أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الموت يحاصر الشعب وليس في النخبة الحاكمة من منقذ!!!














المزيد.....

الموت يحاصر الشعب وليس في النخبة الحاكمة من منقذ!!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 12:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد سُجن الشعب العراقي عقوداً طيلة، لقد عاش في معسكر الاعتقال الفاشي الكبير، كان يعيش تلك العقود في ظُلمتين. كان يعاني تحت وطأة حزب ونظام البعث الدمويين. تعرض الشعب فيها لشتى صنوف العذاب والمرارة والحرمان والموت. غياب حرية الرأي والتنظيم والتظاهر والإضراب، الاعتقال الكيفي والتعذيب والقتل تحته، أو القتل بالدهس أو بالزرنيخ أو بالأنفال والكيماوي أو التهجير القسري والتعريب أو بتجفيف الأهوار وتهجير سكانها ومنع الحياة فيها أو بالحروب الدموية الداخلية والخارجية أو بالانتفاضات الشعبية ...الخ. عاش البؤس والفاقة الفكرية والحصار الدولي الظالم، عاش الجوع والمرض والجهل والخرافات والسحر والعبثية. هكذا عاش طوال أربعين عاماً أو يزيد (1963-2003م) على هذه الحالة المرعبة وفقد خلالها ما يزيد عن مليون قتيل وأكثر من مليون إنسان جريح ومعوق وأكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون مهجر قسراً أو هروباً من قتل واعتقال وتعذيب ودوس على الكرامة وعلى جميع حقوق الإنسان، ومئات المليارات من الدولارات الأمريكية.
واعتَقَدَ الناس، أغلب الناس، بأنهم سيعيشون بحرية ورفاهية وسعادة وكرامة بعد سقوط الدكتاتورية الفاشية الغاشمة، وأن الموت سوف لن يحاصرهم مرة أخرى كما حاصرهم طيلة سنوات الحروب الثلاث المتتالية واستبداد النظام وأجهزته. ولكنهم لم يدركوا إن الإستراتيجية الدولية كانت غير تلك التي كان الفرد العراقي البسيط والطيب قد فكر بها واقتنع بدعايات البيت الأبيض وسادنه جورج دبليو بوش ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأنهم سيعيشون في الحرية ويتمتعون بالديمقراطية والرفاهية!!! فشنت الحرب في العام 2003 وسقط الدكتاتور الصنم وانهارت الفاشية البعثية وهشمت الدولة العراقية بكل مؤسساتها وبدأت عمليات تغييب الذاكرة وتهشيم التراث وسرقته، .. وماذا بعد؟
أقيم على أنقاض الدكتاتورية القومية البعثية دكتاتورية جديدة، دكتاتورية المحاصصة الطائفية والأثنية، دكتاتورية دينية طائفية سياسية لحزب الدعوة الإسلامية ورئيسها الدكتاتور الجديد نوري المالكي. وعاد العراق منذ أكثر من عشر سنوات يعيش في دوامة الصراع والنزاع والموت. وبدأ الموت يختطف الناس على الهوية الدينية والمذهبية والفكرية، يحاصر الإنسان العراقي في كل مكان، لا منفذ له، فمن لا يموت اليوم يموت غداً أو بعد غد أو الهجرة، ومن لم يمت على أيدي الانتحاريين يموت على أيدي ميليشيات طائفية مسلحة أو على أيدي من بيده الحكم.
كان الموت في زمن الدكتاتور يمارس من قبل الحكم وأجهزته أو بسبب سياساته، أما اليوم فالموت يحاصر الناس في كل مكان ومن قوى كثيرة لا حصر لها. إنهم في كل مكان. فمن لا يموت على أيدي انتحاريي داعش والقاعدة والبعث المسلح، يموت على أيدي عصائب أهل الحق وحزب الله وبدر وجيش المهدي وما شاكل ذلك، أو على أيدي أجهزة أمنية خاصة مكلفة بتنفيذ مهمات القتل أو على أيدي قوى مكلفة بذلك، سواء أجاءوا من إيران أم من قطر أم من السعودية أم من تركيا. فكلهم قتلة جاءوا ليذبحوا الناس أو يهجرونهم كما هجروا المسيحيين والشبك وغيرهما من الموصل.
