أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم وحتي - متاهات التفاوض : في حاجة المقاومة للتشكك الديكارتي














المزيد.....

متاهات التفاوض : في حاجة المقاومة للتشكك الديكارتي


منعم وحتي

الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى لا نغوص مع القارئ في عوالم الجدل بين المعرفة الأفلاطونية التي وضعت سلما للرقي من العالم المحسوس إلى العالم المعقول استنادا الى قواعد العقل الرياضي بغية إعطاء انسجام نسقي بين العقل و الموضوع، و كذا رقي ديكارت بالمعرفة إلى مستوى التأمل العقلي الواعي، والذات الحرة المفكرة، التي أنتجت قواعد الاستنباط والتشكك العقلاني المفضي للحقيقة، حتى نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود فيما يعتمل الآن فلسطينيا.

إلا أنه لايمكن أن يضحد ادعاءات تجار الهدنة الجدد إلا منهج التشكك المنظم المستند على العقل الحر الضابط لآليات الواقع، بعيدا عن أي هواجس عاطفية مفرطة أو ارتكان الى التمثلات المهزومة.

إن الرجوع إلى تاريخ المفاوضات مع العدو الصهيوني، يؤكد بالملموس أن مسار تلمس حل للقضية الفلسطينية عبر "القانون الدولي" ومجلس الأمن والتلويح بمبدأ الأرض مقابل السلام لم يجن منه الفلسطينيون إلا ويلات الدمار وازدياد سرطان المستوطنات ومزيد من الزحف الصهيوني على أراضي الفلسطينيين. حيث أن أكبر عملية لتفريخ المستوطنات كانت على هامش مفاوضات أوسلو، وكلما تغير رأس هرم الكيان الصهيوني إلا وتم الإخلال بالالتزامات السابقة، .....

فلما هذا التآكل السيزيفي في تدبير القضية الفلسطينية عبر المفاوضات ؟

في مقابل دروس التفاوض المهادن، لا بد من الوقوف على معادلة "توازن الرعب" والتي شكلت الجانب المشرق والمشرف الذي انتزعت فيه حقوق مشروعة من براثن العدو الصهيوني، نذكر في هذا السياق نموذجين صارخين رغم اختلاف معطياتهما:

- حرب أكتوبر 1973 واجتياح جيوشنا النظامية لخط بارليف، والتي أوقفت الزحف الصهيوني على الحدود المصرية، وأركعت الصهاينة ميدانيا، مما استدعى تدخل المنتظم الدولي ولوبيات الضغط العالمي لإنقاذ ماء وجه الكيان الصهيوني بإبرام المعاهدة المذلة لكامب ديفد، لأن ما كان يجب أن يفرض وفق الشروط الميدانية لم يفرض، فتم الالتفاف على نصر أكيد. فالخلاصة الأكيدة أن معطيات الأرض محددة في التفاوض شريطة عدم المتاجرة بدماء الشهداء في لحظات التفاوض.

- حرب تموز 2006 على الضاحية الجنوبية اللبنانية ، والتي كان فيها لمعادلة "توازن الرعب" الدور الحاسم في إرضاخ العدو الصهيوني لقبول شروط المقاومة ، واستطاعت صد العدوان و تكبيده أقسى الخسائر ميدانيا ، بضرب عمق الكيان الصهيوني وتدمير آلياته، وصولا إلى تحرير عشرات قدماء الأسرى في صفوف المقاومة، و بالتالي سقوط المدخل الأول لتفتيت المنطقة "الشرق الأوسط الجديد"، و رسم خريطة جديدة لمستقبل أي نزاع مسلح في المنطقة.

إن إسهال المبادرات التي تتقاذف على هامش العدوان الصهيوني على فلسطين وصمود المقاومة الباسلة يستدعيان استحضار التشكك المنظم في نوايا الأطراف الداعية إليه تجنبا للسقوط في فخ مؤامرة الالتفاف على مكاسب إيلام العدو الصهيوني في عقر داره واستمرار نَفَس المقاومة رغم الاجتياح البري. فدروس حربي أكتوبر و تموز أمام أعيننا، فلا مجال للرجوع إلى مرحلة ما قبل العدوان، كما على فصائل المقاومة وضع مربع موحد لأي مفاوضة حول أي هدنة محتملة وأن تضع جانبا ارتباطاتها المذهبية، الطائفية التي تغذيها المحاور الإقليمية، لأن نقطة الارتكاز التي تحرك المفاوضات تستند إلى القوة المستمدة من الواقع الميداني أكثر من أي دعم خارجي. فلا ثقة لا في أمراء البترودولار ولا في حلفاء الصهيونية المبطنين، فالتاريخ لا يرحم حتى في عز التفاوض، و كما قال ذلك الطفل الفلسطيني:

"دمنا ما بيروح هيك".

منعم وحتي.



#منعم_وحتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من ناشط فبرايري بالمغرب إلى نشطاء الحرية بالجزائر
- ما معنى أن ...
- ردا على خرافات شيخ مُضَلِّلٍ
- حوارية حول المقاومة و فلسطين :
- فلسطين : فلندقق المسار
- حين يدافع الإبداع عن فلسطين
- يوم قَطَعَتْ أم خرافية حبلي السُّرِّيّ
- شذرات لبهلوان فاشل
- أوروبا : زحف اليمين المتطرف
- مقال تحليلي جديد حول داعش


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم وحتي - متاهات التفاوض : في حاجة المقاومة للتشكك الديكارتي