أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا بدأت أمريكا بضرب داعش الآن؟















المزيد.....

لماذا بدأت أمريكا بضرب داعش الآن؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" قالت الولايات المتحدة إن طيرانها الحربي شن غارة جوية لاستهداف مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في العراق... وهاجم مواقع لمدفعية التنظيم كانت تستخدم لقصف القوات الكردية المدافعة عن مدينة اربيل... وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد اوعز بشن مثل هذه الغارات يوم الخميس (7/8/2014)، ولكنه اكد على انه لا ينوي اعادة اي قوات برية الى العراق."(1)

والسؤال الملح الذي يفرض نفسه هو: لماذا الآن؟
الملاحظ أن معظم الأعمال الإرهابية تبدأ عادة بمبررات "مشروعة"، أو هكذا يدعي القائمون بها ومن يساندها من السياسيين والإعلاميين، بدءاُ من تأسيس منظمات المجاهدين الإسلاميين، بما فيها القاعدة وطالبان في أفغانستان، وإلى داعش في سوريا والعراق الآن. فهناك دراسات لباحثين غربيين تؤكد أن منظمة داعش هي صناعة أمريكية، الغرض منها إثارة الفوضى العارمة في أية دولة تخرج على إرادة أمريكا و حليفاتها في المنطقة، لتحويلها إلى دولة غير قابلة للحكم (Ungovernable). وهذا هو سر الصعود الصاروخي المفاجئ لداعش، وقدرتها العسكرية الفائقة على اجتياح المحافظات الشمالية الغربية في العراق.
والجدير بالذكر، أن بدأت حملة التهديد بالحرب الأهلية وتقسيم العراق منذ بدء الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إذا ما فاز المالكي وأصر على الترشيح للولاية الثالثة. هذه الحملة قامت بها قادة الجبهة السنية، ورئيس حكومة اقليم الكردستان، ورؤساء كيانات سياسية ضمن كتلة التحالف الوطني الشيعيىة التي ينتمي إلها السيد المالكي نفسه. وهذه المعارضة حظيت بدعم أمريكا وحلفائها في المنطقة مثل السعودية وقطر، والأردن، وتركيا، وإسرائيل، ولكل غرضه.

داعش صناعة أمريكية
قلنا أن داعش هي صناعة أمريكية، وهذا ليس من باب نظرية المؤامرة، كما يردد البعض، بل نشاهد دلائلها على أرض الواقع وكما يلي:
أولا، هناك عدة تقارير من كتاب ومحللين سياسيين غربيين، وكذلك تصريحات إدوارد سنودون، تؤكد هذه الحقيقة، وقد ذكرنا هذه المصادر في مقالات سابقة لنا، نشير هنا إلى واحد منها (في الهامش رابط رقم 2).
ثانياً، لعبت الدول الإقليمية مثل السعودية وقطر وتركيا والأردن دوراً مهماً في تأسيس داعش، وتمويلها وتسليحها وتدريبها، وآخر دليل هو عقد مؤتمر أنصار داعش في عمان قبل أسابيع. وهذه الدول هي تابعة لأمريكا ولا يمكن لها أن تتصرف بدون موافقة ومباركة أمريكا. كما و نشر تقرير بعنوان(بندر بن سلطان موَّل مؤتمر عمان، اجتماع لداعمي الإرهاب في اسطنبول الشهر المقبل)(3)
ثالثاً، إصرار أمريكا على عدم دعم العراق في حربه على داعش بحجج واهية، وهي نفس الحجج التي يرددها خصوم رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، عن التهميش والإقصاء والدكتاتورية... الخ. وكان المالكي قد طلب في يونيو/ حزيران مساعدة امريكية وفق اتفاقية الاطار الاستراتيجي، لمواجهة تقدم داعش، ولكن واشنطن تجاهلت الطلب.
رابعاً، معارضة أمريكا لفتوى الإمام السيستاني ضد داعش، وتضايقت من الاستجابة القصوى من الجماهير لها، علماً بأن هذه الفتوى لم تكن موجهة لطائفة ضد طائفة أخرى، بل فيها دعوة للوحدة الوطنية وحمل السلاح ضد داعش التكفيريين. بينما أمريكا لم تستنكر مئات الفتاوى التي أصدرتها شيوخ الوهابية في الشعودية وقطر لإبادة الشيعة "الروافض" حسب تعبيرهم، منذ ما قبل إسقاط حكم البعث وإلى الآن.


