أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - مراحل تطور الدراما الإغريقية : 33















المزيد.....

مراحل تطور الدراما الإغريقية : 33


حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


مراحل تطور الدراما الإغريقية : 3ـ3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الحيدر
ــــــــــــــــــــــ
* ثانياً التراجيديا ( المأساة ):
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مفهوم المأساة :
ـــــــــــــــــــــــــ
يقول ارسطو :
المأساة محاكاة فعل نبيل تام لها طول معلوم ، بلغة مزودة بألوان التزيين ، تختلف وفقاً لاختلاف الأجزاء ، وهذه المحاكاة تتم بواسطة اشخاص يفعلون لا بواسطة الحكاية .
وتثير الرحمة والخوف فتؤسس الى التطهير من هذه الانفعالات .......
ولما كانت المحاكاة انما تتم بواسطة اشخاص يعملون فبالضرورة يمكن ان نعد من بين اجزاء الماساة المنظر المسرحي ثم النشيد ( الموسيقى ) والمقولة .(11)

المأساة ونشأتها :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يرى ارسطو ان الماساة نشأت في الاصل ارتجالاً ( هي والملهاة ) فالمأساة ترجع الى مؤلفي الديثرمبوس ، ويرى محمد صقر خفاجة ان بداية الماساة عند الاغريق ، فأول شاهر حول الراوية الى ممثل يقف امام الجوقة ويبادلها الحوار هو ( ثيسبس ) وبذا كان أول من خطا بالمأساة خطوة واسعة نحو الرقي في اواخر القرن السادس ق ـ م ( 580ـ 530) وجميع الروايات تؤكد ان اشهر شعراء المأساة في ذلك العصر ه ( ثيسبس ) وظهر بعده
( خويريلوس ) و( خرونيجوس ) بعد ذلك ظهر اروع من كتب المأساة وهم
( اسخيلوس ) و(سوفوكلس) و( يوربيدس ) .(12)

تطور المأساة :
ــــــــــــــــــــــــ
1ـ عند الاغريق : اتسمت المسرحيات التراجيدية عند الاغريق بمتانة الحوار ، فهو ذو رصانة ، سواء كان شعراً او نثراً وتتناسب مع الشخصيات ، اما القضاء والقدر فيلعب دوراً في مصائر الشخصيات اضافة الى عظامية تلك الشخصيات ،فهي اما آلهة او نصاف آلهة او ملوك ، وكانت لكل شخصية ابعادها الخاصة ، وكان التاكيد في تلك المسرحيات على الالتزام بوحدة الموضوع ، وقد استمدت جميع الشخصيات من الملاحم والاساطير والقصص الشعبية المتداولة .
ونستطيع ان نقول : انطلقت من المسرحية الاغريقية جميع المذاهب الفلسفية اي ولدت جميعها من رحم المسرحية الكلاسيكية القديمة .(13)

2ـ عند الرومان : اما في العصر الروماني فقد تطورت المأساة على يد
( لويس سنيكا ـ 4 ق ـ م ) وقد كتب محاولات درامية ناجحة تتسم بالعقلانية رغم انها مليئة بالاشباح والارواح ، واستخدم مشاهد القتل والدم ولذلك اصطلح على مسرحياته ، بالمسرحيات الدموية .وقد تأثر كثير من كتاب الدراما في عصر النهضة به ويقال ان شكسبير قد عكف على دراسة مسرحيات سنيكا واتخذها مثالاً في بناء الموقف المأساوي المؤثر .

3ـ القرون الوسطى :اما في القرون الوسطى فقد اتخذت الكنيسة من ماساة وعذابات وآلام السيد المسيح مواضيعاً للمسرحيات الدرامية المأساوية ،كتمثلية الاسرار كذلك معجزات القديسين ، كما اتخذت من تمثيل الخير والشر في صراعهما داخل روح الانسان ، مواضيعاً كما في المسرحيات الاخلاقية .

