أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - إحرصوا على أرواح العراقيين




إحرصوا على أرواح العراقيين


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إحرصوا على أرواح العراقيين
محمد ضياء عيسى العقابي
ورد في شريط أخبار فضائية (الحرة – عراق) الخبر التالي نقلاً عن الدكتور سليم الجبوري رئيس مجلس النواب وأحد قادة تحالف القوى العراقية المعنيين بالتفاوض حول تشكيل الحكومة الجديدة :
"وافق حيدر العبادي على إطلاق سراح جميع الموقوفين الذين لم يقدموا إلى محاكمة وتجاوز إحتجازهم المدة القانونية."
بادئ ذي بدء علينا أن نعلم أن مدة الإحتجاز القانوني لأي متهم في العراق الجديد هي، حسب علمي المتواضع، 48 ساعة وبعدها أما أن يتم توجيه تهمة محددة له واما أن يطلق سراحه.
هنا تصبح مصلحة الشعب أمام خيارين يستحقان التمحيص لتلمس الموقف الصحيح حيال قرار رئيس الوزراء المكلف الدكتور حيدر العبادي الذي صرح به الدكتور سليم الجبوري.
فأما الإلتزام بالقانون بصرامة وإطلاق سراح من تخفق السلطات القضائية في التحقيق معه خلال 48 ساعة؛ رغم أن هذا الإجراء ينطوي على مخاطر أن تكون بين المحتجزين نسبة مهما صغر حجمها من المجرمين الخطرين الذين تسببوا بقتل المواطنين وسيتسببون بمزيد من الإجرام بعد إطلاق سراحهم،
وأما أن يتم الخضوع للأمر الواقع وتطول فترة الإحتجاز ريثما يتسنى التحقيق مع المتهم وفي ذلك خرق للقانون.
في الحقيقة فإن إطلاق سراح من لا يتم التحقيق معه خلال الفترة القانونية هو مطلب كرره الدكتور صالح المطلك في فضائية (الحرة – عراق) / برنامج "حوار خاص" لأكثر من مرة.
وإن الذين يركض الدكتوران صالح وسليم لنجدتهم هم المتهمون بموجب المادة 4 إرهاب.
وإن الإرهاب هو حقيقة واقعة وبدأ منذ 2003 حتى هذه اللحظة وقد قتل وأصاب نصف مليون مواطن برئ سواءً كان مدنياً أو عسكرياً أو شرطياً إذ لا يحق حتى لثائر حقيقي قتلُهم في دولة يسودها الدستور وحكومة منتخبة تمثل الجميع رغم أن البعض الطغموي* منهم يساهم في المزايا ويتنصل عن المسؤولية بل يتستر على الإرهاب. حتى حجة وجود القوات الأجنبية قد إنتفت منذ بداية عام 2012 بينما إزداد الإرهاب ضراوة، مما يدل على وجود أجندات أخرى غير المعلنة مهما قيل عن الإقصاء والتهميش اللذين ظهرا جلياً بأنهما لم يكونا أكثر من غطاء لتمكين داعش من محاولة الإستيلاء على العراق وإجراء تغيير ديموغرافي في تركيبته السكانية لكن العراق لم يكن لقمة سائغة لجميع المتآمرين المتنوعين ففشلوا وحوصروا في الفلوجة وتكريت والموصل وبقع أخرى.
نشأت هذه الحالة أي حالة مكوث متهم في الحجز لأكثر من المدة القانونية، للأسباب التالية:
1- إن مدة الإحتجاز القانوني، أي 48 ساعة، تفترض وضعاً مثالياً من حيث ندرة الجرائم ومن حيث توفر العدد الكافي من القضاة بأصنافهم ومن حيث توفر البيئة الوطنية السليمة أي المعادية للجريمة وخاصة الجرائم ذات الطابع الأمني دع عنك إذا كان البلد يتعرض لإرهاب وجرائم إبادة جماعية ندر شبيهها وله حواضن عنيدة وجناح سياسي يتبوّأ ساسته أعلى المناصب في الدولة تلك الدولة التي لا يمتلك معظم "مثقفيها" الشجاعة والأمانة الكافيتين لقول كلمة الحق فيساوون بين الجاني والضحية لذا فلا يشعر الإرهابي ومن يحتضن ويتستر عليه بأي حرج ويعتبر نفسه محقاً بدلالة عدم الإدانة عدا اللفظية العامة والمبهمة التي تصدر من هؤلاء المستثقفين والفاشلين.

لا أعلم إن جرت محاولات لتعديل القانون وتمديد فترة الإحتجاز كما فعلت دول عديدة تصنَّف في قمة "المثالية والديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان والإستقرار" إذا ما أحست بأي قدر من التهديد الأمني. وقد قال رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير "إذا تعرض البلد إلى مخاطر أمنية فإنسَ حقوق الإنسان". لقد ذهبت هذه البلدان إلى أبعد من ذلك بإصدار قوانين تبيح الإحتجاز التحوطي للمشبوهين لمدد غير قصيرة.

