أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - قد تكون السياسة مرتعآ للفاسدين .















المزيد.....

قد تكون السياسة مرتعآ للفاسدين .


سلمان مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 22:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قد يتوهم من يقرأ العنوان بأني أجد السياسة و العمل بها يؤدي حتمآ الى الفساد و ألأفساد ، و هذا ألأستنتاج لدى البعض أنما يعود الى بعض المفاهيم الخاصة بألسياسة هي : ( فن الممكن ) و هذا برأي أنما هو نوع من ألأنتهازية أو ( البركماتية ) ، التي لا يتوفر لها الغاية الحقيقية التي من أجلها أبتكر الأنسان السياسة و العمل بها ، فأني أعتبر من وجهة نظر أجتماعية أن أسمى ما أبتكره ألأنسان من النظم الأجتماعية هي السياسة ، هذا طبعآ بعد أن أبتكر التنظيم العائلي و تشكيل اولى اللبنات لتكوين المجتمع ، و البعض يذهب أكثر من ذلك بأن يعتبر السياسة و العمل بها هو السوء بعينه ، لأنه ــ ومن وجهة نظر هؤلاء ــ لايمكن لأي عامل بألسياسة أن يخرج منها دون أن يكون قد تلوث بكل او بعض من هذا السوء ، ومن وجهة نظري لا أرى ــ أن ألأصل بألسياسة و العمل بها ــ لا هذا ولا ذاك ، أنما أرى ــ وكما أشرت ــ أن السياسة كانت من تلك المدركات ألأجتماعية السامية للأنسان ، و بطبيعة الحال لم تبق السياسة على ذلك الشكل و الغاية التي ظهرت بها و ذلك نتيجة لتطور المجتمعات ، حيث أصبح المجتمع الواحد عبارة عن مجموعة من الكيانات ذات الطبيعة الأقتصادية و الفكرية و الثقافية و الدينية و ألأثنية ، و أصبح لكل من هذه الكيانات غايات و اهداف حاولوا أن يترجموها من خلال أشكال مبتكرة من السياسة ، و كانت تلك تتمثل بمعظم أهداف أفراد ذلك الكيان أو غيره ، و أن الوسيلة المستخدمة للتعبير عن تلك الأهداف هو ألأستحواذ على كل ما يساعد على تجميع محركات القرار السياسي بيدها ، و أن أهم تلك المحركات ما يتعلق بعوامل أستمرارية الوجود المادي للبشر ، الا وهو الفعل ألأقتصادي المتمثل بوسائل و عوامل ألأنتاج ، لذلك فأن أصحاب القرار السياسي أدركوا ذلك فقاموا بألأستحواذ على تلك الوسائل و العوامل لكي يتاح لهم التحكم بألفعاليات ألأجتماعية ألأخرى ، كألثقافية و الفكرية و الدينية ، لكي تكون عوامل أضافية للتحكم بمصير المجتمع أفرادآ و جماعات ، وقد يبرر اصحاب القرار السياسي مشروعية أعمالهم تلك ألى عوامل عدة منها : عامل القوة بأنواعها ، و أن أخطر ما يعتمدون عليه لتبرير مشروعيتهم هي : المعتقدات الدينية التي تحتل مساحة واسعة من ذهنية أفراد المجتمع ، لذلك ظهرت أشكال متعددة من الكيانات السياسية التي تربط بين الفكر الديني و المؤسسة السياسية ، وحتى يومنا هذا نجد أنظمة سياسية تعتمد في عملها و أستمرارية وجودها على ذلك التحالف بين السياسة و الفكر الديني ، فأصبح للكيان السياسي ذراعان فاعلان في أستمرارية تلك ألأنظمة و هما ألأقتصاد و الفكر الديني ، عندها ستكون تشكيلة تلك ألأنظمة ثلاثية ألأبعاد : الفكر الديني و السياسة و ألأقتصاد ، و أن هذا الثالوث يساند بعضه بعضآ و هذه التشكيلة موجودة في معظم ألأنطمة السياسية القديمة و حتى البعض منها المعاصر بصورة او أخرى ، فقد يطغي ركن من اركان هذا المثلث على الركنين ألأخرين في ظرف معين و قد يعود التوازن مرة أخرى ، الى أن تحتدم التناقضات بين هذه الأركان مما قد يتيح لفئة أجتماعية أخرى لتنقض على النظام القائم لتحل محله منظومة سياسية أخرى ممثلة لتلك الفئة ألأجتماعية الناهضة ، ومن المحتمل أن تمر تلك المنظومة السياسية الجديدة بنفس مراحل تحول المنظومة او النظام السياسي السابق و تحصل ذات النتائج المتحققة لسقوط النظام السابق لذات الأسباب أو لأسباب أخرى كضرورة لطبيعة الحياة الأجتماعية