4ـ بعد عصر النهضة :
أ ـ انكلترا :
ـــــــــــــــــ
في القرن السابع عشر ظهر شكسبير وقد كتب الكثير من المسرحيات المأساوية ، وقد بدأت على يده المأساة الابداعية في انكلترا ، فقد استفاد شكسبير من تقاليد المسرح الانكليزي السابقة له ( مسرحيات المعجزات ) التي كان يقوم بها اصحاب الصناعات ومنها أخذ شكسبير انواع الخدم والسادة والجنود ، بيد ان تاثير المسرح الاغريقي ظهر على الكثير من مآىسيه ، كذلك تاثير الادب الروماني وسنيكا على الاخص .
وظهر في انكلترا كثير من اصحاب المدرسة الاتباعية في المأساة ، وقد ابتدأت الاتباعية الانكليزية بالنقطة التي ابتدا منها الفرنسيّون وهي تقليد الطبيعة ورأوا ان يكون الموضوع نبيلاً شريفاً ، لقد استطاع ادباء انكلترا في القرنين (السادس عشر والسابع عشر ) ان يقحموا على الروح الانكليزية تلك الروح الاكاديمية التي تسيطر على زملائهم في فرنسا ... ومن المعتقد ان الاتباعي ينتهي بين عامي (1780 ـ 1798 )

ب ـ فرنسا :
ــــــــــــــــــــ
استطاع الفرنسيّون ان ينشأوا في القرن السابع عشر مذهباً مفصلاً هو الذي عرف بالمذهب الاتباعي ( الكلاسيكي ) صوروا فيها نماذج بشرية لا شخصيات معينة فالبخيل لدى مولير ليس شخصا بعينه لكنه مثل مبالغ فيه لاي بخيل في العالم ومن المبادئ التي التزمتها المدرسة الاتباعية ، الالتجاء الى التاريخ القديم لاقتباس الموضوعات المسرحية ، كذلك النزموا ان يكون لكل مأساة مغزى خلقي ، فالفرض الاخلاقي في رأي ارسطو لا يتحقق الا اذا احسسنا بالرهبة .
وفي القرن الثامن عشر ادخل فولتير تعديلات على بعض قوانين الاتباعية على الرغم من انه كان ممن يحترمون المأساة الاتباعية ودافعوا عنها .
فقد توسع فولتير في إطار المأساة فعالج موضوعات متنوعة واقتبس من الاغريق والرومان كما اقتبس من تاريخ فرنسا والحروب الصليبية ،
وفي مسرحية ( محمد ) يذهب بنا الى مكة وفي غيرها يذهب الى الصين.

المذاهب المسرحية التي عنيت بالمأساة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد ظهرت فيما بعد القرن التاسع عشر الكثير من المذاهب المسرحية التي عنيت من خلالها بالمأساة ـ، ومن هذه المذاهب ( الواقعية ) التي دعت الى العناية بالحقائق المادية الملموسة ، وان يمثل المسرح الحياة الواقعية ومن ابرز كتاب الواقعية الكاتب النرويجي ( ابسن) الذي تاثر به ( برناردشو ) ففي ( مسرحية ( بيت الدمية ) و( البطة البرية ) كان التمثيل فيهما نفسياً لا عضوياً .
ومن الذين برعوا في الواقعية في انكلترا ( سومرت موم ) وهو في الغالب متشائم في عِرف مآسي المجتمع .
وقد تولدت عن الواقعية ( الطبيعية ) وجاءت بعد ذلك الرمزية كرد فعل لتلك المدارس والتي صارت تخضع الموجودات للحس والمنطق والعقل ، ولا تؤمن بالمادة والمشاهد المحسوسة كما في الواقعية والطبيعية ... حتى اتت مسرحيات ( مالارميه ) الرمزية اشبه بالقصائد الغنائية منها بالمسرحيات . ويُعتبر مالا رميه صاحب ثورة شعرية خاصة به ..فكتب ما يقارب أربع عشرة قصيدة نثر وفي فترات متقطعة. لكنها تشكل العمود الفقري في محاولته تشذيب قصيدة النثر من رومانتيكيتها
.....................................................

* ثالثاً التراجيكوميديا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مفهوم التراجيدكوميدبا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انها تعني امتزاج الضحك بالدموع او الحزن والألم مع الفكاهة ،أي انها شكل من الدراما تلتقي فيه العناصر التراجيدية والكوميدية.
ومن المسرح انتقل هذا المفهوم الى بقية الفنون والآداب .

