أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سلطان الرفاعي - je suis le porte-parole انا الناطق الرسمي------------














المزيد.....

je suis le porte-parole انا الناطق الرسمي------------


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 09:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


نعمل، بأنانيتنا السيئة الصيت، على النظر إلى الآخرين كأشياء، لا أكثر ولا أقل. نستخدمهم كمرايا تعكس صورتنا البراقة، ونتغذى على ذلك البريق الزائف. ولا نهتم بمن يرفضون أن يكونوا مرايا لأنهم لا يفيدوننا بشيء. ونعمل جل حياتنا على الاهتمام فقط بتمجيد أنفسنا عن طريق الإطراء من قبل الآخرين واستمرار اهتمامهم وإعجابهم بنا.
كينونتنا الحقيقية ماتت، ونشعر بأننا مجبرون على تكريس كل جهودنا في سبيل بقاء صورتنا..

أعداد كبيرة منا لا تحصى، عاجزة عن تحقيق تماس حقيقي مع واقعنا المزري، ومع العالم الخارجي، لأننا لم نستطع فصل (أنآنا) عن صورنا. بل على العكس نكافح بتهور للبقاء حيث نحن. إننا بمعنى من المعاني حقيقة، عمي صم بكم، فنحن لا نرى ولا نسمع ولا ننطق من أرضية بعيدة عن صورتنا، ولنقل بصراحة إننا لا نملك أرضية إلا صورنا.

حب ذاتنا، الأول دائما، الناطق الرسمي، رئيس الحزب، المؤسس، عشق ذاتنا. وفي الواقع هي حالة تثبيت على الصورة، فنحن في الحقيقة لا نقع في حب ذاتنا الأصلية، بل في حب صورتنا مما يسبب جدب حياتنا السياسية وشللها ويؤثر هذا الاضطراب، في العديد من مستوياته الشديدة، على قطاع واسع من المعارضة، وهو تشوش منعي لأنه يعزل المعارض في عالم المتأمل المتواصل لصورته والافتتان بها، وهو شيء لا وجود له في العالم الواقعي, ونلاحظ إن واحدنا لا يهتم إلا بنفسه أو بما يعزز صورته الخاصة، وهو عاجز عن إدراك المستوى العميق لأي شيء لا يتفق معها.

مقتل المعارضة السورية الثاني هو في أنانيتها، لم نسمع أن معارض تنازل لمعارض أخر، لم نسمع أن حزب أو تجمع فكر بالانضمام تحت لواء حزب أو تجمع آخر يحمل نفس الفكرة. الجميع يريد أن يؤسس هو ولا احد غيره الحزب. الجميع يريد أن يكون رئيس الحزب، الجميع يريد أن يكون الانطلاق الأول من منزله، من بلدته، من مدينته.

لن تقوم للمعارضة السورية قائمة، ما لم تلتف على بعضها، تتوحد تحت سقف الوطن، حتى الآن لم يحاول أي حزب أو تجمع، مجرد التفكير بالانضواء تحت راية حزب أكبر أو تجمع أكبر(أعيد الفكرة) ، أو مجرد إصدار إعلان يبارك لذلك الحزب، أو ينوه بأعمال ذلك الحزب.على العكس يعمل الجميع من اجل الصورة، الصورة التي يجب أن لا تهتز.

هناك خلف الصورة المتكلفة، يختبئ معارض ضئيل جدا، وهذا هو السبب الذي يغري شخصا من هذا النوع، بقناع خارجي يستخدم لهذه الغاية. مئات الدراسات، وعشرات البرامج، وآلاف التصريحات، والسعي الدائم والأبدي لإنشاء تجمع ما أو حزب ما، يرأسه، ويكون ناطقه الرسمي، ومنظره-رحم الله سوسلوف-

المجتمع أيها السادة الكرام، يُبرز عادة الصفات الجماعية ويكافئ المتوسط، ويكره الفردية عند الناس، وهي حالة تتفاقم أيضا بحقيقة انه إذا لم تكن هناك حرية لا يمكن أن توجد أخلاقية 0وأن يعيش المعارض من اجل صورته) يعني أن يتخلى عن أناه ليصبح جزءا من الصورة المنعكسة التي تظهر لنا بمرآة المجتمع؛ ليكُون هويته ضمن هذه المعارضة الحاشدة باعتقاد خاطئ (نحن هكذا) وبالتالي نفكر ونشعر، ونتصرف بهذه الطريقة، معزولين كليا في الجوهر الداخلي الذي يخص كل واحد
تجمع هش، حزب هش، نفرح في البداية بهذه الزهرة التي تفتحت على أيادينا، وسرعان ما نراها تختنق وسط أشواك الأنانية والنرجسية.تاركة وراءها أوراق ضئيلة حزينة قُدر لها أن تهيم عبر الحياة.

فرد يعمل بكل قوته لكي يضخم صورته ويحميها، مع إنها تافهة بحد ذاتها، وجموع تتنقل من مكان إلى مكان، باحثة عن أحزاب لا يمتطيها أناس نرجسيون.

السجن الذي يقبع فيه ذلك المعارض النرجسي الهوى والهوية، يطبعه بطابعه، يسجنه من دون أن تكون الأبواب الحديدية مقفلة !بامكانه أن يخرج من سجنه ولكن الزمن الذي قضاه في السجن علمه أن يخشى الأخطار التي قد تصادفه خارج سجنه، حيث هو رهينة بملء إرادته. فظلام السجن يحبس عنه حتى فكرة واضحة عن نفسه، وهو لا يدري كيف سيظهر للملأ إذا ما جازف خارجا إلى الضوء. وفوق كل ذلك، انه لا يعرف كيف سينظر الناس إليه، انه يتمزق حيرة بين ما به من حاجة قوية إلى الخروج ولقاء الناس، وخوف، لا يقل قوة، من إمكانية رفض الآخرين له، إذا ما قرر أن يضع حلا لعزلته.

مسكينة المعارضة السورية، أشواكها كثيرة، وثمارها قليلة.
صفصاف لا تستحي شرشك على المي-----



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقاعة هواءوووونتحدى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- ما الذي حدث اليوم في الزبداني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- إذا كان المجرم يحتاج إلى موت الحاكم حتى يخرج من سجنه. فالمعا ...
- عدل: مشروع تجمع علماني ليبرالي ديمقراطي ينتظر الترخيص----
- التحليل النفسي للشذوذ الجنسي عند ابي نواس
- الاتجاه المعاكس-------------------
- مطلوب عدد 2 كفيل من اجل رئيس الوزراء الجديد---------
- ولكن أين الشعب السوري؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- تحية من جاك سترو----الى السيد القمني
- نعم أعتذر من الوطن---ومن كل الشرفاء خارج الوطن
- أبو علي المصوفن---وعراضة واشنطن
- خصخصة سوريا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- النظام الأخلاقي الليبرالي
- أوراق تموز---اللحظات الأخيرة للزعيم أنطون سعادة------
- to sponge ---------الخفاش
- جلالة الرئيس----فخامة الملك------------
- نظرة في عين أصولي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- العراضة السورية ---الى أين؟
- ففي المقام الأول ينبغي على الناس أن يطيعوا !!!!!لماذا الارها ...
- من بقي من الشرفاء لينعي جورج حاوي-----أشلاء --وكلمات وحلم لم ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سلطان الرفاعي - je suis le porte-parole انا الناطق الرسمي------------