أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عمرو عبد الرحمن - السيسي: الشهيد الحي ... ( 3 )















المزيد.....

السيسي: الشهيد الحي ... ( 3 )


عمرو عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 23:56
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


ليس رجما بالغيب ولا قراءة في فنجان، ولا حاجة لعراف لمعرفة، أن المشير "عبد الفتاح السيسي"، قد تخطي كافة الخطوط الحمراء للعدو، عندما أطاح بحكومة المرتزقة الإخوانية، واضعاً مصلحة جيشه وشعبه نصب عينيه، متحدياً "شروط الحكم" في النظام العالمي الجديد، ، ثم ارتكب الجريمة العظمي بحق الكيان الماسوني الحاكم والمهيمن علي كافة أنظمة وحكومة العالم، عندما أعطي الضوء الأخضر لروسيا والصين، وآخرين، معيداً هيكلة مصادر تسليح الجيش المصري، ما يعني الخروج من عباءة السيطرة الصهيوأميركية، وأن "إسرائيل" منذ اللحظة تلك، لم يعد بمقدورها معرفة ماذا دخل وماذا خرج من ترسانة السلاح المصرية، ناهيك عن مدي وقدرات ما بتلك الترسانة من طائرات وصواريخ ومدرعات، وما يتم تطويره بداخلها سراً من تقنيات عسكرية، علي العكس تماماً....... مما كان عليه الحال قبل ثوانِ من بزوغ فجر الـ 30 يونيو الماضي.

وليس من شكٍ في أن "السيسي" وفي إحدي خطبه المدوية، وسط جموع جماهيره المتعطشة لزعيم مصري بحق، عندما أعلن من موقف القائد المنتصر، أن مصر لن تنسي أبداً من وقف معها ومن وقف ضدها، فإنه بذلك قد أطلق - وهو مدركٌ تماماً - الرصاصة الأولي في الحربٍ العالميةٍ الماسونية، علي بلاده، واثقاً تمام الثقة في أن مصيره في هذه الحرب إما النصر أو الشهادة في سبيل الله، من منطلق قوله - تعالي؛ .

وقد صدَّقَ السيسي قوله هذا بالفعل، علي مدي سلسلة متتالية من المواقف الوطنية الصلبة، علي رأسها عدم الرضوخ - بإباء وإصرار - للإملاءات الأميركية والضغوط الغربية المتصلة ليل نهار، رافضاُ التصالح مع جماعة الإخوان الإرهابية، متصدياً لمحاولة إعادة تدوير نفاياتها سياسيا، مُطارداً فلولها بطول أرض مصر وعرضها، إلي جانب مواقف أخري لا تقل مصداقية وصلابة، كإقدام مصر في ذروة أزمتها الاقتصادية علي رد القرض القطري المُهين، مستبدلا إياه بعلاقات مصرية - عربية متوازنة، قائمة علي تبادل الدعم الاقتصادي الخليجي، في مقابل الدعم الأمني والاستخباراتي والعسكري والسياسي المصري....... وأخيرا وليس آخرا، إعلان المشير السيسي أن مصر "الجديدة" لا مكان فيها لفاسد من أي عهد مضي، وهو ما يعني أنه قد وَسَّع دائرة المعركة الدائرة ضده علي صعيد الجبهة الداخلية، توازياً وتزامناً والجبهة الخارجية المشتعلة.

لقد اتخذ السيسي إذن، قراره القدري بامتياز، ماضياً علي ذات الطريق المحفوفة بالمخاطر، التي سبقه إليها أباطرة وقادة وزعماء أصبحوا في عُرف التاريخ "شهداء"، دفعوا جميعا حياتهم ثمنا لتحديهم سلطان الكيان الماسوني الأعظم، الذي يحكم الأرض منذ القرن السابع عشر، أمثال نابوليون بونابرت، جيمس جارفيلد، إبراهام لنكولن، نيكولاس الثاني وأسرة الـ"رومانوف" جون كينيدي، صدام حسين، هوجو تشافيز، والبقية تأتي...

