أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - احتجاز وإعاقة الشعب الفلسطيني















المزيد.....

احتجاز وإعاقة الشعب الفلسطيني


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 21:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


صباح اليوم أغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة مقاومين في جنين ، ولا يمر يوم إلا ونسمع عن اغتيال أو اعتقال مواطنين سواء من قلب مدينة رام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية أو من أية قرية أو مدينة ، وتستمر الجريمة الكبرى التي في نطاقها ومن تداعياتها يحدث كل ذلك وهو الاحتلال واستمرار الاستيطان والتهويد والتدنيس للمقدسات ،كما تستمر سياسة الاغتيالات والاعتداءات والحصار على أهلنا في قطاع غزة . في جميع الحالات لا نسمع إلا تنديدات من الفصائل تتفاوت حدتها بمدى قربها أو بعدها من السلطة الفلسطينية أو حسب الانتماء الحزبي للشخص المُستهدف، أما خارج فلسطين المحتلة فنادرا ما يتطرق الإعلام العربي وغيره لهذه الاعتداءات الإسرائيلية وإن ذكرها فكخبر ثانوي في نهاية نشرة الأخبار . ولكن الخطير في الأمر هو ضعف ردود الفعل الشعبية على هذه الجرائم الصهيونية، فالتحركات الشعبية محدودة العدد حيث لا تزيد عن عشرات أو مئات في أفضل الحالات ، ومحدودة جغرافيا حيث تقتصر على مدينة دون أن تشمل كل أراضي السلطة ، ومحدودة زمنيا حيث تستمر ساعة أو عدة ساعات ثم تنتهي كالحواجز الطيارة .
هذه الحالة من عدم التفاعل الشعبي أو انسحاب الشعب من ساحة المواجهة حالة مستجدة على الشعب الفلسطيني الذي كان دوما في المقدمة والطليعة . لم تظهر هذه الحالة الشعبية السلبية أو الانسحابية إلا بعد قيام السلطة ثم تكرست بعد الانقسام والفصل بين غزة والضفة يونيو 2007 الذي أوجد سلطتين وحكومتين أضيفتا لسلطة الاحتلال . قبل ذلك كان الشعب يتحرك ويأخذ زمام الفعل من خلال الاشتباك المباشر مع إسرائيل مما تضطر معه القيادة الفلسطينية والأحزاب لمجاراة الشعب والارتقاء إلى مستواه النضالي ،بل كان الشعب يتحرك ليس فقط في مواجهة الاحتلال بل لإنقاذ القيادة في الأوقات العصيبة كما حدث بعد محاولات تهميش منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر القمة العربية في عمان حيث تحرك الشعب في انتفاضته الأولى 1987 ليعلن للعالم أن منظمة التحرير الفلسطينية هي ممثله الشرعي والوحيد ، وتحرك الشعب بعد قمة كامب ديفيد الثانية 2000 دعما للرئيس أبو عمار ورفضا لتدنيس المسجد الأقصى ، وبينهما جرت انتفاضة النفق 1996 . صحيح أن البعض ركب موجة هذه الانتفاضات ووجهها على غير ما يجب وما يريد الشعب ،ولكن الشعب كان دائما حاضرا ومستعدا لتقديم التضحيات وتحمل المعاناة من اجل قضيته العادلة ودفاعا عن قيادته ما دامت قيادة وطنية قريبة للحس الشعبي ومتجاوبة مع مطالبه .