لماذا الآن؟
نعود إلى سؤالنا أعلاه: لماذا إذن بدأت أمريكا بضرب داعش الآن؟
هل حقاً الجرائم الفظيعة بحق الأقليات الدينية في محافظة ننوي هي السبب؟ لا أعتقد ذلك، لأن هذه الجرائم بدأت منذ اليوم الأول من اجتياح داعش للموصل في 10/6/2014)، بقتل ليس المسيحيين واليزيديين، والشبك فحسب، بل وقتل الألوف من الشيعة حيث قنلوا (1700 تلميذ) من كلية القوة الجوية في تكريت، والمئات من السجناء الشيعة في سجن بادوش بالموصل، كما وقتلوا الالوف من التركمان الشيعة في تلعفر وطوز خرماتو، وغيرها من المذابح الرهيبة التي بدأت منذ الأيام الأولى من "غزوة" داعش للمنطقة، فلماذا لم تحرك كل هذه المجازر رمش أوباما، إلا بعد أن وصلت مدفعية داعش إلى مشارف أربيل، وبعد أن بلغ السيل الزبى في محنة المسيحيين واليزيديين، وصارت لطخة عار في جبين أمريكا على سكوتها عن هذه الجرائم؟
السبب الحقيقي لتحرك أمريكا ضد داعش هو ما يلي:
أولاً، أن داعش مثل القاعدة، يرسم لها مؤسسوها أهدافاً معينة لتحقيقها، وخطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها، ولكن في أغلب الأحيان ينقلب السحر على الساحر، وتعبر الخطوط الحمراء مما يتطلب دخول المؤسس إيقاف التنظيم عند حده.

ثانياً، تجاوزت عصابات داعش الخطوط الحمراء حيث وصلت إلى مشارف أربيل، وبالأخص خطر سيطرتها على المصالح الأمريكية في المؤسسات النفطية القريبة. وهذا ما سمعته من مقدم نشرة أخبار أخبار بي بي سي مساء 8/8 وهو يحاور أحد المسؤولين الأمريكيين الذي أنكر ذلك بالطبع.

ثالثاً، وربما الأهم، وهو ما نشرته بعض التقارير الى "ان المالكي ربما أُجبِر على اصدار ضمانات بأنه سيتنحى لقاء العون العسكري الامريكي". (تقرير بي بي سي)(نفس المصدر-1). إذ أفادت الأنباء أن هناك طلبات حتى من قياديين من حزب المالكي (الدعوة) وكتلته (دولة القانون)، يطالبونه بالتنحي رغم أنه الأحق من غيره في الترشيح لرئاسة مجلس الوزراء وفق الاستحقاق الانتخابي، وذلك لتهدئة الوضع وإقناع أمريكا في مساعدة العراق بضرب داعش، وإسكات المناهضين له. وقيل أن المالكي رضخ لهذه الضغوط لقاء العون العسكري الامريكي. وهذا في رأيي هو السبب الحقيقي لشن الطيران الأمريكي غارات جوية على مدفعية داعش بعد أن حققت أعراضها.
أما تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة "إن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق ينذر بإبادة جماعية وإن المخاطر بشأن مستقبل البلاد لا يمكن أن تصبح أكثر وضوحا."(4)، فهي مجرد تبريرات إنقاذ ماء الوجه لسكوتهم عن جرائم داعش ضد الإنسانية و التي بلغت من الفظاعة بحيث راح الرأي العام العالمي يوجه انتقادات شديدة إلى الدولة العظمى عن سكوتها عن هذه الجرائم البشعى التي يندى لها جبين الإنسانية، وهي (أمريكا) التي تمتلك الامكانيات التكنولوجية والخبرة الهائلة لسحق هذه العصابات.

