أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي الأسدي - هل يستتب السلام العالمي .... ؟؟















المزيد.....

هل يستتب السلام العالمي .... ؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 23:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



قبل أسابيع احتفل في موسكو ودولا قليلة أخرى بالذكرى التاسعة والستين ليوم النصر على ألمانيا النازية عام 1945، لكن كثيرا من الدول والشعوب تناست المناسبة وربما تجاهلتها. ومن شاهد الاستعراض الشعبي والعسكري الفخم للقوات الروسية في الساحة الحمراء للمرة الأولى لابد شعر بالاعجاب لأجواء الاحتفال كأي مناسبة عابرة لكن ليس لذكرى النصر ، لأنهم ببساطة لم يعرفوا الكثير عن المناسبة وليس لهم أدنى فكرة عن ثمن النصر الذي دفعته الدولة السوفييتية السابقة. وحتى الذين سمعوا عن تضحيات الشعب والجيش السوفييتي في الحرب العالمية الثانية من أبائهم أو أجدادهم لا يدور بخلدهم ربما أن دولا في عالم اليوم قد تجرأ على اعادة الكرة والتسبب بحرب عالمية جديدة. لمناقشة هذا الاحتمال الذي يبدو مستحيلا سيتطرق هذا المقال الى بؤرتي توتر تبدوان غير ذي بال لكنهما يشكلان أخطر تحد للسلم العالمي منذ نهاية الحرب الفييتنامية بداية سبعينيات القرن الماضي. الأولى في الشرق الأقصى حيث الصين الشعبية واليابان والكوريتان ، أما الثانية ففي أوربا وتحديدا في أوكرانيا حيث المواجهة الدائرة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية. لكننا سنبدأ بمناقشة بؤرة التوتر في الشرق الأقصى .

ففي شرقي وجنوب شرقي آسيا نسمع بتراشق اعلامي ساخن واستعراضا للقوة في المياه الاقليمية حيث الصين الشعبية واليابان وكوريا الجنوبية والفييتنام والفلبين واندونيسيا ، لكن لم يسع أحد للتوسط في تهدئة الأجواء هناك ، ولم تجرِ محاولات لتقريب وجهات النظر حول المسائل موضوع النزاع بين الدول المشار اليها. النزاع ليس وليد اليوم ، بل مضت عليه عقودا من الزمن يعود بعضها الى القرن التاسع عشر. وسبب النزاع ادعاءات بمياه اقليمية وجزرا تعلن الأطراف ملكيتها لوجودها ضمن منطقتها وحدودها الجغرافية وكل طرف يحاول فرض وجهة نظره على الطرف أو الأطراف الأخرى.

ويبدو أن الأطرف جميعها غير واعية تماما لما يمكن أن يكون سببا لكارثة انسانية ، فاساءة تفسيرالمواقف وتجاهل التحالفات الاقليمية السياسية والعسكرية قد يكون الشرارة التي تشعل الهشيم. واذا ما أخذنا بالاعتبار مطالبة اليابان لروسيا باعادة الجزر التي احتلتها خلال الحرب العالمية الثانية فان المشكلة ستزداد تعقيدا. فالجزر موضوع النزاع مع روسيا تنصرف الى مجموعة من الجزر وليس الى جزيرة واحدة . والجزر هي كوريل ، وايتوروفو ، وكوناشيفي ، وشيكوتان ، وهابومي ، وساخالين ، وقد أقامت روسيا هناك قاعدة عسكرية ضخمة ومنطقة مأهولة يزاول سكانها نشاطات اقتصادية بصورة طبيعية ، فالروس يعتبرونها جزء من أمنهم القومي رغم احتلالهم لها ابان الحرب قبل استسلام اليابان للحلفاء في آب - أغسطس عام 1945.

أما الخلاف بين الصين واليابان فيمتد عميقا في تاريخ البلدين وبصورة خاصة منذ عام 1930 عندما غزت اليابان الصين واحتلت الجزء الأكبر من أراضي الصين وعززته خلال الحرب العالمية الثانية وعاملت شعبها بدونية وعدوانية صعبة الوصف تركت جروحا لم يكن من السهل اندمالها. الجزر موضوع الخلاف كانت تحت السيطرة اليابانية منذ 1895 ، وبعد الحرب وضعت تحت الادارة الأمريكية ، وفي عام 1972 تخلت عنها لليابان. الجزر التي تطلق الصين عليها بجزر دياويو تسميها اليابان بجزر سينكاكاو رفعت حدة التوتر بين البلدين الى مستويات خطرة بعد أن اعتبرت الصين ان تلك الجزر تابعة لها. وتأكيدا للادعاء أمرت الصين كافة الطائرات الأجنبية التي تنوي عبور الأجواء فوق الجزر المعنية أشعار الرقابة الجوية الصينية مسبقا قبل المرور في سماء المنطقة. لكن الولايات المتحدة تجاهلت التعليمات الصينية واستمرت بارسال طائراتها العسكرية للتحليق في أجواء المنطقة بطلعات قصد بها اذلال الصين والتذكير بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن حلفائها. ( peter )

