أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - زين اليوسف - هوية جنسية














المزيد.....

هوية جنسية


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 22:28
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


البداية كانت مع عبارة كتبتها ناشطةٌ يمنية في صفحتها على موقعٍ للتواصل الاجتماعي..قرأتها و دون مقدمات وجدت نفسي لا إرادياً أفكر:"هل ما قالته يعتبر طريقةً ذكية للوصول إلى ما نريده كبشرٍ يمارسون "التحضر" في أوقات فراغهم أم أن تلك العبارة ما هي إلا مجرد فكرةٍ مبنية على أمر لا أجده منطقياً؟؟"..العبارة كانت تقول:"من المهم إثارة قضايا الميول الجنسية و الهوية الجنسية في اليمن و لكن في الوقت المناسب"..و بعد تفكيرٍ شبه متمعن وجدت نفسي لا أتفق معها "كثيراً"..و لهذا بضعة أسباب لا أتمنى موتك بعد قراءتها.

أختلف مع العبارة لأن الأغلبية قد تترجمها على النحو التالي..الإعلان عن الهوية الجنسية و حق تحديدها لدى المواطن اليمني ترفٌ ما زال المجتمع ليس على استعداد لتقبله بعد..فهناك أولوياتٌ أكثر إلحاحاُ لتلبيتها و غرائز أكثر انفلاتا لكبح هروبها من عقالها..و لكن في ذات الوقت لو تجاوزنا عن لعبة ترتيب الأولويات تلك نجد أننا حقيقةً نضع لكلمة "ترف" معنى جديد قد يكون يناسبنا و لكنه في ذات الوقت قد لا يكون مناسباً للآخرين.

فلو انتظر "الآخر" لكي نشبع جميع الاحتياجات التي يعتبرها الكثيرون أشد إلحاحاً من حقه في إعلان هويته -بغض النظر عن كينونتها- فهذا يعني أنه لن يتم إعلانه عنها لعدة عقود..أي أن الوقت المناسب لن يأتي خلال فترة حياة جيلين و ربما ثلاثة..و حينها لا أعلم هل سيكون التقسيم الفكري في اليمن قد تطور من مرحلة مملكة الغاب لمملكة الإنسان أم أننا سنكون ما زلنا في تلك المرحلة قابعين!!.

المواطن اليمني يبحث عن مستوى حياة إنساني و لن أقول مع قليلٍ من الكرامة لأنها ذهبت مع الريح منذ عقود و بعقدٍ مجاني و بموافقة الطرفين..و لكنه يبحث عن الحد الأدنى من الأمن النفسي كما الجسدي و لكنه أيضاً لا يبحث عن الأمن الفكري لأنه أصبح رغم ضرورته هو الآخر ترفاً يمكن الاستغناء عنه..و هكذا نجد أنه عندما تتدنى الحريات في بلدٍ ما تصبح أساسياتها ترفاً مع مرور الوقت..فاليمنيون أصبحوا يتحدثون عن كل الحقوق التي تعتبر من الأساسيات على أنها حقوقٌ يجب أن تنتزع مع أنه من المُسلَّم به أن تكون حقاً مكتسباً نحصل عليه تلقائياً في اللحظة التي يقرر فيها الرب توريطنا بهذا الوطن.

قبل عدة أسابيع تم القبض على فتاةٍ يمنية من مدينة الحديدة و دون سابق إنذار..التهمة؟؟..لا لم يتم القبض عليها في قضية دعارة كما سيعتقد البعض و لكن لأنها فقط قررت أن تمارس حقها الطبيعي في اختيار الدين الذي تعتنقه..الدين قد يكون لدى البعض غريزة و لكن البعض الآخر قد يعتبره هو الآخر نوعاً من أنواع الترف..هذه الفتاة -بغض النظر عن قوة أسبابها أو ضعفها و التي دفعتها لهذا التحول- قررت أن تمارس حقها الطبيعي في ترتيب أولوياتها..و ما يجده البعض أمراً ليس أساسي بالنسبة إليهم لتقوم هي باختياره قامت هي بوضعه على قمة سلم أولوياتها بكل بساطة.