أين هو الشعب الفلسطيني ؟ أين ذهب شعب الجبارين؟ هل ما زال موجودا كحالة وطنية نضالية ؟ أم تبدد مع الانقسام والإحباط وتعدد المشاريع غير الوطنية والصراعات حتى داخل الأحزاب نفسها ؟ هل تحول من شعب إلى جموع بشرية تتصارع من أجل البقاء ولقمة العيش والراتب والكوبونه وتنكة السولار أو البنزين وجرة الغاز ؟ ! وكيف يمكن لشعب تحت الاحتلال أن يكون غائبا عن ساحة المواجهة ؟ وكيف نستطيع أن نقنع العالم أن إسرائيل تحتل فلسطين وشعبها إن لم يشعر العالم ويرى الشعب الفلسطيني مقاوما ومتصارعا مع الاحتلال ؟ كيف نقنع العالم أننا شعب تحت الاحتلال والعالم يرى نخب سياسية تتصارع على السلطة أكثر مما تتصارع مع الاحتلال ، فيما الشعب مُغيب عن ساحة المواجهة والفعل ؟ .
أكثر من مرة سألني أصدقاء عرب وأجانب هذا السؤال أو الأسئلة ، يسالون دوما أين الشعب الفلسطيني الذي عهدناه في مقدمة الشعوب العربية بل شعوب العالم في عطائه ومبادراته النضالية وحيث كان القدوة لشعوب وحركات التحرر في العالم الثالث ؟ يسألون بألم وحسرة أين الشعب الفلسطيني الذي كنا نرسل لمخيماته وقواعده الفدائية في سوريا ولبنان والأردن أبناءنا ليتدربوا على السلاح ويتعلموا أبجديات الثورة والنضال ؟ أين الشعب الفلسطيني الذي كان أطفاله وشبابه يواجهون الدبابة بالحجر ويقتحم فدائيوه المستوطنات ؟ .
لو كنا أنجزنا الدولة والاستقلال لقلنا لا حاجة للشعب الفلسطيني كما كان عليه وبالمواصفات السابقة،لان مرحلة الدولة تختلف عن مرحلة الثورة، ودور الشعب بالتالي سيختلف دون أن يختفي ، لأن مرحلة الجهاد الأكبر – بناء الدولة - تتطلب جهودا أعظم من مرحلة الجهاد الأصغر – العمل العسكري- ، ولكن المصيبة أنه تمت مصادرة وإعاقة واحتجاز الشعب قبل استكمال مرحلة التحرر الوطني مهمتها وقبل إنجاز الدولة الموعودة. لم تكن الإعاقة والاحتجاز من إسرائيل ،وما كانت إسرائيل تستطيع ذلك لان كل مواجهة معها تؤجج الحالة الوطنية وتوحد الشعب أكثر وأكثر، بل كانت الإعاقة والاحتجاز من النخبة السياسية للسلطتين والحكومتين .
نعم أصبحت السلطتان والحكومتان تحتجزان الشعب الفلسطيني وتعيقان حركته ضد الاحتلال. لا يمكن لفلسطينيي قطاع غزة الدخول في مواجهة مع الاحتلال دون موافقة حركة حماس و حكومتها ،وواقع الحال أن حركة حماس معنية بالتهدئة وتخشى من انهيار سلطتها إن اشتبك الشعب مع إسرائيل ، ولا يمكن لفلسطينيي الضفة الغربية أن يخوضوا مواجهة ضد إسرائيل في الضفة دون موافقة السلطة هناك ،وواقع الحال أن السلطة لا تريد أية حالة مقاومة مع الاحتلال بل وُجِد التنسيق الأمني لمنع هكذا أعمال . أصبحت السلطتان ومنافعهما ومصالح نخبتهما أهم من الوطن وبات الدفاع عنهما له الأولوية على مقاومة الاحتلال .
وكنوع من التضليل للشعب وحتى تقول هذه النخب أنها ما زالت مع الشعب وملتزمة بالثوابت الوطنية فإنها توظف خطابا مدججا بمقاومات لفظية وشعاراتية باتت مضحكة وممجوجة ، كأن يعلن مسئول كبير في المنظمة أو السلطة أو في حركة فتح : إن الاستيطان يهدد عملية السلام وكأنه اكتشف شيئا خطيرا وجديدا ، أو أن القيادة متمسكة بالثوابت والحقوق الوطنية ولن تفرط فيهما ! وكأن القيادات توجد من أجل أن تتمسك بالحقوق فقط وليس من اجل استعادة الحقوق !