أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - عندما تتقاطع اسلام الشيعة والسنة















المزيد.....

عندما تتقاطع اسلام الشيعة والسنة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


داعش، حاملة الراية المحمدية(صلى) الغارقة في السواد، المرقعة بالحروف الجاهلية، دعاة الإسلام سنة، وسلطة بشار الأسد، حامية جبهة الصمود والتصدي، رافعة الراية العروبية بالثقافة العنصرية، تيار إسلامي وسلطة قومية، يتقاطعان ضمن مستنقع الضياع الخلقي، واللاإنسانية، والتشوهات الفكرية، التقاطع الذي يحير الكثيرين، ضمنهم خيرة المحللين السياسيين، فيختفي وراء تضافرهما الشكلي أعداء ثورات الشعوب، والحاقدين على الطوائف والمذاهب غير الإسلامية، جهتان يمثلان إسلام السنة والشيعة، لا الإسلام الإلهي، لا جدال عليه، ومن ينفيها يندرج في خانة النفاق والخيانة مع الذات قبل أن تكون مع شعوب الشرق المتأذية، والكفر بالإسلام الإلهي. رغم صراع قادتهما وأئمتهما الأخرق الأبدي، يتلاقون اليوم على مسيرة الكراهية والعنصرية وتتقاطع تكتيكاتهم على زوايا الحقد والدونية الثقافية تجاه الآخر بكليته.
كثر الحديث حول العلاقات المريبة بين قادة المذهبين الشيعي والسني، والتأويلات فيها تراكمت على شراكة المصالح والتلاقي على أطراف الخلافات المذهبية المتقاطعة عند عتق ثقافتي الأحقاد والعنصرية تجاه الأخر، والقضاء على الثورات التي تطالب بتغيير الأنظمة الشمولية إن كانت دينية أو دنيوية. في بعض مراحل الصراع ظهرت تبعية جهة لأخرى، فنحروا الشرائع المذهبية على مصطبة الإتجار بالمبادئ وتفضيل الغاية الذاتية والمصالح الأنية على فتاوى أئمة المذهب الأولين.
غرقت العديد من التيارات الإسلامية الراديكالية أو الليبرالية في متاهات الابتعاد عن الإسلام الصوفي والذي يحتل نصف الدين المحمدي، بل وبعضهم حرضوا على تحريفه عن الروحانية الإلهية لصالح الذات الإنسانية والإسلام العنفي، من أجل الطغيان باسم الإله الكوني، وهنا وفي هذا المستنقع الفكري والمفاهيم والمصالح الفاجرة تلتقي شرائح من التيارات المذهبية ويتشارك قادتهم الانتهازيون وتجار الدين متغاضين عن الخلافات المذهبية العميقة، يتقاطعون على زوايا الطرق والتكتيكات عندما تتداخل المصالح الذاتية وتصبح الغاية دنيوية ومشتركة، فيسخرون الدساتير الإلهية الكونية بحنكة، خاصة إذا كانت مراكز استبدادهم وطغيانهم معرضة للخطر، أو إذا كان في الجبهة المقابلة قوى تريد الحرية أو تغيير أنظمتهم المتفسخة، إن كانت مذهبية أو قومية عنصرية.
ففي واقع الشرق الأوسط برزت هذه الحقائق في ميادين الصراع، وتلاقى قادة المذهبين الشيعي والسني، بل سخر بعضهم الطرف الآخر الدوني لمصالحه، وجرفوا بهم إلى صراع مع الذات المذهبية، بمنطق الدفاع عنه ظاهراً مستخدمين الفجور والإجرام والبشائع في المجتمع، وهو ما تفعله التيارات السنية في الصراع الدائر على أرض سوريا والعراق، وفي الحالتين أصبحوا أجراء وخدم لقادة المذهب الشيعي، من أئمة ولاية الفقيه إلى الرؤساء الغارقين في العنصرية القومية مثل بشار الأسد والمالكي، إما بخدمة مباشرة، أو بنشر المجازر باسم المذهب السني، وفي الحالتين، يسود منطق السيد والموالي، والعبد الذي يخدم دون نقاش، ينشرون ضمن التيارات السنية التكفيرية مجموعات مدربة على القتل والإجرام أو لها خلفية في ذلك، مع دعم وإسناد متعدد الطرق: كالتخلي لهم عن أسلحة ثقيلة مع تغطية بمعارك وهمية، تشتد أوارها كلما كانت الغنيمة أكبر، إلى التخلي لهم عن مناطق نفوذ ومعلومات استخباراتية، ولا يخفى عمليات الدعم الدولي بأسلوب التغاضي عما يجري في المنطقة، وما يحصل من الإجرام وانتهاك لحقوق الإنسان بأقصى حالاتها، بيد التيارات المتطرفة والخطرة ليست على المنطقة فقط بل وعلى العالم الديمقراطي، ودون أن تتحرك القوى الدولية المهيمنة بالشكل المطلوب أو على مستوى الخطورة.
يتحير الكثيرون في عملية ارتباط التكفيريين من السنة بمخططات الهلال الشيعي، وكيفية خدمة منظمة داعش لسلطة بشار الأسد والمالكي، والصراع بينهم تتجاوز الحدود، والمعارك في اشده، والشعارات متضاربة إلى حد التكفير بين بعضهم بل وتصل إلى القتل على الهوية والانتماء المذهبي، وهنا تكمن بداية الالتقاء، فكلما كان القتل أبشع والجرائم متشعبة بين الأطراف تصبح الخدمة صحيحة والاستفادة تكون على بعدين: إما أن تكون كلية المنطقة تحت الاستبدادين، الشيعي والسني، أو تكون هناك دويلات مذهبية شيعية تدعي الصوفية، وسنية تستخدم التكفير وتعتمد على تاريخ غارق في الإجرام، وكأننا هنا نعيد تاريخ معاوية وعلي أو يزيد والحسين بن علي، مع تغيير في مراكز القوة، والإجرام يبقى نفسه، بدأت منذ سقيفة بني ساعدة وتفاقمت في معركة الجمل وتشعبت بعد معركة ذات الرماح، ولم تقف إلى يومنا هذا ولا يتوقع لها نهاية إلا بتغيير في كلية الأنظمة، وإرسال المذاهب إلى أحضان المساجد حيث هناك التعبد لله بروحانية، لا التقرب من الله بقطع رقاب البشر أو تدمير المدن وقتل الناس الأبرياء، والجهتان يتكالبان، من لحظة رحيل محمد، على السلطان والخلافة ولا علاقة بالإسلام الكوني فيه.
