,وجعل حلول الشعور الانساني مكانه, فان لم يستمر ألاصلاح في ثورته الهادرة ,وذلك بسبب التنامي المرضي للقشور الطقسية الفارغة, لا لشيء إلا لاأنها تهزا من الحقائق التي تمثلها, ومع إنصرام كل عام نجد انفسنا قد اصبحنا ورثة تراث مليء بالرهبة العرفية الميتة والكامن في أنفسنا, إن أي قوننة للسلوك تعتبر شيئا غريبا ,وهذا موروث من البدائية الدينية ,أي أنها تنطوي على دين عرفي داخل الدين العام, في المجتمعات يكون العرف الخارجي شرط لأستمرار التراث, بألاعتماد على الارواحية القدسية والناموس الاخلاقي ,وذلك من خلال التعبيرات العفوية,الانسان في مفهومه العام حيوان إجتماعي وكذلك هو حيوان طقسي, ومن ثم إن كبت الطقس سيظهر بأشكال, أخرى ويكون الظهور اكثر قوة ضمن التداخل الاجتماعي, لذا إن الطقوس الاجتماعية تخلق واقعا ينعدم وجوده بدونها وهو يمثلها رغم تخلفها ,وان الطقوس وتاثيراتها الاجتماعية تمثل اكثر مما تمثله الكلمات بالنسبة للفكر, ذلك من المستحيل اقامة علاقات اجتماعية دون افعال رمزية ,الا ان الطقوس البدائية تؤمن اوالية وطريقة تذكير وتوجيه للخبرة, من خلال تامين إطار ووفق معايير تنذر بالترقب , معتمدا احيانا على قصص خرافية تؤمن للمتلقي دلالة وكأنها ملف رسمي ,غير قادرين على افساد الرغبة في تبنيه, وهذا الأطار يحدد المعالم النوعية للواقع, إن تبني تقنية التحليل النفسي تساعدنا على فهم دور الطقس في إختبار الخبرات الخاصة على مستوى الاداء, إذ يساعد على حدوث التنسيق بين الدماغ والجسد, ولو سحبنا هذه التنسيقية الرمزية على دور الممثل المسرحي فهو يعرف دوره, ويعيش خياله حالة التجسيد, لكن المعرفة الذهنية لاتعني ولن تكون كافية لتجسيد الشخصية بغياب الموهبة والوعي المعرفي الذاتي, وهنا يقوم الممثل بالتمسك بقطعة خضراء او سوداء ,لا لشيء الا لأنها تذكره بالاداء الاول ,وتقتل لديه النزوع العام للتطور دون قصدية معرفية, والخروج عنها يعني الخروج عن الارتباط الطقسي, اذ تعتبرتعبيرا خارجيا عن ألآمنيات وتكون بمثابة الفعل التذكيري, لذا ان الطقوس تقوي التأطير السحري للزمن, وتقوي الصلة بين الحاضر والماضي ,لكن قي الحقيقة ان الطقوس والشعائر تلعب دورا ثانويا في المعرفة ولا تمثل تجسيدا للخبرة ,لان الاحداث تكتسب دلالاتها على مستوى الواقع وضمن سياق تطوري تخضع فيه العناصر الفردية في خدمة الادراك العام, بخصائص مميزة مرتبطة بالحضارة الانسانية, الا اننا نجد ان الطقوس في مجتمعتنا لا تزال تتمسك بجذورها البدائية بإدعاء انها تكشف عن ذواتهم الاجتماعية, رغم أننا نجدها محرفة, يسوقها تيار انثروبولوجي مهيمن مرتبط بقوى خارجية يديرها الرأسمال العالمي قادرة على خلق شخصية تركز على جلد الذات كنوع من انواع الخلاص.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاطع من وحي الآلهة السومرية
- ألجذور ألثقافية للعنف وألأرهاب
- ألجنس وعنف اللغة عند العرب
- حلاوة روح...فلم سياسي بامتياز
- الكلمة في ظل المعنى
- قصيدة ربابيل
- مو حزن لكن حزين...........
- التأويل الشعائري وإشتراطات الحضارة
- حبيبتي
- احمد محبوبة
- احمد محبوبة _قصة قصيرة جدا
- العشق الممنوع
- قصة قصيرة جدا...سعاد..........سعاد....
- الأنقراض الناعم
- لعينيها تكتمل القصيدة
- شالا وغليوني وخمري
- غالب المسعودي .. الفنان الحقيقي والخروج عن التقليدي حاوره ز ...
- ومضات
- الحاجة بربع
- النقد السياقي وأزمة الثقافة


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - ألاسود لون ألحزن أم لون ألكلمات