أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - حلم الشعب وأمله يقول: وستنقضي الأيام والخير ضاحك...يعم الورى والشر يبكي ويلطم















المزيد.....

حلم الشعب وأمله يقول: وستنقضي الأيام والخير ضاحك...يعم الورى والشر يبكي ويلطم


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4515 - 2014 / 7 / 17 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف شعب العراق الكوارث والحروب والمحن والأزمات، عرف الكثير من المستبدين بالأرض وشعوب الأرض، عرف الحصار والحرمان والجوع والموت، عرف الخراب والدمار، عرف الوحوش الكاسرة المتلبسة بأردية وأقنعة البشر، عرف النهب والسلب واستباحة النساء، عرف قطعان الفاشية التي قدمت واستباحت كل شيء باسم القومية العربية وباسم الدين الإسلامي، عرف جحافل الغزاة الذين قدموا من الشرق ومن الغرب، من الشمال ومن الجنوب الذين أجهزوا على أبناء وبنات الشعب العراقي ودنسوا الأرض وأحرقوا الكتب وصبغوا مياه دجلة باللونين الأحمر والأزرق، لون الدم ولون حبر الكتب، تركوا الدماء سيولاً تخضب أرض العراق، هدموا الكنائس والمساجد وبيوت الله الأخرى، عرف كل ذلك وغيره خلال القرون والعقود الكثيرة المنصرمة. ورغم كل ذلك بقي هذا الشعب صامداً بوجه الغزاة وجحافل الفاشست وأسراب الجراد الأصفر المسموم التي تلتهم الأخضر واليابس وتترك الأرض يباباً، وانتهى الكثير من المستبدين إلى بئس المصير، وهكذا كان مصير صدام حسين وسيكون مصير من جاء من بعده أو من يأتي بعد ذاك ليحكم العراق بذات الرؤية السادية والنرجسية المريضة.
والشعب العراقي يواجه منذ أعوام طائفية سياسية مقيتة وجائرة، بعد أن عانى الأمرين ولعقود عديدة تحت وطأة فكر وحكم قومي شوفيني وطائفي مريض. وإذا كان النظام القومي الدكتاتوري البشع قد أذاق الشعب العراقي مر العذاب باستبداده وحروبه وعنصريته وتمييزه بين قوميات الشعب، فأن هذا الشعب يعاني بعد سقوط ذاك النظام العاتي/ من النظام الثيوقراطي الطائفي المتخلف والمستبد والجائر الذي زرعه المحتلون الأوباش في أرض العراق، وليست له جذور عميقة، ليمزق وحدة الشعب بين مسلم سني ومسلم شيعي، وبين صابئة ومسيحي وأيزيدي، ويبعثر الجهود الضرورية والملحة لترميم ما دمر قبل ذاك، ووضع الشعب في الواقع المرير الذي هو فيه الآن. لقد ادعى وجود عملية سياسية، وهي عملية مشوهة ومزيفة قامت على تقاسم الحصص وتقاسم النهب والسلب لموارد البلاد المالية وما تزال على حالها، بل ازدادت بؤساً وفاقة فكرية وسياسية. إن هذه الفئة الحاكمة هي القشرة أو القمة للفئات الرثة بكل مراتبها التي تحكم العراق والتي نشرت الرثاثة في عراق اليوم وأكثر من أي وقت مضى. وما كان ليحص ما حصل بالعراق لولا وجود هذه الفئات الرثة على رأس الحكم بالبلاد والمسيطرة على قراراته السياسية والاقتصادية والثقافية الصفراء.