* تطور التراجيكوميديا :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اختصاراً لهذا الموضوع نرى ان تطور التراجيكومديا قد ارتبط بشكل او بآخر بتطور الكوميديا والتراجيديا في العصور التي مررنا بها في الكوميديا والتراجيديا ، حيث نلاحظ ان
بعض التراجيديات الإغريقية تتكشف عن عناصر كوميدية, ولكن هذه العناصر تظل هامشية بالقياس إلى الصفة التراجيدية الغالبة على تلك الآثار.وهكذا يأخذ مسيرته في العصر الروماني والعصور اللاحقة .ونرى تأثيره الواضح في بعض مسرحيات شكسبير التراجيكوميدية
في العصر الاليزابيثي ،كما في مسرحية ( تروبلوس وكريسيدا ) التي تعد من ارقى مسرحيات شكسبير من نوع التراجيكوميديا . كذلك ما نلاحظه في القرن السادس عشر والنصف الاول من القرن السابع عشر في فرنسا متمثلاً بالمسرح الباروكي ..
إذ اتخذت التراجيكوميديا مفهوما جديدا فأصبحت تعني كل مسرحية لا تنتهي بالموت. وفي العصر الحديث اجتذبت التراجيكوميديا الكتاب الذين ارتبطت أسماؤهم بـ مسرح اللامعقول . ومن أحسن الأمثلة الحديثة عليها مسرحية
( في انتظار غودوو ) وهي المسرحية التي لا نهاية فاجعة لها ولا نهاية سعيدة .
والتي كتبها الكاتب الايرلندي صموئيل بيكيت ، وتدور حول رجلين يدعيان ( فلاديمير واستراغون ) ينتظران شخصاً يدعى ( غودو ) .
وأثارت هذه الشخصية مع الحبكة القصصية الكثير من التحليل والجدل حول المعنى المبطن لاحداثها .وحازت على تقيم اهم عمل مسرحي في القرن العشرين .. والذي ننهي به هذه الدراسة الموجزة عن تطور الدراما المسرحية الإغريقية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
ـــــــــــــــــــ
11ـ ارسطو طاليس / فن الشعر ـ تر : عبد الرحمن بدوي
/ مكتبة النهضة المصرية ـ القاهرة 1953 / صـ18
12ـ محمد صقر خفاجة / تاريخ الادب اليوناني ـ
القاهرة ـ مكتبة النهضة المصرية ـ 1956 صـ110
13ـ د. عبد المرسل الزيدي / من محاضرة له في ـ
كلية الفنون الجميلة ـ قسم المسرح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
ــــــــــــــــــــ
1ـ اريك بنتلي ـ تر: جبرا ابراهيم جبرا 0 الحياة في الدراما /
بيروت ـ المكتبة العصرية 1968
2ـ ارسطو طاليس / فن الشعر ـ تر : عبد الرحمن بدوي
/ مكتبة النهضة المصرية ـ القاهرة 1953
3ـ د. محمد صقر خفاجة / تاريخ الادب اليوناني ـ
القاهرة ـ مكتبة النهضة المصرية 1956
4ـ عمر الدسوقي / المسرحية نشأتها وتاريخها واصولها
الناشر : دار الفكر العربي للنشر والتوزيع ـ 1987 ـ ط /5
5ـ جلال العشري / مسرح ولا مسرح /
بيروت ـ المركز العربي للثقافة والعلوم
6ـ د. عبد المرسل الزيدي / من محاضرة له في ـ
كلية الفنون الجميلة ـ قسم المسرح
7ـ د . محمد صبري ـ من محاضرة له في ـ
كلية الفنون الجميلة بغداد ـ قسم المسرح



#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراحل تطور الدراما الإغريقية : 23
- مراحل تطور الدراما الإغريقية : )13
- المقبرة
- الطيف الزائر
- مفردات من لوحة الأحداث
- الذبابة ( قصة قصيرة )
- النهر
- عشق العراق
- الرمّانة
- انهما يقتربان
- عزيز علي رائد المونولوج العراقي
- 48 عاما لرحيل محمد رضا الشبيبي
- 51 عاماً لرحيل عبد الله كوران :
- في الذكرى ال (50 ) لرحيل ناظم الغزالي
- نزيهة الدليمي في ذكرى رحيلها
- في الذكرى الخامسة لرحيل فنان الشعب خليل الرفاعي
- عرض موجز لبقايا ظمأ
- في الذكرى ال43 لرحيل الشاعر علي حمزه
- صبيحة الشيخ داود ودورها الريادي
- غازي الرسام و34 عاماً لرحيله


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - مراحل تطور الدراما الإغريقية : 33