أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الإله بسكمار - عن المحبة دون ضفاف














المزيد.....

عن المحبة دون ضفاف


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 19:42
المحور: الادب والفن
    


عن المحبة دون ضفاف

عبد الإله بسكمار
إلى روح أبي..

روى تربتك دافق النور، ولن يتعزى الفؤاد بالعود من رحلة لا عودة منها، أخالك تضحك بملء فيك عبر عوالم وسيمفونيات الملكوت ، ها قد دفأت رمسك خيوط شمس الصباح ، ضريحك الندي يحتفي بماء الزهر والورد والند، وتلك بعض تلاوين عشقك في خضم الأناشيد والأذكار والألحان التي تزوبع الجسد وتحرك عبراتك بما جاش في دواخل الفؤاد . حنانيك ، فعشقك وولعك لايحتاجان لصدق الشمس والقمر وليلنا البهيم"والضحى والليل إذا سجى".
لا زلت طفلا : بكاء وبسمة، على نغماتك تترقرق المحبة بألف لغة وإشارة ، تزلزلني كلماتك المائلة على ألحان "كوكب الشرق"، البخار الساحر وعطر البهارات والزيت الحارق، ترانيم صمود وكفاح لكائن لا يزدهي بأية بطولة غبية ،بل بتيجان بساطة تعطرها
صباحات الجسد الموشوم بعذابات ولذاذات الرحلة التي أحسست أنها لن تطول مهما طالت ، فالأحبة يسافرون تباعا ،ولابد للوديعة أن ترد لمودعها.
تملأني كلماتك المنبعثة من صدقك اليومي ، وليس للصادقين إلا صدقهم ، ومن المؤسف أيها النورس أن تكون الحياة هي هذه وأن لا تسير إلا على هذا المنوال ، الأثر إنما يظهر بعد العين ، كم من شتيمة بذيئة أو كف قاسية هوت علي ، وراحت بعد ذلك بردا وسلاما، لأن عمقك وإكسيرك الداخلي لم يصرفا الحقد البشري المقيت في أي زمن نحوي أو واقعي أو فلسفي تجاه أي كان ، فما بالك بفلذات الأكباد ونغمات الفؤاد أأصدق أن الكلمات خذلتك في النهاية ، وأن المسافة خانتك أخيرا وأن الألم ممتد بأفق وعمق المدينة ؟؟
أيها النورس الباسم ، إن قاموس المحبة لا يقاس بالسبائك الغبية ، ولا بفتائل الحرير و العقيق أو قطع الذهب والفضة والنحاس ، سر إلهي باذخ يتأبى عن الأبعاد والمقاييس ، بعد كينوني لا نفلح في توصيفه أو تصنيفه ضمن ترسيمة من المقاييس والتنميط والبرمجة ، انه امتداد إجرائي عظيم يخترق صميمية الكون و يهزأ من العدم جميعا.
يخذلني القلم يامسافرا عبر الملكوت ،أن تحيى بفن البساطة يعني أن تستخف بكل الخطابات الصماء وقواميس الكلس والحجر التي تعلو فقاعاتها في زمن العنكبة والجندبة والشقلبة . كم من نصاب بيننا يتلون كظله.... يتغوفل ويتفهول ويتعملق في ...الهباء يبوس الاعتاب من أجل البقشيش أو في سبيل صوت مبحوح أو كرسي من تبن وتراب .... وهو النصاب المفقود الأصل والفصل ، رب كلمة تقول لصاحبها : دعني في حالي...عب من نصبك وجرك ورفعك ما تريد لكن الكلمة بعيدة عنك بعد السماء السابعة ....ياصغير ....
سمفونيتك أبتاه هي بين المقلاة والمذياع والمانيتوفون والدوائر وسيول الحرائر والأنوار المبهرة وأم كلثوم والحلويات مسافة فرح لاتسيجهاالأوفاق والمراسيم ولغات الخشب وحركات النصب والجر، عبر المعجون والملحون والجلباب والطربوش والسماع والأندلسي راقت لك التلقائية المتسامية في هدير الأعماق وفرح الإنسان.
يسيج القوسان هذا الكائن الغريب )الميلاد والرحيل( ثم الهباء ، فما بال اللهاث والعراك والتهافت والعبث ؟ ثمة ناقوس يرن في نهاية الدرب ،لعله يرثي لكل من يدب على وجه البسيطة : عش حياتك قبل أن تموت، وما الحياة إلا وديعة ولابد يوما أن ترد الودائع...
يدفن بعضنا بعضا وتمشي * أواخرنا على هام الأوالي
يطل المسافر في الملكوت على مسخرة حافلة بالشقاء ، وليس كالحزن ضيفا ثقيلا لا يستأذن، التبست السبل وعم الغباء البر والبحر، وشملت الاستباحة الدين والوطن والعرض، فأي صلاة ترددها في ملكوتك ، وهي التوأم لقعودك وسجودك خالصا لوجه المطلق...؟
الصمت الآن امتياز فلسفي حين تستقوي الشعوذة والغثاثة والنميمة في مزادات البلاد والعباد، وهل كان لك أن تؤثث غير شبر واحد تحت الشمس وأنت من هذه التربة وخبزها النظيف ؟ هي تربة البلد بالذات، تنسجها عشرات المشاهد و"النقايم" بين الآكلين والضاحكين والشاربين والمتنسمين هواء رمضان وحلوياته والمتقلبين مع نماذج قبة السوق البشرية ،ثم المقامات الصوفية و حضرات السماع، فتنوب عنك العبرات لإيمان صادق دون أصنام أووساطات غبية.
لقد نطقت الشواهد الحجرية والرخامية على السواء :إن كل شيء هباء ، لكن الحزن سرمد والحرف معاند والحب قائم كالطود الشامخ
يقاوم بتعال واستخفاف عالما مهترئا وقديما بتعبير الراحل محمد زفزاف ، وكان لك سحر اللغة كمقاومة من الطراز الرفيع:
-التنويعة الأولى: اللي في القلب عالم به الله
- التنويعة الثانية: قل فسدت هاذ الطرقا
ودخلها من والى
والكلام عاد نزالا
لحتايل الهرتالا
كل من جاب حمار يحسبو بجر
ايولاهي ما بقا وقر
وين مواليها يشاهدو دلفسدا فيها
غير حلس واجي ليها
كانت زمان عند الكرام فالشان
واليوم السبوعا يرعاو مع الذياب
عادو كاع سويا
كلهم غدارا غزارا



