أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأسدي - زيارة البابا فرانسيس الأول .... لفلسطين المحتلة....؟؟















المزيد.....

زيارة البابا فرانسيس الأول .... لفلسطين المحتلة....؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 00:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تشكل العقيدة الدينية في المجتمع الاسلامي جزء غالبا في الثقافة الجمعية لأفراده بصرف النظر اذا كان أولئك الأفراد ملتزمين أو غير ملتزمين بكل أو بعض تعاليم هذه الديانة. وكأي ديانة أخرى في العالم حُملت من الطقوس والتعاليم والتفاسير والاجتهادات ما يرتقي بها الى الشعوذة والخرافات التي لا يربطها بأصول الديانة ومصادرها الأم أي رابط. ولست هنا لأقيم هذا الدين أو تلك الطقوس أو ذلك المعتقد أو تلك المقولة أو ذلك التفسير لحديث أو رواية دينية فلست متدينا ولا فقيها يمنح لنفسه الحق في اصدار الأحكام بالخطأ والصواب.


ما أود اثارة الاهتمام نحوه هو أن القادة الدينيين الاسلاميين المعترف بهم محليا وعالميا لم يستخدموا مواقعهم كما ينبغي كقادة لمجتمعاتهم في توظيف مبادئ الاخاء والتسامح التي يؤكد عليها الاسلام لتحسين العلاقات وبناء الثقة بين مكونات مجتمعهم أو مع المجتمعات والأديان الأخرى في العالم سواء كانت سماوية كما يعتبروها أو غير ذلك وينطبق هذا على العراق خاصة وعلى البلدان الاسلامية الأخرى على حد سواء. فمن وجهة نظر هذا المقال ان جميع الأديان لم تنتشر ويؤمن بها البلايين من البشر لولا يقينهم بانها رابطتهم بخالقهم الذي يجدون فيه ملاذهم الروحي رغم اختلافهم على تسميته وتصوراتهم عن هيئته ومكان وجوده وسبل التعبيرعن تبجيله وطاعته. ومع اختلاف الواجبات والتعاليم والطقوس الدينية التي تمارسها المجتمعات في العالم للتقرب منه وكسب رضاه هي في واقع الحال لغة تخاطب مشتركة يمارسها كافة أتباع الديانات في العالم دون استثناء.

الرموز الدينية الاسلامية كقادة روحانيون لمجتمعاتهم لم تضطلع بدور يذكر في حل المعضلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجه تلك المجتمعات وخاصة الفقراء والكادحين سواء تلك التي لها علاقة بأجور وظروف العمل أو بالحياة السياسية وانعدام الحريات وحقوق الانسان التي يحيون ويعملون في ظلها. فلم يتدخلوا لتحسين أو لضمان شروط الحياة الكريمة لقوى العمل في حين ما يزال لحد اليوم أناس يعملون ويسكنون في ظل استغلال بشع سواء من قبل أرباب العمل في الحقل أو في ورش العمل بدون حماية أو رقابة الدولة. ولم يسمع لهم صوت في مطالبة الدولة في تخفيف التفاوت بين الفقراء والأثرياء أو العمل من أجل توزيع عادل للثروة والدخل في المجتمع. ولم يمارسوا أي ضغط على السلطات الحكومية والأحزاب السياسية ما أمكنهم لوضع التشريعات المناسبة التي تمنع الاستغلال وتعاقب ممارسيه اذا تجاوز تلك التشريعات. واذا كانت بعض القيادات الدينية قد مارست نشاطا في هذا الحقل أو ذاك في المجال المحلي فانها لم تقم بأي نشاط لمعالجة الظاهرة على النطاق العالمي.

أما في المجالات السياسية والانسانية على المسرح الدولي فان سجلها أكثر فقرا اذا ما قورن بسجل قادة الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان ، فهذه لم تتواني عن لعب دورها في مجالات حيوية سياسية واجتماعية دولية كالدعوة للسلام والتآخي بين الشعوب والأديان والثقافات. فرغم تقدم العمر الذي عليه تلك القيادات تقوم بتلبية الدعوات للقيام بزيارات رسمية للعديد من دول العالم حيث تحاط بتكريم زعمائها والاصغاء الى ما تقول بكل اهتمام. الساحة الدولية بدون شك ميدانا مناسبا مفتوحا للعمل على تعزيز السلام الاقليمي والعالمي.

فبابا الفاتيكان الحالي الأرجنتيني المولد الذي استلم الكرسي البابوي قبل حوالي الشهرين وعرف بأسم فرانسيس الأول هو في واقع الحال ليس اسمه الحقيقي فهو اسم اختاره هو أما اسمه الحقيقي فهو خورخي ماريو برغوليو. البابا فرانسيس الأول هو أول رجل دين غير أوربي يشغل كرسي البابا منذ 1200 عاما أما آخر بابا غير أوربي فكان سوري المولد واسمه غريغوري الثالث الذي شغل الكرسي في الفترة 731- 741.

البابا فرانسيس الأول قام بزيارات لعدة دول كانت أخرها الى الأردن وفلسطين واسرائيل ، الزيارة لتلك المنطقة بحد ذاتها تعتبر رسالة مهمة وعظيمة المغزى في موضوع النزاع الفلسطيني الاسرائيلي الذي يستمر للعام الخامس والستين اذا ما أخذنا بالاعتبار أنها جاءت بعد عشرة أسابيع فقط من انتخابه لهذ المنصب المهم. لقد دعا خلال زيارته الطرفين لحل الخلافات واقامة الدولة الفلسطينية. وهي وان كانت موجهة بشكل خاص لزعماء اسرائيل بكونهم العقبة الرئيسية في حل المشكل الفلسطيني فهي في الوقت نفسه موجهة لحلفائها وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية الحاضن والداعم لها.