ما بعد تنحي المالكي
منذ البداية قلنا أن داعش هي نتاج دول إقليمية ودولية، تستخدم كقوة بربرية وحشية ضاربة لتحقيق أغراض هذه الجهات وبدعم قوى داخلية معارضة. فبعد أن دمروا سوريا باسم الديمقراطية والتخلص من حكم بشار الأسد، جاؤوا إلى العراق للتخلص من نوري المالكي الذي يختلف كلياً عن بشار الأسد في كونه داعم للديمقراطية، ولكنه يلتقي مع الأسد لأنه لا يرى من مصلحة العراق معاداة إيران إرضاءً لأمريكا وإسرائيل والسعودية وغيرها.
وقد رحب جميع خصوم المالكي بدخول داعش على الخط، وبتشفي وشماتة رغم أن جرائم داعش هي ضد الشعب العراقي الذي يدَّعون تمثيله والدفاع عن مصالحه. لأن دخول داعش كان بترتيب منهم، لتحقيق غرضهم الرئيسي وهو إلغاء نتائج الانتخابات والتخلص من المالكي وتشكيل حكومة وفق إرادة النخبة وليس وفق نتائج صناديق الاقتراع.
وإذا ما صحت الأنباء عن استجابة المالكي بالتنحي عن حقه في الترشيح حفظاً لسلامة العراق، فإني أتوقع أن تحصل الهدنة المفاجئة مع داعش وسيعم الهدوء عموم العراق، وستنسحب عصابات داعش عن المناطق التي احتلتها، وسيحتفل خصوم المالكي معلنين الأفراح، ويدقون أجراس "النصر العظيم"، ولكن إلى حين. لأن شهر العسل هذا سيكون قصيراً، وسيليه شهر البصل! أو بالأحرى شهور حالكة، وربما دون المرور بشهر العسل أصلاً، لأن أغراض معارضي المالكي متقاطعة، ومخالفة للدستور، والعداء فيما بينهم لا يقل شدة وشراسة عن عدائهم لبعظهم البعض. ولكن يجمعهم شيء واحد وهو التخلص من المالكي لتشكيل حكومة مركزية ضعيفة في بغداد على حساب مصلحة الشعب وضرب الديمقراطية ومخالفة الدستور. ولذلك أعتقد أن المالكي سيكون هو المنتصر حتى في حالة تنحيه، لأن حقيقة خصومه ستنكشف للشعب وللعالم بكل وضوح، وعندها سيعرف الشعب أن المالكي كان أفضلهم.
ــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
1- الطيران الحربي الامريكي يغير على مسلحي "الدولة الاسلامية" بالعراق
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2014/08/140807_iraq_sistani_new_govt.shtml

2- MIKE WHITNEY: Splitting up Iraq: It’s all for Israel
http://www.counterpunch.org/2014/06/20/its-all-for-israel/

3- بندر بن سلطان مول مؤتمر عمان، اجتماع لداعمي الإرهاب في اسطنبول الشهر المقبل
http://alakhbaar.org/home/2014/7/172911.html

4- كيري: تقدم المتشددين في العراق يحمل نذر ابادة جماعية
http://alakhbaar.org/home/2014/8/174030.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مفهوم حكومة التكنوقراط
- لا بديل عن صناديق الاقتراع
- البعث يدَّعي إعلان الحرب على داعش!!
- إذا كنت لا تستحي فقل ما تشاء
- مؤتمر عمّان نتاج تساهل الحكومة العراقية مع داعمي الإرهاب
- لماذا رشح الجلبي لمنصب النائب أول لرئيس البرلمان؟
- ماذا لو تحقق ما يريده أنصار داعش؟
- بارزاني على منزلق خطير
- العلاقات العراقية-الأمريكية.. إلى أين؟
- تقسيم العراق لصالح إسرائيل
- لا للوحدة الوطنية القسرية
- هل حقاً المالكي هو السبب؟
- أوباما ينتقم من بوش بترك العراق للإرهابيين
- مرحى لفتوى الإمام السيستاني في مواجهة الإرهاب البعثي الداعشي
- كلهم داعشيون ومن بعث واحد
- أبعاد مؤامرة تفتيت العراق
- تسليم الموصل لداعش بالتواطؤ
- مع تعليقات القراء على مقال: هل حقاً المالكي أسوأ من صدام؟
- هل حقاً المالكي أسوأ من صدام؟
- حول الشراكة الحقيقية من منظور السيد بارزاني


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا بدأت أمريكا بضرب داعش الآن؟