أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مريم نجمه - ثقافتي ? - 1














المزيد.....

ثقافتي ? - 1


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 16:32
المحور: سيرة ذاتية
    


ثقافتي
صفحة من سيرة حياة
في بداية عام 1963 كنا قد انتقلنا إلى منزل جديد في شارع الخطيب – حي القصور قرب مشفى دار الشفاء , وبعد أن نظفنا المنزل ورتّبنا حاجيات البيت واشترينا أثاثاً جديداً واستقرّينا جيداً , وارتحنا قليلاً بعد تعب الإنتقال وتغيير الأجواء فالغرف هنا أكثر وأكبر مما كنا في بيت الزبلطاني وكّانت طفلتي نضال على يدي ما تزال ترضع مني وهي في عمر الستة شهور , وإبننا حنين في عمر 4 سنوات وسمر وكوكب ما زالتا في المرحلة الإبتدائية .
في شهر شباط في نفس هذا العام فكرت بالدراسة الحُلم الذي كان يراودني دوماً بعد زواجي , فالشهادة المتوسطة لا تكفي ووظيفة المعلمة لا تكفي فالطموح عندي - ولدى زوجي أيضاَ - أبعد وأوسع من ذلك . فالزواج والأطفال ومسؤولية البيت لن يكونوا حاجزاً وجداراً أمام تكميل علمي , فوضعت هذا الهدف السامي – تقرير مستقبل - أمام أعيني وبمنتهى السرية والتصميم والتخطيط العقلي بدأ التنفيذ .
اشترينا كتب ( البكالوريا) وبتشجيع ومساعدة من زوجي , بدأت أدرس منهاج الشهادة الثانوية بالبيت لكي أقدمها حرّة بنهاية العام الدراسي . كان أبنائي يتفهموا وضعي وعملي أثناء دراستي بعقل كبيرواقتناع رغم صِغرهم , وهذا أمر مهم جداً وعاملاً مساعداً إيجابياً كان إلى جانبي , ونقطة أساسية للمثابرة في اجتهادي وإكمال تعليمي رغم المشاغل ومتطلبات الأطفال الأربعة , وهذا لم يأتِ عن عبث أو صدفة بل عن تربية موجّهة منذ الصغر .
كان عمل البيت يتوزّع ويتساعد فيه جميع أفراد العائلة في إتمامه على أكمل وجه وبمنتهى الهدوء والنشاط .
كان إبننا حنين مُسجل في مدرسة نموذجية ( العازارية ) للراهبات الكائنة في برج الروس حي القصاع بمحاذاة صيدلية ( كره بيت ) حيث كانت المدرسة قريبة لمنزلنا القديم في حي الزبلطاني ,أما الاّن فقد أصبحت بعيدة عليه مما دفعنا أن نسجله في باص " أوتوكار " المدرسة حتى نهاية العام الدراسي حيث نقلناه لمدرسة أم الخيرالإبتدائية القريبة منا هو وأخواته سمر وكوكب .
ما زلت أتذكر وأنا جالسة أمام الطاولة والكتاب أمامي في غرفة الجلوس , وأطفالي جالسين على الكنبة " الديوان " يلعبون ويتحدثون بصوت منخفض ويهمسوا لبعضهم البعض : لا ترفع صوتك ماما عَم تدرس , وحين يقع على الأرض أحدهم يرفعوه دون ضجة وبكاء – أسترجع هذه الصور من ذاكرتي دوماً فتحرقني الدمعة أحاول أن أحضنهم من جديد لأردّ لهم شئ حرمتهم إياه دون قصد وإيعاز مني بل شعور وإحساس طفولي منهم , فلا أجد أحد بقربي فيزداد الحنين وألم الغربة والتشتت العائلي . .. فنحضن الذكريات وننام على أمل اللقاء ,, إنها الحياة وتناقضاتها وأسرارها , محطات من الفرح من الألم من النضال والعطاء .

