أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - سامى لبيب - قضيتان للنقاش .. ما العمل ؟!















المزيد.....

قضيتان للنقاش .. ما العمل ؟!


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 19:20
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


- القضية الأولى نحو ورقة عمل وروشتة علاج .
تميل الكثير من الكتابات لكُتاب وتعليقات قراء الحوار المتمدن لنهج الصراخ وهذا حق لا ينفيه أو ينال منه أحد فنحن كبشر نريد البوح والصراخ بما يعترينا من ألم وحزن وضيق ,والكلمة هى التعبير الراقى لتنفيس مافى داخلنا من ألم وغضب ولكن هل هذا كاف أم هى حالة من جلد الذات تجد راحة فى نفوسنا أم هى مازوخية فكرية تسعد بإقامة حفلات الندب واللطم من وقت لآخر .
هى وقفة مع كتاباتنا وأفكارنا التى ننشرها ونصدرها للقراء وماذا تعنى ,وماذا تفيد ,وماذا تقدم وهى ليست خاصة بكتاب الحوار فقط فهناك قراء متفاعلين أصحاب فكر لا ينقصهم شئ أن يكون كُتاباً مرموقون أى أننا نتعاطى مع نهجنا الفكرى وكتاباتنا سواء أكانت مقالات أو تعليقات ليختص الكتاب والكتابات بالنصيب الأوفر من اللوم كونهم يقدمون مادتهم الفكرية بشكل قوى .
بداية لابد من تسجيل كلمة حق ,فالكاتب يكتب مُعبراً عن فكره ورأيه وموقفه من شتى مشاهد الحياة والأحداث وفى كافة ميادين الفكر والسياسة وعلم الإجتماع والفلسفة والأدب والفن كرؤية مثقف صاحب فكر ورؤية وهو غير مطالب أكثر من هذا فمن يقتنع برؤيته فهو نصير لها معنوياً وفكرياً ومن يرفضها فهو يناهضها فكرياً ومعنوياً أيضا والمفترض أن لا تخرج صلاحية المثقف عن هذا الإطار ليتولى المعتنين برؤيته من أفراد ومؤسسات المجتمع المدنى ترجمة أفكاره إلى واقع ولكن وفق هذا الإفتراض صارت الكتابات بمثابة صالونات أدبية يتم فيها حوار بين نخب مستنيرة دون أن نقدم شيئا حقيقياً وفاعلاًً ومؤثراً على أرض الواقع لتصير الكتابات فى إطار التنفيس عن ضغط نفسى وعقلى يبغى الإنطلاق والبوح .
واقعنا العربى لا يطلب من المثقف الإكتفاء بدوره التنويرى بنثر افكاره ورؤيته وكفى بل مُطالب بشكل ما أن يقدم رؤى للحل وروشتة علاج ذات نهج عملي يتبناها المقتنعين بفكره ونهجه لتفتح طريق أمل فى النفق المظلم ونحو رسم تفائل غير مُخادع يمنح القدرة على الحياة .
مولد سيدى داعش نموذجاً .
أنا من الكتاب الذين تناولوا ظاهرة داعش بالتحليل لتنهال عشرات المقالات تخوض فى هذا المشهد بإعلان الغضب والإستياء من وجود هذه الحركة الموغلة فى التوحش والهمجية ولكن ماذا قدمنا من حلول للخروج من هذا المستنقع العفن .. لم نقدم شيئاً سوى الصراخ واللعنات والإدانة والإستنكار مرفقة ببعض التحليلات فى أحسن الأحوال لتبقى فكرة داعش تتوحش وتمرح فى الأرض لتنبأ عن مستقبل يحمل المزيد من الصور الداعشية نستقبلها بمزيد من اللطم والندب ولتتكرر المشاهد بغرابة شديدة لنكسر قاعدة أن الإنسان كائن ذو تاريخ فلا نستفيد من تاريخ ولا نتجاوزه فنكرر مشاهده بل نضيف له صور أكثر قتامة وبشاعة وكأن عجلة التطور عندنا تتجه لأسفل ولا تعرف الصعود أو حتى لا تعرف التوقف على هى عليه .
كثير من الأقلام وأنا أولهم تناولت ظاهرة داعش كنتاج وافراز تراث إسلامي قديم فما تفعله داعش هو نهج فكر وثقافة إسلامية هكذا كان نهجها وأدائها ولتتناول بعض الأقلام هذه الظاهرة كمخطط أمبريالي صهيوني يرمى لتفتيت المنطقة وتمزيقها لكيانات طائفية لأشارك هذه الأقلام أيضا نفس هذه الرؤية ولكن يبقى السؤال الكبير : ما العمل ؟
نحن إكتفينا بالتحليل والإدانة ولم نقدم سبل الخروج من الأزمة فماذا بعد إدانة التراث الإسلامى أو المخططات الأمريكية والصهيونية وعملائها ,فما العمل؟!.. فالتراث متواجد والمخططات متواجدة ولن تنشق الأرض وتبتلعهما , فما هى أفكارنا الإبداعية لتقويضهم وإلا سنستمر فى مسلسل الشجب والإستنكار والتنديد والإدانة وسرد نفس التحليلات لنتلقى نفس الصفعات دوما ونمارس اللطم والندب ولتدوائر نفس الدوائر بدون أى بارقة أمل.
قد يقول قائل أن الكاتب ليس رجل سياسة ولا يمتلك عصا سحرية لتغيير الواقع وهذا صحيح وأى كاتب أو مثقف فى المعمورة ليس مطلوب منه سوى أن يلقى أفكاره ورؤيته وتحليلاته وعلى رجال السياسة وقوى المجتمع المدنى القيام بدورهم بتفعيل هذه الرؤى فى برنامج عمل ولكن هذا الأمر غير حادث فى مجتمعاتنا لعدم وجود قوى ومؤسسات سياسية وإجتماعية ذات فاعلية وحراك قادرة على ترجمة الأفكار فى برنامج وورقة عمل لذا مطلوب من الكاتب المثقف ان يقدم روشتة علاج وبرنامج للحل ولا يكتفى بدور التحليل والتنظير والتحذير.
نحن فى حاجة بالفعل إلى ترجمة أفكارنا ورؤيتنا إلى ورقة عمل يتبناها الحوار المتمدن لوضع القطار على القضبان , ورقة عمل لا تكتفى بالتنديد والإدانة والإستنكار بل بتقديم حلول عملية موضوعية تجد سبيلها فى أرض الواقع .
أقترح أن يتقدم الحوار المتمدن بورقة عمل تعبر عن رؤية كتابه ومثقفيه من كل قضية فى واقعنا العربى ليترجم فيها الموقف والرؤية وروشتة العلاج ليستثمر الموقع قوة حضوره فى الوسط الثقافى العربى فى رسم خارطة طريق وشحذ كافة القوى السياسية والوطنية والإجتماعية والثقافية على تبنى موقفه وورقته فلا تتكرر السيناريوهات .
أأمل أن تكون كتاباتنا ثورية قادرة على التغيير والفعل والحراك والبناء ولا أنفى أن هناك كتابات تنتهج هذا النهج ولكن أأمل فى كل من يمتلك قلماً بالحوار أن تكون هذه قضيته فهو ليس معبراً عن رؤيته وموقفه فقط ولا باحثا عن تنفيس ما فى داخله من ضغط فكرى ونفسى يعتريه ولا باحثاً عن شهرة يحققها له التواجد فى موقع كبير كالحوار المتمدن وإذا كان من حقه أن يسعى لنيل كل هذا ولكن تبقى فى النهاية اهمية الكلمة والفكرة وماذا تقدم وكيف تؤثر وتتفاعل فى الواقع نحو تغييره وتطويره .

