أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل قرياقوس - صايرة ودايرة بالعراق














المزيد.....

صايرة ودايرة بالعراق


نبيل قرياقوس

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 16:46
المحور: كتابات ساخرة
    



كنت في عام 2009 أحرص على متابعة مقالات قصيرة شبه يومية لكاتب عراقي مبدع في احدى صحفنا المحلية، لاني كنت اجد فيها قدرة ذهن متفتح وحرف متمكن من رسم ومعالجة صور من زوايا الحياة اليومية بشكل ومضمون علمي وعقلاني يجذب كل من يمر من امامها ، انها مقالات أغبط انامل ودماغ صاحبها .
مقالات كاتبنا هذا تنسج من الحدث اليومي لحياة العراقيين مفتاحا لفكرة او هدف يسعى الكاتب لارساله بخفة بيد ساع ذي فكر متحضر يتسع لمحبة وخير العراقيين والانسانية جمعاء .
حاولت مرة الالتقاء بذلك الكاتب شخصيا ، مستغلا تواجدي في بغداد قرب مبنى اصدار الصحيفة التي ينشر مقالاته بها ، لكني فشلت ، فقد علمت ان الكاتب يراسل الصحيفة من خارج الوطن ، واستدركت لحظتها احد اسرار قوته في اقتحام اركان معينة ومهمة من حياتنا الاجتماعية والسياسية والفكرية في حين يتجنبها الكثيرون من ابناء الداخل نظرا لانعدام حرية الكلمة في العراق في ظل هيمنة سلاح وثقافات قوى إقتصادية لأقطاب دينية وعشائرية ناهبة ومدمرة للانسان وثروات البلد وازمانه ، تلك الاوضاع والثقافات التي توارثها المجتمع العراقي منذ اكثر من اربعة عشر قرنا ولتبقى ملاصقة للحياة اليومية لاغلب أفراده ولأمد قد لا يبدو قصيرا، جاعلة اياهم وكأنهم يختارون بايديهم استمرار معاناتهم وتخلفهم عن نيل حقوقهم الانسانية ، وحال العراقيين في هذا كحال كل المجتمعات العربية .
قبل ايام كتب هذا الكاتب مقالا بعنوان ( لنسابق الزمن ) تطرق فيه الى بعض التفاصيل الانسانية المؤلمة لآثار تفجير ارهابي حدث في شارع قرب منطقتهم السكنية ببغداد حيث اصيب احد اقاربه من الشباب بجروح خطيرة ، وخضع لثلاث عمليات جراحية معقدة لمعالجة كسور قدميه ويديه بينما هو مبتلى بداء السكري ، وقد كلفته تلك العمليات مبلغا لا يقل عن سبعة ملايين دينار وذلك ما أجهد جدا اهله الذين هم من ذوي الدخل المحدود .
كان أبرز الاهداف الرئيسية للمقال المنسوج في خيال الكاتب من واقع المعايشة الوجدانية وربما الواقعية لابناء وطنه يتمحور حول ضرورة الاسراع في اقرارالقوانين والنظم التي تكفل قيام الدولة برعاية كل عراقي صحيا منذ لحظة ولادته حتى وفاته وفق النظم المتبعة في المجتمعات المتحضرة ، فما بالكم بالفقراء من مصابي التفجيرات واعمال العنف الارهابية !
يقول كاتبنا في مطلع مقاله هذا واصفا حالته وهو يتوجه فزعا لانقاذ الشاب الجريح لحظة وقوع الانفجار :
(( طرت بين الطرقات والبيوت والمحلات والعجلات لأصل ( كريم ) ولاحمله بدمائه على اجنحة تسابق سرعة الضوء ولأحط به في اقرب مستشفى حكومي ، حتى اني نسيت دفع اجور سائق سيارة الاجرة بينما لم يطالبني هو بها)) - إنتهى- .
المضحك حد البكاء ان أحد الكتاب العراقيين من ( الاذكياء) ومن الذين يحرصون على اداء ركعة صلاة كل ربع ساعة حمدا وشكرا لله ، كتب في صحيفة ( نجوم الظهر) المحلية مقالا ( قويا ) تناول فيه نقد مقال ( لنسابق الزمن ) متهما صاحبه بارتكاب جرائم ضد العراق والانسانية حيث لم يجد في المقال سوى قول ما نصه :
