أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زين اليوسف - نحن و اليهود














المزيد.....

نحن و اليهود


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 00:50
المحور: حقوق الانسان
    


لا..أرجو عدم الوقوع في الخلط الاعتيادي الممل..فلدى المواطن العربي تسقط كلمة "يهودي" على جهازه اللغوي لتتحول بطريقةٍ ما إلى "إسرائيلي"!!..متجاهلين بكل تعصبٍ كما بكل جهلٍ متوارث أن الفروق اللغوية و الأيدلوجية بين الكلمتين لا تُعد و لا تحصى..لهذا و لأن جهازي اللغوي على ما يرام -حتى هذه اللحظة- فسأتحدث قليلاً عن اليهود و تحديداً عن اليهودي اليمني.

اليهودي اليمني متهمٌ طوال الوقت..متهمٌ بماذا؟؟..بكل شيءٍ و أي شيء..فلو سألت أي مواطنٍ يمني مسلم عن رأيه فيه فعلى الأغلب ستطرب أذنيك الكلمات الآتية..متآمر قذر دونيَّ النفس بلا كرامة و بلا وطن خائن عميل لا أستأمنه على مالي و هلمجرا..هكذا ستجد أن ما تسمعه من كلماتٍ لوصفه ستجعلك تشك في أن سؤالك لم يكن عن رأيه في روحٍ إنسانية في المقام الأول بل كان عن مسخٍ أسطوري تريد أن تصوغ صفاته كلها مجتمعةً لكي ترهب بها أطفالك لكي يناموا مبكراً!!.

اليهودي في اليمن تتم معاملته بعنصريةٍ لا أفق لها..لا طبعاً لم نصل بعد لمستوى النازية و لكننا سننافسها قريباً..تعلمون كيف يمتلك المسلم ذلك الهاجس التنافسي في تلك الأمور "الرائعة"..حتى اسم دين اليهودي أصبح يُستخدم عامةً بطريقةٍ مبتذلة..فإن أردت إهانة من أمامك فصفه باليهودي!!..أي أن ديناً سماوياً مُنزل من الله سبحانه -كما قيل- أصبح بقدرة ألسنتنا التي تستجيب لعقولنا العنصرية مسبةً نهين بها أنفسنا قبل أن نفعل بذلك اليهودي.

هنا -في اليمن- يتم انتهاك البشر بلا تمييز..و لكن مع اليهود نجد أن من يصرخون من المسلمين مطالبين بحريتهم الشخصية المسلوبة من قبل أشخاصٍ ينتمون لذات الدين يتحولون بطريقةٍ سريعة من ضحايا إلى جلادين عند أول فرصةٍ تتاح لهم فيها فعل ذلك..فنجد أن أغلب اليمنيين ينكرون بكل صفاقة أن اليهود كانوا يسكنون هذه الأرض قبلنا و من بعدنا..بل أن معظمهم يتعامل مع الإسلام و كأنه "يجُبُّ" ما قبله حتى لو كان ما قبله هذا هو عبارةٌ عن دين هوية انتماء و حضارة عريقة و ليس خطايا تكسر ظهر الروح من ثقلها!!.

اليهود كانوا في اليمن قبل دخول الإسلام إليها..و هم لم يمنعوه عندما أتاهم "فاتحاً" فالأرض تتسع للجميع و لكن المسلمين لم يستسيغوا تلك العبارة..فتحول اليهودي من مواطنٍ يملك الأرض إلى عبدٍ يدفع الجزية و السبب؟؟..فقط لأنه رفض أن يتحول إلى الإسلام!!..و هكذا وجد اليهود أنفسهم محاصرين بدينٍ يسلبهم الوطن الكرامة و المال بل و تمادى في غيه ليصل إلى الدين!!.

فاليهود طوال العقود الماضية كان يتم تبني أطفالهم و ذلك لتحويلهم إلى الإسلام و بذلك تمت أغرب وسيلةٍ للإبادة الجماعية..ليس بممارسة القتل الجماعي و لا التهجير و لكن بالإجبار على تغيير الهوية إما بالإكراه أو بطمس هوية الأطفال قبل تشكلها لديهم..متناسين أن ديناً تؤمن به لمجرد "التُقية" هو دينٌ لا قيمة له لديك كما لدى الرب.