** وفي مقالنا السابق من هذه السلسلة، تناولنا كيف سيطر "آل روثشايلد"، علي الولايات المتحدة الأميركية، حكومة واقتصادا وسياسة وعسكريا، وقضوا علي كل من حاول التصدي لمخططاتهم التآمرية علي الشعوب والأمم، في حين أن سيطرتهم علي أهم مواقع صنع القرار الدولي، في بريطانيا وأوروبا بأكملها، ثم أمريكا، جعلت منهم سادة العالم بلا منازع، وأصبحت بروتوكلاتهم دستوراً مفروضاً علي البشر قسراً وإرهاباً، وباتت خريطة العالم رهن أيديهم، يُعيدون تشكيلها كما شاءوا، (أو هكذا يظنون).

في هذه الحلقة من السلسلة، تنناول من الأحداث ما مَهَّدَ لهبوب عاصفة "الربيع الماسوني" علي منطقة الشرق الأوسط، لتصبح جميع دوله التي وقعت في عين الإعصار، إما تقاتل من أجل عدم السقوط في رمال متحركة من الحروب الأهلية، وإما انقسمت بالفعل إلي أقاليم ممزقة إثنيا وعرقيا، تنفيذا لمفاهيم "الفوضي الخلاقة"، ووفقا لتعاليم (عَرَّابيْ) الكيان الماسوني العالمي، أمثال "جورج بوش" و"كوندوليزا رايس" و"جون ماكين" و"برنارد ليفي"، وأذنابهم في بلادنا، أمثال "البرادعي" و"6 أبريل"، و"توكل كرمان" و"موسي كوسا" و"الغنوشي" "وكل عناصر جماعة الإخوان "المسلمين" في المنطقة وخارجها.

والتاريخ بعد إعادة قراءته من جديد في لحظتنا الراهنة، من منظور "ماسوني"، يذكر أنه وعلي الطريق نحو عاصفة "الربيع"، كانت هناك عقبات "وطنية" لابد من إزاحتها، مثل "صدام حسين"، الرئيس العراقي الذي رفض تسليم مفاتيح ثروة بلاده من النفط لأيدي شركات النفط العالمية التابعة لآل روثشايلد، وقرر أن يبيع البترول باليورو بدلا من الدولار، فكان الحصار لعشر سنوات، ومن بعده العقيد "معمر القذافي"، الذي لقي جزاؤه الدامِي "عقاباً له"، علي أن فكر في الاستقلال اقتصاديا عن هيمنة الدولار الماسوني علي العالم، وإصدار عملة أفريقية موحدة، فلقي مصرعه كما تُصرع الوحوش في الغابة، وتم التمثيل بجثته بأيدي وأقدام الهمج من أبناء شعبه وبمشاركة جنود النيتو....... وها هو "بشار الأسد" الذي رفض خضوع بلاده لقروض صندوق النقد الماسوني، فكان العقاب أن تحولت بلاده إلي أشلاء، يصارع علي أنقاضها النظام الرسمي وجيشه لمجرد البقاء، حتي لا يلحق من سبقوه ضمن سلسلة الضحايا الذين راحوا في سبيل الدفاع عن مصالح أوطانهم في وجه الأطماع الماسونية العالمية.

** جملة اعتراضية: ليس معني أن شخوصاً كـ"القذافي" و"الأسد" و"صدام"، دفعوا ثمن مواقفهم الصلبة تجاه الهيمنة الماسونية العالمية، أنهم أبرياء من ظلمهم لشعوبهم، بل بالعكس لقد كانوا شركاء - دون أن يدروا - في جريمة تنفيذ حكم الإعدام ضد أوطانهم، فالعدو الماسوني لا يَنْفُذْ إلا من خلال الجدران المتهالكة التي عششت فيها عناكب الفساد، وتجولت بين ثقوبها فئران الخيانة، وتربعت علي خرائبها كلاب السلطة تنهش في لحوم أبناء الوطن، تماما كما كان الحال أيام الملك لويس الرابع عشر ونظامه الفاسد - البائد - الذي حكم المملكة الفرنسية قبل أربعة قرون، وكانت النتيجة أن لقيت فرنسا أولي هبَّات الربيع الماسوني، فضاع مُلكها إلي الأبد.......
ولو أنهم جميعا - أي الملوك والأمراء والقادة والزعماء والرؤساء، حكموا فعدلوا ....... لأَمِنًوا وحَمَوْاْ بلادهم من لدغات الأفاعي الماسونية علي مر التاريخ.