- من قصيدة ملحون للشيخ الغرملي كان والدي الحاج ادريس بسكمار رحمه الله يرددها كلما غامت السبل والمسالك ....



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدود التناغم بين البعدين : الفردي والتاريخي.. قراءة في - تقا ...
- زحف الشعبوية .....ما العمل ؟
- المقاومة المسلحة بتازة ....من الجهاد إلى التهميش
- العنف بين الفصائل ....إلى أين ؟
- أفيون الشباب....؟
- حول مسافة التوتر بين التاريخي والأدبي...قراءة في رواية - ذاك ...
- شمس العشي ....قد غربت
- هل يوجد حزب حداثي بالمغرب ؟
- فصل من رواية قيد الإنجاز - الكباحي -
- باب الجمعة او حدائق تازة المعلقة ..تناغم الزمان والمكان
- الاتحاد الاشتراكي وقواته الشعبية …..يسار مؤجل
- وداعا السي محمد
- المغرب وأخلاق الحالة المدنية
- وطن إسمه المغرب....
- زعماء في الدرجة الصفر
- الوحدة الوطنية : التباسات وأسئلة
- ضد الشعوبية الجديدة
- صناع الهزائم ....
- الرموز لا تموت .....
- رحل الفاجومي ..... لنقف من فضلكم


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الإله بسكمار - عن المحبة دون ضفاف