(( أعترف الكاتب بلسانه انه ( طار ) بين البيوت والطرقات والمحلات والعجلات ، و ( حط ) في مستشفى وهو يسابق سرعة الضوء ، وهذا يدل ان الاضرار الكبيرة التي شهدتها تلك المنطقة السكنية بعد الانفجار الارهابي قد تكون بسبب الطائرة التي استقلها الكاتب المتهور بين البيوت دون رحمة وانسانية ، فهو قتل وجرح العشرات من العراقيين ودمر العشرات من البيوت والابنية بكل انانية من اجل جريح واحد ، علما انه ولغرض التمويه على جريمته إدعى انه نسي دفع اجور سائق سيارة الاجرة !! وقد فاته انه اعترف في نفس المقال المعنون صراحة ( لنسابق الزمن ) بنقله الجريح على اجنحة طائرة حديثة سريعة ، علما انه ما كان يعترف بجرمه الكبير هذا لولا انه اراد افهامنا انه بطل زمانه في قيادة الطائرات الحديثة ، وان شهامته أجبرته على المخاطرة بسلامته وسلامة طائرته وان كان ذلك سيؤدي الى مصرع وجرح العشرات من الابرياء إضافة الى تدمير ابنية يغداد.))
وأكمل هذا الناقد الذكي قائلا ما نصه :
((اننا ندعو دوائر وزارة العدل لاتخاذ ما يلزم بحق ما اقترفه واعترف به كاتب مقال ( لنسابق الزمن ) من جرائم ضد العراقيين ، في حين ندعو وزارة البيئة للتحقيق لمعرفة اسباب العواصف الترابية التي يشهدها العراق مؤخرا ، فقد تكون الطائرة التي انتقلت بسرعة الضوء داخل البلد هي التي سببت تلك العواصف ، كما اننا على استعداد للتعاون مع الرئيس الامريكي اوباما وكافة اجهزة المخابرات في دول العالم لاعادة التحقيق في ملابسات تفجيرات الابراج الامريكية التي دمرت وقتلت الالاف من الابرياء ، فقد يكون لهذا الكاتب العراقي ضلعا فيها لكونه يستخدم طائرة غير موجودة في كل انحاء العالم عداه ، ومن يدري فقد نجد صلة بين هذا الكاتب وشاعر اصولي هندي ، إسمه يدعى ( كاتلة الهبري) ، يسكن في ثلاث اماكن في اليوم الواحد ، فهو ليلا في الكونغو برازافيل بينما يعمل ظهرا في محل لبيع الطرشي في الموزنبيق ، ويطير طائرات اطفال علامة ( فيالة ) المشهورة في الغينيا بيساو صباحا وذلك حسب معلومات مؤكدة .)) - إنتهى-
اخيرا ، سمعت ان أحد اقارب الشاب المصاب اثر الانفجار ، وهو معلم عراقي متقاعد طاعن في السن ، لا يصلي ولا يصوم ، خاطب كاتبنا المغترب بعد ان اطلع على أمرالمقالين اعلاه قائلا والعهدة عليه :
يشتعل ابوك بقبرة الف مرة لو فكرت فد يوم ترجع للعراق !.



#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق يقر رسميا قانون اضطهاد المسيحيين
- اشكروا وزير النقل العراقي
- رقص شرقي في اليابان
- قانون اجتثاث الاحزاب الدينية العراقية
- لا نريد دستور اسلامي
- كل متظاهر ارهابي
- تحريم التظاهر في بغداد
- حصانة قاتلي صحفيي الشرق
- عاجل : خمسة ملايين أوربي في بغداد
- أنا الله
- صخب وكباب في طبعة كتاب ( كاريكتير )
- جرائم ادارية مؤسفة في العراق
- الفصل في لجنة التحقق
- وزير السياحة والآثار
- اداريات وقوانين مؤسفة
- مسؤول صاعد ..مسؤول نازل
- كتاب وشعراء للبيع
- رئيس العالم
- لم تعلن حالة الحب
- اعتداءات هواتف نقالة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل قرياقوس - صايرة ودايرة بالعراق