رسالة الدعم الأمريكية لليابان هذه موجهة كذلك لكل دول المنطقة التي لها مشاكل حدودية مع الصين مثل الفلبين واندونيسيا وفييتنام. ومما زاد التوتر في المنطقة أكثر الأزمة السياسية الحادة التي انفجرت في الشهور الماضية بين الصين والفييتنام. أزمة لم يشهدها البلدان منذ غزو الفييتنام لكمبوديا والاطاحة بنظام بول بوت الوحشي الموالي للصين بداية الثمانيات وما تلاه من مناوشات حدودية بين البلدين. لكن النزاع الأشد خطورة هو بين الصين واليابان الذي استغلته الأخيرة للخروج من عزلتها الدولية ووظفته لبناء استراتيجية العودة الى الساحة الدولية بأسرع ما يمكن من الوقت.

وتنفيذا لتلك الاستراتيجية دخلت اليابان في سباق مع الزمن لاعادة بناء قدراتها العسكرية ، وفي هذا يكمن الخطر الأعظم. فكلنا يتذكر كيف استطاعت النهوض من تحت انقاض الحرب العالمية الثانية وأعادت بناء اقتصادها لتحتل بجدارة مرتبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم وبصناعة تضاهي أكثر الدول الصناعية تقدما. لقد تجاوزت الصناعة اليابانية ألمانيا وبريطانيا في أقل من ثلاثة عقود ، والآن وبعد أن اعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لليابان لدخول ميدان الصناعة العسكرية التجارية فان ميزان القوى سيتغير لصالحها ليس فقط في محيطها الجيوسياسي بل على المستوى العالمي. وعلينا أن نعلم انها ما كانت ستدخل هذه المنافسة لولا التخطيط الأمريكي لوضعها على الطاولة ليس فقط وجها لوجه مع الصين بل في مواجهة روسيا الاتحادية.

فللمرة الأولى في تاريخ اليابان تشارك في المعرض العسكري الذي يقام كل سنتين في باريس الذي ستشارك فيه أهم شركات صنع الاسلحة اليابانية وهي توشيبا وميتسيو بيشي وكاواساكي لعرض نماذج من منتوجاتها والتعاقد مع بلدان العالم على بيع أخر ما تنتج من أسلحة. ان التغير الجديد في سياسة اليابان الخارجية يوجه رسالة غير سارة لأنصار السلام في العالم فهي ان دلت على شيئ فهي دليل على تخلي اليابان عن سياسة التعايش السلمي التي انتهجتها بعد الحرب العالمية الثانية. أما الرسالة الثانية غير السارة فهي العودة اليابانية غير المتوقعة كلاعب دولي في في ميزان القوى الاقليمية في محيطها المكون من دول لا تنظر باطمئنان نحوها كالصين الشعبية وكوريا الجنوبية والشمالية وبالعكس.

أما العلامة الثالثة والأكثر شؤما وهي ان الولايات المتحدة ما كانت ستسمح لليابان دخول ميدان التسلح لولا رغبتها في وجود قوة دولية جديدة تقوم بالحراسة في المنطقة نيابة عنها. الولايات المتحدة تعرف جيدا قدرة اليابان على التحول الى قوة نووية حليفة عند الحاجة لردع كلا من الصين وروسيا. المتغيرات الثلاث المشار اليها أعلاه ستدفع دول شرق وجنوب شرقي أسيا الى سباق تسلح غير مسبوق على حساب جوع وفقر مئات الملايين من شعوب آسيا والعالم وبذلك تثبت الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى انها لم تغادر تاريخها الامبريالي أبدا.