- القضية الثانية : ما العمل أمام كتابات طائقية دينية .
القضية الثانية الجديرة بالنقاش هى ظاهرة كتابات دينية تزكم الأنوف بتناحرها وطائفتيها فنجد نقد الإسلام من كُتاب أصحاب خلفية مسيحية وكذلك كتابات تنتقد المسيحية من كُتاب ذو خلفية إسلامية لنقع فى مستنقع الطائفية والكراهية المتبادلة التى لا تبغى البحث الموضوعى بل إفشاء غل وإعلان كراهية وإزدراء لتمثل هذه الظاهرة حرج شديد على كافة الأصعدة فيكون لسان حال من يدافعون عن حق الجميع فى التعبير أن نقدى هذا إقصائى لا يريد لأى قلم وفكر خارج التوجه العلمانى اليسارى التنويرى من التواجد والحضور والتعبير وإذا كان الحوار كموقع علمانى ديمقراطى يسمح للجميع بالتعبير عن أفكاره فلماذا تريد أن تستقصى وتستأثر على الكتابة لأقول أننى أطرح قضية للنقاش ووفقا لكوننا فى موقع يسارى علمانى تقدمى من حقه أن يحافظ على هويته كموقع يسارى علمانى تنويرى وليس ساحة للتناحر الطائفى وبث الكراهية بين البشر ,فالناقد صاحب الخلفية الدينية مشبع بموقف عدائى أكثر من كونه صاحب فكر ونقد موضوعى بدليل أنه يتغاضى عما فى دينه لينقد الدين الآخر بل تجده يبتعد عما يثار من نقد لتراثه لينهال نقداً على الدين الآخر ليدرك القارئ هذا التناقض والنهج الذى ينم عن كراهية وموقف عدائى قبلى يخاصم النقد الموضوعى بعكس حال نهج اللادينى والملحد .
أؤمن بحرية الفكر والتعبير وأن الفكر يواجه بفكر بل لا أختلف فيما يطرحه القلم الدينى فى نقده للدين الآخر ولكن أرى أن تواجد هكذا كتابات ستؤدى إلى حالات من الإستقطاب وتأجيج الكراهية والنعرات الدينية وتزيد من حالة الفتن والنبذ والتناحر فالقارئ الدينى يمكنه ان يستقبل النقد من اللادينى والملحد ولا يستقبله من صاحب دين آخر لأنه يستشف حالة كراهية وموقف عدائى مشبع بعدم المصداقية والتحامل على دينه لذا أطرح هذه القضية الخطيرة للنقاش للوصول لحل ولأتصور انها صعبة وحرجة مابين ايماننا الحقيقى بحرية الفكر والتعبير ولكننا لسنا المسيح على الأرض ولسنا موقعاً سلفياً أو تبشيرياً ولنا نهجنا وهويتنا الفكرية ورغبتنا فى تأكيد رسالة تنويرية انسانية تترفع عن الكراهية والتشتت والنعرات الطائفية ونحو تعايش سلمى بين البشر .