* بعد أن أتم الكيان الماسوني العالمي إحكام قبضته علي حزائن أكبر إمبراطوريتين، وثانيتهما هي وريثة الأولي، وأقصد بهما "بريطانيا العظمي" التي غابت عنها الشمس أخيرا لتسطع علي "الولايات المتحدة الأميركية"، بدأت أنظار رؤوس هذا الكيان تتجه نحو السيطرة علي خزائن الأرض أجمعين.

وسارت الخطة علي مسارين متوازيين ومتزامنين؛

الأول.. التوسع في بسط السيطرة علي اقتصاديات الدول علي مستوي العالم.

الثاني.. القضاء علي "التهديدات" وتتمثل في القادة "الوطنيين" ممن يرفضون الخضوع لهيمنة أي قوة معادية علي بلادهم.

وهو المعني ذاته الذي بدوره، تناوله المدعو "جون بيركنز"، في كتابه، "الاغتيال الاقتصادي للأمم - اعترافات قرصان اقتصادي"، "Confessions of an Economic Hit Man" .

وبحسب الكتاب، فإن "قراصنة الاقتصاد" هم رجال محترفون ذوو أجور عالية عملهم هو أن يسلبوا بالغش والخداع ملايين الدولارات من دول عديدة في سائر أنحاء العالم.. يأخذون المال من البنك الدولي وهيئة المعونة الأمريكية وغيرها من مؤسسات المساعدة الأجنبية ليصبوه في صناديق الشركات الكبرى وجيوب حفنة من العائلات الثرية التي تسيطر على الموارد الطبيعية للكرة الأرضية، من خلال فبركة التقارير المالية وتزوير الانتخابات والرشوة والابتزاز والجنس والقتل.. يلعبون لعبة قديمة قدم عهد الإمبراطوريات، لكنها تأخذ أبعادا جديدة ومخيفة في هذا الزمن.. زمن العولمة!! -

ودعونا نضع "مصر" وما شهدته من ظروف سياسية واقتصادية خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونحن نقرأ ما يرويه "جون بركينز"، فى سطور كتابه عن عمله لسنين طويلة كقرصانٍ إقتصادي لأمريكا.

وفيه يكشف لنا كيف وزعت الولايات المتحدة "قراصنتها" على دول العالم مما يسمى بالدول النامية ودول العالم الثالث لتجعلها دولاً تدور فى أفلاك تبعيتها، لتدور فى دائرة مفرغة لا تخرج منها أبداً، تزيد فيها معدلات الفقر والمجاعات والديون وتنهب الثروات وتسجن الشعوب خلف أسوار من الحاجة والعوز والجهل والصراعات والإغتيالات أقامتها الشركات الأمريكية ومتعددة الجنسيات فلا تستطيع الفكاك منها.

وبحسب الكتاب، فإن قراصنة قرن العولمة وعصر المعلومات، مهمتهم أن يجعلوا إقتصاديات الدول تنهار بعد إقناعها وإقحامها فى مشروعات تنموية تنهار تحت وطأتها، يكبلونها بسلاسل من ديون وقروض لا تنتهى فوائدها، وفي نفس الوقت يتم إجبار الدول علي التوقف عن إقامة صناعات استراتيجية وطنية، والتركيز علي الاقتصاد قصير المدي، سريع الربح للمستثمرين فيه، والبعيد تماما عن تحقيق أي عائد حقيقي لصالح الشعب.

