أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر ناشي آل دبس - - بين الاطلاق والنسبية -














المزيد.....

- بين الاطلاق والنسبية -


حيدر ناشي آل دبس

الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 15:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدور الاحاديث والنقاشات في مختلف الاوساط والاماكن حول الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ... الخ ، فيجد المتابع استمرارية هذه النقاشات في البيت والشارع والمقهى والتلفزيون وغيرها ، وهذا شيء طبيعي وصحي يدل على المشاركة الفاعلة من قبل الطليعة المثقفة والجماهير في ابداء اراءهم ومناقشتها للوصول الى نتائج طيبة تنعكس ايجاباً على واقعهم المعاش ، وتختلف مستويات وعي المتحدثين ومرجعيتهم الفكرية ومنطلقاتهم التي من خلالها يستندون في طرح اراءهم وافكارهم ، فمنهم من ينطلق من مرجعية دينية لاهوتية في تفسيره للمتغيرات الحاصلة والتي تحصل على مختلف الصعد ، اي يتبنى المنهج المثالي في التفسير والتحليل والاستنتاج ، ومنهم من يتبنى المنهج المادي الجدلي ، ويحاولوا ان يطرحوا ما يعتقدون به امام الاخرين من اجل اقناعهم بالفكرة التي توصلوا اليها ، وسوف نناقش اليوم طروحات بعض من يتبنون المنهج المادي في الاستقراء والتحليل والتفسير والاستنباط لأنني شخصياً من اتباع هذا النهج ، فتبدأ احاديثهم وطروحاتهم بمبدأ انه لا يوجد اطلاق في كل شيء وكل الحقائق نسبية ، وما يفرزه الواقع اليوم واعتبارها مسّلمات ستتغير غداً بتغير الزمان والمكان والظرف الاجتماعي ، اتفق مع بعض ما يستندوا عليه ويرتكزوا في مقاييسهم لكن اختلف مع البعض الاخر ، حيث اجد تسطيح الرؤى والافكار والمنطلقات والوقوع في فخ المنهج المثالي واضح وبجلاء ، فأن نفي الاطلاق اطلاق ، اي عندما يتم الغاء المطلق يكون المتحدث في خانة المطلق ، ولو نضرب مثالاً على ذلك للتوضيح ، عندما يتم القاء القبض على اثنين مارسوا فعل السرقة بأوقات واماكن مختلفة فيتم اتهامهم امام القانون والمجتمع بالسرقة ويطلق عليهم كلمة سارق ، لكن نجد احدهم سرق رغيف خبز من اجل سد جوعه والاخر سرق مليون دولار من اجل الثراء والرفعة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الاسباب ، فالاثنان منظومة الشرف لديهم المستندة على فلسفة الاخلاق تم الاخلال بها ، اي لم تعد هذه المنظومة بمستواها الطبيعي المتعارف عليه في فلسفة الاخلاق المادية بعد ممارسة فعل السرقة الذي قاما به ، لكن هل الدافع بالنسبة لهما واحد ، فالأول سرق من اجل العيش وان لا يموت بسبب الجوع ، والاخر سرق من اجل الثراء والطمع والجشع ،فهما بالمعنى العام تطلق عليهم كلمة او صفة السارق ، اذاً هما سراق بالمطلق ، لكن دافع السرقة هو من يفرزهم نسبياً .
فهذا الخطأ الذي يقع به بعض المثقفين والناشطين السياسيين و المدنيين ممن يتبنون المنهج المادي الجدلي واضح ومردوداته سلبية ، لذا يجب مراجعة منظومة افكارهم والابتعاد عن قولبة النصوص وفهمها السطحي دون التمحيص والبحث في ما تهدف اليه ، وسنأخذ مثالاً اخراً من واقعنا السياسي المتعرج بسبب التخبط والبناء الخاطئ لكينونة السياسة العراقية ، فعندما نقول ان تجمع سياسي اسلاموي مشترك بالعملية السياسية وفي سلطة القرار الحكومي منسوب القيم والشرف لديه مختل هل هذا صحيح او لا ؟ بالنسبة لي اجد ذلك صحيح ودليلي في ذلك ، ان مؤسسة الفساد الواسعة الانتشار في بنية الدولة العراقية مشترك فيها وكذلك الانتهاك الواضح للحريات وتكميم الافواه وعمليات التزوير الانتخابي وشراء الذمم مشترك فيها ايضاً ، اضف الى ذلك تفضيل وتقديم الهوية الطائفية الفئوية على حساب الهوية الوطنية والتي تسوغ لهم التعاون مع دول وجهات خارجية على ذات التوجه المذهبي حتى وان اختلفوا بالقومية والعمق التاريخي وتسمح لهم بالتدخل بشؤون بلدنا وتفرض اجنداتها المتماهية مع مصالحها الخاصة ، عندها يكون هذا التجمع او الحزب يد طوعا ومنفذ لإرادات خارجية لا تهدف الى مصلحة العراق وشعبه ، هنا تنطلق اصوات اصحابنا المتبنين وبصورة سطحية فجة للمنهج المادي ويعترضوا على الاطلاق في تعبيري ، واتساءل مرة اخرى اذا تم اعفاء بعض من اعضاء هذا التجمع بتحمل المسؤولية بسبب سلوكيات زملائهم في السلطة واعتبارهم غير معنيين بها ، فهل يتم اعفاء مسؤوليتهم بولائهم الطائفي على حساب الهوية الوطنية؟
اذاً في المحصلة النهائية نجد ان كل اعضاء هذا التجمع اختلت لديهم منظومة الشرف لكن بنسب متفاوتة ، فلا يجوز الغاء الاطلاق لأنه موجود في رحم النسبية والنسبية ايضاً موجودة في رحم الاطلاق ، رؤية اجدها صائبة لكن قد تحمل في طياتها السهو او الخطأ والطريق سالك لطرح الرأي المخالف ولنا القدرة والاستعداد على المحاجة والدفاع عن ما نعتقده صحيح .



#حيدر_ناشي_آل_دبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خنق حرية التعبير المستمر !!!!!
- انزلاق المثقف !!!!
- المدنيون اولاًً
- خطية السيد المسؤول !!!!
- سلطة الثقافة وثقافة السلطة
- تساؤلات ثقافية
- دليل سفر سياسي !!
- ما تمنحه المرأة للحياة
- المرأة وتحدياتها


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر ناشي آل دبس - - بين الاطلاق والنسبية -