بدون شك كانت الزيارة قوة ايجابية داعمة للشعب الفلسطيني في كفاحه الصبور والطويل من أجل نيل حقوقه في وطنه واقامة دولته ووضع حد لنظام لم يماثله في قسوته ووحشيته غير النظام العنصري السابق في اتحاد جنوبي أفريقيا. سواء كان عبر التعامل اليومي مع المواطنين الفلسطينيين في حياتهم العادية أو بما أقامته من حواجز كونكريتية وأسلاك شائكة تعيقهم عن التواصل مع أبناء شعبهم في القرى والمجمعات السكانية . وكان لصلاة البابا فرانسيس الأول ووقفة الصمت التي أداها أمام جدار الفصل العنصري مغزى عظيما لا يناظره بأهميته عشرات الفعاليات الاحتجاجية التي تمارسها الجماهير الفلسطينية في ظل الاحتلال.

فالزيارة التي تقوم بها شخصية كبابا الفاتيكان للمنطقة لها أبلغ الأثر في حشد التأييد للحقوق الفلسطينية عالميا والتي سيكون لها وقعها المهم والمؤثر في المجتمعين الفلسطيني والاسرائيلي المتعاطف مع الحقوق الفلسطينية. علما بان زيارة البابا وخطبه يتابعها عشرات بل مئات الملايين من الناس في العالم. مثل هذا التقليد قام به أكثر قادة الكنيسة الكاثوليكية ، بينما لم يقم رمز اسلامي واحد بمثل هذه المبادرة منذ ظهور هذه المشكلة قبل خمس وستين عاما مضت بالرغم من ضرورتها. كان من الممكن أن يقوم قادة من مثل مفتي الديار المصرية أو رئيس جامعة الأزهر بزيارة مماثلة لفلسطين حاملا نفس رسالة البابا للشعب والحكومة الاسرائيلية داعيا لانهاء الصراع الذي طال أمده وبخاصة ان لمصر علاقات دبلوماسية وقنصلية وتجارية مع اسرائيل.

واذا كانت زيارة مفتي الديار المصرية غير مرحبا بها عربيا بسبب تشدد الجماهير المصرية والقيادات الدينية المحلية فيمكن ان يقوم بزيارة للعراق حاملا رسالة سلام الى المجتمعين الشيعي والسني واللقاء برموزهما على المستويين الديني والسياسي. زيارة كهذه لم يسبق لقائد ديني اسلامي بهذا المستوى أن قام بها للعراق لا في فترة الاحتلال الأمريكي ولا في الوقت الحاضر حيث تفجرت الخلافات وأعمال العنف من جديد بين متطرفي الطائفتين الشيعية والسنية. فزيارات يقوم بها شخصيات دينية سنية في ظل الأزمة التي يمر بها العراق حاليا ستكون مرحبا بها بالتأكيد خاصة اذا ما جرى التحضير لها جيدا كأن يكون لها خطة عمل أو خريطة طريق تتضمن سبل التوافق على برنامج تصالحي يضع حدا للاقتتال العراقي - العراقي لاحلال التسامح والتآخي وتوحيد الجهود لبناء الوطن وتعزيز النمو الاقتصادي لصالح رخاء كل أبناء الشعب العراقي.

واعتقد ان الوقت الحالي مناسب جدا للقيام بهذا المجهود لمحاولة وضع حد لاقتتال الأخوة لابعاد العراق عن الانجرار لحرب بالنيبة كالتي تجري في سوريا الشقيقة. واذا لم يقم القادة الدينيون بهذه المهمة وهي من واجباتهم الرئيسية فان وجود الدين ورجل الدين تفقد جدواها ، لأن الناس الذين لن يجدوا من يصلح بينهم سيواصلون الانتقام من بعضهم البعض وتعود الحياة بالانسان الى قوانين الغاب حيث القوي يقتل أو يستعبد الأخر الضعيف وهذا ما يجب عدم السماح به أبدا.
علي الأسدي - 28- 5 - 2014



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا ... في الاستراتيجية الأمريكية القديمة الجديدة .،،،،
- العراق ... وآفاق التغيير...،،،،
- تضامنا مع ... الحزب الشيوعي الأوكراني
- لماذا يعشق الأمريكيون ... الحروب الباردة ... ؟؟
- محاكمة ميخائيل كورباجيف ..... !!!
- ما وراء الكواليس ... في الأزمة الأوكرانية ..؟؟
- أوكرانيا... بين أخوة روسيا .. وصداقة الغرب...؟؟
- أوكرانيا .... آخر دفاعات روسيا ....؟؟
- روسيا والغرب .. وعود خائبة ... وسهام في الظهر ... (الأخير)
- روسيا والغرب .. وعود خائبة .. وسهام في الظهر...(1)
- الاقتصاد الأمريكي ... وفرص الانتعاش الوهمية .. (الأخير)
- العراق ... و مقاومة الارهاب الفاشي
- الاقتصاد الأمريكي ... وفرص الانتعاش الوهمية .. ..(1)
- هل آن الأوان ... لتحقيق السلام في سوريا ....؟؟
- الرأي الآخر ... حول حصول ايران على ...- القنبلة النووية - .. ...
- ايران النووية ... في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ....(الأ ...
- ايران النووية ... في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ....(2)
- ايران النووية ... في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ... (1)
- حول : - مانيفيستو القرن الواحد والعشرين - ... للرفيق فؤاد ال ...
- أسئلة.. حول .. الحركة الاشتراكية الأمريكية ... (الأخير)


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأسدي - زيارة البابا فرانسيس الأول .... لفلسطين المحتلة....؟؟