أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي شايع - !ما لهذا الدستور ينسى تلكم الكبيرة














المزيد.....

!ما لهذا الدستور ينسى تلكم الكبيرة


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1274 - 2005 / 8 / 2 - 11:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الغالب العراقي ينتظرون،وبحذر، مرحلة ما بعد الدستور،الذي نريده دستوراً لا يترك صغيرة أو كبيرة إلا أحصاها في توثيق وكتاب مبين، لطيّ صفحات مريرة،بينها وأهمها مرحلة الحواسم وما تلاها!..

ترددت في وضع كلمة الحواسم ضمن هذا السياق،لولا ما وجدته من حاجة توصيفية ماسة لحالة عراقية أعقبت سقوط النظام العراقي وباتت تعرف بهذه التسمية بعد إنزياحها عن معنى المعركة التي أطلقها الديكتاتور، لتكون لاحقاً أصدق كلمة وأشجع معنى قاله في حياته بعد أن توقع الحسم فعلاً،حتى كانت التسمية مصداقاً لزواله.

ومن غريب المصادفات أن تكون"الحواسم"؛ التسمية التي عرّفت النهب أثناء وبعد معركة انهيار النظام،لها صلة تاريخية أيضا بالقول عن السرقة،حيث يرد في الحديث الصحيح: "أَنه أُتيَ بسارقٍ فقال اقْطعوه ثم احْسِموه"!، أَي اقطعوا يده ثم اكووها لينقطع الدم،غير أن الدم في حواسم أخرى مازال يسيل!.وما حدث بعد زوال الطاغية من حوسمة وتحسيم،فعّلَ وبشكل كبير لنمط همجي تلبّس الحياة العراقية،حيث سخّرت فوضى التحرير علينا ريحها، فكان عصفها أشد من "سَبْع لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا" لحظة كان فرهوداً ديموقراطياً مريراً،سرعان ما تحوّل إلى سياق الدولة الجديدة،ليورثها لعنة الحسم..

في مرحلة ما بعد الحواسم،نسمع،ومن أغلب العراقيين،حكايا كثيرة عن حواسم ديموقراطية يستتر فرهودها ويعلن،بين الحين والآخر،وحكايا عن الرشوة واستفحالها في بنى المؤسسات العراقية- أو ما يسمى بالمؤسسات جزافاً- حد غياب النزاهة وشروطها،غياباً يوجب المراثي حقاً،أكثر من الكتابة،حيث لا تجدي من سرور للفائدة..

ولن نحار كثيراً لسبر أغوار الفجيعة العراقية فيما تراكم من أيادٍ عابثة مرّت على سنوات المضطهدين فيه،وأوغلت بالبعد عن كلّ نزاهة..

وعراقياً،سيطول الحديث عن غياب النزاهة،فالتأريخ تكفـّل بالتوثيق المفصل-رغم غياب نزاهة أكثر المؤرخين أصلاً- بسرد الصفحات حتى صار الحديث المستفيض موصفاً بالألم الذي كنّا شهوداً على فجائعه تحت ركام نظام قمعي،غابت النزاهة فيه عن الحكم بل حوربت،كحقيقة الإخلاص للإنسان شريكاً في الوطن.وكان كلّ تنظيرٍ بعثي؛حديثاً يدلّ في كلّ تفصيلاته على النقيض،لأن معيار النزاهة الفكرية للقائلين بها منعدمة ولا تؤسس لأية مصداقية وتجاوب،فالسلطات القمعية على اختلاف مشاربها تحاول التأكيد تكراراً على صفات وسمات لا تتخذها هي،بل تكون شعارات مرتجلة يبقى مداها ومنتهى حضورها -الممل- إعلاميا كخطاب مقيت لا يعتني في الجوهر ببنية الدولة في علاقاتها المالية والإدارية وتداولاتها القضائية في منظومةٍ و سياق علمي وموضوعي وأخلاقي محكوم بالقانون والمتعارف الأخلاقي،حيث تتشكل القاعدة الأساس للنزاهة.

لقد ولى الديكتاتور مثالاً سيئاً لتابعيه كمفسد إداري من الدرجة الأولى يفعل المحسوبية ويشجع عليها،ويدفع الرشوة،ويرضى بها ولو كلمات تحابي سيئاته الكثيرة،وطالما دفع النفط العراقي عطايا و رشى لإحقاق باطله إعلامياً..إلى آخر الحكاية المعروفة..

لقد ولى الديكتاتور ليترك حسماً في نفس كلّ ضحية، يشتعل بالتوق للانتقام من دولة الرعب،لكن هذا التوق صار هدماً لبنى الدولة العراقية وكياناتها الوظيفية الأولى،وهو خطر مبير سيشكّل لإعاقة هيكلية مرعبة،وثمناً اجتماعياً باهظاً،يقرع أجراس الخطر،ولكن لمن تقرع الأجراس؟..



