أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - بين سبيلك وميركه سور مرة اخرى 12..














المزيد.....

بين سبيلك وميركه سور مرة اخرى 12..


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


بين سبيلك و ميركه سور مرة اخرى ..12
( اوراق على رصيف الذاكرة) 

كان جبل سفين يخيم على شقلاوه من كنفها الأيمن  ويطل عليها كنسر أسود يفرش جناحيه على امتادهما .جلسنا حول طاولة ملاصقة بشباك كبير .. اشار بيده النادل ببتثاقل فجاء مسرعا وقف أمامنا وظل النقيب ينظر اليه صامتا ثم قال : عرق.. هات قنينة عرق !! أردف : اسأل الدكتور ماذا يشرب ...قلت له هات لي عصيرا فنظر لي النقيب بسخرية ثم التفت الى النادل وهو يأمره  بان يجلب قنينتي جعة لي  ثم قال بسخرية بيره ! شراب معلمات !!
كانت رائحة العشب والأشجار تأتينا كلما فتح باب المطعم حيث تثيرها رشقات المطر.. كنت قد شممت عطر الليلك حين دخلنا حديقة الفندق من شجرة كانت مزروعة في مدخل الفندق .. وقفت لدقائق قربها متمتعا بذلك العطر الغريب .. مد يده الى ذراعي وجذبني وهو يقول : انت جندي !! لا مجال هنا للرومانسية والميوعة !!
كان نقيب د في الثلاثين من عمره لكنه يبدو لك أنه قد تجاوز الاربعين .. قلت له انك تكبرني ب خمسة اعوام !!
نظر في عيني طويلا ،  ثم قال بصوته الأجش: هل سمعت بحكاية (جبر) ؟! أردف ، ذاك الذي زار المانيا في غفلة من الزمن حيث اوفدته الجمعيات الفلاحية لكونه عضوا فيها ..فلاح من الجنوب المتخم بالالام والحرمان ،جنوب الطوفان واوتو نبشتم ونوح .. هذا الرجل وجد نفسه في المانيا .. زار مزارعها وتجول في مدنها وابحر في بحيراتها وسهر مع فاتناتها !! وقبل ان يعود زار احدى مقابرها !! وهناك وجد القبور محاطة بالأشجار والزهور وكل منها كتب مرمرتها فلان بن فلان ولد عام 1930 ومات عام 1969 عمره شهرين !! حين سأل عن هذا الخطأ في الحساب أجابوه بأن ذلك الشهر هو العمر الذي كان فيه مرتاحا وقضى فيه اجمل ايام عمره .. حينها التفت الى صاحبه موصيا اياه بان يكتب على قبره : جبر من ... امه الى القبر ...
اشعل سيجارة اخرى وأخذ يدخن وينفث الدخان فوق والذي جعل منه مايشبه مدخنة معمل طابوق عتيق..
- لقد اوفدت الى لندن بعد انتهاء الحرب، قال وهو يسحق عقب سيجارته بعنف في المطفأة .... امضيت هناك شهرا وانا أحاول اجتياز ذكريات الضياع والتيه لكنني لم استطع ، لم اطلب ان تكتب تلك العبارة على قبري لاني لم احس بطعم للحياة ولم انسجم مع أيامها . ولا زلت ....
قال لي وقد اتى على نصف قنينته .. لقد راقبتك منذ اليوم الاول لالتحاقك بالفوج وقد كان بودي ان اجلس معك طلبا للمساعدة لكنني لم ارتاح لك في الايام الاولى كطبيب لاني أحسدالاطباء وأكرههم ... لقد كنت اتنصت عن بعد الى حديثك مع الامر ...
قلت له وانا أتطلع الى سفين : لا ادري لماذا اشعر بالوحشة والاكتئاب كلما تطلعت الى هذا الجبل .. حتى المحطات لا يستطيع الراديو ان يلتقطها وحتى صور التلفاز تكون مشوشة .. هل يعود السبب لهذا الجبل ؟! أجبت على تساؤلي ؛ بالتأكيد لأن شقلاوه تقع في حضنه وتشرف قمته عليها !! 
ضعت في جبل كورك !! قال وكأن ذكر الجبل قد قدح في اعماق ذاكرته ذكرياته المرة ...
القتنا الحوامة ليلا في سفحه الشمالي بانتظار مدرعاتنا التي بدأت تشق لها طريقا لاجتياز الجبل ...وقعت قواتنا تحت رحمة القصف المدفعي المنطلق من حاج عمران .. لكنها استطاعت شق ذلك الطريق ... انقطع بنا السبيل وتفرقنا خوفا وتحسبا من اقتناصنا من قبل البيشمركه .. كنت اقود الفصيل الذي كان هدفه الاستطلاع، والقتال ان اضطرته الظروف ..اخترنا احد الكهوف ليكون نقطة التقائنا .. بقي معي جندي اللاسلكي وتوزع باقي الافراد وهم يتفرقون في المنطقة ... تم اكتشافهم في اليوم التالي من قبل البيشمركه ولم يعودوا لنا..  بعضهم قتل في مواجهة والآخر لم يعد له اثر..مكثنا أنا وجندي اللاسلكي ثلاثة ايام بلياليها في ذلك الكهف .. كنا نسمع اصوات البيشمركه قريبا منا لكن  الغريب انهم لم يهتدوا لنا ... نفذ ما لدينا من. ( أرزاق المعركة!!) خرجنا ليلا بعد ان وضعنا علامة على مخبأنا ودرسنا التضاريس التي تحيط به .. كانت هناك شجرة جوز ضخمة .. جمعنا مجموعة من الأحجار الغريبة الشكل حول مدخل الكهف وانطلقنا هائمين على غير هدى .. كان الجهاز قد توقف لسبب لم نعرفه .. لم نستعمله بحيث ان البطارية قد فسدت ، لكنه كان قد توقف ...
اشعل سيجارته وراح يرنو نحو قمة سفين .. قال وهو يتحسر .. كم تمنيت في حالات اليأس والحيرة ان امتلك شجاعة البغل ..!!
كنت قد انهيت لتوي دورة في القوات الخاصة وحدث ان نسبت للعمل في مدرسة الصنف ، لكنني وعلى اثر مشادة مع زميل لي من اقارب الحكومة نقلت الى وحدة متقدمة في الشمال .. تم تنسيبي فورا في احد الربايا على جبل سفين هذا لكي استبدل ملازما هناك ..
كانت الوسيلة الوحيدة للوصول الى الربية هي البغل !! للمرة الاولى امتطي بغلا ..!!

يتبع



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من لي سواك
- انت...
- قسم
- اه يا وطني
- يا..كمر
- أصدقاء
- الثور مرة اخرى
- الانتخابات تقترب ..ذيج السنه !!
- الانتخابات تطرق الأبواب ...
- التغيير ...!!!
- الأوغاد ...
- الكصاص .. عيد سومري
- السباع
- الى ..أنت !
- شقشقة ...
- ليلة غجرية
- ياوطن
- قطط وأشباح ...3
- وشم
- رباعيات متأخرة ..كاملة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - بين سبيلك وميركه سور مرة اخرى 12..