خيوط اللعبة

يقول "جون بركنيز" إنه مع أعوانه من الخبراء الاقتصاديين قاموا بتطويع اللغة لتغليف إستراتيجيتهم في النهب الاقتصادي، وذلك باستخدام مفاهيم مثل "الحكم الرشيد وتحرير التجارة وحقوق المستهلك" بحيث لا تصبح السياسات الاقتصادية جيدة إلا من خلال مخططات الشركات الكبرى.

وعلى الدول التي تقبل هذه المفاهيم - مصر نموذجا حيا - خصخصة الصحة والتعليم وخدمات المياه والكهرباء أي أن تبيعها للشركات الكبرى وهي مضطرة بعد ذلك إلى إلغاء الدعم وجميع القيود التجارية التي تحمي الأعمال الوطنية، بينما عليها القبول باستمرار أميركا وشركائها من الدول الصناعية الكبرى في تقديم الدعم لقطاعات أعمالها وفرض القيود لحماية صناعاتها!

ولا تريد النخبة الأميركية بالفعل قيام الدول بسداد ديونها، لأن ذلك هو السبيل إلى تحقيق أهدافها بعد ذلك من خلال مفاوضات سياسية واقتصادية وعسكرية، ويفترض بيركنز "أن حرية طبع النقد الأميركي دون أي غطاء هي التي تعطي لإستراتيجية النهب الاقتصادي قوتها، لأنها تعني الاستمرار في تقديم قروض بالدولار والتي لن يتم سدادها.

وفي هذا المقام، يكشف جون بركنز عن الجانب غير المرئي في خطة القروض والمشروعات، وهي تكوين مجموعة من العائلات الثرية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي داخل الدولة المدينة - عائلات مثل "مبارك" - "أبو العينين" - "الجمال" - "منصور" - "ثابت"، تشكل امتدادا للنخبة الأميركية ليس بصفة التآمر، ولكن من خلال اعتناق نفس أفكار ومبادئ وأهداف النخبة الأميركية، وبحيث ترتبط سعادة ورفاهية الأثرياء الجدد بالتبعية طويلة المدى للولايات المتحدة.

ومن ثم يسيطرون علي معدلات واتجاهات النمو الاقتصادي والناتج الإجمالي القومي بحيث تكون النتيجة دائما هي استفادة الأقلية أو النخبة على حساب الأغلبية الفقيرة، وبحيث تبقي رفاهية وثراء هذه النخبة بالتبعية طويلة المدى للولايات المتحدة.

بحيث يزداد الثري ثراء ويزداد الفقير فقرا، وعندما يعلو صوت "معارض سياسي" احتجاجا يأتي الرد فورا بإحصاءات تعتمد علي ما يعتبر من الناحية الإحصائية البحتة تقدما اقتصاديا..!

ويكشف بركنز أن مديونية العالم الثالث تريليونات الدولارات وأن خدمة هذه الديون تبلغ مئات المليارات سنويا.

الخضوع أو الحرب

وأشار بركينز إلى أنه عندما يفشل الخبراء الاقتصاديون في مهمتهم يبدأ ثعالب المخابرت الأمريكية في تكملة الطريق وهم نوع مؤذ من رجال العمليات التي وصفها بالـالقذرة، أما إذا فشل هؤلاء فهنا تتدخل الجيوش وهذا ما حدث في العراق وليبيا، ومن قبلهما عدد من دول أمريكا اللاتينية، مثل الإكوادور وبنما وفنزويلا..!

ويعترف بأنه فكر في الاعتراف بجرائمه وجرائم بلاده ضد العالم، من خلال هذا الكتاب منذ فترة طويلة وذلك، تكريما منه لاسمي اثنين من رؤساء دول أمريكا اللاتينية هما "جايمي رولدس" - رئيس الإكوادور الأسبق - و"عمر توريخوس" - رئيس بنما الأسبق - ، الذان كانا من زبائنه وقد لقيا حتفاهما في حادثين مروعين وكانا مدبرين، وقد اغتيلا بسبب معارضتهما لتلك الشبكة من الشركات العملاقة والحكومات والبنوك التي تسعى إلى بناء امبراطورية عالمية، وقد نفذت المؤامرة القذرة المخابرات الأمريكية، كالعادة.

