أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم العزاوي - نوافذ الغربة/مرشحات الذاكرة /) صبيح كلش يفتح نوافذ الغربة














المزيد.....

نوافذ الغربة/مرشحات الذاكرة /) صبيح كلش يفتح نوافذ الغربة


قاسم العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 13:03
المحور: الادب والفن
    


للغربة ناياتها تعزف مواويلها وتسترجع صداها على قماشة اللوحة باعتبارها حاضنة للغة البصرية ومشهدها البصري المخزون في تجاويف الذاكرة الطافحة بالحنين للمكان ومن يشغله (باعتبار بيت الطفولة قناديل متأججة في ذاكرتنا- على حد تعبير باشلار...)واعني به هنا الوطن ..،والفنان صبيح كلش في منجزه البصري الاخير على جدران قاعة اكد فتح نوافذ الغربة لتستقبل فضاءات مدونته التشكيلية بحوار متناغم مابين العقلي والحسي ، تلك العلاقة الجدلية التي تهيمن على من تفور في داخله (أنستولوجيا ) التوق لاحتضان المكان ومن يشغله ، باعتباره من ساهم في تشكلاتنا الفكرية والمعرفية والفنية ، لذا كانت اعمال كلش التشكيلية باحجامها ومقاساتها الكبيرة بحجم هذا الحنين
وبعناوين أراد بها الفنان أن تساعد المتلقي /المشاهد على التقرب من مكنوناتها وتحيله الى التخّيل والاصغاء، رغم اني لااتفق على عنونّة الاعمال ، كي يتيح للمتلقي ان يساهم بأختيار العنوان هذا اولا ، وثانيا أن لا يحدده بموضوع واحد يدور حوله وبذا يفقد العمل من تحقيق عدة قراءآت ..ويحرم المتلقي من إضافات من عندياته للعمل البصري..ولكن كما يبدو أن الفنان صبيح كلش أراد ان يفرض دكتاتوريته بتسمية وعنونة اعماله كي يقول للمشاهد: هكذا أردتها ان تكون وعليك أن تستوعب ماأردت البوح به ، وهذا من حقه –بكل تأكيد—لان أسقاطات الغربة هو من يحسها اكثر من غيره وسكينها من غار عميقاً في قلبه ونزف هذه الالوان والمواضيع والرؤى..!
الفنان صبيح كلش ، لم يقفز على المراحل الاسلوبية ، بل كان تطوره الفني طبيعيا وصولا لاسلوبيته المتفردة ، وشأنه شأن العديد من الفنانين العراقيين الرواد من يمتلكون ثقافة فنية عالمية ، فلقد زاوج كأسلوب/ بين العالمي والمحلي وهو الدارس في (البوزار) وكما هو معروف ان فرنسا وما انتجته من فنانين تشكيليين لهم مكانتهم بالمشهد التشكيلي العالمي ومن طروحات فنية ومدارس واساليب ورؤى وتنظيرات وبيانات فنية جمالية وفلسفية ، لذا بكل تأكيد فلقد القت بظلالها على الذائقة الجمالية للفنان صبيح كلش ، يضاف لها الخزين المعرفي المحلي وبيئته الاولى – العمارة-الكحلاء وما بها من طبيعة وحكايات شعبية ووجوه تتسم بالطيبة والاستلاب ايضا ، كل هذا ساهم في تشكّل ذاكرة الفنان ، من هنا كانت المزاوجة بين المحلي والعالمي بدراية واتقان وعفوية صادقة ، يلمسها المتلقي المتمرس جماليا بكل انسياب أن لم اقل بسهولة..
يتفاعل معها وتتفاعل معه وكأنها تحاكي المشاهد ويرى ذاته فيها ، وتحيله لحكايات سمعها وعاشها ايضا، وتبقى لصيقة بذاكرته حتى بعد ان يغادرها ، وبذا استطاع الفنان صبيح كلش ان يحقق جدوى الفن في منجزه التشكيلي..ويستقطب المشاهد ويشده بقوة بلوحته التي تبوح بالكثير والكثير من الرؤى والاحالات...!ورغم احجام اعماله وتعدد وحداتها الا انه ترك فسحة هادئة لعين المتلقي للراحة ومواصلة التقصي من جديد ، رغم تعدد الالوان والمرموزات والكتل المبثوثة على السطح التصوري ،استطاع ان يترك فسحة حسية لاستراحة العين كي لاتتشتت وتنأى بعيدا عن وحدة الموضوع التشكيلي وتسبب للمشاهد الملل والتعب والنفور ..بل ترك له محطة للاستراحة والاسترجاع ايضا..رغم تعدد الخامات ولمسها الخشن المقارب لفن الرليف او المنحوتات البارزة ، سمح للمتلقي ان يستلق ويتجول بين تشعباتها وهضابها وسهولها ..
تنقلّ الفنان في اللوحة الواحدة باكثر من اسلوب ومدرسة تشكيلية :
من الرمزية والتعبيرية والحروفية والستل لايف في بعض لوحاته ورغم هذه الاساليب المتعددة في اللوحة الواحدة ، لكن المتخص التشكيلي يرى بها مقاربات تجريدية ايضا..
لقد استطاع الفنان صبيح كلش ان يبث شفرات غربته وحنينه للوطن باعماله التشكيليه التي ابهجتنا حقا ، وفتحت نوافذها امامنا لنطل على روحه اللائبة بالحنين والتذكر والتوق ..تجربة الفنان اضافة نوعية للمشهد التشكيلي العراقي المعاصر وببصمة متفردة.



#قاسم_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنا السين....
- نص نثري..لنص شعري/ جولة محايثة لديوان سطر الشارع / للشاعر فل ...
- طيفكِ خمرتي ونديمي
- عويل الحقائب....قصة قصيرة
- استلهام القصيدة قصصياً/ تجوال قصصي داخل قصيدة لسيدة بن علي.. ...
- عطش....ايروتيكا....!
- إفتراض....!
- انكسار الصوت...!
- المهرج والبالون................!
- سنابل الروح.....!
- الرؤيا.....
- ربما ..حلم
- تأهيل الفراغ
- رؤية قصصية .....سيدة بن علي تستنطق عِلّيسة
- نافذة الريح......
- اليها...........
- صراخ اخرس...!
- كلمات عارية.....................................(الى حسين مر ...
- إستدارة القمر المثلوم........................(الى سيدة الحرو ...
- نشيج داموزي.............(اليها ايضاً)


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم العزاوي - نوافذ الغربة/مرشحات الذاكرة /) صبيح كلش يفتح نوافذ الغربة