قيل قديما:

إذا كنت في حاجة مرسلاً وأنت بها كلف مغرم

فأرسل حكيمًا ولا توصه وذاك الحكيم هو الدرهم

انقرض الدرهم العراقي ليحلّ مكانه الدينار،والدينار صار عملة هزيلة،وبعضهم صار يطالبك بالدولار..

وحين تسأل مسئولا عن هذه الظاهرة يقول ويقول..ويتوعد المرتشين والمفسدين،حداً يضحك منه السامع ليهمس: فأبشر بطول سلامة يا مفسد

فحتى هذه الساعة لم يصدر حكماً قضائياً بحق مفسد ما،أو مرتشٍ في عداد الملايين..

والأمر يتعدى هذه السرقات الصغرى إلى إرهاب مدني يتهدد الدولة بضياع الأموال والموارد في زيف العقود وباطل التعاملات..

وإذا كنت بصدد قراءة لمسودة الدستور المطروحة للمناقشة في هيئة كتابة الدستور،فلي هنا أن أشدد على أول فقرة وردة في مقدمة تلك المسودة كهدف أساس لهذا الدستور :" إقامة العدل على أسس راسخة لضمان حق كل إنسان ومواطن دون رهبة أو تحيّز طبقاً لمبدأ سيادة القانون"..وأتساءل هل نحن بلا قانون الآن،لترحّل هذه القضايا إلى مرحلة ما بعد الدستور؟.

ثم في فقرة مجاورة،وتحديدا في الفقرة السادسة من سياق أهداف وضع الدستور،لأكتشف أن هيئة إعداد مسودته ما مرّ بعد على أسماعهم خطر الفساد الإداري في العراق الذي أصبح يوازي الفقر والمرض والجهل في التوصيف كحالة رعب للإنسان العراقي،حداّ يوجب إضافته إلى ما وضعوه من هدف في" تحرير المواطنين من آفة الفقر والمرض والجهل والخوف بإقامة نظام اقتصادي واجتماعي صالح يحقق العدالة ويؤمن الضعيف والخائف ويوصل كل مواطن إلى خيرات وطنه"،لأن في التأكيد على مخاطر هذه الحالة وتثبيتها دستورياً ضمان لإقرار عراقي جماعي- حال الاستفتاء على هذا الدستور- بضرورة وضع حد لآفة خطير تشتمل على كلّ فعل مخالف للقانون والنظام الإداري والمالي هدفاً لتحقيق منافع شخصية على حساب المصلحة العامة حيث هي أول أساس دستوري،يتوجب الإشارة إليه بنص مكتوب ومتفق عليه في الإجماع العراقي،وفي عقد التعايش العام.

هكذا نريد دستوراً لا يترك صغيرة أو كبيرة إلا أحصاها..فسجلوا هذا يا هيئة كتابة الدستور!.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هام..تحذير من اغتيال سفير
- خيانة المثقفين
- السيد الجعفري.. قل الثقافة، وانسَ الرمح
- !سجين أخطر من الديكتاتور نفسه؟
- تأخير العدالة؛ظلم آخر..لو تعلمون
- وصل السيل الزبى
- دموع ماري
- مقال منعه موقع إيلاف من النشر
- الحصان الملكي وحيداً
- عندما يصمت المغني
- وماذا عن الجنجاويد البعثي،والآخر الإعلامي؟
- المربد العراقي ومرابط الكلام
- الدجيلي وباطل القول بأفضال الأردن على الشعب العراقي
- !أكان سيفعلها ملك الأردن؟
- المكيال أردني
- أيها العراقيون:آثاركم في المزاد الهولندي
- اضحك مع الإعلام العربي
- الإعلام العربي والشراكة في الجرم !
- حكاية رئيس تحرير
- ! مؤامرة القول بنظرية المؤامرة


المزيد.....




- حميميم.. قوات روسيا تحيي عيد النصر
- الروس يحتفلون بعيد النصر في باريس
- بايدن: -لن نزود إسرائيل بالأسلحة إذا قررت مواصلة خطتها لاقتح ...
- بوادر توتر جديد بين إيطاليا ومنظمات إغاثية ألمانية
- انفجار إطار طائرة -بوينغ- أثناء هبوطها بتركيا (فيديو + صور) ...
- تقارير غربية تؤكد توجيه الجيش الروسي ضربات مدمرة لعتاد قوات ...
- الحوثي: ضوء أمريكي أخضر للإسرائيليين في رفح واستعراض ضد الشع ...
- غالانت يرد على تصريحات بايدن حول تعليق شحنات الأسلحة الأمري ...
- -مواجهة متوترة- بين ستورمي دانييلز وترمب في نيويورك
- البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي شايع - !ما لهذا الدستور ينسى تلكم الكبيرة