وهو ما ينطبق علي الرئيس العراقي "صدام حسين" الذي سبق وأعلن عن نيته في بيع نفط بلاده باليورو بدلا من الدولار الأميركي، فتعرضت بلاده للحصار ثم الحرب التي أعادت العراق إلي القرون الوسطي، ورضخ الدولة أخيرا للمقصلة الأميركية التي أطاحت برأس صدام.

كما ينطبق المشهد ذاته علي ما جري من تفاصيل دامية لسقوط نظام العقيد معمر القذافي، الذي كان قد عزم على إصدار عملة جديدة معتمدا بذلك على الإحتياطي الذهبي الليبي فقط كي يتوقف كما قال هو “عن إطعام الدجالين الورقيين” واقترح القذافي على أساس هذه العملة الجديدة الموحدة تشكيل دولة عربية إفريقية موحدة يزيد تعداد سكانها عن 200 مليون نسمة.

وقد أيد الكثيرون من قادة البلدان العربية (مصر والسودان وتونس واليمن وغيرها) وغالبية البلدان الإفريقية هذه الاقتراحات التي أثارة حفيظة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومن ورائهم الكيان الماسوني العالمي، وتولدت لديهم ردود فعل سلبية جدا ما دفعهم للتقارب مع الزعيم الليبي وإقناعه بالتخلي عن هذه الأفكار إلا أنه لم يغير رأيه وبقي صامدا إلى أن تسارعت الأحداث وتم إعلان الحرب على ليبيا - وفقا لتداعيات "الربيع الماسوني" وذلك تحت غطاء حماية حقوق الليبين ومحاولة انتزاع النفط من "الطاغية"، لصالح شعبه..!

إلا أن حقيقة العدوان على ليبيا هي أن العقيد القذافي حاول تكرار ما بدأ به الجنرال ديجول بالخروج من منطقة العملات الورقية وبالعودة إلى الأساس الذهبي للعملات أي أنه حاول الاعتداء على أقدس المقدسات لدى العالم المعاصر ألا وهو مصالح المنظومة البنكية العالمية.

البترودولار .. البقرة المقدسة

وهو ما يؤكده الدكتور فيصل القاسم، بقوله: "هل تعلم أن أمريكا فكت ارتباط الدولار بالذهب واستبدلته بالبترول في بداية السبعينات، مما جعل النفط المعادل الذهبي للدولار... ولنسمع للمرة الأولي عن "البترودولار"... ولو باعت الدول الكبرى المصدرة للبترول نفطها بغير الدولار لتدهورت العملة الأمريكية... وبالتالي، مغفل من يعتقد أن أمريكا يمكن أن تخسر القوى النفطية التي تضمن لها بقاء عملتها... صحيح أن أمريكا قد تجد مصادر طاقة بديلة، لكن هذا لا يغنيها أبداً عن حقيقة أن قوة الدولار مرتبطة بالدرجة الأولى بكونه العملة التي يباع بها النفط عالمياً... تذكروا فقط أن أحد اسباب إسقاط صدام حسين كان تحديه لأمريكا وبيع النفط العراقي بعملة أخرى.. كما أن الزعيم الليبي معمر القذافي كان المبادر الأساسي في الابتعاد عن الدولار في الحسابات الدولية داعيا الدول العربية والإفريقية إلى التخلي عن التعامل به وإلى اعتماد عملة موحدة جديدة مبنية على الدينار الذهبي".

ويقول بركينز في إن قدرة الولايات المتحدة على طبع الدولارات تمنحها قوة هائلة تستطيع معها الاستمرار في تقديم القروض التي لن ترد أبدا، وأيضا تتراكم عليها الديون للآخرين.

