أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صائب خليل - اليسار والاسلام: فرصة للتعاون في الوقت الصعب














المزيد.....

اليسار والاسلام: فرصة للتعاون في الوقت الصعب


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1278 - 2005 / 8 / 6 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون ذلك غريباً على الكثير من الاسماع لكني اعتقد ان على اليسار ان يفكر مليا بطرق للتعاون بشكل افضل مع السياسيين الاسلاميين. وقد لا يروق هذا الكلام للكثيرين على الجانبين, لكن الحقيقة هي ان هناك ما يجمع الطرفين اكثر مما يفرقهما, وان تفاهما نافعا للجميع امر ممكن وهام جدا.

فمبدأياً, اذا كان لليسار ان يكون مخلصا لإنتمائه الى القطاع الاوسع من الشعب, فالقطّاع الاوسع بلا شك, هو قطّاع مؤمن, ومن واجب اليسار ان يجد صيغة للتعامل والتفاعل معه, والا فانه يعزل نفسه في نواد ثقافية تجتر نفسها. والحقيقة ان اليسار السياسي قد ادرك ذلك منذ سنين وعدّل موقفه السياسي من الدين بشكل واضح ليتخذ موقفا محايدا منه في ادبياته. كذلك اتخذ الغالبية العظمى من القياديين الاسلاميين موقفا ايجابيا من اليسار بشكل عام وابدوا روحا تعاونية تختلف عن التعصب التأريخي المعروف, وبدا واضحا ان هناك اسس للتفاهم والتعاون.

لكن التحدي الكبير هو ايجاد صيغ سياسية عملية لذلك التعاون والتفاهم وصبه في مصلحة البلد, دون المساس بالاسس المبدأية التي يقوم عليها اليسار, وكذلك الامر بالنسبة للاسلاميين السياسيين. اي ان التحدي بالنسبة للجانبين هو تحديد نقاط التفاهم بين الطرفين وجعل تلك النقاط اللاعب الرئيسي في التعامل والتركيز عليها بدلا من نقاط الخلاف, مع احتفاظهما بمصداقية مواقفهما وشفافيتها امام جماهيرهما.

ومن المهم ان يدرك الطرفان ويعترفا بوجود خلافات هامة بينهما, لكي يمكن الوصول الى النقطة التالية, وهي الاتفاق على "ادارة تلك الخلافات" بشكل محدد واضح, بدلا من اية محاولة حتمية الفشل لاخفائها تحت البساط.

ان ما ادعو له ليس اتفاقا ليمرر كل طرف اخطاء ونواقص الجهة المقابلة, بل اولا للاتفاق على الاهداف المشتركة التي تتمنى جماهير الطرفين تحقيقها, وكذلك وقوف كل بجانب الاخر حين يهاجم احدهما بلا حق.
لا اتحدث هنا بالطبع عن الاسلام التكفيري الارهابي, بل الاسلام النقي الذي اعتقد ان الغالبية الساحقة من المسلمين تؤمن به. اما من يعتقد ان الارهاب من طبيعة الاسلام والمسلمين فلا بد ان ينزلق الى ايديولوجية عنصرية مضادة لعموم الشعب العربي وغيره من المسلمين.

ما هي اسس للتعاون بين اليسار والاسلام السياسي؟

قبل كل شيء, ليس من المطلوب للتعاون ان تتفق مع الجانب المقابل على كل النقاط, بل وحتى ليس الكثير من النقاط, فيكفي ان تجد بعض النقاط المشتركة لتبني عليها ما يمكن بناؤه. وبرأيي ان نقاطا مشتركة هامة متوفرة بين اليسار والاسلام, وان هناك اهدافا مشتركة يمكن استعمالها اساسا لتفاهم ما. فرغم العديد من الخلافات الهامة, الا انني ارى ان اليسار والاسلاميين يمكن ان يتعاونا بثقة في مسألة محاربة الفساد الى درجة بعيدة, فللطرفين سمعة جيدة لدى عموم الشعب في هذه الناحية, ويجب دراسة امكانية زيادة التفاهم والثقة.

فمن المتوقع ان تكون الانتخابات القادمة ساحة للصراع بين الشرفاء واللصوص, بين من يريد ان يبني العراق الممزق ومن يريد ان ينهب ما بقي منه, اكثر مما بين العلمانيين والدينيين, او بين الديمقراطيين وغير الديمقراطيين او بين الليبراليين والمحافظين. فالفترة القادمة ستشهد حملات السرقات الكبرى لما بقي من ثروات الشعب العراقي, بعد ان حضّر لها الارهاب الجو المناسب بلفت الانتباه عنها.

