أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - معنى الرضا














المزيد.....

معنى الرضا


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 17 - 18:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لو استبعدنا الكائنات التي لا تعي وجودها، مثل النباتات، والكائنات التي لا تعي سوى غرائز البقاء مثل معظم الحيوانات، وتوجهنا إلى الكائنات التي طوّرت ذكاءا حوّل وهم الأنا الفردية فيها إلى واقع معقد من العلاقات والإرادات...كائنات "ذكية" مثل البشر
وقلنا لأي فرد منها : "تأمل وتجرد من أي غضب أو انفعال أو تشويش وأنصت لقلبك سائلا إياه: هل أنت راض ٍ؟"

لأنه كائن أفسده ترف الاختيار، وترف الكذب، فقد يختار أن يقول نعم وقد يختار أن يقول لا .... وعلى الأغلب سيقول، أنا راض نسبيّا، هناك نعمة، وهناك حرمان، وهناك سعي دائم نحو الأفضل ...

وهذه الإجابة تعني أنه ليس راضيا أبدا ... فهناك حرمان، ولو كان الأمر بيده لما حرم نفسه من شيء،،، ولأن الأمر ليس بيده، فهو لا يمكن أن يكون راضيا .... مهما صبّره الحصول على بعض اللذات عن حرمانه...

أما لو كنت إجابته "نعم وكفى" فهي ستنطلق بدافع العرفان للجانب الذي يرضيه في حياته، بدافع الحمد، وكل حامد هو طامع بالزيادة، وهذا الطمع يعني أن بقاء الأشياء على حالها ليس كافيا أي أنه ليس راضيا .... "ما كان من الأوّل!"

أنا أحد هذه الكائنات يا صديقي ... فخذني مثالا ...

وبكل صدق وتطرّف سوف أجيبك ... أنا لست راضيا...

وسأكون فظا وأجيب نيابة عنك ... ولا أنت راض...

ومهما افتعلت الرضا وحاولت تصديقه، ستعود الحقيقة لتصفع وهم الرضا وتذكرك: أنت لست راضيا...

معنى الرضا هو أنني لو امتلكت القدرة المطلقة، قدرة كن فيكون، فلن أغيّر شيئا

وأنا أعلم علم اليقين أن هذا ليس صحيحا ...

ولا بد أنك تعلم ذلك عن نفسك أيضا...

لننطلق إذا من نقطة صدق ....

أنا .... لست راضيا

ولكن من أنا ... ما أنا؟؟؟

ما هي هذه الإرادة التي لها أن ترضى أو لا ترضى، وتتذوق الطاقات التي تجتاحها ،فتحكم عليها، وتعاني، وتتلذذ.... إن مثل هذه الأنا لا يمكن أن يرضيها العجز...
إن مثل هذه الأنا محكومة بإرادة القدرة، بإرادة التأله، بإرادة القوة المطلقة !

وأي افتعال للرضا والزهد داخل حدود هذه الساماسارا هو رد فعل يحاول أن يحصل على أكبر قدر من الراحة رغم عدم إمكانية تحقيق "الرضا".... فهو محاولة للتجاهل والتناسي والتسامي من أجل التكيف....
التكيف يخفف ألمك... ولكنه لا يعني الرضا.... لنعد ونسأل أكثر إنسان متكيف في الوجود: لو كانت لك قدرة كن فيكون، هل ستبقي كل شيء على حاله دون تغيير؟؟

قد يقول نعم... وحتى لو كان يصدّق أنه صادق –فالإنسان ينطلي عليه كذبه هو أحيانا- إلا أن هذا المتكيّف الكبير الزاهد، عند حصوله على قدرة كن فيكون، ستشتعل فيه جذوة البهجة والإرادة... فيعيد نفسه شابا لو كان عجوزا، وصحيحا لو كان معتلا، ومعافى لو كان مريضا، وجميلا لو كان قبيحا، وغنيا لو كان فقيرا، وطويلا لو كان قصيرا

ثم بعد كل شيء .... لماذا يكون الرضا فضيلة؟ ولماذا يكون احترام ما هو كائن ومحاولة إطفاء الإرادة شيئا جيدا؟ .... هل لأنه يحقق راحة اليائسين؟
بل ما معنى "جيد" و"فاضل" هنا
الطفل الصغير يا عزيزي أنقى مني ومنك .... نعم ... فهو أولا مهتمّ باللعب أكثر من الواجبات.. اللعب هو أهم شيء بالنسبة له ... وهو مباشر ... وهو أقل اشمئزازا من الطبيعة وكائناتها، وهو أقل احتراما للحدود والقواعد ...

وهذا الكائن النقي ... لا يتنازل عن أي إرادة... بل لا يتصور أنه يجب أن يكون هناك حائل بينه وبين أي شيء يريده...

فهو آت من اللامحدود، لذا كلما اكتشف حدّا، أزعجه ذلك الحد جدا.... وانفجر بالبكاء..
إنه لحوح جدا جدا .... لا يصمت عن البكاء قبل إرضائه ...

ومع الوقت تروّضه الحدود... أو تلوّثه الحدود ... ولأنه لم يعد يذكر اللامحدود الذي جاء منه، فهو يطوّر تقبلا وتكيفا.. لا لأن هذا هو الدرس الذي جاء ليتعلمه، ولا لأن هذه هي الحكمة، ولا لأنه اكتشف بذلك الرضا معنى الوجود، بل لأن الكفاح ضد كل هذه الحدود الجامدة التي تبدو عصية على الكسر، هو كفاح لم يعد يبدو مجديا، أمام ذلك الذي تمرّغ في المادة ...

إن الرضا هو استجابة ذلك الذي يئس من القوة، استجابته للاجدوى متابعة المحاولة

http://1ofamany.wordpress.com



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب فقط، هو ما لا يصل إليه العدم...
- معنى الرقص
- معنى الجسم البشري 2
- معنى الجسم البشري
- لا خوف من العدم .... في تصفية النية
- الآخرون ... هم مصيرك
- معنى الجاذبية الأرضية
- استحالة الإيمان
- غاية التقدم... كشف الإنسان 2
- غاية التقدم... كشف الإنسان
- نظام إنتاج الخوف – الماتريكس
- وهم القصة الواحدة
- خمر وصلاة 2003
- الصوفي المتمرد
- الإفلات من إله الشر - الماتريكس
- الماتريكس الحقيقي – الشيطان
- هل الكون يتآمر عليك - عودة للماتريكس الحقيقي
- اليأس من وجود الله
- حين اكتشف الله أنه الله
- تناسخ الأرواح، تلك المعضلة


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - معنى الرضا