ويوضح أنه ما دام العالم يعتمد الدولار كأهم عملة نقدية عالمية فإن هذه الديون الزائدة عن الحد لن تمثل عقبة كبيرة للكوربوقراطية لكن إذا استطاعت عملة نقدية أخرى أن تحل محل الدولار وإذا طالب بعض دائني أمريكا مثل اليابان والصين بتحصيل ما لهم من ديون فإن الموقف سيتغير بشكل كارثي.

أمريكا تغرق في ديونها

وبحسب أحد تقارير وزارة الخزانة الأميركية فقد تجاوز مستوى الدين العام في الولايات المتحدة 17 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ، ما يعني أن كل مواطن أميركي مدين للبنك الاحتياطي الفدرالي بـ"50 ألف دولار" وأن الدين المتراكم لدى الدولة الفدرالية الاميركية بعد موافقة الكونجرس الأميركي على رفع سقفه، 17027 مليار دولار في وقت كان السقف القانوني للدين محدداً عند زهاء 16700 مليار دولار، وهو ما يعني أن أميركا نفسها ستكون قريبا ضحية - بدورها للكيان الماسوني العالمي، الهادف لإقامة حكومة عالمية واحدة ذات عملة واحدة، علي أنقاض جميع الأنظمة السياسية الراهنة، وتدمير اقتصادياتها وعملاتها، بما فيها الدولار.

ويختتم "بيركنز" كتابه قائلا: "إن الدهاء الذي تتسم به هذه الإمبراطورية الحديثة يتجاوز كل ما صنعه الفرسان الرومان والغزاة الإسبان وقوى الاستعمار الأوروبي خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فنحن قراصنة الاقتصاد على درجة عالية من الاحتراف، إذ إننا وعينا دروس التاريخ ! نحن اليوم لا نحمل سيوفا ولا نرتدي دروعا أو ملابس تعزلنا عن غيرنا، ففي بلاد مثل الإكوادور ونيجيريا وأندونيسيا نرتدي ملابس كالتي يرتديها المدرسون المحليون وأصحاب المحال التجارية، وفي واشنطن وباريس نبدو مثل موظفي الحكومة والبنوك متواضعين وعاديين نزور مواقع المشروعات ونتسكع داخل القرى الفقيرة نتظاهر بإنكار الذات ونحدث الصحف المحلية عن الأعمال الإنسانية العظيمة التي نؤديها".


***

"يتبع"



#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمرو عبد الرحمن ل-النيل الدولية-: انتصرنا علي أمريكا في معرك ...
- رسالة إلي امرأة قبطية
- المخابرات الماسونية قتلت رضا هلال
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 2 )
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 1 )
- متي يُحاكم مبارك علي ألف جريمة وجريمة بحق الوطن؟
- دم وزة في رقبة 6 أبريل .. وهذا هو الدليل
- الربيع والنيتو -المُخًلِّصْ-
- لندنستان: الخلية التي نامت نصف قرن واستيقظت لتموت!
- الثورة: صنعها الماسون في يناير واستردها المصريون في يونيو
- السد العالى: هل تحول إلي كعب أخيل في جسد مصر؟
- نهاية النظام العالمي الجديد تبدأ بمحاولة غزو مصر
- الملفات السرية لجرائم الحرب الأميركية
- وفد -الفلول- يقود الانقلاب علي خارطة الطريق
- الأسلحة الفاسدة .. والكاكي سايكوبات
- جرائم الإخوان في حق المسلمين لا تسقط بالتقادم
- صعود الحكومة العالمية الماسونية علي أنقاض الاقتصاد الأميركي
- إنه البيرامي وليس الهرم الأكبر كما يزعم الماسون اليهود!
- مصر تخوض معركة إسقاط النظام العالمي الجديد
- هرمجدون وإخوان الماسون


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عمرو عبد الرحمن - السيسي: الشهيد الحي ... ( 3 )