المتحركة و التي تنسجم مع طبيعة تلك الفئة ألأجتماعية ، و ان كل ذلك ما يحصل ألا بسبب الفساد الذي أكتنف مراحل تحول تلك ألأنظمة ، و الدليل على وجود ذلك الفساد هو اننا لو استعرضنا التأريخ السياسي للمجتمعات لم نجد نظامآ سياسيآ حافظ على وجوده متوازنآ مع أستمرارية الوجود البشري ، فقط نرى ذلك موجودآ في ضمير الفكر ألأنساني و الذي يتم التعبير عنه من خلال ألأنتاج الفكري و المتمثل بألأعمال الأدبية التي تحمل صفة ( مدن الله ) او ( المدن الفاضلة ) التي ستبقى الحلم الذي تحلم به الشعوب من اجل سعادتها و ذلك بتحقيق العدالة ألأجتماعية ، اما في واقع الحياة المعاشة ــ و ان ذلك لايعني انه شئ حتمي ــ لا يوجد نظامآ سياسيآ خاليآ من الفساد ، أي انه يراعي التعبير عن العدالة ألأجتماعية غير ممكن التحقق بل العكس فأن الطبيعة التكوينية للمجتمع المستمدة من طبيعة الأنسان هو ان ألأصل فيها العدل و المساواة ، و التأريخ يثبت أنه هناك ومضات تأريخية تأكد أنه من الممكن تحقيق مثل هذه ألأنظمة ولو لفترات قصيرة ، ألا ان عدم أستمرار مثل هكذا أنظمة أنما يعود الى عدم أدراك طبيعتها ألأنسانية الراقية ، التي ترى بمشروعية الحقوق الطبيعية للأنسان ، مما يجعل الفئات المناقظة لها ــ مع انها أقلية ــ ان تستغل ما تؤمن بها ألأغلبية لها و لغيرها ، ولذلك تنقض على ألأكثرية مستخدمة أبشع الوسائل و ألأدوات السياسية و غيرها للسيطرة على النظام السياسي و العمل على ديمومة مثل هذه ألأنظمة مستخدمة أبشع الوسائل غير ألأنسانية لتحقيق مصالحها الذاتية على حساب مصالح المجموع ، و ليس التأريخ فقط يعطينا مثل هذه الحالات فقط بل الحاضر أيضآ يؤكد لنا مثل تلك الحالات حيث أنه بمجرد مرورك على أحدى وسائل التواصل الحديثة يريك تلك الصور البشعة لسيطرة المفسدين على واقع الحياة ليست السياسية فقط بل كل ما يرتبط بها من أقتصاد و أجتماع و ثقافة و دين بل حتى أبسط الحقوق الشخصية ، وان هذا لايحتاج الى أثبات بل أنه يعلن عن طبيعته بأوضح الصور . و أخيرآ أود ان أشير ان المفسدين أنواع متعددة و أنها متناقضة فيما بينها لأختلاف مصالحها بسبب طبيعة تكوينها ومعتقداتها و ثقافاتها ، ألاان هذه الفئات المفسدة تعمل على تظافر جهودها و تتحالف فيما بينها أذا ما تطلبت مصالحها ، ألا أنها بمجرد أن تتحقق مصالحها ينقلب بعضهم على بعض الى ان تسود الجماعة الأكثر أنكارآ لحقوق ألأنسان و العدالة ألأجتماعية ليسود أسوأ شكل من أشكال الفساد و ألأفساد . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أنتهى



#سلمان_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيمة الذاتية و الموضوعية (( للعمل ))
- (( وقفة في الذاكرة ))
- ( تكلم لأراك )
- ( لو كنت مكانه لأصبحت مثله )
- الانسان ( حيوان اجتماعي بألطبع )
- العراق و خارطته السياسية و احتمالات التغيير
- ( ساعات نصف نهار ) من يوم هزت العالم
- ( الشخصية التآريخية ) و مدى آنصاف ألتأريخ لها
- مفهوم ( الخدمة الجهادية ) و قانون التقاعد الجديد
- ( الحياة ) هي الاصل
- هل كان ( علي بن ابي طالب ) أشتراكيآ
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقرألصدر : ألقس ...
- (( ألتوقف عن ألكتابة )) ألأسباب و ألنتائج :
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد : محمد باقر الصدر / الق ...
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقر الصدر القس ...
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد محمد باقر الصدر
- السياحة و السواح
- السياحة و انواعها
- لحظات ما قبل ( النوم ) او ما بين ( اليقظة ) و ( النوم )
- لو اختفى البشر عن الارض


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - قد تكون السياسة مرتعآ للفاسدين .