أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - العودة .. دون مطالبة















المزيد.....

العودة .. دون مطالبة


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 23:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ويستمر الغرب في محاباته وإبداعاته وابتكاره لوسائل وأساليب جديدة يكافئ بها بني صهيون ، فلم يكتف بمنحهم أرضاً ليست من حقهم ، ولم يكتف بخلق الكيان الصهيوني ودعمه بالمال والسلاح على مدى العقود ، علاوةً على دعمه في المحافل الدولية بما في ذلك استخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي مرات ومرات ، يقابل ذلك كله محاصرة وانكار أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني حتى ولو كان ذلك بإنشاء دويلة مستقلة على جزء من أرضه التاريخية أو بالسماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى اراضيهم تحقيقاً وتنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية.
فبعد الامتيازات التي أقرها الغرب وحصل عليها اليهود ، والاعفاءات الضريبة الهائلة التي يتمتع بها بني صهيون على حساب مواطني الدول الغربية تعويضاً عن ادعاءات بمحرقة ينكرها العقل ويعوزها الدليل ، تخرج علينا الحكومة الإسبانية وتتبعها الحكومة البرتغالية بقانون يقضي بمنح جنسيتيهما لكل يهودي من اصل اسباني أو برتغالي – ايبيريا - أو كما يطلق عليه في إسرائيل سفارادي ، تمييزاً عن اليهود الاشكيناز من مهاجري أوروبا الغربية ، وذلك تعويضاً عن عملية طردهم من إيبيريا التي تمت سنة 1492 ، هذا القرار الذي أثار حماسة واسعة وسط الإسرائيليين وبدأ بعضهم بالبحث عن اثباتات تدل على كونهم من اصول اسبانية بهدف الحصول على جواز سفر أوروبي ، وأخذ العديد منهم بالتهافت على مكاتب المحامين لإثبات أصولهم الإيبيرية علماً بان هذا القرار الذي اتخذ في 7 شباط/فبراير سيدخل حيز التنفيذ بعد مرور ثمانية اشهر.
واستناداً الى تقديرات رئيس الجمعية الإسرائيلية للمهاجرين من أميركا اللاتينية فإن هناك نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون يهودي في العالم يمكن أن ينطبق عليهم هذا القرار ، الى جانب مئات الآلاف من اليهود السفاراديم الذين يعيشون في إسرائيل ، ولقد جاء القرار المذكور من اجل التكفير عن قيام الملك فرديناند الثاني والملكة إيزابيلا سنة 1492 بتخيير اليهود اما بالدخول في الكاثوليكية او مغادرة إسبانيا الأمر الذي اجبرهم على المغادرة تاركين ثرواتهم وممتلكاتهم التي صادرها القصر الملكي حيث كان عددهم حينذاك نحو 300 الف ، وكان وزير العدل الإسباني قد تفاخر بان هذا القرار ذو مغزى تاريخي عميق ويعكس حقيقة إسبانيا كبلد منفتح وتعددي وهو بمثابة اعتراف بالتراث السفاردي في تاريخ وثقافة إسبانيا، ورغم ذلك فان هناك أصوات كثيرة في اسرائيل تنتقد القرار وتعتبره قراراً معادياً للسامية وعزته كمحاولة من اسبانيا والبرتغال لحفظ شرفهم معتبرين أن التعويض الحقيقي لليهود الذين طردوا من إيبيريا هو التعويض المالي.
وسخر الكاتب الصهيوني غي بخور، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" من القرار، متسائلا "هل الحكومة الإسبانية تؤمن حقا بأن يهوديا واحدا سيعود إلى الدولة المحطمة واليائسة، مع وجود نسبة بطالة فيها تصل إلى 30% ومع قيام نصف مليون من سكانها بالهجرة سنوياً منها معتبراً أن القرار الأسباني لا يحمل في طياته " أي ندم أو تعويض .. على اعتبار أن اليهود مجرد حجارة شطرنج تحركهم اسبانيا كيف شاءت كونهم أناس بلا هوية،
إذ يهدف القرار إلى الاستفادة من سيطرة اليهود على الاقتصاد العالمي، بعد النكسة الاقتصادية التي تعاني منها كل من اسبانيا والبرتغال ، إلا انه شدد قائلا "إن هاتين الدولتين تنسيان بأنه منذ القرن الـ 15 حصل شيء هام حيث أصبح لليهود قومية خاصة بهم، وقامت دولة "إسرائيل" على أرض فلسطين ولم يعد بالإمكان طردهم أو إعادتهم كما يشاء جلالة الملك. هم قومية، ولهم وطن، وهو بالتأكيد ليس اسبانيا، التي حتى اليوم لم تواجه ماضيها اللاسامي" بحسب تعبيره مضيفاً ومخاطبا الأسبان، بقوله "يا مواصلي درب فرديناند وإيزابيلا، نحن لسنا في العام 1492، فلديكم انتم مشاكل وجود حقيقية .. عهود السيادة انتهت .. دعكم منا".