دمتم بخير.
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق الله الغريب !.
- من فلسفة الجمال ندرك ماهية الحياة والوجود والإنسان .
- وإسرائيل أيضا على هدى الحبيب المصطفى .
- على هدى الداعش الكبير .
- داعش الوجه الحقيقى للإسلام ولكنها تفرط أيضا.
- إما تؤمنون بحق إسرائيل أو تكفرون أو تدركون بشرية الأديان.
- مازال ملف حماس مفتوحاً فى أسئلة محددة تطلب إجابات محددة.
- لماذا لا يثور الفلسطينيون على حماس ويعزلوهم.
- نظرياتى فى فهم الوجود والحياة والإنسان .
- فشنك - تسالى رمضانية (5).
- عذراً أنتم لم تنتبهوا-تسالى رمضانية(4).
- تأملات فى مشاعرنا وأعماقنا وزيفنا.
- تسالى رمضانية(3)-الأديان بشرية الفكر والهوى .
- تسالى رمضانية(2)-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- تسالى رمضانية-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء خامس .
- أسئلة فى الإنسان والوجود والحياة .
- ألم يروا ال D. N. A - كيف يؤمنون.
- أأنت قلت هذا-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- فلسفة التمايز .


المزيد.....




- -قوية للغاية-.. أمير الكويت يثير تفاعلا بكلمة حل مجلس الأمة ...
- السعودية تقبض على مواطن تركي في مكة بعد فيديو متداول أثار تف ...
- غسل الفواكه والخضروات بمواد التنظيف قد يؤثر سلبا في الصحة
- لماذا تتزايد السياحة الداخلية في الصين، في حين يتراجع عدد ال ...
- كيف أحمي طفلي من التحرّش أو الإعتداء الجنسي؟
- مبابي يعلن رسميا مغادرته باريس سان جيرمان نهاية الموسم
- -نحو حرب عالمية ثالثة-.. سالفيني يحذر من أحاديث الأوروبيين ع ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /11.05.2024/ ...
- -شعب حر غير متأثر-.. حقيقة فيديو مظاهرة جامعة كولومبيا تأييد ...
- هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي؟.. بحث يكشف قدرات مقلقة في ...


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - سامى لبيب - قضيتان للنقاش .. ما العمل ؟!