أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - ديمقراطية (اخليف)














المزيد.....

ديمقراطية (اخليف)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 15:18
المحور: كتابات ساخرة
    


اخليف امي لا يقرأ ولا يكتب وعمره ما دخل في مدرسة ، الا انه يسمع شيء اسمه ديمقراطية ، لكنه لا يعرف معناها وماذا يراد منها ، فيفسرها على انها تعني : ان كل شيء مباح للمواطن او للمسؤول . اخليف لا يمتلك شبرا واحدا في ارض الوطن ، حيث قضى معظم حياته في دكتاتورية الايجار . وحينما صار السقوط او الاحتلال، وحوسم من حوسم ، اخليف كان على رأس هرم المحوسمين ، اذ استولى على مساحة (300) متر وبناها بالبلوك ، تطبيقا الى الديمقراطية التي يفهمها . وصارت انتخابات ذات تصويت طائفي وفاز من فاز وتشكلت حكومات ، واخليف يسمع من الناس ومن التلفزيون بان معظم المسؤولين في الحكومة ، من وزراء وبرلمانيين ومستشارين ومدراء عامون وموظفين الكل تسرق وتخمط ( وانّا انزلناه في الجيب) ، والشارع العراقي متذمر من الوضع ويصرخ بأعلى صوته ، لكن بلا فائدة فالفساد قد وصل الى القمة ، واصبح ظاهرة معروفة لدى المسؤولين ، باستثناء اخليف فهو عنده الامور طبيعية جدا وعال العال ، وعندما يسأله احد عن هذه الحال يقول : انها الديمقراطية ! . اخليف يسمع من الشارع ومن التلفزيون ، بان القوى اليسارية يجب ان تصعد الى السلطة حالها حال اليمينية ، فيفرح ويأخذه الزهو ، لانه اذا جاع ينسى حتى نفسى فيتناول طعامه باليمنى واليسرى ، لا فرق ، هكذا يفكر . وظلت فكرة اليمين واليسار تراود اخليف في اليقظة وفي المنام ، معتقدا ان الاكل في كلتا اليدين هو تأكيدا على صعود اليمين واليسار الى قمة السلطة كي تتوازن الكفتين ، وتسير الامور على ما يرغب ويريد المواطن ، فهو لا يتحرج اذا اكل بيمينه ويساره ، المهم معادلة الكفتين . وقبل الانتخابات البرلمانية الاخيرة كان اخليف (يتحركن) ويحسب لها يوما بعد يوم في مسبحته ذات التسعة والتسعين خرزة ، وقد عاهد نفسه ووطنه وشعبه على ان يشارك في الانتخابات ويذهب ويصوت ، لان اخليف يمتلك حس وطني حقيقي ، لا مثل ساسة هذا الوكت (بوخة ...وبس دخانهم يعمي العيون ) وبتعبير القرآن : يقولون على الاوراق ما لا يفعلون ! ، بدليل هذه السنوات المنصرمة من حياة العراقيين ، اذ لم يحصلوا الا على مجرد وعود فارغة ، واحلام لا تطبق على ارض الواقع . اخذ اخليف بطاقته الالكترونية منذ الصباح الباكر ودخل المركز الانتخابي ، وسلمه الموظف المختص ورقة الاقتراع . اخليف داخ بالمعاملة ، فتناول القلم واشر علامة صح على اسم لا يعرفه من جهة اليمين وعلى اسم آخر على جهة اليسار . وحبر ابهامه الايمن وابهامه الايسر ، ووضع الورقة في الصندوق وخرج . اخليف علم فيما بعد ان صوته ضاع هدرا ..لا لليمين ولا لليسار .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبي لزوجة زيد : (سبحان الله مقلّب القلوب ) !
- هل الله فعلا خلق البشر للعبادة فقط ؟
- الاسلام ؛ ومقولة الائمة - الرؤساء من قريش
- القرآن يدعو للعنصرية
- النبي يترك اربعون جثة لم يوارها الثرى
- النبي يخبر بانحراف اصحابه
- كيف يصفي النبي خصومه ؟
- القرآن .. واختلاف الرواة في ترتيب نزوله
- النبي يهاب جماعة فيغدق عليهم اموالا
- جد النبي يحكم على احد اولاده بالإعدام !
- الموازنة : يللي اجلتوني يمتى تقروني
- ذكر الجنة والنار
- وهم الاعجاز القرآني
- خديجة تسقي اباها خمرا لتتزوج النبي
- النبي يتيما
- نبي الاسلام اكثر الانبياء زوجات
- ابن الكلبي ..وكتابه الاصنام (1)
- ام حسين الدلالة تفوز بالانتخابات
- القانون الجعفري ..اعادة سوق النحاسة
- معارضو محمد


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - ديمقراطية (اخليف)