فخلال الخمسين عاما الماضية ركزت اليابان حول اقتصادها الداخلي ودفاعاتها الداخلية ، أما دخولها الى ميدان التنافس التجاري في الانتاج العسكري فان وجد فلا يستحق الذكر. لكنها الآن ترفع المنع على صادرات السلاح الى الخارج وتتعاون مع كل من بريطانيا والولايات المتحدة في تطوير مختلف الأسلحة. ومن دون شك ان ما ينشر في الاعلام لا يعكس ما هو سر من أسرار الدولة وما هو من أسرار التحالف الغربي ويعني هذا ان وراء الكواليس وتحت القبية ماهو أعظم. وبالنسبة للولايات المتحدة تشكل الأحداث حول الصين قلقا يستحق منها اعادة توزيع سفنها العسكرية في المنطقة وتعزيز قواتها في قواعدها العسكرية في المنتشرة في اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وتمتين علاقاتها مع دول المنطقة التي لها اتفاقات عسكرية معها.

على كل حال سننتظر مع بقية العالم المعرض القادم في باريس ، لكن علينا أن نأخذ بالاعتبار ان اليابان ستعرض منتجاتها العسكرية الشائعة الأكثر تقدما بنفس الوقت ستبقي أسلحتها الأكثر تدميرا خارج النظر تماما حماية لأمنها القومي. فالاتفاقات التي وقعتها بعد استسلامها للدول المنتصرة في الحرب فرضت عليها عدم تطوير اسلحة هجومية وان يقتصر انتاجها على الأسلحة التي تمكنها من الدفاع عن النفس بما فيها الجوية والأرضية والبحرية.

فوفقا لتلك الاتفاقات أمكن لها أن تحتفظ بـ 300 طائرة مقاتلة وصواريخ مضادة للصواريخ الباليستية وعلى 240000 ألف عسكري وثلاث حاملات طائرات و40 مدمرة. لكنها منذ خمس سنوات تعيد دراسة الوضع الأمني في محيطها من حولها. فكوريا الشمالية قامت بتجارب على السلاح النووي والصواريخ الحاملة لها بعيدة المدى. روسيا أصبحت في السنين الأخيرة أكثر نشاطا في الشرق الأقصى وحيث قاعدتها العسكرية في جزر كوريل وساخالين دون اشارة على استعدادها للتفاوض للانسحاب منها. أما الصين فان ميزانياتها العسكرية في تزايد باضطراد منذ عام 1989 وبالمقارنة بالصين فان ميزان القوة بين البلدين يميل لصالح الصين بنسبة 1: 4.
ونظرا للموقف الصيني والقلق الذي يساور اليابان واندونيسيا والفلبين والفييتنام فقد قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجولة زار خلالها بعض دول المنطقة لطمأنتها بالوقوف الى جانبها. وبنتيجة الوضع السائد ونتيجة لنصائح الولايات المتحدة ستقوم دول المنطقة بزيادة ميزانياتها العسكرية وتحديث قواتها وأسلحتها ، وهو أمر يصب في مصلحة الاقتصاد الأمريكي ، لأن الطاقات الانتاجية لمصانع السلاح سترفع الى أقصاها لتواجه طلبات تلك الدول على السلاح. وبالنسبة للعلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية التي شهدت توترا أيضا بسبب ما تعتبره كوريا الجنوبية احتفاظ اليابان السيطرة على جزر في مياهها الاقليمية. لكن الادعاءات الكورية لم تثر كثيرا من الاهتمام من قبل الساسة الأمريكيين ، بل يتم تجاهلها لأن الدولتين عضو في حلف الأطلسي وبالتالي فقد عوملت المشكلة كونها نزاعا بين شقيقتين.

يحاول البعض تشبيه الوضع السائد حاليا في جنوب شرقي أسيا بالوضع الذي كان سائدا في أوربا عشية الحرب العالمية الأولى، فألمانيا حينها كانت القوة الصاعدة كما هو الحال مع الصين الشعبية اليوم ، حيث تحاول تعويض ما أصابها من ظلم وقهرخلال العصور الماضية. لكن الصعود الألماني حينها قد كرس لاحتلال أراضي الغير واستغلال مواردها الاقتصادية لاغراض استعمارية وهذا يتنافى تماما مع ما تحاول الصين التوصل اليه مع الدول التي لها مشاكل حدودية على اليابسة أو في المياه الاقليمية. ليس للصين أية أطماع في أراضي ومياه الغير وما تعمل من أجله هو استعادة حقوقا تم اغتصابها عبر الهيمنة الاستعمارية في عهود سابقة لم تكن قادرة على الدفاع عن أرضها وشعبها.