الإجرام يتطاول كل من لا يتلقون الإسناد منهم، أو لا تتلاءم وتأويلاتهم لماضيهم المتفسخ وحاضرهم الغارق في الإجرام ورؤيتهم الفاسدة للمستقبل، والجهتين يتغاضون بطريقة أو أخرى عن بشائع بعضهم، بل وللتغطية يتبادلون الرد والصراع بأساليب الإجرام والتدمير، كل بنوعية أكثر بشاعة، كرد فعل، لإجرام الأخر، وأعمال الطرفين تخدمان غاية واحدة، هو تدمير الوطن وترهيب الشعب من المستقبل، لتبييض الماضي البشع، وتفضيل زمن الاستبداد على إجرام الحاضر، لتبقى السيادة للمجرم والطاغية تحت عباءة ثقافة النظام الجاري، إن كان نظام الكراهية الدينية والمذهبية أو الغارقة في العنصرية القومية.
يتحمل العالم الإسلامي، العنفي والروحاني، قادة الدول الإسلامية، مشايخ وأئمة، ومراكز ثقافية إسلامية، والحسينيات التثقيفية، والمعاهد التي تخرج التكفيريين والمتطرفين، وغيرهم من المنابع، التي تخرج هذه الجحافل من المتطرفين الغلات في الإسلام، مسؤولية انتشار التيارات الشريرة التكفيرية هذه، أنهم مذنبون أمام البشرية وأمام الله على المجازر والإجرام الممنهج في العالم، والقتل على الهوية الدينية أو القومية أو المذهبية، لا حجة لهم بأن هؤلاء المجرمون لا يمثلون الإسلام، وهي الحجة التي تؤدي إلى ظهور السؤال التالي بدون مواربة: من أين تحصل هذه التيارات على الدعم المادي والعسكري، ومن يرفدهم بجحافل البشر المتطرفون؟ بل ومن أين ظهر كل هؤلاء وبهذه الثقافة المتطرفة، الغارقة في الحقد والجهالة الفكرية بالإسلام المدعى بأنهم لا يمثلونها؟ من يدعم هذه المراكز الثقافية أو المعاهد الإسلامية التي تخرج هذه النوعية من الناس وبهذه الأفكار، والقادمون من كل أصقاع العالم الإسلامي؟ وتحت أنظار الحكومات وأئمة الإسلام المدعون بالروحانية والسلام!
جميعهم مذنبون، فقد تجاوز الإجرام والدمار تحت سمعهم وأبصارهم، صمتهم أو التغطية على منابعهم، أو بمدهم بالمساعدات في الخفاء، قدرات تحمل الشعوب، ولم يعد هناك من يمكن أن يوصفوا بأنهم يدافعون عن الشعب، فآلة الدمار أصبحت تتدحرج بدون قيود ولم يعد من السهل إيقافها في الزمن القريب القادم، ولايزال هناك أجندات لم تزل غير مكتملة، يجب أن تبنى على الدماء والتشنيع بالإنسان، وبخطط للقضاء على كل الشعوب والطوائف غير المنحازة لاستبداد الفكر السني أو الشيعي المنحرفين، والمستهدفون في المنطقة، هم العامة من العرب بكل أديانهم ومذاهبهم، والشعب الكردي بكل مذاهبه وأديانه والمسيحيون بكل طوائفهم، ومعهم السنة والشيعة المنحازون إلى الروحانية والتعامل الإنساني والمؤمنون بمبادئ الإسلام الإلهي، قولا وفعلاً، لا إسلام التكفيريين عبدة أنصاف الآلهة.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خداع تحت قبة برلمان إقليم كردستان
- ما يجمع بين مجرمي قادة الشيعة والسنة
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الثاني)
- الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض استقلال كردستان
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الأول)
- استقلال كردستان ثورة
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الثاني)
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الأول)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الثاني)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الأول)
- مقايضة القوى الكردستانية على غرب كردستان
- لعنة السلطة السورية في غرب كردستان
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الثاني)
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الأول)
- حليمة رجعت إلى عادتها القديمة
- عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)
- أزلية الصراع الكردي الكردي (الجزء الثاني لمقالنا السابق)
- الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني ( ...
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الثاني)
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الأول)


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - عندما تتقاطع اسلام الشيعة والسنة