أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - غلطة داعش الثانية !














المزيد.....

غلطة داعش الثانية !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4486 - 2014 / 6 / 18 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت وثيقة سرية، نشرتها قبل فترة ليست بالبعيدة أحدى وسائل الاعلام العراقية، ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروف بـــ(داعش) قد أعرب عن ندمه عن خطوة قام بها في الموصل وهي ظهوره المسلح العلني للشارع في هذه المحافظة وسيطرته على بعض المناطق فيها في تلك الفترة التي تحدث عنها التقرير الصحفي .
التبرير الذي ساقه التنظيم على ندمه الظهور بشكل علني في الموصل كان خاضعا، في مستوى معين من مستوياته ، لمنطق هذا التنظيم ونمط تفكيره الذي يتحرك منذ تاسيسه ولحد الان وفقا لمنهج مرسوم خاص به شذّ به حتى على نظرائه من التنظيمات المسلحة، اذ اوضح التنظيم بانهم كمجموعة مسلحة مسيطرة اصلا على الموصل "بالخفاء" ويديرون كل خيوط اللعبة فيها ! فلماذا يظهر للعلن ؟ ويجعل من القوات الامنية تتنبه له وبالتالي تستعد لقتاله والتحشيد له...ومن الممكن بعدها ان يخسر معركته وعناصره التي يجندها من اوربا وبقية الدولة ؟
ماساقه التنظيم في التقرير السري المنشور حول ظهوره العلني أكدته صحيفة التايمز وبقلم الكاتبة كاثرين فيليب التي اشارت الى ان تنظيم داعش يستحصل من الموصل، قبل ان تسقط بين يديه بالطبع، حوالي مليون دولار شهريا، ومن هذه الاموال يموّل الكثير من العمليات الارهابية التي يقوم بها في العراق وسوريا.
وعلى الرغم من اعتراف التنظيم بخطأ الظهور علنياً في الموصل الا انه عاد مرة اخرى ليقوم في العاشر من حزيران الحالي، وتنفيذا لأوامر دول اقليمية وبتعاون اطراف سياسية معروفة في العراق ، باحتلال محافظة الموصل، وبذلك خرج التنظيم من ستراتيجية الهجوم والاختباء التي كان يقوم بها سابقا الى الهجوم والمواجهة واحتلال المناطق والمدن بطريقة " طلسمية" و " غرائبية" تخفي بين ثناياها الكثير من الاسرار والمؤامرات التي سيتم كشفها يوما ما.
الغرور "الداعشي" الذي اصابه بعد سقوط الموصل بهذه السرعة والعجرفة " الايمانية" التي انتابته بعد الاجتياج المفاجئ أدى به الى اصدار بيان قراءه المتحدث باسمهه المدعو ابو محمد العدناني دعى فيه انصاره الى الزحف الى بغداد واسقاط المالكي وحكومته، وشدد على ان الهدف من تحركاتهم ليس الوصول الى بغداد بل الى " كربلاء المنجسة والنجف الاشرك " على حد تعبيراته التي تكشف عن اهداف طائفية مقيتة وغايات ارهابية ومساعي استئصالية تخفيها حقيبة عملهم الاجرامية.
الغلطة" الداعشية " الحالية، ادت مبدئيا الى جملة من النتائج الواضحة التي ستنعكس، بل انعكست، مضموناتها ومايترتب عنها ضد داعش وسياسته الاجرامية وكل برامجه التي يخطط لها، بالاتفاق مع الاحزاب والكتل السياسية التي مارست المهادنة حينا والحياد حينا اخر معه، فيما يلي بعض منها :
اولا : دفع المرجعيات الدينية الشيعية الى اصدار فتوى جهاد " كفائي" لكل مواطن قادر على حمل السلاح من اجل مواجهة هذا التنظيم الارهابي، وهو ما ادى الى تطوع آلاف الاشخاص من وسط وجنوب العراق، استجابة لفتوى المرجعية الدينية لحماية مناطق العراق من زحف داعش، وهو الامر الذي عزز من معنويات الجيش وصلّب عوده وارادته العسكرية.
ثانيا :توحيد الموقف السياسي الشيعي الذي شهد في السنوات الاخيرة تشرذما كبيرا وخلافات خطيرة وانقسامات حادة وعدم اتفاق على العديد من الاراء والمواقف السياسية ما دفع الكتل الاخرى، وحتى الكثير من الدول الشقيقة !، للمراهنة على هذه الخلافات من اجل شق وحدة الصف الشيعي وتحقيق اجنداتها على حساب المكون الشيعي.
ثالثا:اعادة الاهتمام الدولي والاقليمي والعربي بالعراق، وعلى نحو ادق، بما يجري على الساحة العراقية من مؤامرات وخطط ارهابية تقودها التنظيمات المسلحة في العراق، وبالتعاون مع دول عربية تحاول تخريب العملية السياسية فيه منذ 2003 ، وهو ما أعاد ، وعلى نحو سريع، تشكيل رؤية دولية واقليمية موحدة ضد داعش وتمدده الجغرافي في العراق، اذ شعرت تلك الدول بخطر هذا التنظيم وبخططه الاجرامية وماينوي القيام به بعد ان يسيطر على الاوضاع في بعض مناطق العراق التي استباحها، وماحدث من رسائل ايجابية وغزل واضح بين الجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة حول امكانيات التعاون لمواجهة الخطر المحدق بالعراق يوضح هذه النتيجة التي دفعت الصحفي البريطاني باتريك كوكبيرن الى كتابة عنوان كبير المغزى في صحيفة الاندبندنت البريطانية يوم الاثنين الماضي يقول فيه " الولايات المتحدة تصطف مع ايران لمحاربة داعش!" .
رابعا: عززّت جبهة العراق الوطنية وامست الكتل السياسية المختلفة بعضها مع بعض في موقف سياسي متقارب من حيث رؤيتها للخطر الذي يهدد العراق ووحدته متمثلا بداعش ، مع استبعاد بعض الاراء السياسية الشاذة لكتل سياسية تدعم الارهاب وقواه الظلامية من اجل تحقيق مكاسب واغراض سياسية غير اخلاقية سوف يتم محاسبتهم عليه عاجلا ام اجلا.
لهذه التنظيم اخطاء بل خطايا اجرامية كبرى بحق الانسانية تعدّت حدود الوصف وتقف اللغة احيانا عاجزة عن الحديث عنها، لكن هذا الخطأ الجديد المتمثل باحتلال الموصل سيكون له ، من الناحية الاستراتيجية ، تداعيات ونتائج اخطر وامضى من غيرها من الاخطاء التي يرتكبها على مستقبل التنظيم الحالم بولايات ودولة اسلامية وهمية !!!



