أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى رباح - المواطنة سياج الدفاع الحصين !!!














المزيد.....

المواطنة سياج الدفاع الحصين !!!


يحيى رباح

الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 19:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المواطنة سياج الدفاع الحصين !!!
يحيى رباح
قبل بضعة ايام ،وبينما كان فرسي الرهان في الانتخابات الرئاسية المصرية المشير عبد الفتاح السيسي والاستاذ حمدين صباحي يدشنان حملتيهما الانتخابية ،كان هناك مواطن مصري شاب اعتقد ان اسمه "عبد القادر "يتحدث بالتلفون على الهواء مباشرة مع الاعلامي المصري اللامع وائل الابراشي الذي اشتهر بتحقيقاته الدقيقة المثيرة التي اشتهر بها عبر سنوات طويلة من عمله في الصحافة المكتوبة ،قبل ان ينتقل الى برامج "TALK SHOW"على شاشات الفضائيات المصرية وخاصة قناة دريم وبرنامجه المتميز العاشرة مساءا .
ماذا كان يدور في ذلك الحديث ؟؟
المواطن المصري الشاب ابلغ من قبل الطبيب المعالج ان زوجته الحامل اصبحت مهيئة للوضع في اي لحظة ، وان زوجته حامل بتوأم ، فقام المواطن المصري على الفور بالذهاب بزوجته الى مستشفى النساء والولادة في ذلك الصرح الطبي الاشهر في مصر والشرق الاوسط بل لعله من اكبر واعرق الصروح الطبية في العالم وهو مستشفى القصر العيني .
ودخلت الزوجة فعلا الى غرفة الولادة ، وابلغ المواطن المصريان زوجته وضعت بالفعل وهي بخير ، ولكن التوام مات نصفه وهي فتاه ، بينما النصف الاخر وهو ذكر بصحة جيدة وقد وضع في الحضانة التي يوضع فيها الاجنة الاطفال حديثي الولادة !!! وطلبت ادارة المستشفى من الموطن المصري الشاب ان يذهب ويحضر كفنا صغيرا لابته لكي تدفن بعد ذلك كما يليق بروح بشرية .
الى هنا والحكاية تبدو عادية ومحتملة ،فالحمد لله الذي اعطى ما اعطى واخذ ما اخذ ،ولكن الدراما التراجيدية في الوطن العربي بشكل عام تابى ان تكون النهايات متوزانة ، موت وحياة من رحم واحد ،ذلك ان المواطن المصري عندما عاد وهو يحمل الكفن وجد طفلته التي ماتت قبل قليل في حاوية القمامة !!! يا الهي !!! ولم تتوقف التراجيديا عن هذا الحد ، بل انه ايضا لم يجد الطفل الحي الذي تركه في الحضانة !!! كان مصدوما وهو يتحدث عبر التلفون وعلى الهواء مباشرة مع وائل الابراشي ، وكان يصرخ باسئلة لا يلقى عنها جواب : لماذا طفلته في حاوية القمامة ؟؟؟ ولماذا طفله الحي غير موجود ، اين اختفى ، هل ذهب هو الاخر لحاوية النفايات الطبية واين هي تلك النفايات ، ام ان الطفل سرق ومن الذي سرقه ، وكيف يحدث ذلك كله ؟؟؟
وقد انضم الاعلامي اللامع وائل الابراشي ليطرح الاسئلة بعناده المعروف ،ولا اعرف ان كان قد تلقى اجوبة يقينية ام انه ما زال بانتظار لجنة التحقيق التي ربما تقود الى لجنة ثانية وثالثة ،حتى تنهد قوى ذلك المواطن وزوجته المفجوعة .
احببت ان اروي هذه الواقعة لكي اسأل اللكورس الكبير الذي يضم اعضاء الحملتين الانتخابيتين وكل الحملات الانتخابية في الوطن العربي ، هل توقفوا لحظة واحدة عن الثرثرة البلهاء ليزدادوا وعيا بالتحديات ؟؟؟هل غيروا خططهم الاعلامية لاستقطاب الراي العام المصري لصالح هذا المرشح الرئاسي او ذاك ؟ظظان حملات النفاق تزداد شراسة ، مع ان البديهيات تقول والتجارب تتؤكد ان برامج المرشحين في الوطن العربي لا قيمة لها ، او انها ستظل قصورا من الاوهام تبنى فوق رمال متحركة اذا ظلت المواطنة في بلادنا ، حصانة المواطنة في بلادنا ، حقوق المواطنة في بلادنا تبنى عليها الواجبات ،في حالة انكار وعبث ، وتدني وانسحاق ؟؟؟
المواطنة هي سياج الدفاع الحصين عن الدول والامم والشعوب ، خطوط الدفاع الاخرى مهما كانت حصينة يمكن ان تنهار وهذا ما رايناه ابتداءا من خط "ما جينو"الى خط بارليف "ولكن حين تكون المواطنة حصينة وقوية ومحترمة فان االاعداء على قوتهم ينهزمون !!!وان المؤامرات على ضراوتها تتحول الى هرطقات فاشلة !!!
للدينا فرصة في هذه الامة ،فرصة ثمينة ، فرصة لا تعوض ،ان نلتحق ان نتعمق في رؤية ما جرى على امتداد اكثر من ثلاث سنوات في بلادنا ،ابتداء من تونس الى مصر الى ليبيا الى اليمن الى سوريا والى ما هو ابعد من ذلك ، كل العصور كانت قوية ، وكل الانظمة كانت في ذروتها ،وكل القبضات كانت حديدية ،وما هي الا لحظات حتى بدأ الانهيار ،فاذا كانت هذه اللبنة ،الانسان ، المواطنة ،يلقي جناه في اول المواسم في حاويات القمامة ،فقولوا لي بربكم ، لماذا سيدفع، وعمن سيدافع ،واين روحه التي سيدافع بها اذا كان كله عرضة للمهانة والاستهانة والاستهتار ؟؟؟



#يحيى_رباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا تنتخب سوريا تنتصر!!!
- معركة المصداقية !!!
- حكومة إسرائيلية غير مقنعة!!!
- المصالحة الفلسطينية الضرورات ملحة فهل الارادة حاضرة ؟؟؟
- دربكة في اسرائيل !!!
- قصص نساء معنفات في إسرائيل!!!
- للمرة الثالثة !!!
- عبقرية الحضور في ذكري الغياب
- ثورة الجزائر-شجرة باسقة في حدائق الذاكرة-
- القدس وحكاية الراعي والذئب
- علامات على الطريق - اليسار العربي
- رؤية جادة
- القدس -محك الامة-
- القدس حتي الرمق الاخير
- القدس تبحث عن مشروع عربي
- مروان يلوح من زنزانتة
- أفيغدور ليبرمان رجل المافيا المعزول
- اشتباك علي مستوي الذاكرة
- فخرى البرغوتى عميد المقاومين
- القدس ساحة المعركة وعنوان الاشتباك


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى رباح - المواطنة سياج الدفاع الحصين !!!