، أو يعلن آخر وفي مؤتمر صحفي : إن إسرائيل لا تريد السلام وإن المفاوضات الحالية آخر فرصة أمام عملية السلام متجاهلا أو ناسيا أن خطاب الفرصة الأخيرة سمعناه مائة مرة طوال عشرين سنة من المفاوضات . مع تغير في المفردات دون تغيير في الهدف والمنطلق يتحدث قادة حماس ، كأن يهدد مسئول في حركة حماس أن الحركة ستلقن العدو درسا لن ينساه إن اعتدى على قطاع غزة ! وكأن حركة حماس حققت أهدافها بالسيطرة على قطاع غزة وكل ما هو مطلوب منها فقط الحفاظ على سلطتها في القطاع وحماية قطاع غزة من العدوان، وكأن ما يجري في الضفة والقدس وبقية فلسطين ليس عدوانا على الشعب الفلسطيني ! .
وفي هذا السياق نفهم لماذا يتفق موقف إسرائيل مع موقف النخب السياسية الفلسطينية الحاكمة في التخوف من الانتفاضة ومنع المقاومة المسلحة وحتى السلمية والتشكيك بجدواها ، ونفهم لماذا يشككوا بقدرات الشعب على المقاومة ويعتبروا أن الانتفاضة أو أي حراك شعبي ولو سلمي في الضفة أو غزة إن اندلع سيتحول لفوضى وسيخدم إسرائيل وإلى غير ذلك من التبريرات التي تُحقر من دور وقيمة الشعب وترهن مصير الشعب بالنخبة الحاكمة ونهجها السياسي أو بالمتغيرات الخارجية .
لا نعتقد أن النخبة السياسية تخشى على الشعب من تداعيات الانتفاضة والمقاومة ، فالشعب لم يعد لديه ما يخسره لأنه بعد قيام السلطة ثم السلطتين استمر يخضع للاحتلال كما أن حالة الشعب الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية لم تتحسن بل ازدادت سوءا ، بل الخشية أن تفقد النخبة مصالحها من شركات بملايين الدولارات وامتيازات وأراضي وسيولة نقدية ومواقع لأبنائها الذين يتبوءون مواقع مرموقة داخل مؤسسات السلطتين والحكومتين أو في السفارات والممثليات الخارجية ، هذه النخب تعرف أن ضمان استمرارها الوحيد هو استمرار مهادنة العدو وعدم إغضابه وليتم ذلك يجب حجز الشعب وإعاقة فعله الثوري .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء استهداف الإعلام المصري للفلسطينيين
- قصة واحد أراد أن يكون فكان، ويا ليته ما كان
- خطاب الرئيس يثير إشكالية مؤسسة القيادة الفلسطينية مجددا
- زمن انقلاب المواقف والتحالفات العربية :جماعة الإخوان من قياد ...
- لا تخذلوا الرئيس أبو مازن كما خذلتم الرئيس أبو عمار
- ما يجري في مصر يُعيد الديمقراطية لأسئلة البدايات
- عندما يَكثُر (القادة) وتغيب مؤسسة القيادة
- الثورة والديمقراطية وحكم العسكر
- الوطن أهم من الدولة والسلطة
- حركة فتح وغزة وخطة كيري: أية علاقة ؟
- بيت المقدس براء من (أنصار بيت المقدس)
- ماذا يجري ل / وفي تنظيم فتح في قطاع غزة ؟
- التقارب بين حماس ودحلان : لصالح من ؟ وعلى حساب من؟
- صراع على السلطة والثروة وليس ربيعا عربيا
- المشروع الوطني الفلسطيني
- ما وراء استهداف الفلسطينيين في سوريا ومصر
- أهمية تحرير المصالحة الوطنية من شرط الانتخابات
- خطورة الجمع بين الثروة والثورة والسلطة في الحالة الفلسطينية
- مع بداية عام 2014 نودع ثلاثة أوهام
- من المسئول عن إعاقة استنهاض حركة فتح ؟


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - احتجاز وإعاقة الشعب الفلسطيني