ماذا كان مصير الفتاة؟؟..بالطبع تم قمعها أولاً لأنها فتاة تحيا في مجتمعٍ يمارس أفراده ما يشبه الذكورة و ثانياً لأنها قررت أن تختار و ثالثاً لأن أولوياتها لم ترق للكثيرين..و هكذا تم وصفها بصفة الجنون فقط لأنها وجدت أن الإسلام كفكرة أو حتى كدين لا يشبعها و لكنها وجدت هذا الأمر مع المسيحية..و لكن هذا الأمر لم يُحترم و لن يُحترم.

فعملية مصادرة الحريات في اليمن مع مرور الوقت لا يتم تحجيمها كما تتوقع الأغلبية و لكن على العكس تمتد و تصبح راسخةً في العقول بل و تصبح غرائز يجب على الفرد تطبيقها دون تفكير..فتكون فكرة المصادرة في البداية كخيط العنكبوت واهنٌ جداً و لكن مع مرور الوقت تصبح تلك الفكرة احتياج و ضرورة لتصبح حبال تقيدنا و من ثم نجد أن تلك الحبال التي كان من الممكن مع القليل من الجهد تمزيقها قد تحولت إلى سلاسل و أغلال لن نتمكن من تحطيمها لأننا حينها سنكون قد اعتبرنا وجودها أمراً تعتبره الأغلبية من مُسلَّمات الحياة.

الفرد اليمني لن يقوم باحترام حريات الآخرين الشخصية طالما أن ذلك الأمر لم يُفرض عليه فرضاً لكونه إعتاد على قانون الغاب..و أمور مثل الحرية الجنسية كهوية و الدينية كاعتناق لن يتم تحقيقها في اليمن من دون مطالبات تتم من دول الخارج..التدخل في الشأن اليمني الداخلي أمرٌ مكروه و لكن طالما أن الفرد اليمني ما زال قاصراً عن ممارسة النضج الفكري تجاه الآخرين فحينها يجب أن تتم الوصاية عليه..فلعله حينها يكف عن ممارسة غريزة القضاء على الآخر لتنمو لديه غريزة التعايش معه.

حالياً يمكننا القول أن التدخل الخارجي في اليمن في أوجه..فالشريعة الإسلامية سيتم إقصاؤها من الدستور اليمني..فإن كانت هناك مطالبات فإما أن يتم إدراجها الآن و إلا لن يحدث هذا الأمر في القريب العاجل..يجب أن نبدأ في تصنيف الحريات على أنها حريات و غرائز أساسية من جق كل مواطن أن يعلن عنها و يمارسها بكل حرية و دون أي إرهاب من الآخرين..يجب أن نكف عن بناء مجتمعٍ منافق يسكن مواطنوه الدرك الأسفل من الإنسانية في الدنيا و سيقيمون في الدرك الأسفل من النار في الآخرة.

لا أعلم حقاً ما الفائدة من أن نعلن بكل فخرٍ طفولي أن مواطنيَّ هذا المعتقل أغلبهم من المسلمين بينما لدينا إحصائيات تدل على أن الإلحاد التحول بين الأديان اللا دينية في ازدياد!!..لا أعلم ما الحكمة الإلهية التي يريد اليمنيون تطبيقها عند إعلانهم أن الهوية الجنسية في اليمن هي غيرية بنسبة تشابه نسبة فوز صادم حسين في الانتخابات الرئاسية في عام 2002 م!!..إن لم نكف عن ممارسة هذا النفاق فقريباً سيتم صفعنا بطريقةٍ عملية جداً و سيأتي اليوم الذي سيحكمنا فيه يهودي مسيحي و ربما مثلي و لكنهم سيأتون بسلطة الآخر..تلك السلطة التي لن نتمكن حينها من رفضها لأننا لم نتمكن يوماً من رفض حذاء الداخل و هو يطأ عقولنا قبل كرامتنا..فكيف سنفعلها مع حذاء الخارج!!.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أفتدي الرسول بهما
- توحد
- ما زال
- القاعدة و الزير سالم
- للكرامة جدران!!
- شَبَقَ -قصة-
- فيلم ظل الضمير -التحرش الجنسي في اليمن-
- فراس و الكلاب
- انفصال
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 3
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 2
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 1
- طفلة زنا للبيع
- يمن جديد!!
- رغبةٌ و اشتهاء و بينهما نحن
- الأرباب الصِغار
- طفل البسكويت و طفل العامود
- إغتصاب هدى
- صور
- مَدِّد يا هادي و لا تُبالي


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - زين اليوسف - هوية جنسية