الموت يحاصر الناس في الموصل وصلاح الدين وتكريت والفلوجة وكركوك وبغداد وبابل وخانقين والسعدية، الموت يحاصر المسيحيين والشبك والإيزيديين والصابئة المندائيين والشيعة والسنة، الموت يحاصر الجميع إلا النخبة الحاكمة، إلا النخبة السياسية القاطنة في المنطقة الخضراء لأنها تشارك في حصار الناس بالموت بسبب إصرارهم على البقاء في السلطة وعجزهم الفعلي والكامل عن تحقيق الوحدة الوطنية المفقودة حالياً والتي بها وحدها وليس بغيرها يمكن مكافحة الإرهاب وصنوه الفساد.
الموت يحاصر الإنسان العراقي البسيط/ رجلاً كان أم امرأة، طفلاً كان أم شيخاً مسناً، وليس ذلك بغريب في بلد يسوده نظام سياسي طائفي بامتياز، يتنكر للهوية الوطنية، هوية المواطنة الحرة والمتساوية، يلتزم بإصرار عجيب بالهوية الفرعية الطائفية والأثنية القاتلتين، يلتزم بالتمييز بين الهويات الفرعية لصالح هوية واحدة وضد الهويات الأخرى، يحتقرها من المنطلق العنصري العدواني "أنا" و ألـ"آخر". أنا الصح والبقية خطأ! هذه هي فلسفة القوميين الشوفينيين والطائفيين المتشددين في كل مكان وزمان، هذه هي فلسفة كل الذين يمارسون الأساليب الفاشية في الحكم وعلى رأسها التمييز بين الناس في البلد الواحد أو في العالم وبغض النظر عن أي أساس أو منطلق يبنى هذا التمييز.
الحكم السياسي القائم بالعراق، حكم طائفي بامتياز يقوده حزب الدعوة وقائمته "دولة اللاقانون" ويرأسه شخص لا يحس بعذابات الشعب ومراراته، بل يساهم بها ليبقى على رأس السلطة رغم فشله الكامل سياسياً وأمنياً وعسكرياً واجتماعياً واقتصادياً، ليطبق قاعدته المجنونة "أخذناها بعد ما ننطيها!" تماماً كما كان الدكتاتور صادم حسين يردد دائماً "جئنا لنبقى". يجب أن يرحل هذا النظام الطائفي القائم بالعراق لكي ينتصر العراق، لكي يحقق وحدته الوطنية، لكي يجابه الاحتلال والعدوان الداعشي وغيره بالعزيمة الوطنية التي عرف بها. لتنتصر إرادة الإنسان العراقي في إقامة دولة مدنية ديمقراطية اتحادية، دولة المواطنة الحرة والمتساوية.28/7/2014 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهج الإسلامي الفاشي العدواني للقاعدة و“داعش“ وما يماثلها م ...
- هل يمكن لإسرائيل أن تعيش دون سلام دائم وعادل مع جيرانها العر ...
- الجرائم البشعة ضد بنات وأبناء شعبنا من المسيحيين بالعراق
- حلفاء داعش يجتمعون بعمان باستضافة ورعاية ملكية، فما الهدف؟
- حلم الشعب وأمله يقول: وستنقضي الأيام والخير ضاحك...يعم الورى ...
- نوري المالكي خازوق العراق المميت!
- السعي المحموم للقوى الطائفية لتلويث القوى الديمقراطية بالطائ ...
- ملاحظات حول دراسة تحت عنوان :الأزمة السياسية الحالية: رؤيا ا ...
- الرقصة الأخيرة: رقصة الموت السياسي لنوري المالكي!
- قراءة في كتاب -بغداد ... أمس- للكاتب البروفيسور الدكتور ساسو ...
- من منهما الأكثر عشقاً ونرجسية واستبداداً في حكم العراق؟
- هل من حلول سلمية وديمقراطية للأزمات المتشابكة والمعقدة بالعر ...
- الإصرار على البقاء في الحكم، جريمة بحق وحدة الشعب العراقي وا ...
- حين تكون الهمجية عنوان تنظيم ما، فلا ينُتظر منه إلا الموت وا ...
- المستبدون متماثلون في السيرة والسلوك، صدام والمالكي نموذجاً!
- شروط تغيير اللعبة الطائفية الراهنة إلى عملية سياسية وطنية نا ...
- من أجل دحر قوى الإرهاب والطائفية السياسية المستباح بهما العر ...
- لتنتصر إرادة الشعب، كل الشعب، على قوى الإرهاب والظلام والطائ ...
- نوري المالكي والنهج الطائفي المتشدد والمشين بالعراق
- نحو نقاش هادئ مع السيد أياد عبد الرزاق حول رسالتي النقدية ال ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الموت يحاصر الشعب وليس في النخبة الحاكمة من منقذ!!!