لهذا و بسبب هذا العداء المفرط تجاهه فأنا لم ألوم اليهود للحظة على "بساط الريح" كما لن ألومهم على ما بعده..فأنت إن كنت ستحيا في وطنٍ يستبيحك يومياً و بشتى الطرق فما الذي سيجعلك تصر على عدم بتر أصابع روحك التي تتشبث به!!..الانتماء؟؟..كيف ستنتمي لوطنٍ يمقتك يلغيك يسقطك من قائمة البشر قبل من أن يسقطك من قائمة المواطنة!!.

اليهود كانوا في اليمن بعددٍ يقارب الـ 400 ألف مواطن و لكن و خلال عدة عقود فقط تقلص ذلك العدد ليصبح ما يقارب الـ 500 يهودي فقط حسب إحصائية تمت في عام 2009 م من قبل وزارة الخارجية الأمريكية..أي أن اليهودي لم يتم طرده بطريقةٍ أو بأخرى من وطنه فحسب بل تم الاستيلاء على أراضيه متاجره و حتى نصيبه من هذه الأرض ليتم التأكد من عدم عودته لها لاحقاً..و كل هذا بسبب دينٍ سماوي اختاره له قدره الذي يتحرك بأصابع خالقهما!!.

و بالرغم من أن اليهودي من أصولٍ عربية "السفرديم" ليس مواطناً من الدرجة الأولى مقارنةً باليهودي من أصولٍ أوروبية "الأشكيناز"..إلا أن يهود اليمن فضلوا عنصرية إسرائيل على عنصرية اليمن..فعلى الأقل أنت هناك تضل -رغم ذلك التقسيم العنصري الغير مُعلن- مواطناً إسرائيلياً تمتلك حقوقاً و قانوناً ينصفك بغض النظر عن أصولك العربية السابقة.

اليهودي اليمني كان يبحث عن استرجاعٍ للوطن المسلوب و لكنه فقد الأمل من أن يجده بين جنباتنا فقرر الرحيل..و أن تبحث عن وطنٍ بديل هو أمرٌ سيتطلب منك بعض التضحيات التي على الأقل عندما تبذلها قد تقنع نفسك حينها أنك ستجد مقابلاً لها في ذلك الوطن مع مرور الوقت عليك فيه..و لكن مع اليمن أنت تمنح كل ما تملك و لكن بلا أدنى فرصةٍ لذلك الأمر.

و لكن مهما حاول اليمنيون طمس الحضارة اليهودية فلن يتمكنوا من ذلك..فلمسات اليهودي موجودة في كل مكان..في النوافذ و الأبواب..كما في مفاتيح و نقوش الجدران..اليهودي ترك أثره على منابر مساجدنا القديمة كما على فضتنا و أدوات زينتنا..اليهودي مرت أصابعه الماهرة على أضرحة قبورنا كما على زجاج قمرياتنا.

هُدم الكنيس كما هُدمت المنازل و صودرت الأراضي و هُجر اليهود منها..و تم الاستيلاء على ممتلكاتهم كما وطنهم و رغم كل هذا القمع العذاب الانتهاك و الإحتقار تجد أن المواطن اليمني المسلم يبرر كل مصائبنا بأن مرجعها مؤامرات اليهود عليه!!..و لا أعلم من الأحق منَّا حقيقةً ليقول عبارة "لقد تآمروا على وطني"!!.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوية جنسية
- لا أفتدي الرسول بهما
- توحد
- ما زال
- القاعدة و الزير سالم
- للكرامة جدران!!
- شَبَقَ -قصة-
- فيلم ظل الضمير -التحرش الجنسي في اليمن-
- فراس و الكلاب
- انفصال
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 3
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 2
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 1
- طفلة زنا للبيع
- يمن جديد!!
- رغبةٌ و اشتهاء و بينهما نحن
- الأرباب الصِغار
- طفل البسكويت و طفل العامود
- إغتصاب هدى
- صور


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زين اليوسف - نحن و اليهود