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقبولية أم لغة الارقام ؟
- ماهو نوع شخصيتك في الفيسبوك ؟
- مهزلة جديدة ...تحالف عالمي ضد الشيعة !
- ليس باللافتات وحدها يُنتخب المُرشح !
- نواب الفيسبوك...واقنعة العصر الرقمي !
- البحرين تُمجد صدام حسين...يالعاركم !
- الطائفية الرقمية ....الجزء الرابع
- الطائفية الرقمية/ الجزء الثالث
- الطائفية الرقمية ....الجزء الثاني
- الطائفية الرقمية ......قراءة في تحولات مفهوم الطائفية / الجز ...
- العري المجتمعي في أزمة الانبار !
- صحيفة الشرق الاوسط...لقد بلغ السيل الزبى !
- العرب والخوف من زيارة المالكي لواشنطن !
- نواب يغشون..فكيف يحاربون الفساد!
- لماذا لم يستقل عراقي من قناة الجزيرة ؟
- عار اعلامي جديد ...آنيا ليوسكا !
- 6 فوراق بين عراق 2003 وسوريا 2013
- التصريح بالولاية الثالثة...أولوية سياسية خاطئة
- ائتلاف دولة القانون...خسارة الربح !
- التيار الصدري أمام الامتحان الأصعب


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - غلطة داعش الثانية !