- سألني مرّة صديقنا المرحوم الكاهن ( ...إميل مرقّدة ) أثناء أعتقال زوجي في سجون الأسد الأب عام 1975 – حيث كان يأتي لزيارتنا والإستفسارعن الأستاذ جريس – زيارة السجناء وأهالي السجناء من أولى أفعال الرحمة الجسدية السبعة , التي تؤمن وتوصي بها الكنيسة - وبما أنه صديق العائلة كان الأولاد يتكومون حوله حين يزورنا ويُكثرون الأسئلة له , فقد كان أبا شعبيا متواضعا خلوقاً ضليعاً بالعلوم والمعارف وقارئاً جيداً عنده معرفة في علم الفراسة – لقد سألني هذا الأب المحترم مقتطفات عن قصة حياتي وسيرتنا باختصار ؟
وحينما أجبته بأن الدوافع الرئيسية لإكمال التحصيل العلمي وإكمال دراستي هي : أننا نحن عائلة سياسية وزوجي معرّض للتسريح , للإختفاء , والتواري أو السجن في أي لحظة , فنحن في مجتمع قمعي لا يحترم التنوع وحرية الإختيار , فحتى لا نحتاج أحد أو نمدّ يدنا لجهة معينة في سجننا ولا نصبح عالة على أحد , يجب أن أتابع دراستي لكي أعيل أسرتي وأعمل في أي مهنة – فأجابني : كافي كافي , أوقفني , , يا لروعة ماسمعت هذه أول مرة أسمع أن سياسي , وحزب سياسي لا يتعكّز على أحد في نضاله ,- كم يشوهون الحقائق , هذه هي قمة الوطنية والشفافية والصدق والإستقلالية ,, ووضع يده على جبينه وفرَكها مُفكِراً ومستغرباً ما سمِعَ وقد ثمّن هذا الموقف والكلام !!
أما بالنسبة لي فقد كان طبيعياً جداً . فقد قلت له هذا شئ بديهي في حياة الوطنيين فقط الذين يَهِبوا حياتهم لوطنهم وشعبهم .
هذه الحادثة أحببت أن أذكرها الاّن لأسجل أحد الدوافع التي جعلتني أكمل دراستي بعد انقطاع طويل وفي تلك الأيام كان شئ مُستهجن , فمن يسمع أنني طالبة في الجامعة ومُدرّسة لساعات خارج الملاك - وبيت وأسرة إلى جانب العمل السياسي والإجتماعي والجماهيري العام , يتعجب الكثير من الناس وقد أصبحت مثلاً وقدوة في بلدتي وعند الأقرباء والأصدقاء مع أن البعض من الأقرباء كان يضع العُصي أمام نجاحي ومشروعي وحُلمي لأنه صعب التحقيق حسب اعتقادهم .. !!
مريم نجمه





#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين في القلب .. إكراماً ليوم الأرض 30 اّذار
- سهر - رسائل للوطن
- صلّيت اليوم ماركسية - 2
- سريانيات - من التراث السرياني - 7
- هولنديات - أطفالنا - 5
- بلادنا موطن الأديرة والفكر والمكتبات - لوحة العراق جزء ثاني ...
- همسات نسائية .. للمرأة في عيدها - 3
- بلادنا موطن الأديرة والفكر والمكتبات - لوحة العراق - 4
- غابات الخيزران ..على مدرجات الليل
- أعرف بلادك : يبرود - 1
- كلهم حملوا الحجر !؟
- تعابير وكلمات شعبية صيدناوية - رقم 12
- صليّتُ اليوم .. ماركسية ؟
- ذرائعيات في قهر المرأة , حوار مع الأديبة الناشطة مريم نجمه ف ...
- بلادنا موطن الأديرة والفكر والمكتبات - لوحة الأردن - 3
- شعوبنا مُستهدفة بكل الوسائل - من اليوميات - 61
- لغتي العربية
- من كل حديقة زهرة - 44
- حبّات متناثرة ..
- الصورة تعادل ألف كلمة - من اليوميات - 60


المزيد.....




- ما أوجه التشابه بين احتجاجات الجامعات الأمريكية والمسيرات ال ...
- تغطية مستمرة| إسرائيل تواصل قصف القطاع ونسف المباني ونتنياهو ...
- عقب توقف المفاوضات ومغادرة الوفود.. مصر توجه رسالة إلى -حماس ...
- أنطونوف: بوتين بعث إشارة واضحة للغرب حول استعداد روسيا للحوا ...
- مصادر تكشف لـ-سي إن إن- عن مطلب لحركة حماس قبل توقف المفاوضا ...
- بوتين يرشح ميشوستين لرئاسة الوزراء
- مرة أخرى.. تأجيل إطلاق مركبة ستارلاينر الفضائية المأهولة
- نصائح مهمة للحفاظ على صحة قلبك
- كيف يتأثر صوتك بالشيخوخة؟
- جاستن بيبر وزوجته عارضة الأزياء هيلي في انتظار مولودهما الأو ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مريم نجمه - ثقافتي ? - 1