ها هو الشعب العراقي بكل مكوناته يعيش منذ أعوام تحت وطأة واحدة من تلك المحن العاتية التي تريد قلع هذا الشعب بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية والفكرية من جذوره الضاربة في عمق الأرض العراقية، ها نحن أمام محنة لا يمكن أن تمت للقرن الحادي والعشرين بصلة، فالمجرمون قادمون من قرون خلت بعقولهم الدنسة المحشوة بأسوأ الترهات والخرافات، ونفوسهم الدنيئة المريضة. إنهم أوباش وأسوأ من الحيوانات المفترسة التي لا تقتل ولا تأكل إلا حين تجوع، إنها الضباع الخبيثة، كما عبر عنهم أحد الكتاب، لأنها لا تريد سوى إلحاق الضرر والأذى. ها نحن أمام نوع آخر من الإسلام السياسي. وإذا كان الأول قد نشر وينشر الرثاثة والقتل على الهوية بالبلاد، فأن الثاني يشاركه في ذلك ويضيف عليه القتل لكل من لا يتفق معهم في الرأي والعقيدة البالية التي يحملونها ويبشرون بها بقوة السلاح والقتل.
جميع هذه النظم السياسية وقوى الإرهاب قد ارتكبت أبشع الجرائم بحق الإنسان العراقي وحقوقه المشروعة، وخاصة حقه في الحياة، وادعت الدفاع عن القومية، وهي منها براء، وادعت الدفاع عن الإسلام وهي ترتكب الموبقات والقتل العمد باسم الإسلام. إنها النظم والقوى الجائرة التي لا يمكن أن يكون لها في هذا القرن الجديد قرن العلم والحياة لصالح الإنسان.
هذه الموجات العاتية من القومية الشوفينية ومروراً بالطائفية السياسية الحاكمة وانتهاءً بالفاشيين الإسلاميين التكفيريين الذين استباحوا بعض مناطق العراق ويسعون لاجتياح غيرها سوف تنتهي دون أدنى ريب وتنقشع الغيوم السوداء الداكنة عن سماء العراق وستشرق الشمس ثانية وتكشف عن الوجوه الكالحة، تفضح كل الذين مرغوا جباه العراقيات والعراقيين بالتراب، كل الذين تسببوا بموت عشرات بل ومئات آلاف البشر ممن لا حول لهم ولا قوة، كل الذين نهبوا ثروات العراق وخيراته، كل الذين باعوا أنفسهم للأجنبي الاستعماري اللعين، أياً كان هذا الأجنبي، سواء أكان من الناطقين بالانجليزية أم الفارسية أم التركية أم أي لغة أو لهجة أخرى يرطن بها لأنها من غير لغات ولهجات أهل البلاد.
إن الجرائم التي ترتكب بالعراق ليست بمعزل عن فكر ودور ونشاط النظم السياسية المجاورة للعراق. فمن جهة لعبت وما تزال تلعب الدول العربية، وبشكل خاص السعودية وقطر, إضافة إلى تركيا، وقوى الإسلام السياسي التابعة لها أو المرتبطة بها دوراً أساسياً ومباشراً في كل ما حصل بالفلوجة والأنبار والموصل من حيث تنظيم العمليات الاجتياحية الأخيرة، إضافة إلى محاولة تبني شعارات المواطنين والمواطنات الصحيحة واستخدامها في نهجها الإرهابي الدموي، أي كلمة حق يراد بها باطل. إنها قدمت كل الدعم الفكري الديني والسياسي والمالي والسلاح وكل ما احتاجته هذه القوى لتحقيق ما حصل في شمال العراق والفلوجة وصلاح الدين، إنها الجريمة التي يمكن أن تنقلب على منظم وموجه هذه العمليات الحقيرة. ومن الجانب الآخر يواجه المجتمع تلك الجهود الشريرة الرسمية للدولة "الإسلامية" الإيرانية في تأمين المزيد من الدعم المالي والعسكري والتوجيهي الدعائي للمليشيات الطائفية الشيعية المسلحة التي تمارس عمليات عسكرية وعدوانية وخارج إطار الشرعية الدستورية. إنها تمارس بذلك إشاعة الفوضى والخراب والدمار بالعراق. إن هذه الدول مسؤولة بشكل مباشر وفعلي عن الفوضى والخراب والدمار والدماء التي تسيل في الكثير من المدن العراقية، وخاصة في تلك المدن التي اجتاحها الإرهابيون أو المدن المحاددة لها.