لكنها تمكنت في نهاية المطاف من تحرير البر الصيني عام 1949 بفضل قيادة الحزب الشيوعي الصيني وبمشاركة كافة قوى الشعب الصيني في أطول ثورة في التاريخ استغرقت أكثر من عشرين عاما. وتحاول الصين منذ تحررها لحد اليوم استعادة ما اقتطع من أراضيها ومياهها بالوسائل السلمية منذ اقامة تظامها الاشتراكي عام 1949. الصين الشعبية تدرك انه في ظل توازن القوى الدولية الحالي تفقد القوة مغزاها القائم على العنف والقهر المعبر عنه بمقولة " ما أخذ بالقوة لا يستعاد الا بالقوة ". فمقولة كهذه غير واقعية في عالم اليوم ، لقد حاول العرب تنفيذها لاستعادة فلسطين وفشلوا مرات ، لأنهم ببساطة لا يؤمنوا بالوسائل السلمية ولا يجيدوا سياسة التحالفات التي أثبتت جدارتها لحل المسائل المختلف عليها. ليس العرب وحدهم من سلك الطريق الخطأ ، فقد جربته الارجنتين لاستعادة جزر الفوكلاند في البحر الباسفيكي وفشلت ، وحاولت اسبانيا استعادة جبل طارق وفشلت أيضا ، كما حاولت المغرب استعادة مدينتي سبته ومليلة المهيمن عليها من قبل اسبانيا ولم توفق.

توازن القوى الحالي في العالم هو توازن الرعب ، ولمن يتناساه أو يتجاهله مصيره الفشل لا محالة ، ولو لم يعجل جوزيف ستالين القائد السوفييتي وبطل الحرب العالمية الثانية بحيازة القنبلة النووية لتخلص منه حلفاءه بريطانيا والولايات المتحدة في ظرف أيام معدودة. ولو لم يفعل ذلك لتم تجاهل بطولات الجيش الأحمر في دعم الأمريكيين والتعجيل في دحر الجيوش اليابانية في شمال وجنوب وجنوب شرقي أسيا وتحرير أوربا من احتلال ألمانيا النازية واستسلامها للجيش السوفييتي. الصين غير متعجلة في موضوع تحرير ما تبقى من وطنها في أيدي الامبرياليين فقد استعادت هونك كونك من البريطانيين عبر المفاوضات ، وتوصلت الى خطة سلام مع جزيرة تايوان. الصينيون ينفذون سياسة النفس الطويل التي اتبعها الزعيم الصيني الخالد ماوتسي تونغ ، فثورته لتحرير الوطن الصيني استغرقت أكثر من عشرين عاما وعلى طريق زعيم الصين يسير الصينيون من بعده.

أما بؤرة التوتر الأخرى التي تهدد السلام العالمي فهي في أوربا. فمن تابع الانتخابات المحلية في دول الاتحاد الأوربي الـ 28 التي جرت في 25 مايو-أيار الماضي لاحظ الفوز الساحق الذي حققته الأحزاب اليمينية المتطرفة على الاحزاب السياسية العريقة من المحافظين والاحزاب الاشتراكية الديمقراطية في كل من دول الاتحاد وبخاصة في فرنسا وبريطانيا. ولا شك تابع القراء مجريات الانتخابات تلك وما يجري من تطورات سياسية في البلدان الأوربية الأخرى كهولندا والدول الاسكندنافية والأوربية الشرقية بما فيها أوكرانيا. فهذه الأخيرة تعكس الصورة الحقيقية لما حدث في الدول الأوربية الأخرى و في دول خارج أوربا ايضا عشية الحرب العالمية الثانية عندما شاعت الاتجاهات النازية والفاشية وما ارتبط بهما من تطهير عرقي ضد الشعوب والاقليات السامية وغير السامية.

فمن أوربا انبعثت شرارتي الحرب العالمية الأولى والثانية ، ومنها انطلقت جيوش النازية الألمانية والفاشية الايطالية مسببة الخراب لمئات المدن وعشرات آلاف القرى والموت لملايين الناس. نتائج انتخابات الاتحاد الأوربي جاءت انعكاسا لما يجري حاليا على الساحة الأوكرانية. فالولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بالتعاون الوثيق مع القوى الفاشية والنازية الجديدة تخوض صراعا خطرا ضد روسيا الاتحادية التي تدفع دفعا للدفاع عن أرضها وشعبها ومصالحها الحيوية دون حساب للنتائج الوخيمة التي تترتب على ذلك. وتحذير الاتحاد الأوربي الأخير حول المشاعر اليمينية المتطرفة التي تصاعدت حدتها في أوكرانيا لم يأتي دون دراسة معمقة للحالة الأوكرانية والأوربية. فقرار الاتحاد الأوربي رقم 2889 الذي اتخذه في 13-12-2012 قد تنبأ مسبقا بما جرى في 25 مايو- أيار الماضي. حيث جاء فيه ما يعتبره كثيرون انذارا مسبقا للقوى الخيرة في أوربا والعالم لما يمكن أن يكون كارثة أوربية جديدة :

