أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد المستاري - المسؤولون المغاربة ما زالوا يجهلون الأسباب الحقيقية لأزمة القراءة؟














المزيد.....

المسؤولون المغاربة ما زالوا يجهلون الأسباب الحقيقية لأزمة القراءة؟


محمد المستاري

الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 20:48
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


كثيرا ما ظل التساؤل بخصوص أزمة القراءة في المغرب، وكثيرا ما ظل التفسير متمحورا حول المواطن باعتباره لا ينفق قسطا من المال على الكتاب والصحف لكن، غالبا ما كانت مصادر هذه التأويلات أريكية في حجرات مكيفة، إذ لم تسند إلى دراسات ميدانية...

والواقع، أن مرد أزمة القراءة في المغرب إلى المواطن باعتباره لا ينفق على الكتاب، شأن ما اعتاده الكثير من المحللين والمعنيين، هو نتيجة رؤية جد تبسيطية، - إذا لم نقل ساذجة -، لأنه لا أحد من دعاة هؤلاء المحللين أو المسؤولين التفت إلى الغلاء الذي تشهده أسعار الكتب بالمكتبات التي منها ما يضاعف ضعفين ومنها أضعافا لدخل الفرد اليومي كسبب رئيس لهذه الأزمة.

وذلك حيث إن الكثير من الكتب المهمة تفوق ال 150 درهما. في حين أن دخل كثير من المواطنين لا يفوق ثلاثين أو أربعين درهما. والسؤال المشروع في هذا السياق، هو كالآتي: كيف أمكن لهذا المواطن المحتاج تلبية حاجته من العيش وحاجته أو حاجة أبنائه من القراءة بمبلغ متدني؟

في الصراحة، كنت قبلا من المنتقدين لأولئك الذين لا يزورون المكتبات ولا ينفقون قدرا من المال على الكتاب، لكن بعد زيارة انتقلت فيها من: مكتبة إلى مكتبة بالرباط، ومكتبات أخرى بالدار البيضاء بحثا عن كتب كنت أرغبها ومصمما على شرائها اصطدمت بغلائها حقيقة، بعدما وجدت نفسي لا أستطيع شراء ثلاث كتب منها. لأنتقل في ذلك من قارئ مسافر رغبة في شراء الكتب إلى باحث مطلع على أسعار غلاء مبيعة الكتب، وفي لحظة، وجدتني أصرخ عاليا: إنها أزمةٌ نتيجةً لغلاء القراءة، وليس أزمة عدم القراءة.

إن هذا ما جعلني أفكر وأتساءل قصد المعرفة والفهم لا غير: لماذا سؤال التنمية الثقافية مؤجلا؟ ألم تنطلق عملية التنمية بالمغرب كحل وبديل تنموي منذ العام 2005 للخروج من ورطة المراتب المتأخرة والتي على رأسها أزمة التعليم؟ وذلك حيث احتل المغرب في هذا المستوى مراتبا جد متأخرة وغير مرضية، وخاصة، عندما كانت مرتبته متأخرة مقارنة بالأقطار الإفريقية التي لا تعيش الأمن والسلم الذي يعيشه المغرب، بل ومتأخرة حتى عن دولة فلسطين التي أراضيها ليل نهار مسرحا للعمليات العسكرية، فما هو إذا الجديد منذ الإعلان عن انطلاق عملية التنمية بالمغرب وحتى الآن، على المستوى التعليمي؟؟

ما يمكن أن يقال، إن هذا سؤالا معلقا ليست له إجابة، وذلك حيث لا مكتبات أنشئت ولا معارض نظمت، علما أن الدول الغربية المتقدمة التي نجحت فيها عملية التنمية أول ما قامت به، وكرست له جهودا متضافرة وهامة ضمن أولوياتها هو التعليم (القراءة)، وذلك باعتبار منطقي مفاده أن الأمية هي العائق الأكبر الذي يقف حجر عثرة أمام عملية التنمية.