نقطة الإلتقاء الهامة الاخرى, هي انه من الناحية المبدأية يمكن التفاهم مع الاسلاميين (او بشكل عام الاحزاب الدينية) على خطوط حمراء في الدفاع عن مصالح الفقراء, عن التأمين الإجتماعي, عن ما يسمى "الشبكة الحامية" للافراد من السقوط في مهاوي الفقر المدقع ( اقتباسا من شبكة السيرك التي تتلقف اللاعب ان افلتت يده, لتحميه من الموت) والضغط على اضافة تلك النقاط الى اجندة النقاش العام, في الدستور وفي سن القوانين وفي المناقشات البرلمانية والجهود الاعلامية وغيرها من النشاطات الموجهة للمسار السياسي في العراق. فكل من الاشتراكية والدين يستندان مبدأيا على حق الجميع في عيش كريم, ويجب تأكيد ذلك والاستفادة منه.



ان تجارب شعوب اخرى تبين امكانية ذلك ايضا. ففي اميركا الوسطى كانت السلطات الموالية للولايات المتحدة تغتال القساوسة متهمة اياهم بالشيوعية لتشابه مواقف الطرفين في وقوفهما بجانب الفقراء. وكان اول عمل قام به البابا السابق, والذي حصل على البابوية في ضروف اقل ما يقال عنها انها مشبوهة, هو زيارة تلك الدول لتغيير مواقف الكنيسة وحثها على التحالف مع السلطات المقربة من الامريكان ضد مطالب الفقراء.

وفي الاسلام, نلاحظ مثلا ان السيد الخميني قد ادرك ان العداء بين الاسلام والاشتراكية ليس اساسيا, لذا قام بخطوته المفاجئة, وهي دعوة موسكو (وقت كورباتشوف) الى الاسلام, بينما لم يتخذ خطوة مماثلة للولايات المتحدة بل كان يصفها بالشيطان الاكبر, بالرغم من عبارة "بالله نؤمن" المكتوبة على الدولارات الامريكية من ناحية, والالحادية العلنية للاتحاد السوفيتي السابق من الناحية الاخرى.

ليست العلاقة سيئة بين اليسار والاسلام السياسي حاليا, وارى ان يستغل ذلك لتطويرها بمبادرة قد يكون لها اثر تأريخي هام على توجيه مستقبل العراق الذي يمر بظروف مأساوية, وينتظر ان يمر بظروف اصعب في المستقبل القريب, وهذا ما يجعل استغلال اية فرصة لتقارب الخيرين من ابنائه, بعيدا عن اللصوص الكبار والقتلة, واجبا وطنيا هاما, يجب عدم التفريط باية فرصة لتحقيقه. ان على من يؤمن بنبل مبدئه, ان يبذل الجهد الفكري والعملي لايجاد طريق لذلك المبدأ ليرى النور, حتى لو كان بالضغط واحراج الاخرين لكي يتبنوا مبدأه.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصل الانسان مرجوحة
- امنيات دستورية
- تصميم العلم العراقي الجديد
- مناقشة مذكرة المثقفين العراقيين حول الدستور
- طريقان الى الجنة
- شاب مهووس بنظرية المؤامرة
- التوافق هو الحل... ان لم تكن هناك مشكلة
- ادارة الخلافات
- حيث ليس لأحد ان يكون صغيراً
- رسالتان من العراق
- كيف تستفيد من الحاسبة بافضل شكل لكتابة مقالتك؟ 1- استعمال وو ...
- انا اقول لكم كيف ننقذ ابو تحسين
- هل يمكن تثبيت نسبة تمثيل للنساء في البرلمان بمادة دستورية؟
- لا مفر من اتخاذ مواقف واضحة
- مشروع الدستور الديناميكي
- ابو الاوٌلة ما ينلحك
- مقترحات ضامنة للديمقراطية وادامة الدستور
- هولندا في دوامة التصويت على الدستور الاوربي
- الفتنة- لادواء لها سوى المبادرة
- اكتب لتقرأ جيدا


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صائب خليل - اليسار والاسلام: فرصة للتعاون في الوقت الصعب