" البرلمان الأوربي شديد القلق بشأن تصاعد المشاعر القومية المتطرفة في أوكرانيا المؤيدة لحزب الحرية والتي بنتيجتها سيدخل أحد الحزبين القوميين الجديدين المجلس النيابي الأوكراني ( Verkhovna Rada ). الحزبان يرفعان شعارات عنصرية وضد السامية بما يخالف قيم ومبادئ الاتحاد الأوربي ولذلك ندعو الأحزاب الموالية للديمقراطية في مجلس النواب عدم تأييد أو الائتلاف مع هذه الأحزاب."
لكن الاتحاد الأوربي توقف عند تلك العبارات التحذيرية ، ولم يستنكر أو يحتج على الاطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب شعبيا وديمقراطيا ، وأكثر من ذلك شارك بفعالية وحماس غير مسبوقين لدعم القوى النازية الجديدة في الاستيلاء على السلطة واحتلال مؤسسات الدولة والهيمنة على مراكز الاعلام في البلاد. ولم يحتج ولو برمشة عين على اعتداء النازيين الجدد من حزب الحرية وحلفائه على أعضاء مجلس النواب ممثلي الحزب الشيوعي الأوكراني وثم طرده ومنعه من دخول المجلس للمشاركة في مناقشة هموم شعبه والدفاع عن المصالح الوطنية لشعب أوكرانيا وطبقتها العاملة. فسلطة الاتحاد الأوربي وبرلمانه مشاركون ومسئولون مسئولية مباشرة عما جرى ويجري وما سيجري من تعطيل للديمقراطية وسفك للدماء في ذلك البلد الذي كان يعيش بسلام قبل تدخل الولايات المتحدة المباشر في فرض عصابات اليمين المتطرف على السلطة فيه.

لكن ما تخشاه أوربا وبخاصة الاتحاد الأوربي لا يخيف الولايات المتحدة ولا يشعرها بالقلق ما دام الذي يحدث في أوكرانيا خاصة يتم بعلمها ودعمها , وما يحدث في أوربا يبعد عنها بحوالي ستة آلاف كم ، ولولا الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربور في شباط 1942 ابان الحرب العالمية الثانية لما استجابت لتوسلات ملك بريطانيا حينها جورج السادس للمشاركة في الحرب الى جانب بريطانيا. ومع ذلك لم تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية قرارها بالمشاركة في الحرب الا بعد عام 1943 وبعدما بدى واضحا أن السوفييت يطاردون الجيش الألماني الفار كالفئران نحو جحوره في برلين. النازيون الجدد يرفعون رؤوسهم عاليا بدون خوف ويتحركون بكل حرية في عدد من البلدان الأوربية والشرق الأقصى ، وربما قريبا في مناطق أخرى من العالم.
علي الأسدي





#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة البابا فرانسيس الأول .... لفلسطين المحتلة....؟؟
- روسيا ... في الاستراتيجية الأمريكية القديمة الجديدة .،،،،
- العراق ... وآفاق التغيير...،،،،
- تضامنا مع ... الحزب الشيوعي الأوكراني
- لماذا يعشق الأمريكيون ... الحروب الباردة ... ؟؟
- محاكمة ميخائيل كورباجيف ..... !!!
- ما وراء الكواليس ... في الأزمة الأوكرانية ..؟؟
- أوكرانيا... بين أخوة روسيا .. وصداقة الغرب...؟؟
- أوكرانيا .... آخر دفاعات روسيا ....؟؟
- روسيا والغرب .. وعود خائبة ... وسهام في الظهر ... (الأخير)
- روسيا والغرب .. وعود خائبة .. وسهام في الظهر...(1)
- الاقتصاد الأمريكي ... وفرص الانتعاش الوهمية .. (الأخير)
- العراق ... و مقاومة الارهاب الفاشي
- الاقتصاد الأمريكي ... وفرص الانتعاش الوهمية .. ..(1)
- هل آن الأوان ... لتحقيق السلام في سوريا ....؟؟
- الرأي الآخر ... حول حصول ايران على ...- القنبلة النووية - .. ...
- ايران النووية ... في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ....(الأ ...
- ايران النووية ... في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ....(2)
- ايران النووية ... في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ... (1)
- حول : - مانيفيستو القرن الواحد والعشرين - ... للرفيق فؤاد ال ...


المزيد.....




- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي الأسدي - هل يستتب السلام العالمي .... ؟؟