غير أن الملاحظ، بالنسبة إلى المغرب، هو أنه يبقى الحال كما هو عليه، ألا وهو إشكالية «التمركز» حيث إن هناك تمركزا حتى على مستوى المكتبات بالمدن الكبرى، شأن تمركز العديد من المؤسسات، فواقع كثير من مدن مغربية كبرى ولا توجد بها مكتبات لبيع الكتب، وكثير من المجالس البلدية بالمدن الكبرى والصغرى تطالب بتنظيم مهرجانات احتجاجا منها على الحرمان من ذلك، ولا مدينة سمعت عنها ولا قرأت تطالب بتنظيم معارض للكتب أو إنشاء مكتبات. فأين هي التنمية الثقافية إذن؟ وإلى متى سيبقى سؤالها مؤجلا؟

فلنلاحظ الجهد الذي نبدله في الترويج للمهرجانات والحفلات الليلية من الإعلانات والملصقات... لا نعير له أدنى اهتمام بالنسبة إلى معارض الكتب…

اعتقد أن المواطنين بالمغرب كثيرا ما يرغبون في القراءة، لكن ظروفها وطقوسها مغيبة لصالح تنظيم المهرجانات والاحتفالات، إضافة إلى الأثمنة «الصاروخية» التي لا تتناسب والدخل المتدني للعديد من المواطنين، ولذلك أتساءل، لماذا نقوم بتنمية الملاهي التي أصبحت قاعدة: ما من إقامات أنجزت إلا وكانت بجانبها ملاهي، وبالمقابل، كثير من المدن بأكملها ولا توجد بها مكتبات، أما في المدن التي توجد بها مكتبات جهوية فبقي اسمها فقط والله أعلم إلى أين اختفت كتبها.

-----------------------------
**باحث في علم الاجتماع
[email protected]



#محمد_المستاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفوا فلسطين.. فضائياتنا الإعلامية منشغلة الآن!
- يريدون خلق جيل من الضباع
- ملاحظات على الخطاب الملكي الأخير حول قطاع التعليم في المغرب
- عذرا زملائي، أوراقي كانت مبعثرة
- في ذاكرة معطل
- ألان تورين منتقدا السوسيولوجيا الكلاسيكية
- ثورات عربية دامية.. ومكتسبات مفقودة.. وإرادة مسلوبة!!
- هل تنظيم المهرجانات من أهم الأولويات في سياسة الحكومات بالمغ ...
- إلى الزمزمي، كيف يمكنني أن ألاقي الملك ليمنحني رخصة نقل كعطا ...
- العدالة والتنمية: -مَا يْخَسَّرْ خَاطَرْ، مَا يَقْضِي حَاجَة ...
- إلى رمة المزاح برنامج جديد: -المدام مسافرة- على القناة الثان ...
- لماذا يجتمعون في -قُبَّةِ- البرلمان؟ / الأسئلة المحرجة.. وال ...
- إشكالات مرتبطة بموضوع ظاهرة الهجرة الخارجية. إشكالية الهوية ...
- واقع الحال في المؤسسات الصحية بالمغرب.
- لا تغيير ولا تنمية حقيقيين حتى توقف الدول الغربية عن التدخل ...
- عندما نتخلى عن القيم... اغتيال الأخلاق وذبح الحياء هو حتما ط ...
- تقرير عن: اليوم الدراسي حول: -التنمية في المغرب بين المحلي ا ...
- الإعلام كمؤسسة تنشئوية مدعمة ومنافسة لدور الأسرة في التنشئة ...
- المؤسسات المدعمة والمنافسة لدور الأسرة في التنشئة الإجتماعية
- أي سر وراء أزمة القراءة بالمغرب؟ أزمة في عدم القراءة، أم أزم ...


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد المستاري - المسؤولون المغاربة ما زالوا يجهلون الأسباب الحقيقية لأزمة القراءة؟