ولكنني واثق أنه لو جرت محاولات من هذا القبيل لتصدى لها الطغمويون في محطات عديدة لقتل المحاولة. وإن عبرت المحاولة جميع المراحل فستلقى، على يد رئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي، ذات المصير الذي واجه طلبات مجلس القضاء الأعلى برفع الحصانة النيابية عن 16 نائباً متهماً بالإرهاب تمهيداً للتحقيق معهم.

2- النقص الشديد في عدد القضاة من الأصناف المتنوعة وذلك بسبب عدم وجود الحاجة إليهم إبّان العهد البعثي الطغموي. فتونس التي لا يزيد عدد نفوسها عن العشرة ملايين نسمة لديها (5000) قاضياً. بينما العراق ذو الثلاثين مليون نسمة لم يكن له سوى (1500) قاضياً عند سقوط النظام البعثي. ورغم سعي وزارة العدل ومجلس القضاء لتأهيل المزيد من القضاة ولو باختزال بعض الإجراءات النظامية إلا أن عدد القضاة يبقى لا يوازي المهمة المطروحة أمامه من أعداد المتهمين المتضخم جداً بتدبير كما سنرى لاحقاً.

3- الكيد وراء إحداث فيض من المشبوهين والموقوفين المدفوعين بتخطيط وتصميم لتكتظ بهم مواقف الإحتجاز وتدق الطبول سواءً كان المحتجز مجرماً أو بريئاً ولكنه مخلص لـ"القضية" ومستعد أن يدخل التوقيف الذي لا يكلفه كثيراً حيث لا تعذيب ولا إهانات ولا تغييب وله رهط كبير من المدافعين عنه لتوفير الظروف الجيدة من إضاءة وغيرها، بدءاً بالأمم المتحدة هبوطاً إلى أصغر طغموي مروراً بزعماء دول وحكومات ووزراء وشركات نفط وإعلام ومنظمات مجتمع مدني وغيرها وغيرها. أضف إلى كل ذلك فإن التعويض ينتظرهم، كما نالوا "شرف" النضال ضد ديمقراطية الصفويين وقد يؤهلهم ذلك لتبوّء مكانة أو موقع مرموق بعد "الإنتصار".

أغرب المتعاطفين معهم أو الحريصين على الوضع العراقي (لا أعرف) هم مجموعة من الأدباء والمثقفين إجتمعوا في النجف قبل فترة قصيرة وطالبوا بالعفو عن جميع السجناء والموقوفين سواءً تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء أو لم تتلطخ.

آخذين بنظر الإعتبار كل ما جاء أعلاه، أرى أن موافقة الدكتور العبادي على إطلاق سراح الموقوفين حسب تصريح الدكتور سليم الجبوري جاءت ناقصة إلا إذا كانت مرتبطة بشرطين مما يلي :

أما الحصول على تعهد من إئتلاف القوى الوطنية بضمان عدم إقدام المطلق سراحهم على أعمال تخل بالأمن العام أي منافية للقوانين.

أو ربطهم بكفالات تضمن حضورهم عند استدعائهم لإستكمال التحقيق إذا اقتضت الضرورة ذلك.

إضافة إلى ذلك يتوجب الحصول على موافقة الدكتور الجبوري ومن يمثلهم بتعديل القوانين في مجلس النواب بما يتيح الاحتجاز بانتظار التحقيق لمدة مناسبة لإمكانيات القضاء وحسب تقديرات مجلس القضاء الأعلى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*):للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته: “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف حصلت داعش على قاعدة بيانات وزارة الدفاع العراقية؟
- عود على بدء
- ظافر والنجيفي يبتزان سليم الجبوري في مسجد مصعب بن عمير!!
- وصلت رسالتك يا سيد أوباما ولكن الشعب رفضها.
- طريق العبادي الشائك
- عاجل عاجل إلى أطراف التحالف الوطني
- ستراتيجية المجلس الأعلى والأحرار ركيكة
- كفخة وقطعة حلوى حسمت تشكيلة الرئاسات الثلاث
- متى نتعلم من ثورة الرابع عشر من تموز؟2/1
- تفادوا الإبادة وفعِّلوا الديمقراطية فقد إنتصرت4/2
- تفادوا الإبادة وفعِّلوا الديمقراطية فقد إنتصرت4/1
- إنتصرت الديمقراطية فلا تلقوا سلاحكم2/1
- سيحترم البارزاني المادة 140 رغم أنفه
- الشعب العراقي أمام الإختيار الوحيد: الإنتصار
- من الذي مهّد للإنكسار في الموصل؟
- ناصر طه شاعر ومثقف ومن تعساء العراق!!
- أردوغان والنجيفي وداعش وحلف الناتو
- مؤامرة واسعة على العراق
- أي تحالف يريد النجيفي؟4
- رد على تعقيب من مواطن سعودي


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - إحرصوا على أرواح العراقيين