لنتذكر الحديث الذي جرى في العام 1921 وفي أعقاب انتهاء ثورة العشرين وتشكيل الحكومة العراقية بين القائد البريطاني السير وليم وليلكوكس والشيخ شعلان أبو الجون، إذ قال السير وليم يلكوكس (1852-1932م) لشعلان ابو الجون (توفى 1930م): ماذا تريد يا محفوظ أكثر, صار عندكم حكومة وطنية. فرد عليه الشيخ أبو الجون, وهو أحد قادة ثورة العشرين: أي يا محفوظ حكومة وطنية لكنها ترطن!". وها هو الشعب العراقي اليوم أمام حكومة ترطن مع الأسف الشديد! ورئيس الحكومة أكثرهم رطانة، ولكن لن تدوم هذه الرطانة في حكم البلاد بأي حال. فهذه الموجة العاتية، في هذا الزمن الرديء، ستمر دون أن يحني الشعب رأسه لها، ستمر دون أدنى ريب وسيعود الشعب العراقي إلى صفائه المنشود ويردد مع الشاعر
وستنقضي الأيام والخير ضاحك يعم الورى والشر يبكي ويلطم
إن عمر هذه النظم قصير وقصير جداً، ومع ذلك فأن النضال لتغيير واقع العراق الراهن سيستغرق وقتاً غير قصير، ولكن التغيير المدني والديمقراطي آت لا ريب فيه. ومن أجل أن نقلص الزمن في وجود هذه القوى على رأس السلطة الثيوقراطية، يستوجب تعبئة القوى المدنية العلمانية والديمقراطية والوطنية المستعدة للنضال ضد ما يجري اليوم بالعراق والعمل مع الجماهير الشعبية لتوعيتها وإزالة الغشاوة الفكرية والتشويه التزييف الجاري وتبصير العراقيات والعراقيين بما جرته وما يمكن أن تتسبب بها الآن وفي المستقبل من كوارث وآلام للشعب العراقي كله.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري المالكي خازوق العراق المميت!
- السعي المحموم للقوى الطائفية لتلويث القوى الديمقراطية بالطائ ...
- ملاحظات حول دراسة تحت عنوان :الأزمة السياسية الحالية: رؤيا ا ...
- الرقصة الأخيرة: رقصة الموت السياسي لنوري المالكي!
- قراءة في كتاب -بغداد ... أمس- للكاتب البروفيسور الدكتور ساسو ...
- من منهما الأكثر عشقاً ونرجسية واستبداداً في حكم العراق؟
- هل من حلول سلمية وديمقراطية للأزمات المتشابكة والمعقدة بالعر ...
- الإصرار على البقاء في الحكم، جريمة بحق وحدة الشعب العراقي وا ...
- حين تكون الهمجية عنوان تنظيم ما، فلا ينُتظر منه إلا الموت وا ...
- المستبدون متماثلون في السيرة والسلوك، صدام والمالكي نموذجاً!
- شروط تغيير اللعبة الطائفية الراهنة إلى عملية سياسية وطنية نا ...
- من أجل دحر قوى الإرهاب والطائفية السياسية المستباح بهما العر ...
- لتنتصر إرادة الشعب، كل الشعب، على قوى الإرهاب والظلام والطائ ...
- نوري المالكي والنهج الطائفي المتشدد والمشين بالعراق
- نحو نقاش هادئ مع السيد أياد عبد الرزاق حول رسالتي النقدية ال ...
- المجرمون القتلة من بعثيين وداعشيين .. يجب أن لا ينجو من العق ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد السيستاني وبقية المراجع والهيئات الدي ...
- حكومة الإنقاذ الوطني .. هي الحل الوحيد لوحدة الشعب العراقي!! ...
- لتتضافر الجهود لدحر الإرهابيين بالعراق ... لتتضافر الجهود لد ...
- لننتصر لأهلنا بالموصل والفلوجة ... ولكن من تسبب بالكارثة؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - حلم الشعب وأمله يقول: وستنقضي الأيام والخير ضاحك...يعم الورى والشر يبكي ويلطم