وبالعودة إلى هذا القرار فإنه قرار يتسم بالعور والعرج من كل جوانبه فهو لم يعامل المسلمين الذين هجروا من اسبانيا ذات المعاملة مجسداً الازدواجية في المعايير التي تعود عليها الغرب عندما يكون الصهاينة واليهود على علاقة بأي قرار أو موقف يتم اتخاذه ،
ونقلت الصحف الاسبانية قول رئيس رابطة الإرث التاريخى للأندلس بايى لوباريس أن "على إسبانيا أن تمنح نفس الحقوق لكل الذين طردوا من البلاد وإلا سيكون القرار عنصريا"، وقدم أسماء عدة عائلات تقيم حاليا فى شمال إفريقيا وترشحها للحصول على الجنسية الإسبانية.
ونوهت الصحف بوجوب قيام جميع دول العالم التي أجبر اليهود على الخروج منها بمنح أي يهودي ينتمي إليها الجنسية من جديد، خاصة أن الكثير من اليهود في العالم دفعوا ثمن مذهبهم الديني"، .
ويذكر أن اليهود السفارديم هم الذين تعود أصولهم الأولى ليهود – أيبيريا- إسبانيا والبرتغال الذين طردوا منها، في القرن الخامس عشر، وتفرقوا في شمال أفريقيا وآسيا الصغرى وبلاد الشام، ويمكن التعرف عليهم بسهولة لأن لهم لغة خاصة هي لغة «لادينو»، وهي مزيج من اللغة اللاتينية بما تحويه من كلمات عبرية.
ومن خلال ما تقدم يمكن الوصول الى ما يلي :-
• مدى المحاباة التي يحظى بها الصهاينة واليهود من المجتمع الغربي حيث تم حصر حق العودة والجنسية باليهود فقط دون الالتفات إلى من تم تهجيرهم من المسلمين من ابناء إيبريا.
• الجدل الذي يتميز به الصهاينة واليهود ، فرضاهم غاية لا تدرك ، وبالرغم من منحهم هذه الميزة إلا ان الكثيرين منهم لا يرضى بذلك كما عودونا دائماً فهم اناس لا يتقنون الا الجدل والمراوغة وإختلاق الروايات التي تعوزها الحقائق والاثباتات .. وهذه رسالة بحد ذاتها لفريق مجموعة أوسلو.
• التمييز الواضح بين منح حق العودة والجنسية لليهود بقرار فردي من حكومتي اسبانيا والبرتغال وعدم الاعتراف أو الإقرار بحق الفلسطينيين بالعودة إلى فلسطين تحقيقاً وتنفيذاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 .
• ومع وجود اصوات في البلاد العربية التي هاجر منها اليهود الى فلسطين على اعلى المستويات تطالب وتسمح لليهود بالعودة الى البلاد التي هاجروا منها سواء في العراق او المغرب إلا أننا لا نجد ذات الاصوات في الكيان الصهيوني التي تنادي بالسماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم ...
ومع انني من أكثر الناس حماسة لتحقيق دولة فلسطين الديمقراطية التي يمكن أن يعيش فيها الجميع متساوين في الحقوق والواجبات دون النظر إلى الدين أو الأصل أو المذهب ، فإن تحقيق ذلك يتطلب أيضاً ضرورة تبني العرب لتحقيق حق العودة المتوازن من حيث عودة الفلسطينيين إلى فلسطين كحق تاريخي ضمنته الشرعية الدولية، ومن حيث عودة اليهود إلى الدول العربية التي هاجروا منها ، واقول حبذا لو تم تضمين ذلك في مبادرة السلام العربية حتى يشارك العرب بالحل على ارض الواقع ، لا أن يكون ذلك بالاعتراف باسرائيل والتطبيع معها إن هي وافقت على ما ورد في المبادرة من بنود ، ومنها ضرورة التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 إذ لم تؤكد المبادرة نصاً على حق العودة بل تركت الأمر للتفاوض مع الجانب " الاسرائيلي " آخذين بعين الاعتبار ان الكيان الصهيوني يلوح وفي مناسبات كثيرة بطلبه تعويض اليهود الذين هاجروا من الدول العربية وبأرقام يمكن اعتبارها فلكية إذ وصلت قيمة المطالبات الى 300 مليار دولار إذ يكرر المسؤولون الصهاينة وفي أكثر من مناسبة ، بان عدد اليهود المهاجرين إلى فلسطين من الدول العربية قد بلغ 865 ألفاً مقابل 750 ألف فلسطيني تم تهجيرهم من فلسطين عام 1948.. فهل يحظى ذلك بالقبول ... لعلي أبدو حالماً مع دراكي بأن ذلك لن يحظى بالموافقة عليه بسهولة .....
ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
23/2/2014



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عباس ... والهراء
- الاسلام السياسي و -الربيع العربي-
- دستور الدساتير
- عباس ... والغطاء
- مفاوضات ... حتى الممات
- دولة فلسطين الديمقراطية
- يهودية دولة
- حكايات .... ابو مازن العباسي
- أسرانا يهربون الخلود
- الطائفية والدين والقومية
- بين مرسي والسيسي ... سي
- قادتنا الملهمون ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - العودة .. دون مطالبة