أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ..12














المزيد.....

اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ..12


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 23:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ..12

كان الارتباك واضحا في ممرات المستشفى وردهاتها .. لا يوجد احد من المنتسبين لم ينتمي الى حزب البعث الا افراد معدودين ، وحتى هؤلاء كانت تربطهم علاقات وثيقة بكبار المسؤولين وكانوا شبه معفيين من الانتماء للحزب .. نعم اصبح الانتماء ليس انتماء عقائديا بشكل مطلق بل هو اما لكي يحمي صاحبه من الملاحقة وأما ان يكون منتم لحزب معارض وقد ( اسقط سياسيا في دوائر الأمن واضطر مكرها للانتماء) وبذا ظل يحمل حقدا وكرها لنفسه وللحزب القائد .. او كان منتم ولكنه ينتظر اليوم الذي يجد ان الحزب قد قضي عليه او تعرض الى نكسة كبيرة ... 
كان هناك المنتمون للحزب ومن الذين شاركوا بأذية الاخرين وقد يكونوا قد ذبحوا البعض بتقاريرهم ورصدهم ومراقبتهم بل كانوا ادوات ووكلاء للامن والمخابرات وجاهزين لأذية الاخرين والصعود على أكتافهم لتحقيق مصالحهم الخاصة ... و هاهي الثورة وهاهي ساعة الحساب !!! ها هو الشعب يثور ضد السلطة التي لم يتصور احد انها سوف تنهار بتلك السهولة وتكشف عن نمر من ورق كان الناس يحسبون له حساب .. وها هو الثأر يخرج من بطن الارض ماردا اعمى سوف يضرب يمينا وشمالا .. كيف السبيل الى توضيح كل تلك الامور وتقسيم المجتمع الى بعثي حقيقي وبعثي ( مستبعث) وعدو للبعث ؟! امام لغة الرصاص ...؟! من هم القادة ومن هو فولتير او لينين او جيفارا او عبد الكريم قاسم او محمد باقر الصدر ؟! من هو القائد ومن هو المرجع ؟! شباب يحمل الكلاشنكوف والراجمة والقاذفة  ورصاص يلعلع ولا إذاعة تستمع لها ولا سماعة جامع تنقل لك خبرا ولا تلفاز ولا تلفون ... بينك وبين الحياة او الموت مسافة أمتار فقط !! وانت امام قتيل او جريح تلفضه سيارة نقل ومعه مجموعة ملثمة تحمل السلاح ونصرخ بك ان تحيي الميت او تعالج الجريح الذي ان مات بين يديك لا تعرف ماذا سيكون مصيرك ؟؟!
الدكتور سالم الساعدي مدير عام صحة ميسان .. ابن العمارة بريفها ومدينتها .. كان الرجل مصابا بمرض الإخلاص لمدينته  أرضا وبشرا .. رجل قيادي يعرف كيف يدير الامور... كان محظوظا بوجود كوكبة من الاطباء الذين لا يقلون عنه إخلاصا ووطنية وغيرة على الانسان ..طيلة ايام قصف العربان والأمريكان لم يفارقونه وكان لا يفارقهم .. جعلوا من المستشفى مسكنا لهم ليلا. نهارا. في اقسى الظروف .. رتبت جداول للمناوبة .. وفي حالة ازدياد اعداد الجرحى كانوا يهجرون عوائلهم بلا اوامر استدعاء ويسكنوا صالات العمليات والردهات .. والان وفي تلك المحنة وظروف الانتفاضة وضبابية المستقبل وعدم الوضوح والمتناقضات كان سالم يردد : الوطن !! لنكن حريصين على ارواح البشر اي كانوا فمهنتنا هي العلاج لكل يدخل المستشفى .. نعم كان هناك  نشوة الثورة ضد الطغيان والحرمان والذل والهزيمة التي قصمت ظهر الجميع .. ولكن كان هناك خوفا من المجهول واختلاط الاوراق وعشوائية التصرف وانعدام الانضباط وبوادر اخرى لحالات انتقام قد يكون مشروعا !! لكننا كنا مستشفى لعلاج الجرحى والمرضى فمن يا ترى سيفهم هذا الواقع المر والمتخم بالمتناقضات ؟! 
سألت عنه وأخبرت انه في مكان امن .. قال لي زميلي .. لا تنسى انه مسؤول والثورة ضد كل مسؤول !! كنت في ردهة الطوارئ وكان كل من د عقيل ود ماجد ود ضياء  ود فيصل معي .. فجأة رأيته بيننا .. كان يردد : الوطن !! والواجب .. كان فرحا معنا وقلقا معنا .. حتى المنتسبين من أطباء وغيرهم ممن كنا بالأمس نهمس بعيدا عنهم ونتحاشى ان يفلت اللسان بنكتة أمامهم ، كانوا متواجدين أيضاً صفر الوجوه ويكاد الرعب ان تنفجر به عيونهم !! 
وقفت عجلة الإسعاف وأنزلت منها النقالة المدولبة الأنيقة ثم دفعت أمامنا وهي تحمل جثة ترتدي البدلة المرقطة الخضراء .. كان وجهه قد شوهت ملامحه اطلاقة .. كنا نواجه عشرات الجثث التي لم نكن نعرف أصحابها وقد تطبعنا على استقبالها بحزن في الايام الاولى من الحروب لكننا وبمرور الزمن ان ننظر لها بحيادية وبرود !! لكن في تلك اللحظات الحرجة كان منظر تلك الجثة قد اثار الرعب في نفوسنا!! ليس لكوننا نعرفه جيدا وقد يكون بالأمس احد معارفنا ولكن في تلك اللحظة بدأ الخوف من انطلاق ساعة الثأر والانتقام وتلك سوف لن ترسم لها حدود ولا يحكمها قانون .. سوف يعود المارد الاعمئ يخبط يمينا وشمالا بكفه الخرافي وسوف تسحق الكثير وتولد الاف الأفاعي والعقارب ولن تتوقف عمليات الثأر والانتقام ...!! 
وللتاريخ سوف لن تبدر من تلك الانتفاضة في مدينة العمارة العنقاء أية حالة انتقام او ثأر سوى حالتين او ثلاثة فرديات وثلاث حالات في مدينة المجر بعد ان سحقت قذائف مدافعه وطائراته البيوت على ساكنيها .. اما ما قام به عزت الدوري وهشام الفخري واللجنة المشتركة من قتل وتنكيل فتلك قصة اخرى ...

يتبع



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991..11
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991.. 10
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991. ..9
- اوراق على رصيف الذاكرة..1991..8
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991..7
- خاطرة
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ..6
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 .. 5
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ...4
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ...3
- اوراق على رصيف الذاكرة انتفاضة آذار 2
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991
- بلا عنوان
- اسرار
- حمام الدوح
- حلم ..
- صح ... غلط
- اوراق على رصيف الذاكرة .. عريف عباس
- اوراق على رصيف الذاكرة .. حرب الكويت
- تضامن


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ..12